Saturday, May 11, 2013

تجربة أولى مع الأدب القادم من بلاد الشمس

إن كنتم قد قرأتم رواية الغريب لألبير كامو فلاشك أنكم ستذكرون السطر الأول الذي بدأ فيه كامو حكايته وغرابته إذ قال : أمي ماتت اليوم. أو ربما، بالأمس: لست أدري " هذه الحيادية الصادمة التي بدأ بها كامو تتكرر هنا على يد الكاتب الياباني يوكيو ميشيما , وعلى خلاف ما ورد على غلاف الرواية فإن الرواية لا تتحدث من قريب أو بعيد عن صعود الفاشية اليابانية التي قادت البلاد إلى الدمار , وإن كانت الأحداث تحصل في وقت صعود الفاشية .
يروي لنا ميشيما قصة فتى لم اعرف اسمه ولا اظن ان اسمه ذكر في الرواية , فتى بمشكلة لا يعاني منها الكثيرون حول العالم وهي أنه لا يشعر بأي إنجذاب إلى الجنس الآخر , وفي ذات الوقت تعجبه وتستهويه أجساد أبناء جنسه , وهو إذ يعيش في هذه المعضلة فإن أحدا من البشر لا يعلم عن هذا الأمر , وهو يبقي سرّه لنفسه محاولا قدر الإمكان وهنا الأمر المثير للحزن وللشفقة ان هذا الفتى يحاول جاهدا أن يبدو طبيعيا , ان يحب فتاة ما , ان ينظر غلى صورة فتاة عارية لكي تثيره , لكن هذا لا يحدث , أو لا يحصل كما يريد , الأمر الذي يعيدني غلى كامو الذي كان قد قال " لا أحد يعلم كم يبذل البعض جهودا جبارة فقط من أجل ان يكونوا أناسا عاديين "
ما معنى أن تكون عاديا ؟ هل العادية ان تكون مشابها للآخرين ؟يالها من تعاسة إذا .
إن كنت من هواة إطلاق الأحكام على البشر فلا أظنني معنيا بنصيحتك , لكن لباقي بني البشر الذي يعرفون أن الإنسان كائن سافل قذر بطبيعته , إلى معشر الخطّائين من البشر أقول ربما تكون هذه الرواية مناسبة لكم لانها تظهر لكم مأساة أن تحاول ان تكون "طبيعيا" دون ان تجد إلى ذلك سبيلا .
الرواية جيدة , مسلية أحيانا , مملة أحيانا , على الرغم من قصرها