Saturday, May 11, 2013

الحياة قاسية علينا كلنا


يقول الصديق أبو جمال في حكمته التي سارت بها الركبان أن الحياة قاسية علينا كلنا , وفي هذه المقولة شيء من الصحة إذ انك بمجرد أن تسأل أياً كان عن حياته فسيجيبك بعد حمد الله أن حياته تسير من سيء إلى أسوأ , ولوهلة قد يعطيك هذا الكلام شعورا بالراحة إذ ان فكرة ان الجميع يعاني تجعل من الحياة امرا قابلا للاحتمال , لكن وبعد هنيهة تعود وتفكر : كيف يحق لابن الوسخة هذا ان يشتكي ويتذمر فيما هو يحيا في نعيم مقيم _من وجهة نظرك _ وهذه المعضلة ليست يسيرة الحل أبداً 
إذ انك تفكر في ان الدنيا دار اختبار وبلاء ولذا فعليك ان "ترضى" وتحتسب أجرك عند الله وتتذكر قول الرسول الكريم :عجبا لأمر المؤمن ,,,,إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " 
لكن الجزء الدنيوي المادي منك يفكر: هذا الذي يتقلب في النعم ويشكو أن حبيبته خانته أو انه لم يحصل على المنحة التي أرادها في أوروبا لا يحق له أن يشكو مثلي أنا الذي لا اجد ثمن دواء أنقذ به والدي من الموت _ مثلا_ .
وفي هذا المقام أتذكر قول الحكيم جورج أورويل عندما قال : كل الحيوانات متساوية لكن بعضها اكثر مساواة من بعضها الآخر 
نعم يا ابو جمال : الحياة قاسية علينا كلنا , لكنها أقصى على بعضنا من بعضنا الآخر .