Friday, April 29, 2011

اللعنة علي ,,قصة قصيرة بقلمي


لا ادري ما الذي اوحى لوالده ان يسميه سعيدا .......على الرغم من انه "اي الوالد " لم يمنحه يوما سببا ليكون سعيداً  وكذلك الحياة لم تفعل ....على كل كان سعيد يعيش ربيعه الثالث والعشرين على ظهر هذا الكوكب اللعين واقول "ربيعه" تجاوزا والا فالحقيقة الواضحة كالشمس انه كان يعيش شتاء العمر مواجها عواصفه ورعوده ..........فان كان يجوز ان تسمى هذه المرحلة التي يعيش بربيع العمر فكيف اذن سيكون خريفها والادهى والامر كيف سيكون شتائها


جاء سعيد الى هذه الحياة كما ياتي الفقراء اليها وفي فيه "حذاء مرقع "لكنه كان كما بقية الفقراء يحيا على الامل والامل كما علمه والده ليس غنىً مفاجئا ينزل عليه من السماء ولا قريبا ثريا يموت مرثا اموالا وقصورا بل الامل كا الامل هو  شهادة جامعية يفاخر بها الدنيا شهادة تكون بمثابة  مصباح علاء الدين  السحري القادر على تحويل الاحلام الى حقائق والطلبات لديه اوامر


وعلى هذا الاساس اجتهد سعيد ودرس كما لم يفعل احد وعلى الرغم من ذكائه الحاد الا انه ارتكب خطأ لا يغتفر في وقت لا يغتفر  فخلال اهم سني حياته _ الا وهي السنة التي يتقدم بها الى امتحان الثانوية العامة _ احب فتاة ما في المكان الفقير الذي يسكن فيه ....تلك الفتاة التي احب صورتها ولنى لها في خياله قصورا وراى يحاة لا تشبهها الا حياة الامراء في الف ليلة وليلة احب فتاة كانت تشاركه  الفقر الا انها كفتاة كانت كل الابواب مفتحة امامها بفعل جمالها الخارق للعادة وكان الخطاب لا ينفكون يدقون بابها


ليس حبا في سعيد ولكن لانها علمت ان جمالها في يوم من الايام قد يزول ولن يبقى لها الا شهادتها ولذلك اجتهدت هي الاخرى وبذلت كل ما استطاعت من اجل ان تصل الى معدل يؤهلها الى دخول جامعة ترغب بدخولها وبالطبع كما تفعل كل الجميلات وكما يحدث لكل الفقراء لم يجرؤ سعيد  يوما على  التحدث اليها على الرغم من انه كان قد الف له اشعارا لم تخطر ببال نزار وكتب لها ما لم يكتبه شكسبير لامراءة من قبل وعلى الطرف الاخر كانت تعلم  تلك الخبيثة الماكرة  تمام العلم مقدار حبه لها الا انها كانت اقسى او ربما اذكى من ان يرق قلبها لقلبه الملتاع بحبها


المهم ...........نجح سعيد في امتحان الثانوية واحرز معدلا اقل مما كان يامل ولكنه جيد ليدخله الجامعة التي يريد ..........الا انه اصطدم بالعقبة التي يصطدم بها هو و الملايين غيره الا وهي ان والده غير قادر على تدريسه لا في الجامعة التي يريد فقط بل في اي جامعة اخرى


اللعنة على الملايين غيري كل ما اريده هو ان ادرس فقط ان ادرس....... قطعت نصف الطريق نحو المجد ونحو التخلص من ثياب الفقر التي حفظت بصماتي وحفظني الناس بها


لجأ الى العمل كما يفعل الكثيرون غيره وهو الان لم يعد صغيرا ليواجه تحديات الحياة ومصاعبها "على افتراض انه كان يحيا قبل هذا بنعيم مقيم "


لم تضعف عزيمته ولم تهن بل واصل العمل لسنتين كاملتين كان خلالهما يساعد والده في مصروف البيت واضعا نصب عينيه هدفا واحدا الا وهو شهادة جامعية تمكنه من تغيير حياته


وبالفعل نجح في جمع مبلغ لا باس به ليدخل الى جامعة من المبالغة بمكان ان توصف على انها جامعة لكن ما امت تنمح شهادة فلم لا !!؟ 


واصل دراسته وواصل العمل ايضا وواصل والده كذلك مطالبته بالمساعدة في مصروف البيت


عمل في مهن عدة وحاول قدر استطاعته ان يوفق بين دراسته والاعمال التي يعمل بها "لانه في بعض الاحيان وخاصة في اوقات الاجازات كان يمتهن عدة اعمال في ان واحد " ولولا الذكاء الذي منحه الرب لبائت محاولاته الدراسية بالفشل


وكما حدث له في اهم عام في حياته احب فتاة اخرى


فتاة اخرى انسته فتاة المراهقة الاولى


اللعنة عليها ............هل هذا وقتك لتظهري امامي هكذا ؟؟؟ من اين اتيت لي ؟


حاول تجنب التفكير بها لكنه عقله الباطن واصل هواية رسم الاحلام ولم تكن تلك الاحلام سواها بطبيعة الحال


سوزان او سارة او ليلى لا ادري ما اسمها ولست اهتم ........المهم انها سلبته لبه وكما لم يفعل اول مرة صارحها بمشاعره فصارحته بمبادلته تلك المشاعر


احبها بجنون واحبته كذلك بجنون


لم يتوان ولو للحظة واحدة عن مساعدتها حيث استطاع فعل ذلك باعتبار انه كان من الاوائل على دفعته


كانت بابتسامة واحدة منه تستطيع تغير مزاجه الف درجة ........معها كان يحس انه لا زال في الحياة امل .......لا زال من حقه ان يبتسم بعد ان فعلت به الحياة ما فعلت


احس بحياته تنقلب الى راس على عقب .........."لاول مرة في حياتي اكون اسمى على مسمى .........لاول مرة في حياتي اكون سعيدا وسعيدا "


يقولون او ربما انا من اقول ان الربيع هو اقصر فصول السنة وكذلك كان ربيع "سعيدنا "


ففي مساء ليلة شتوية ممعنة في البرودة او ربما قبل فجرها بقليل عاد سعيد الى بيته من عمله منهكا مهدود القوى الا انه وجد امه مستيقظة على غير العادة


سالها عن سبب استيقاظها الى هذه الوقت فاجابته ان والده غائب عن البيت منذ الصباح سالها وما الغريب في هذا ؟خاصة انه وبحكم عمل والده فانه معتاد على المبيت خارج البيت مدة قد تصل الى يومين او اكثر بقليل


الا ان ام سعيد ذكرت ابنها البكر ان والده لا يعمل منذ عدة اشهر


حاول ان يطمئنها على والده الذي كان من الجور والجهل ان توصف علاقتهما معا بالطبيعية فالشاب في عالم والاب في عالم ولا يتقاطع هذان العالمان الا داخل جدران هذا البيت المتهالك


 حاول ان يطلب رقم هاتف والده الا انه لعن النسيان مرارا عندما  تذكر ان والده كان قد باع جهاز هاتف بمبلغ خمسة دنانير قبل اسبوع لان البيت لم تكن في قطعة خبز واحدة ومع ذلك قام الوالد الحنون بشراء علبتي سجائر ليقضي بهما شهوته بدل ان يسد جوع زوجته التي احتملته سنين طوال على امل ان يتغير الحال ويتبدل.  


نحن الان في اخر الشهر ولم يكن في جيب سعيد سوى دنانير قليلة لا تكفي الا لبلوغه مكان عمله وقرر ان لا يذهب الى الجامعة هذا الاسبوع لانه وببساطة لا يملك نقودا توصله الى الجامعة


"استطيع تحمل البعد عنك يا سارة لكنني لا استطيع مشاهدة امي تكتم بكائها الما وجوعا " هكذا قال في نفسه


مضت الايام الخمسة المتبقية على الشهر واخذ سعيد راتبه   وكم كانت ضحكته مدوية ومؤلمة عندما علم انه ولسبب لم يفهمه كان راتبه "والذي هو اساسا لا يكفييه"   ناقصا  عن المعتاد لم يتذمر كثيرا


الاسئلة التي تجول في باله كثيرة جدا


ما الذي حدث لابي ؟ هل من الممكن ان يكون قد غادر الحياة وتركنا ؟؟؟ نعم كنت ساحزن لانه مهما يكن من امر فانه يظل والدي


هل هو في المستشفى ؟؟؟ واي مستشفى تلك ؟


اين سابحث عنه ؟


اللعنة على هذا التوقيت ؟؟ الامتحانات على الابواب وانا لم استكمل بعد دفع ما علي من نقود للجامعة !!! ان كان والدي قد مات فعلا فمن سيعول عائلتنا !!! ان الموت الف مرة اهون علي من ان ارى والدتي تحتاج!!!.


وضع النقود في جيبه وعاد الى البيت كالعادة متاخرا عن شروق الشمس بساعات قلائل  ......وضع المنبه على الساعة السابعة صباحا ليذهب الى الجامعة ويدفع ما عليه من نقود ليسمحوا له بالتقدم الى الامتحانات النهائية التي باتت على الابواب وكان المبلغ الذي تطلبه منه الجامعة اقل بعشرة دنانير من راتبه


ضحك مرة اخرى


لكن ان كان سيدفع هذا المبلغ للجامعة فكيف سيتدبر مصروف البيت


فكر طويلا ثم قرر ان يترك الموضوع للقدر  ...........وما اسرع ان جائه الجواب


لم يكد يغلق عينيه لترتاحا الا وبجرس هاتفه يرن ...........كان الرقم من خارج البلد


استغرب لثانية وخاف لثوان  اخرى  لكنه اجاب حتى لا يضطر هو الى اعادة الاتصال


كان الصوت على الطرف الاخرمن الهاتف صوتا مالوفا للغاية انه صوت "والدي "


على الاقل هو ليس ميتا !!!!


مرحبا........... سعيد؟


نعم سعيد .......كيف حالك يا ابي ؟


اسمعني جيدا ...... لست بحاجة لتبرير ما افعل لاحد وخاصة لابني ولكنني اريد ان اخبرك ان تكاليف الحياة باتت كثيرة جدا وانا تعبت فعلا من الانفاق عليكم طيلة هذه السنوات دون اي امل في ان اعيش ولو لثانية ..ببساطة لم اعد استطيع التحمل وعليك انت ان تعتني بامك واخوتك الصغار "


كان للامر وقع الصاعقة علي سكتت لثوان احسستها ساعات طوال  شاهدت سارة في ثوب الزفاف الابيض وفجأة بدات تختفي


لثوان عدة لم اعد استمع الى الطرف الاخر من الهاتف


الا انني سمعت صوتا ينادي علي : سعيد ........سعيد


نعم؟


اريدك رجلا  يعتمد عليه


وهنا لم استطع لجم نفسي فضحكت ضحكة ايقظت امي واخوتي


سالني لم تضحك ؟


اخبرته ان جوابي لن يعجبه


ماذا تقول ؟


 نعم من المستحيل ان يعجبك جوابي  لانه وبكل بساطة  انت تريدني ان اكون ما لست عليه ..........تريدني ان اكون رجلا وانت هربت في اول فرصة هرب لاحت لك


احترمني .........انا والدك


منذ هذه اللحظة انا يتيم


واقفلت الهاتف


لم يعاود الاتصال وكذلك سعيد


سالته امه عما يوقظه الى هذه الساعة المتاخرة من الليل فلم يجبها وكتم دمعة في عينه


لم ينم ليلتها على الرغم من انه حاول


فكر انه" لابد ان تشاركني سارة هذه اللحظة لتكون معي كما يفترض في السراء والضراء


وانا من اسبوع لم اتكلم معها  وهي لم تكلمي


هل الوقت متاخر ..........حتى ولو"


ضرب رقم هاتفها الذي حفظه اكثر من راحة يده ..........فجائه الجواب ان الرقم المطلوب غير مستعمل


حاول طلبه مرة اخرى عله يكون اخطأ في طلب الرقم الا ان الجواب كان نفسه


تعجب وظن انه قد نسي الرقم في خضم ما بحدث حوله


يا رب السماء والارض ماذا افعل ؟؟؟


يستحيل علي ان اخبر امي بهذه المصيبة .....او على الاقل الان


ارتدى ثيابا سميكة .......او بالاحرى ارتدي الثياب التي لا يمتلك غيرها ونزل الى الشارع ماشيا على غير هدى


تذكر ان اخوانه لا زالوا اضغر من ان يعملوا


تذكر اجار البيت الذي يسكنونه


تذكر ان صاحب البيت سيحاول باي شكل من الاشكال طردهم منه متناسيا خمسة عسر عاما من "صباح الخير ايها الجار ومساء الخير ايها الجار " لا لشيء فقط ليؤجره بمبلغ اكبر لعائلة اصغر


تخيل منظر عائلته وهي تلقى الى الشارع


تذكر قرضا كان والده قد اخذه منذ زمن زلا زالوا يدفعون المبالغ المستحق عليه والفوائد المتراكمة الى الان


تذكر انه ان لم يدفع القرض في موعده فستطلب الشرطة والدته


تخيل منظر سارة وهي تزف الى رجل غيره ..........قد يكون زميله ........قد يكون قد "غششه"في احد الامتحانات لكنه على الاقل يملك نقودا لابد انها ستمكنه من سراء شهادته


الافكار تاخده يمنة ويسرة ...لم يعد قادرا على الفصل بين الوهم والحقيقة والشعرة التي تفصل بينه وبين الجنون كانت قد قطعت مع انتهاء مكالمته مع والده


فكر طويلا .........اين يذهب ومن يساعده في هذا الوقت المتاخر من الليل


لم يكن سعيد متدينا ولكنه كذلك لم يكن ملحدا ايضا


نظر الى السماء ووسالت على وجنتيه دمعتان دفئتا جسده


قال يا رب ولم يضف عليها اي شيء .


الليل شديد الظلمة ........الشارع لا ضوء فيه على الاطلاق ........والبرد شديد "يقص الحجر "


لا يدري سعيد اين يسير او الى اين تحمله قدماه .......الا ان ما يعرفه هو ان غده سيكون اشد حلكة من هذا الليل البهيم


الا ان ما ازاح شيئا من الهم عن قلبه هو انه سيرى محبوبته غدا .........لابد انا ستخفف عنه بعض الشيء ........ولابد انها ستحمل عني بعض هذا الحمل


 طلعت بوادر الصبح وعلت زقزات العصافير الا ان هذا لم يعنه في شيء


ذهب الى الجامعة فكان من اوائل الواصلين اليها ذهب الى المكان الذي اعتاد على لقاء سارة فيه الا انه تذكر ان الوقت لا زال مبكرا جدا على قدومها


فتوجه الى مكتب مدير شؤون الطلبة عل قلبه يرق له


لكن المكتب كان مغلقا .........جلس على الارض منتظرا قدومه


مرت ساعة واثنتان ثم اتى "صاحب العطوفة متاخرا اكثر من ساعة على دوامه


انتظر سعيد ربع ساعة ليمكن عطوفته من شرب قهوته على مهل ثم استاذن ودخل عليه


اخبره بقصته والدموع تكاد تنزل من عينيه الا انه يكبحهما باقصى ما يستطيع من تلك الثروة التي يملكها الفقراء وتدعى كرامة  


يستمع صاحب العطوفة اليه والاكتراث غير باد ابدا على ملامحه الا ان سعيد استمر في روي قصته


ثم اخرج من جيبه النقود ووضعها امام صاحب العطوفة قائلا انه سيتوجه الان لدفعها إيجاراً للبيت الذي يسكنون


ابدى" حضرته"بعض الاهتمام وقال له : انا اصدقك يا بني وساحاول مساعدتك وباذن الله ستحل قضيتك سريعا وسنجلب لك اعفاءا من الرسوم ومن اي مبالغ اخرى قد تدفعها


فقط اعطني هويتك الجامعية وراجعني في نهاية اليوم وباذن الله ستنال ما تحب.


شكره سعيد وقبل راسه وربما كاد يقبل يديه و"صاحب العطوفة "يتظاهر بالتواضع وهو في الحقيقة يود لو يسمح له لا بتقبيل يديه فقط بل بتقبيل قدميه الاثنتين .


انشرح قلبه واحس ان جبال العالم كلها قد ازيحت عن صدره  ولم يبق الا ان يشارك سارة هذه الاخبار المطمئنة


ذهب الى القاعة التي يفترض انهما ياخذان فيها احدى المواد فوجدها تجلس في مكان غير الذي اعتادا الجلوس فيه  الى جوار شاب وتضحك معه ويتحدثان بتقارب شديد لم يفكر في الموضوع كثيرا ولم يبال ابدا فهو واثق من حبها له كما يثق بطلوع الشمس من مشرقها


سلم على الشاب ومد يده ليسلم عليها ..........مدت يدها فلاحظ وجود خاتم في اصبعها


اللعنة على عيني ان لم يكن هذا خاتم خطوبة قال في نفسه


استئذنت من الشاب ان تتكلم مع سعيد بعد ان لاحظت انتقاع ملامحه


انتحيا مكانا في زاوية القاعة واخبرته وبكل اختصار :ارجوك يا سعيد ان كنت قد احببتني في يوم من الايام ارجوك ان تنساني ...انا اليوم مخطوبة من صديقك "زياد"


وارجوك ان لا تثير فضيحة ما كان بيننا هو حب نبيل ولندعه ذكرى جميلة ولنبق اصدقاء .


الحقيقة ان سعيد لم يعد يسمع اي كلمة بعد ان قالت كلمة زياد


نهض وهي لا زالت تتكلم.........نادت عليه .............نظر حوله فكانت كل الوجوه تنظر اليه وكانها كانت تسمع كل كلمة من حديثهما ..........حاول البعض كتم ضحكاتهم و وابداها البعض  معلنا الشماتة


مضى سعيد خارجا نادت عليه سارة بصوت اعلى ............اصطدم بالمدرسة اثناء دخولها للقاعة ........لم ينظر ولم يعتذر  ..........اغلقوا الباب ومضى هو وعادت سارة الى جوار زياد وكأن امرا لم يكن .


بكى سعيد وهو يسير بثيابه البالية التي كان يرتديها منذ ليلة الامس نظر اليه البعض والبعض لم يبال بحرقته .


 فجأة تحول البكاء الى ضحك هستيري  ازعج الجالسين حوله عندما جلس حيث اعتاد الجلوس مع سارة


"لابد لها ان تخطب الى سعيد انا اكيد من هذا .........بالطبع لا بد لها من ذلك ........زياد يملك نقودا .........زياد لديه عائلة مشهورة بنفوذها .........زياد لديه والد اما انا فلا .


هل حديث الانسان مع نفسه جنون ...........ان كان كذلك فما المانع .......واي عقل ابقته لي الحياة "


سخر من نفسه ومن اكتراثه براي الناس وفيه وهو قاب قوسين او ادنى من الحضيض


اشترى علبة سجائر وبدأ يدخن ........لاول مرة في حياته تلمس شفاهه سيجارة .....الا انه كان يفكر اليوم لم يعد لدي اي شيء اخسره


دخن بشراهة كاشره ما يكون المدخنون ..........ذهب في تفكيره الى اماكن بعيدة جدا ..الا انه عقد العزم خلال ساعات من التفكير الى انه لن يفشل بل سيجمع نقودا وسيحوز مجدا لا لشيء فقط ليظهر لوالده انه قادر على ان يكون رجلا .....لا لشيء فقط ليظهر لسارة انها خسرت رجلا هو بالفعل رجل


مرت الساعات سريعة ولم يبق على تحقيق امنياته سوى ان يخبره " صاحب العطوفة بما يريد ان يسمع


ذهب اليه قبل الموعد المتفق عليه قائلا لنفسه ان "حضرته " لابد سيتفهم لهفتي على الاخبار الطيبة


طرق الباب بهدوء فسمح له بالدخول


سلم على عطوفته وساله ان كان يتذكره اخبره ان نعم


لاحظ ان وجه " صاحب العطوفة "لا يبشر بخير  لكنه منع نفسه من التشاؤم  :ربما ان "سارته" قد تخلت عنه وهو لذلك لا يطيق النظر الى وجهي .


سأله صاحب العطوفة:لم لم تخبرني انك لا تحمل رقما وطنيا ؟


عفواَ؟


انت غزاوي اليس كذلك ؟


نعم انا كذلك ................عفوا ولكن ما المشكلة


يا سعيد انت احرجتني.......... فالمعونات والاعفاءات فقط لابناء البلد


وانا ابناء من؟


انت غزاوي


نعم لكنني وابي مولودان هنا


انت مش ابن البلد !!!!


تذكر وهو يسمع هذه الكلمات كل مرة منع نفسه من القاء ورقة على الارض او على الشارع حفاظا على نظافة وسمعة "البلد


ضحك قليلا لخاطر مر بباله ..........خاطر ربما سندم طوال حياته على انه لم يبادر لفعله


اَه لو املك الجرأة اللازمة لابول على كرشك الممتد امامك ايها الاحمق!!! لست من ابناء البلد !!!؟


اتعلم شيئا قال سعيد


ماذا ؟


انت وامثالك من تيسيؤون الى هذا البلد


انا ابن هذا البلد وابن هذا الوطن اما انت وكرشك هذا فلستم من هذا البلد


نهض تاركا "صاحب الحضرة"يحاول النهوض عن كرسيه مناديا على الامن مهددا ومتوعدا


خرج سعيد من عنده اقوى مما دخل عليه .............مشى في الشارع بكى مجددا وبحرقة ..............اللعنة عليك يا صاحب العطوفة


اللعنة عليك يا زياد


اللعنة عليك يا جارنا


اللعنة على مديري اللص


اللعنة عليك يا سارة


اللعنة عليك يا................فكر قليلا .........زاد بكائه حرقة


فليسامحك الله يا ابي


اللعنة على الحياة  ..............نعم اللعنة على الحياة  لانني لم افهم الحياة بشكل صحيح


يتناول علبة السجائر .........انها اخر سيجارة  ...يشعلها ويحاول التفكير في حل ما


يدخل الى احد البنوك متكرا انه سمع في يوم ما عن موضوع اقراض الطالب  المشكلة ان قسم الاقراض يقع في الطابق الاخير


يصعد سيرا على الاقدام لانه يخاف من المصاعد  تنهك قواه فيلعن التدخين


قبل ان يصل الى الباب يتذكر انه لا يحمل رقما وطنيا .........اللعنة على نكبتي !!


يشعر بالكون يضيق عليه يفتح باب السطح ليستنشق هواءا نقيا


انه الان في الطابق الرابع ......... فلاقفز  الان من هنا وارتح من كل هذا العذاب .......يختار زاوية ليقفز منها ...............يرى صورة سارة امامه في الثوب الابيض تزف الى زياد


يرى والده يعاقر الخمر في احدى الحانات


يرى صاحب الحضرة يتزوج فتاة بكرا عشرينية


اللعنة عليكم جميعا


يعقد العزم على القفز ..........تظهر له امه وهي تبكي وعمال يلقون بعفش البيت الرث الى الشارع وصاحب البيت يفرك يديه ببعضهما البعض فرحا مسرورا


يتذكر صوت ابيه وهو يقول له كن رجلا .........................ما الذي افعله ؟


هل جننت


بعد كل هذا العذاب هل ساتحول الى ابي


نعم يا ابي ساكون رجلا لم تكنه يوما


نعم يا ابي ساكون على عكسك تماما


نعم يا ابي لن اهرب يوما .........لن اهرب يوما 


اللعنة علي.........اللعنة علي .......نعم علي

ووتر جيت محلي ,,,نشر في حبر دوت كوم


 في العام 1968 نجح ريتشارد نيكسون في أن يصبح الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الامريكية، الا انه كان قد
تمكن من الفوز على منافسه بفارق ضئيل جدا، الامر الذي هدد بأن تكون أعوامه في البيت الابيض اربعة لا ثمان، ولذا في الانتخابات التالية وبالتحديد في العام 1972 قام باللجوء الى وسيلة قد تعتبر بالنسبة الينا نحن العرب تقليدية ولا تشوبها شائبة فساد على الاطلاق، الا وهي التجسس على المكالمات الهاتفية الواردة والصادرة من مقر الحزب المنافس لحزبه. وكما يليق ببلد فيها قضاء مستقل وصحافة حرة (الى حد ما) تمت متابعة القضية ولم تنجح محاولات السي اي ايه ولا محاولات البيت الابيض ل “لفلفة” القضية ومعاقبة المقبوض عليهم فقط دون الإلتفات الى من امر بعملية التنصت.

المهم أن الرئيس الامريكي لوحق قضائيا واجبر على تقديم استقالته واعتبرت هذه الواقعة اكبر فضيحة سياسية تهز أركان البيت الأبيض ومؤسسة الحكم الامريكية.
والحقيقة أنني كلما قرأت عن هذه الفضيحة دمعت عيناي، ليس فرحا بالقضاء النزيه فقط، ولا بقوة الأثر الذي تلعبه الصحافة الحرة فقط، بل لأن عشرات “الووترجيتات” تحدث في بلدي دون ان يتزحزح كرسي مسؤول، بل ودون ان تقض الكوابيس مضاجع مسؤولينا الاحباء.
وقبل ان أُرمى بأنني من جماعة تهويل الاخطاء وتحويلها الى خطايا، سأعدد عليكم امورا أرى انه كان من الواجب أن يقال لأجلها مسؤولون كبار في بلدي:
الاعتداء على مواطنين أردنيين كانوا قد تجمعوا بشكل سلمي رافعين العلم الأردني على دوار الداخلية ليس بالشتائم فقط بل وبالضرب بالحجارة وبالهراوات، الجاني معروف “مش البخيت”، والضحية معروفة، والاعلام لم يكتف بالتصوير فقط بل وتم الاعتداء عليه ايضا، والنتيجة؟ لا إدانات لأن المسؤولين الكرام قد ارتأوا أن ما حدث مجرد صفحة لابد وان تطوى، ولذا “قولوا ليس”.
اعتداء أعضاء في مجلس النواب على المواطنين الاردنيين وتهديد أحد هؤلاء النواب للنسيج الوطني الاردني عبر مطالبته لكل من تسول له نفسه بمعارضة الحكومة ان يترك الاردن ويرحل الى “الجسر”، فيما هدد زميله النائب الجنرال “غير العسكري” انه إن لم تتمكن الحكومة من لجم المتظاهرين فإنه قادر على قمعها، وقد كان له ما اراد.
أن يتحول السيد سميح بينو رئيس هيئة مكافحة الفساد الى أهم شخصية في الأردن، ليس لأن المدانين بالفساد كثر، ولكن لأن كل المشاريع الكبرى في البلد قد تم تحويلها الى الهيئة لوجود شبه فساد فيها.
ثم يأتينا موضوع اعتقال الطفل منذر نعيم من مدرسته في اعتداء سافر على حرية التعبير وعلى الطفولة معا، اوليس هذا  كافيا لإقالة الحكومة أو على الاقل معاقبة شخص ما داخلها؟
أما ما كان من المفروض لها أن تكون قاصمة الظهر لأي حكومة كانت فهي قصة سفر أو هروب أو إن شئتم تهريب السيد خالد شاهين من منتجع سجن سحلوب السياحي الى بريطانيا. سجين اردني أدين بتهم تتعلق بالفساد قامت الحكومة بالسماح له بالسفر الى امريكا تحت حجة ان لا علاج لمرض هذا الشخص في الاردن .
ولو لم يكن في هذا القرار الا قتل لقطاع السياحة العلاجية في الاردن لكفى به سببا مقيلا للحكومة، فكيف اذا وإحدى الصحف المحلية تطالعنا بخبر مفاده ان خالد شاهين والذي من المفترض انه متواجد في امريكا يتواجد حاليا في مطاعم بريطانيا “لا مستشفياتها”؟
هذا مجرد غيض من فيض  مما يحدث في بلدي، العديد العديد من الووترجيتات، ولكن لا مسؤول يتنحى ولا كرسي يتزحزح.
علينا والمجتمع غارق حتى اذنيه في نقاش مستمر حول الاصلاح وحول الفساد ان لا ننسى ان الفساد لا يكون فقط عبر يد طويلة تمتد الى مقدرات الشعب، ولا عبر كراس ومناصب تورث وكانها اموال الوالد، بل يكون كذلك عبر مسؤول او موظف يقصر في اداء مهامه، خاصة ان كانت هذه الوظيفة متعلقة بشكل مباشر في قضايا الامة ومصير الشعب. وكما يعاقب الشرطي او الجندي في حال تخاذله عن حماية الحدود فعلى المسؤول ان يقال “على اقل تقدير” ان سمح للأمانة الموكلة اليه بأن تضيع.
علينا جميعا ان كنا جادين في الحديث حول الاصلاح ان ندرك انه ومن الطبيعي جدا بل ومن الصحي للوطن وللمواطن ان  يكافأ المجد على عمله وأن يحاسب المقصر على تقصيره.

Saturday, April 23, 2011

صفحة الانتفاضة الفلسطينية تتعرض للإختراق

تعرضت ومنذ دقائق صفحة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة للسرقة على يد مجهول قام بإزالة الصورة الرئيسيى للصفحة ووضع مكانها صورة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن واتبعها بعبارة " تم الاختراق " لكن مسؤولي الصفحة سرعان ما استعادوا السيطرة عليها وقاموا بإزالة ما اضافه السارق الذي ربما ستظل هويته مجهولة 
الجدير بالذكر ان صفحة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تعرضت للإغلاق من قبل ادارة موقع الفايس بوك دون ابداء الاسباب التي ادت الى الاغلاق , ولم تجد المحاولات المتعددة من ادارى الصفحة لاستعادة الصفحة القديمة والتي بلغ عدد المشتركيين فيها اكثر من 350 الف عضو .
هذا ويعتزم ناشطون فلسطينييون وعرب واجانب تنظيم مظاهرات وصفت ب الحاشدة في مختلف انحاء العالم في ذكرى النكبة الفلسطينية والتي تصادف الخانس عشر من شهر ايار \ مابو 


للمزيد حول ماهية الانتفاضة بإمكانكم زيارة الصفحة الحاصة بها على الفايس بوك  الانتفاضة الثالثة

Friday, April 22, 2011

الولاء بين اللاب توب والقنوة




باهتمام بالغ وربما مبالغ فيه تابعت الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام العربية و الذي كان نصه : كُشِفَ النقابُ في العاصمة الاردنية عمان عن اول حاسوب محمول عربي " 
ولا داعي عزيزي القارئ لتفرك عينيك , فقد قرات الخبر في اول مرة بشكل صحيح , اول حاسوب محمول في العالم العربي هو اختراع اردني صرف , ولذا يحق لك ان ترفع رأسك عاليا بهذا الانجاز الذي مهما حاول البعض النيل منه سيظل في قلبي ووجداني عظيما رائعا ومدعاة للفخر و الكبرياء . 


 ويا الله كم افرحني هذا الخبر وكم اسعدني سماع خبر ايجابي في ظل هذه السلبية التي تطوف في الانحاء , سلبية القمع , والفساد , والاقتتال الغبي على اتفه الامور , اسعدني جدا انه وبينما نتناحر , ونتشاجر و ونفتح رؤوس بعضنا البعض بالحجارة وبالعصي هنالك من يعكفون جنودا مجهولين يحنون رؤوسهم على الكتب ليل نهار ليرفعوا رأس البلد عاليا , اسعدني جدا ان هنالك من فهم الولاء للملك وللوطن بطريقة صحيحة , بالطريقة التي يريدها الملك ويريدها الوطن , اسعدني حتى الثمالة ان هنالك ممن يعيشون بين ظهرانينا من يهتم لأمر الاردن ولرفعته وتطوره "فعلا " لا قولا فقط .


ولكن ولانني انسان كئيب للغاية , ولأن الفرح ليس مهنتي المفضلة , فقد سائني التفكير في هذا الخبر حتى كدت اتمنى لو انني لم اسمعه منذ البداية !!
لماذا ؟ 
ساخبركم بالسبب :
منذ ان اطلقت صرختي الاولى في هذا العالم وكتب المدرسة والاعلام والناس في الشوارع كلهم يصرون  "على الرغم من بعض المعارضات التي اسمعها بين الحين والاخر "  كلهم يصرون على ان الاردن ومن بين كل جيرانه بلد فقير الموارد جدا , لا يعوم على بحر من نفط , ولا ابار غاز في جنباته , ولا ماء لنستغله او حتى لنشربه ,  والصخر الزيتي يُصِر "الخبراء " على اننا لا نستطيع الاستفادة منه على الاقل على المدى المنظور . اي ان ما فهمته من  الثلاثة والعشرين عاما التي عشتها الى الان ان بلدي بلد فقير و "ماكل هوا"  لكن هل يعني هذا الكلام ان نكتفي بالنواح وبوضع اليد على الخد ؟؟ هل يعني هذا ان دورنا الوحيد في الكون هو مشاهدة قطار البشرية وهو يسير بعيدا عنا ؟؟؟
بلدنا فقير ؟؟؟ حسنا حتى البلدان الفقيرة تتطور , حتى البلدان الفقيرة تعمل بجد واجتهاد لتنال مكانا ما في هذا العالم , وهنالك بلد فقير "للغاية " ولديه من الموارد كما لدينا لكنه مع ذلك صار وتحقق ونهض من الكبوة , انها اليابان .
  واليابان كما يعلم الجميع خرجت منذ ستين عاما من حرب عالمية مفجعة الاثار مرعبة الاحداث , اليابان ايها السادة  دمرت مدنها وقراها وباتت اثرا بعد عين , اليابان عانت وربما لا زالت تعاني من اثر القنبلتين النوويتين  اللتين القيتا عليها  فقتلتا ما يقارب الربع مليون انسان 
وخلال ستين عاما فقط , لا بل اقل , استطاعت اليابان العودة الى قطار البشرية بل وقيادة هذا القطار ببيراعة نحو الالفية الثالثة .
اعلم ان كثيرين منكم سيتهمونني بالجنون او بالغباء لانني اقارن بين الاردن واليابان , وان عبارات من قبيل " ما هذا التخريف ؟؟؟ " قد اطلقت بالفعل , لكنني اجرؤ على القول وما المانع ؟؟
ماذا ينقصنا لنكون دولة عالم اول عوضا عن ان نكون دولة عالم ثالث ؟ 
ما المانع لو كان  خبر اختراع اول حاسوب محمول عربي لا يحظى بكثير اهتمام ؟؟ ليس لأنه خبر تافه بل لأنه خبر عادي جدا  ومألوف للغاية , ما المانع لو رأينا جائزة نوبل للكيمياء او الفيزياء او الاداب تمنح لاردني ؟؟
مجددا وابدا : ما المانع ؟
ربما هنالك عقبة واحدة او اثنتان مرتبطتان جدا ببعضهما البعض 
الاولى مناهج التعليم  والتي لابد لنا كأردنيين ساعين نحو الاصلاح ان يكون اعداد مناهج تعليمية تليق بالزمن الذي تعيش فيه وبالمكان الذي نطمح بالوصول اليه , مناهج تعليمية تحث على تطوير البحث العلمي , وتدفع الطالب دفعا نحو الابداع. 
اما العقبة الثانية فهي الفساد 
نعم الفساد الذي ما دخل في شيء الا شانه وقلبه راسا على عقب , الفساد ايها السادة هو ما اخر علينا خبر اختراع هذا الحاسوب , الفساد هو الشماعة التي ساعلق عليها حظي العاثر وذنوبي واخطائي واخطاء شعبي منذ كنت طفلا والى ان تصير عظامي غذاء لدواب الارض , الفساد هو ما يجعل المعلم يدخل الى الحصة غير عارف بالمادة التي يدرسها, غير ابهٍ بمستقبل العقول التي وضعت امانة بين يديه , والفساد هو ما يسمح للمدير بأن "يزوغ " من المدرسة بعد الحصة الثالثة , وهو ما يمكن مدير التربية من العمل في بيته , والفساد هو من يحمي الوزير الخاطئ المخطئ  من العقاب على الجرائم التي ترتكب في وزارته بحق جيل الغد , الفساد هو من يمنح البعثات الخارجية لمن لا يستحقون , الفساد هو من جعل التعليم للاغنياء فقط , الفساد  والفساد والفساد هو من سمح للجامعات بان تصير متنفسا للكبت العاطفي  والجنسي بدلا من ان تكون منصة الإنطلاق نحو السماء , الفساد هو من حول الجامعات الى ساحات قتال لا قاعات نقاش وحوار . 
الخلاصة : بإمكاننا ان نصير دولة يعتمد عليها العالم كله , دولة تصدر العلم والمعرفة الى ارجاء المعمورة كلها , لكن علينا في سبيل هذا , في سبيل تقدم الاردن ورفعته ان نحسم معركتنا مع الفساد لصالح الاردن , معركتنا مع الفساد ايها الاردنيون هي معركة حياة  او موت , يكون فلا نكون , يتعاظم فنتضائل , يتقدم فنتقهقر , يفرح فتنحسر , والعكس بالعكس 
تقدمنا , تطورنا , مجدنا , بل وحتى وجودنا مرهون بقدرتنا على استئصال هذه الافة من مجتمعنا او على الاقل الحد من تغلغلها في مجتمعنا , وبهذا  نكون فعلا وقولا "كلنا الاردن " , ونصل الى ان يكون "الاردن اولا " .  

Saturday, April 16, 2011

اخلاق المحنة ,واخلاق الغضب

 منذ بضعة ايام وبينما كنت متوجها الى العمل حصل امامي موقف لم يستفزني فقط , بل واثار في من الحيرة بالقدر الذي منحني من الغضب ,  فبينما كنت انتظر سيارة الاجرة "السرفيس " لتقلني انا وبقية المنتظرين في الطابور "نعم صرنا نقف في الطابور ولله الحمد " الى مجمع رغدان , جائت سيارة سرفيس مسرعة جدا من خارج الخط واصطدمت على الدوار بشاحنة صغيرة " عربة نص نقل " وللغرابة لم يحدث اي شيء للسرفيس بينما انقلبت العربة "نص نقل " على جانبها , وخلال عشر ثوان  ,عشر ثوان فقط ,كانت عشرات السيارات قد توقفت على الدوار ليس بسبب الازدحام كما قد يظن البعض , بل لإنقاذ ركاب عربة النص نقل والتي لم يكن فيها سوى شاب انجاه الله عز وجل من الحادث ولم يصب حتى برضوض , على الرغم من مشهد الحادث الموحي بغير هذا .
المشهد لم يكن رائعا فقط بل خرافيا , ولم يسبق لي ان رأيته من قبل "للأسف " لاكتشف في شعبي عظمة وشهامة كنت ويالسوء ظني  ظننتها انقرضت من بني جيلي ولم يعد لها وجود الا في كتب المدرسة ممزقة الغلاف , تَسَاعد الناس مع بعضهم واخرجوا سائق الشاحنة خلال ثوان كما سبق وقلت ولم يبال احد منهم بأن يدوس احد المنقذين على مقدمة سيارته او ان يلوثها بحذائه فالحياة البشرية اهم بالنسبة له  واغلى .
انتهى الحادث على خير ولله الحمد واطمأن الرجال الرجال على ان السائق بخير وكذلك فعلوا مع سائق "السرفيس " ومضى كل واحد من اولئك الابطال الذين سيظلون مجهولين الى سيارته 
والى هنا الموقف جميل ورائع ومدعاة لان تفخَر بأن هؤلاء هم ابناء بلدك 
وما هي الا لحظات حتى رأيت ما اجبرني على الشك في سلامة عيني , وصحة اذني , و وجود عقلي من عدمه فبمجرد ان جلس السائقون في مقاعدهم وشغلوا سياراتهم " بالطبع لا احد يستعمل حزام الامان على الرغم من ان حزام الامان قد يكون  هو ما انقذ سائق الشاحنة منذ لحظات " ما ان شغلوا سياراتهم حتى تعالت وبشكل هستيري اصوات ابواق السيارات في محاولة لفتح الطريق العالق بسبب كثرة السيارات المتوقفة اما للمشاهدة او للمساعدة ,,, ولو توقف الامر عند هذا الحد لبقيتُ صامتاً ولظلت الصفحة التي اكتب عليها بيضاء ناصعة ,,,لكن لا,,, ثوان اضافية وتحولت اصوات ابواق السيارات المزعجة الى الحان مؤلمة : شتائم من العيار الثقيل اطلقها السائقون على بعضهم البعض ولولا الله ثم تدخل رجال البحث الجنائي " كما اظن " لتحول الامر الى عراك في الايدي بعد ان كان في الالسن .
اعلم جيدا ان ما اخبرتكم به اغرب من الخيال ,لكنها الحقيقة للاسف  
فكيف بإمكاننا كبشر ان نتحول من النقيض الى النقيض وبهذه السرعة الفائقة , كيف بإمكاننا ان نخلع قناعا ونرتدي غيره دون ان تتبدل ملامحنا ؟ 
ما حدث امامي ايها السادة هو ان أجمل اخلاق الاردنيين ظهرت في المحنة , ظهرت الرجولة والشجاعة والشهامة العربية الاصيلة , ظهرت يوم ان احتاجها الشقيق , لحظة نادت الرجولة لبى الاردنيون سراعا .
ثم ما الذي حدث ؟؟
ما ان انتهى الموقف الطارئ حتى زالت الاخلاق "الطارئة " ...هل يجوز لي ان اقول هذا الكلام ؟؟ 
لثوان او ربما لدقائق تحولنا الى ملائكة ,,,وما لبثنا بعدها ان تحولنا شياطينا 
لست اجرؤ على ان اطالب بالمدينة الفاضلة ولا اطالب بان نكون ملائكة لاربعة وعشرين ساعة في اليوم , لكنني كذلك امل الا نتحول في اللحظات العادية او في لحظات الاستفزاز الى شياطين 
من الطبيعي بالنسبة لي ان تظهر معادننا الاصيلة في لحظات الشدة , لكن هذا لا يبيح لنا ان نظهر اسوأ اخلاقنا الدفينة عندما نغضب 
نرقص ونغني لمنتخبنا في كل محفل من محافل اللعبة , وما ان يلعب ذات اللاعبون في مباراة القطبين "الوحدات والفيصلي "  حتى نبدأ بشتم بعضنا البعض وامور اخرى اخجل من ذكرها 
نتمطى في الفراش صباحا لساعات ونحن نراود انفسنا بالذهاب الى العمل من عدمه , مستعدون للوقوف في مسيرات او مظاهرات لساعات وساعات , نذهب الى مباراة الوحدات والفيصلي قبل ساعات تكفي لأن نقرأ فيها كتابا , لكننا نصاب بجنون "التزمير " لدى  تحول الاشارة الضوئية من اللون الاحمر الى اللون الاخضر وكأننا في سباق "الفورميلا وان " .
يحدث شجار "غبي " لان شخصا نظر الى شخص بطريقة لم تعجبه , وفي ذات الوقت  ما ان تبدأ حملة للتبرع "ولو بالعيون " حتى ترى الاردنيين "حتى اولئك المتخاصمين "يفدون بعضهم البعض بالارواح 
سلوكيات بسيطة , لا يلقي لها الكثيرون بالا , لكنها صدقوني تشي بالكثير 

وفي النهاية اكرر ليس علينا ان نكون شياطينا عندما لا نكون ملائكة 

Friday, April 15, 2011

ها انا اتعرض للإغتصاب


 كم اتمنى لو انني مجرد عاهرة 


لن اضيع وقتي غير الثمين "حرفيا" ولا وقت سعادتكم ولذا ساختصر الكلام وساخبركم مباشرة عن سبب هذه الامنية الغريبة التي ستتيح للبعض نعتي بالاحمق او المنحل او ربما رميي بالبيض الفاسد وبحجارة الشرف المستعارة
كل ما في الامر انني اكره عملي اكره عملي جدا , اكره عملي للدرجة التي تدفعني لان اتمنى معها عدم القدرة على فتح عيني مجددا عندما انام , 
قد يقول قائل ان لا احد في بلادنا يحب عمله , حتى "شو اسمه" لا يحب عمله ويتمنى لو انه يكون رئيس وزراء بلد اخر لا مشاكل فيها , وقد يكون هذا الكلام صحيحا لكن ايها السادة الكرام انا اكره عملي الى الدرجة التي اتمنى معها لو ان الحافلة التي تنقلني اليه تنقلب فينا راسا على عقب . 
تخيلوا لو انكم تعملون في مهنة لا تحبونها ستة عشر ساعة متواصلة , وخلال اول ايام العيد المبارك على الشعب كله  . الا عليك طبعا . 
هل تخيلتم هذا ؟ حسنا 
لو كنت اعمل جراح دماغ لقبلت ان اعمل اول ايام العيد لهذه المدة  كلها دونما راحة لكنني مجرد عامل نظافة , لا رفيق لي سوى المقشة المهترئة التي اعطوني اياها يوم توظيفي وطلبوا مني ان احرص  عليها حرصي على روحي نفسها . 
هو عمل شريف !!! طبعا عملي عمل شريف  وربما تكون هذه المهنة اشرف بكثير من المهن التي يعمل بها اولئك المرتدون لبزات رسيمة اقسم لكم بكل امواتي ان ثمن الواحدة منها اكبر مما اجنيه انا خلال العام الجيد , نعم اعمل في مهنة محترمة لكن هل يحترمني لعملي هذا احد ؟
بالطبع لا ولو كان احد من البشر يحترمني لما القى بنفايته في الشارع 
هل تخيلتم هذا ؟ 
تخيلوا ايضا ان تتعرض للمنافسة على عملك من زملاء المهنة , ثم تتعرض للابلاغ عنك لانك دخنت سيجارة في وقت الدوام , لو لانك سددت رمقك بلقمة تسكت امعائك المستغيثة, ثم ينقل عنك احد زملاء شقائك كلاما لم تتفوه به شفتاك ابدا للمراقب المسؤول عنك , وبالطبع يصدق المراقب كلامه كله ويكذب كل الايمان المغلظة التي اقسمت  , وعقابا لك يقرر اقتطاع مبلغ ما من اللا شيء الذي تناله اخر الشهر 
هل تخيلتم هذا ؟ 
وظيفة مع انها شريفة لا احبها ولا يتمناها لابنه احد
وظيفة لا يحبني لاجلها احد 
وظيفة لا احب معها ايا من رفاق شؤمي 
وظيفة افقد احترامي لنفسي مع كل لحظة تمر علي فيها 
ربما كان بالامكان ان ارضى بوظيفة هذه صفاتها لو ان المقابل المادي لها كان مجديا او على الاقل مقبولا , لكن لا 
هي بضعة دنانير اتلقاها اخر كل شهر , يخصمون منها ضرائب لا اعرف الي جيوب من تذهب , وخصومات لوشايات اعرف تماما اصحابها .
واياكم ان يقول لي احد منكم الجملة التي كانوا يرددونها على مسامعي عندما كنت في المدرسة : النقود ليست كل شيء ؟!!النقود ليست كل شيء ؟؟؟ حسنا 
تخيلوا ان تعملوا كل يوم لساعات لا يحصيها الا الله وفي النهاية تجد ان عاهرة بشعة الملامح , مليئة بالامراض تنال في ليلة  اكثر مما تنال انت في شهر.

 النقود ليست كل شيء !!! حسنا سأتزوج , الف مبروك علي لكن من سيزوجني ؟ لا احد   
وعدتكم الا اسرق وقتكم ولذا ساخبركم بما اشعر به الان وكل يوم 
اشعر بانني تعرضت للاغتصاب 
عفوا دعوني اصحح 
اشعر بأنني في هذه اللحظات غير التاريخية اتعرض للإغتصاب 




اشعر بانني اجلس على الخازوق 
وخازوقي مكنستي 
  

خاتم الخطبة

  

تدرس نجوى في احدى الجامعات المرموقة في البلاد والتي يحلم الجميع بالدراسة فيها وبالطبع لم تاتي نجوى الى الجامعة بفضل نقود والدها ولا بفضل معارفه بل بسب جدها واجتهادها في دراستها الامر الذي ادى بها الى التفوق على اقرانها في المدرسة والجامعة على حد سواء ,,ومنذ اليوم الاول لها في الجامعة كانت قد حرصت على المحافظة على نفسها وحماية عرضها من اولئك الذي يعتقدون ان الجامعات انما جعلت من اجل الجنس والاختلاط السافر ",,,ولم تكن نجوى وهي القادمة من عائلة محافظة للغاية" لتسمح لاي فعل اخرق بالاساءة لها ولوالدها الذي تحترم الارض التي يدوس وقد نجحت منذ اليوم الاول لها في الجامعة في صد جميع محاولات الفتية الذين تحرشوا بها _ وما اكثرهم _ وما زاد من صعوبة مهمتها انها كانت جميلة كالبدر ليلة الانتصاف ,,,,,رائعة كملاك ,,,,,,,خلوقة كقديسة 
وهو الامر الذي جعلها مرغوبة من الجميع  مرغوبة من اصحاب النواية الحسنة ,,الشباب الراغبين بالزواج حقا او اولئك الذين لا يرون في المرأة الا شهوة واداة لمتعتهم 
وفي مبالغة منها في حماية الذات امتنعت نجوى عن مصادقة اي فتاة خلال العام الاول لها في الجامعة واكتفت بصديقة واحدة رافقتها منذ كانت طالبة على مقاعد الدراسة الابتدائية ,,,,,ولم يكن هذا التمنع تكبرا او شيئا من هذا القبيل بل كان محاولة منها لدراسة من حولها ومعرفة طباعهم قبل التورط معهم في صداقة قد تؤدي بها في حال اساءت الاختيار الى درك لا ترغب بتاتا في الوصول اليه 
بمنتهى الاختصار كانت نجوى الحلم الامثل لكل شاب طاهر الروح والكابوس المفزع لشياطين الانس . 

وخلال العام الثاني لها في الجامعة ارتفعت علاماتها وزاد فخر والديها البسيطين بها وصادقت عدة فتايات اختارتهن هي ليكن رفيقاتها في الاعوام المقبلة ,,,,,,,وعلى الرغم من التزامها الاخلاقي الا ان محاولات الشباب في التعرف اليها لم تنتهي على الرغم من ان عددها قد قل كثيرا  بل ان العديدين منهم قد تقدموا للزواج منها  الا انها كانت تقابلهم جميعا بالصد معلنة عزوفها عن الزواج على الاقل في فترة دراستها ,,,,,,الا ان شابا واحدا لم تمنعه المرات الكثيرة التي صدته فيها عن تكرار المحاولة ففي كل مرة كانت ترفضه كان يخبرها انه سيعود ويحاول مجددا ,,,,,وهي تقول له انه انما يضيع وقته في هذه المحاولات العبثية 
جاء باهله مرة تلو المرة وكان الرد دائما ما ياتي بالرفض .
رفض غير منطقي بالنسبة له ولعائلته بل ولعائلة نجوى ايضا  ,,,فباعتقاد والدها انه ان كان في الدنيا شخصان مناسبان لبعضهما البعض فهما نجوى ورياض 
شاب من عائلة مرموقة وثرية  جميل المظهر ,,,,ذكي ,,وفوق هذا كله ذو ادب جم كما عرف والدها بعد ان سال عنه القاصي والداني
اما جوابها الدائم فقد كان انها انما دخلت الى الجامعة لتتعلم لا لتتزوج  
ولم يفلح والداها ولا صديقاتها في ثنيها عن هذا القرار الغريب ,خاصة وان رياض كان قد تعهد لها بان يساعدها على اكمال تعليمها بل وان يسمح لها بالعمل بعد نيلها لشهادتها ان رغبت في ذلك , وهو ما كانت قد عقدت العزم عليه منذ البداية  في مسعى منها لمساعدة والدها في مصروف البيت بعد ان اثقلت كاهله دراستها ومصروف اخوتها والارتفاع الدائم اللامنطقي للاسعار والذي يعاني منه الفقراء والفقراء فقط,,,,ومضت السنون وهما على هذا الحال ,,,,,,,هو يزداد رغبة مع كل مرة ترفضه فيها ,,,,وهي تزداد به اعجابا مع كل مرة يحاول فيها الاقتراب منها ,,,,الا ان هذا الاعجاب كان مكتوما لا تخبر به الا دفترا صغيرا تخبئه وتحميه وكأنه بكارتها
وفي احد الايام قرر ان يكون هذا اليوم هو اليوم الاخير الذي تكون في هذه العلاقة من طرف واحد فقط  فكتب لها رسالة حب يرق لها قلب الحجر  وتجعل الشيطان يقع في الحب .
 قام باعطاء الرسالة الى صديقتها التي اشفق قلبها على هذا المعذب بنار الحب  فقامت تلك الصديقة بوضع الرسالة في حقيبة نجوى دون ان تدري وبعد ساعات عادت نجوى الى البيت لتكتشف ان رسالة جديدة قد وصلتها ,,,,,,,وما ان قرأتها حتى انهالت الدموع شلالا يغسل  وجنتيها ,,,,,اغلقت باب غرفتها  على نفسها وامتنعت عن الخروج بدعوى الدراسة بينما كانت تقرا الرسالة للمرة الالف , وفي كل مرة تزداد اعجابا بصاحب هذه الكلمات وبالمشاعر النبيلة التي يحمل في صدره 
لم تنم تلك الليلة ولم يغمض لها جفن  فيما هي تحاول كتابة رسالة له تخبره فيها عما يختلج في صدرها وعما فعلته بها رسالته الاخيرة ,,,,,,يطلع الفجر بعد انتظار طويل منها ومنه  ,,,,,,,هو ينتظر الرد الذي ستعطيه اياه املا بالايجاب متوقعا الرفض ,,,,بينما هي تنتظر لتخبره عن انها الان باتت مستعدة للارتباط برجل احلامها الذي انتظرته طوال حياتها وانها الان ستستسلم للحب الذي اتى قلبها فاتحا منتصرا .
تعطيه الرسالة عبر صديقتها التي اوصلت الرسالة في المرة الاولى,,,,,تتهلل اساريره منذ ان يرى الرسالة  ويبدأ قلبه بالخفقان كما لم يفعل قلب من قبل ,,,تفاؤل عجيب اجتاحه و لم يدر مصدره وبالفعل كان هذا التفاؤل في مكانه ,,,,,ففي رسالتها التي تفوق رسالته جمالا ومشاعرا نبيلة تخبره فيها بان ياتي الى بيت والدها ليخطبها مصطحبا والديه معه  واعدة اياه بان ما يريده سيتحقق 
وبالفعل وبعد ايام من التوسل عند والده ينجح في اقناعه بالقدوم معه مرة اخرى واخيرة من اجل ان يطلب يد نجوى,,,يذهب الوالد معه ليجد ان الامور مختلفة تماما فنجوى التي لم يسبق له ان راها من قبل تجلس معهم وتقوم وكما جرت العادة بتقديم الضيافة لهم في دلالة على القبول والذي يتم فعلا في تلك الليلة التي سيحفظ الزوجان المستقبليان كل ثانية منها .
تغيرت الاحوال جذريا وبات كل من رياض ونجوى عصفوري حب يعزفان اجمل الحان الهوى ,,,,,,يحبها الى درجة الجنون ,تحيه الى درجة الهوس ,وتمت مراسم الخطبة واتفق الاثنان على عقد الزفاف المنتظر عقب تخرجهما من الجامعة مباشرة
                                                 2   

      لم يتبق على تخرجها سوى ايام معدودات والحلم يوشك على ان يكون حقيقة وفي احدى الايام تعود الى المنزل متأخرة عن موعد قدومها المعتاد  فبسبب تاخر موعد الامتحانات اضطرت الى ان تتاخر حتى الساعة الخامسة مساء وبالطبع و على الرغم من علمها بهذا الامر الا انها فضلت عدم ازعاج والدها او رياض كي ياتي احدهما ويوصلها الى البيت ! فالدنيا امان , والمواصلات سهلة , وما الذي من الممكن ان يحصل لي وان اسير بين الناس ؟  .
وقبل وصولها الى البيت بدقائق يتعرض لها شابان يظهر الشر والسوء على ملامحهما ,,يطلقان بوق السيارة لها علها ترد  فلا تلتفت ولا تنظر اليهما واضعة يدها على قلبها خوفا من ان يقوما بارتكاب حماقة ما,  تحاول الاتصال على والدها , او على رياض الا ان هاتفها اللعين يعلن لها  عن فقدان الشبكة , في الوقت المناسب تماما !!" تقول في عقلها .
 تحس بعجز مؤلم و تشعر بانها طوع نزوات هذين الشابين ,  تسرع السيارة قليلا وتسرع هي في سيرها ,,,,,تحاول الابتعاد عن المسار الذي تسلكه السيارة ,,,,تدخل زقاقا تدخله للمرة الاولى في حياتها ,,المهم ان اضيع هؤلاء السفلة ثم ابحث عن البيت  قالت لنفسها 
وبالفعل ما هي الا ثوان حتى تُضِيع صوت السيارة الذي ملأ قلبها رعبا ,,,,,,,تتخيل الامور الفظيعة التي كان من الممكن حدوثها ,,تذرف عيناها دموعا تحرق وجهها ,,هي الان خائفة بل مرتعبة ,,,تحاول الاتصال على والدها فلا تنجح  في ذلك ,,,مرة تخذلها شركة الاتصالات ومرة تخذلها اصابعها ,,,,هي الان في امان ولكنها لا تشعر ابدا بالامان .  
تلتفت حولها كما اللص ,,,,تحاذر حتى مواء القطط من حولها  هل تعود من حيث دخلت ام تكمل في الطريق الى ان تصل الى شارع رئيس يقودها الى اقرب مكان من المنزل ؟؟؟تخاف ان عادت ان يكونا بانتظارها ,,,اذا من المستحيل ان تعود وهي العالمة تماما بما يعتزمان فعله 
تواصل السير دقائق بدت لها دهورا   لتخرج بعدها الى الشارع الرئيسي تواصل سيرها ,,,,,,تبحث دون جدوى عن سيارة اجرة ,,,,اللعنة .
سيارة تطلق لها بوقها ,,,,"الحمد لله سيارة اجرة " تقول في نفسها لتلتفت فتجد اللعنة التي كانت تلاحقها قد عادت مجددا لمطاردتها  ,,,,,,تركض كالمجنونة في الشارع علّ شحصا ما  ينجدها من  شرورهم  ينزل احد الشابين من السيارة ويركض خلفها وينطلق الاخر بالسيارة لمحاصرتها ,,,,,ثوان قليلة يمسكان بها وسط صراخ يوقظ الاموات لكن دون ان ينجدها اي منهم 
اللعنة اين ذهب البشر " تفكر لثانية وتواصل صراخها ,,,,,تحاول ابعاد الشاب عنها لكن دون جدوى يحاول ارغامها على الدخول معه الى السيارة فتعض يده التي امتدت اليها ,,,,,,يضربها على وجهها فتسقط على الارض بوجه مدمى ,,,,تنهض مجددا فيظن انها استسملت له اخيرا ,,,,,,,تركض اسرع مما فعلت في المرة الاولى تتخيل وجه رياض يأتي لها من اي زقاق شاء لينقذها ولكن لا احد ياتي ,,,وما هي الا ثوان حتى يمسك بها الشابان  مجددا وبكل قوة يرغمانها على الدخول الى السيارة ,,احدهما يقود بسرعة جنونية والاخر يربط يديها وسط مقاومة شديدة منها ويضع قماشة على فمها فلا تستطيع الصراخ ولا طلب المساعدة ,,,التي لم تاتي اصلا 
وكما يفرض هذا الموقف قاما بأخذاها الى بقعة نائية  وتناوبا على اغتصابها  كما الحيوانات المتوحشة ,,,,,توسلت مرارا ,,,,صرخت مرارا , بكت ,,,,,توسلت مجددا لكن دون جدوى كلما قاومت اكثر كلما قاما بايذائها اكثر  ,,,,الشهوة اعمت اي انسانية زرعت ذات يوم في صدورهما وباتا لا يريان فيها نسخة عن امهما او على الاقل انسانة بل شيئا كل ما خلق لاجله هو امتاعهما وامتاعهما فقط 
اغتصباها مرارا وفي كل مرة كانت تزداد لهما مقاومة ويزدادان لها ايذاءا 
انتهيا منها او ملاها  "لا فرق "   ,,,عادا الى السيارة وتركاها تنزف في هذه البقعة التي لا انسان فيها ولا حيوان ,,,,,سقطت على الارض  جثة هامدة لا تقوى على الاستغاثة فضلا عن النهوض  رباه ان كنتتحبني ,ارجوك اتوسل اليك ,,دعني امت الان .
3
                                                                            
بتثاقل طفل يصحو الى مدرسته تستيقظ صديقتنا , بعد مدة لا تذكر كنهها  تنظر حولها فلا ترى سوى اللون الأبيض , اين انا تقول في نفسها ؟
وتحتاج الى بضع ثوان لتدرك انها في مستشفى وان المراة الجالسة الى جوارها هي امها , ما الذي اتى بي الى هنا ؟ ما الذي حدث ؟ "تسال والدتها التي كانت قد بدات بتطمينها انها بخير , لكنها وعلى الرغم من اقسامها اغلظ الايمان امام الله والمراة ان لا تبكي في حضرة ابنتها حتى لا تزيد من المها الما ,الاان كل ذلك لم يجد , فبمجرد ان سألت الفتاة امها ما الذي اتى بي الى هنا حتى فاضت عينا الام بدمع لم تستطع لجمه .
و بمجرد رؤية هذا المشهد استعادت نجوى كل ما كان قد حدث لها قبل عدة ايام ,كل ما تمنى الجميع ان تستيقظ من نومها وهي ناسية له , استعادت عن غير قصد منها كل ثانية من تلك الجريمة فبدت لها اياما , كانت تنظر الى نفسها وهي تغتصب على يد شابين تناوبا عليها حتى الملل , تذكرت وجهيهما بوضوح , و تحفظ صورتيهما كما لو انها امهما .
تغرق بعدها في موجة بكاء لا نهائي , بكاء تبكي لاجله امها , ويمتنع والدها عن القدوم للاطمئنان عليها بسببه .
لكن ما سيؤلمها لاحقا اكثر من مشاهد الاغتصاب التي لا تنسى , واكثر من غضبها على هاتفها اللعين الذي خذلها عندما احتاجته , هي تلك لافكار اللعينة التي راودتها  لحظتها , افكار من قبيل : كان لابد لي  ان اقاومهم اكثر ,كان علي ان اضربهم وان ادافع عن نفسي  و تستعيد نسق البكاء ذاته ,  حتى تدخل غرفتها ممرضة حمدت الله كثيرا على استيقاظ نجوى التي لم يبق واحد في المستشفى لم يعلم قصتها , ولم يشعر بالاسى تجاهها ,تخبرها الممرضة ان عليها الا تفكر والا تحاول تذكر ما حدث ,  والا تبكي , وعند هذه الكلمة تكاد نجوى ان تنفجر ضحكا بل انني اكاد اقسم ان امها لمحت شبه ابتسامة على وجهها , "يالها من جاهلة كيف لا ابكي ؟ كيف لا ابكي وانا قد فقدت كل معنى لحياتي ,,,,بل ان الموت اهون علي من هذه الحياة ؟رباه ,,ارجوك خذني اليك , خذني اليك الان , هناك الى جنتك ؟
أي وقاحة تلك التي في قلبك يا نجوى كيف تتوقعين ان يدخلك الله حنته وانت نجسة , كيف من الممكن ان تفكري مجرد تفكير ان الله سيغفر لك ما اقترفته يداك ؟
لكنني لم افعل شيئا ؟
كيف لم تفعلي شيئا ؟
الم تكوني موجودة هناك وهما يستمتعان بك ؟ الم تراودك نفسكِ على الاستمتاع ؟ بل انني اجرؤ على القول انك استمتعت ,,,اليس كذلك
لا اقسم انني قاومتهم , هم كانوا اثنين , وكانا اقوى مني بكثير ؟
لو انك لم تكوني ترتدين ما ارتديته ذلك اليوم لما نظرا اليك اصلا ؟  هل نسيت ذلك البنطال , انك يا عزيزتي كنت تدعينهما ليفعلا بك ما فعلاه
_ لااااااااااااااااااا هذا ليس صحيحا , كنت ارتدي ما ترتديه أي فتاة بعمري , لا بل انني كنت اكثر حشمة من أي فتاة من فتيات جامعتي
يالوقاحتك !! ابعد كل ما فعلته تجرؤين على الحديث عن الحشمة والطهارة , ايتها النجسة !!! نعم انت نجسة ولا تليقين برياض , لا تليقين بهذا الوالد الذي دفع دم قلبه على تعليمك , ووافق لحماقته على ادخالك الجامعة وعلى عدم تزويج لاول لعين يطرق باب بيتكم .  ان كان الله يحبك فعلا فستوتين , ستموتين وربما ,اقول ربما تموت فضيحتك معك ِ , والا كيف ستقوين على رفع عينك وعلى النظر في وجه أي من صديقاتك وانت تعلمين انهن جميعا اطهر منكِ , كيف ستقوين على رفع بصرك في وجه امك المراة الصابرة , في وجه ابيك الرجل المسكين
كيف ستقوين على النظر في وجه رياض
وعند هذا الحد من الحوار مع عقلها  ,لا تعود تقوى على الدفاع عن نفسها ,ولا على الاستيقاظ لحظة اخرى فتقع في سريرها مغشيا عليها .
                                                      4
دقائق قيلة تمر على استيقاظها من اغمائتها القصيرة , يدخل والدها الغرفة ,يحاول قدر الامكان الا ينظر اليها , بينما هي تضع يديها على وجهها محاولة اخفاء دموعها التي انهمرت بمجرد تذكرها للحوار الذي كانت قد اجرته مع نفسها وبالتحديد جملة كيف ستقوين على رفع بصرك في وجه والدك ؟ ,يقف الوالد امام النافذة مشيحا بوجهه عن ابنته , يشعل سيجارة ويقول لها دون ان يلتفت " اسمعيني جيدا , رياض قادم في الطريق , ونحن بالطبع لم نخبره بحقيقة ما جرى , قلنا له انك تعرضت لحادث دهس وان السائق اللعين قد هرب , ولن تفتح الشرطة تحقيقا فيما حدث معك , لاننا لا نريد مزيدا من الفضائح ,اياكي ثم اياكي ان يشعر رياض باي تغيير فيك؟ وعند هذه الكلمة تنفجر سيل الافكار في راسه , كيف لم يتغير فيها شيء , على العكس هي لم تعد ابنتي نجوى التي ربيتها , لم تعد نجوى الطفلة التي كنت احملها بين يدي ارفعها عاليا بينما ضحكتها الجميلة تملئ  البيت فرحا ,حتى ملامحها لم اعد اعرفها .
"كما اقول لك على رياض الا يشعر باي شيء , والا يعرف أي شيء فالرجل عانى معنا اصلا و الفضيحة لن تعيد لك ما فقدته
ويترك الغرفة على عجل .

"هل صحيح ما سمعته ام انني احلم ؟؟ لا بل  كابوس وليس حلما كنت اتوقع ان يتخلى عني رياض او تغضب علي امي لكن ابي !!! ما الذي حدث للكوكب ؟
اي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟ كنت اريد ان اخبره انني اعلم اسمائهما وانني سجلت رقم السيارة التي كانا يقودانها ,,,لكنه لن يهتم الان ......الاهم هو ما سيقوله الناس
رباه ساعدني ارجوك ,,,,,,اتوسل اليك  ربي 
وتضيع في عالم من الافكار التي تقودها الى الموافقة على كلام والدها ,,,,تقتنع به لثوان ثم تعود لنفسها فترفضه ,,,,هل سينجوان بما فعلاه بي ؟؟؟ ماذا لو  قاما بهذا مع انسانة اخرى ؟ لابد انهما سيفعلان 
ويذهلها الخاطر الذي دهمها فجأة ماذا لو فعلا ذلك معي مرة اخرى 
ترتعب مرة اخرى ويتصبب عرقها وتجف دموعها لكثرة ما بكت 
يدخل رياض والابتسامة تعلو محياه , ويبدأ  باطلاق كلام الغزل والتهنئة على السلامة وتستمر هي بالبكاء يحاول تهدئتها يظن انها لا زالت خائفة من الحادث  فيحاول طمأنتها الى ان الاسوأ قد مر وهي في امان الان 
هل انا فعلا في امان ؟؟؟ " تسائل نفسها "  
تظل صامتة ويظل هو يتكلم ,,,,,,,يتكلم عن الامتحانات  يشتم " السائق الاحمق المجرم " يسألها هل عرفت رقم سيارته  ,,,,,,تفكر هل تخبره  نعم لابد ان اخبره ,,,,,لسانها لا يقبل بان يكذب عليه فتهز راسها مجيبة ان لا 
لاحظ امرا غريبا في صمتها ,,,والدها صامت ,,,,امها تنظر اليها وتبكي ,,,,,,يعزو الامر الى الحادث لكنه  يشعر ان في الامر خطأ ما
                                                   5

     تمر الايام على نجوى وهي على ذات الحال من البؤس والتعاسة والبكاء المستمر المتواصل 
يصاب رياض بالممل من هذه الحالة التي وصلت اليها حبيبته , " احبها جدا ولكن ما الذي يتوجب علي فعله مع هذا البكاء ,لن تتخرج هذه السنة ,,,,لن نتزوج هذا العام على الرغم من ان والدها يلح علي بذلك ,,,,,,يحاول الابتعاد عنها قليلا علها تهدأ وتعود الى طبيعتها لكن دون جدوى ,يفكربعرضها على طبيب نفسي الا انها لا توافق بل انها
ترفض الخروج معه او حتى مقابلته ,,,اللعنة ما الذي حدث لهما ,واي عين شريرة اصابتهما
يجلس معها  ويقول لها انت قد تغيرت منذ الحادث ؟ صحيح ان تجربة التعرض للموت مخيفة وتؤثر على صاحبها الا ان هذا لا يجب ان يدفعك الى اعتزال العالم !!! اليس كذلك 
 تظل صامتة واضعة عينيها في الارض . 
 لم يكن يوما مدخنا شرها الا انه اليوم تحول الى ذلك , سيجارة تتلوها سيجارة , يفكر في نفسه " اقسم انني لا انوي تركها "مهما حدث " لكنها يجب ان تساعدني , يجب عليها ان تسمح لي بمساعدتها .  
" اللعنة اخبريني بما يحدث ولا تتركيني جالسا هنا  كالابله" يخرج عن صمته اخيرا  
ليس هناك ما اخبرك به ,,,فقط انا متكدرة المزاج ولا اريد الخروج_  
لا لست كذلك اليوم فقط , انت على هذه الحال منذ الحادث اللعين
ما الذي حصل لك  لتتحولي هكذا
؟  _ هل تحبني 
   _ وهل هذا سؤال يُسأل ؟
 ؟  _ هل تحبني فقط اجبني 
 _ نعم احبك واحب الارض التي عليها تمشين , والهواء الذي تتنفسين. 
؟  _ ماذا لو حدث لي امر ما 
  _ لا سمح الله 
  اقول لو_  
  _ سأظل احبك مهما يكن من أمر 
  _ حتى لو لم اعد جميلة 
  _ هذا مستحيل ,,,,,,ولكن نعم ساظل احبك 
 _ماذا لو تشوه وجهي وجسدي وتعرضت للحرق او اصبت بالشلل ؟ ,,,هل ستحبني ؟؟
_ ما هذا الهراء الذي تتحدثين به ؟
_ارجوك اجبني .
_ حسنا , ساظل احبك , لا بل ساحبك اكثر لانك ستمكثين الى جانبي اكثر 
""اه الان علمت المشكلة ,,,,,لابد ان الحادث اجبرها على تقييم كل شيء في حياتها وهي الان تريد ان تتاكد من حبي لها" 
يفكر في نفسه 
نجوى احببتك لا لمظهرك فقط بل لكل شيء فيكي ,,,,,,وهذا لن يرحل ابدا ولن اتوقف عن حبك ما حييت وانا لا اتصور الحياة دونك يوما ولن اتخيلها .
  _ مهما حدث ؟
  _ مهما حدث
تصمت قليلا , تكاد تغرق في بحر من الافكار المتصارعة التي تعبث برأسها ,لكنها اخيرا تقرر
انها ستكون اقوى من ذي قبل وانها لن تعيش الكذبة ولو لثانية اخرى

 _لابد انك تذكر الحادث الذي تعرضت له 
  _نعم 
  _في الحقيقة لم اتعرض للدهس 
  _ ماذا ؟ 
_ لم اتعرض للدهس  
  _ اذا ما الذي حدث ؟ 
لقد ,,,,,لقد ,,,,,,,,,لقد وتصمت مجددا_  
_ _ ما الذي حدث لك اخبريني ارجوك ؟ 
لقد تعرضت للاغتصاب  ,,,,"تقولها والكلمات ترتجف على شفتيها ودموعها تتساقط على خديها 
انا اسفة لانني لم اخبرك من قبل واسفة لانني كذبت عليك واسفة لانني جعلتك تعاني  ,,,,,,,,,تواصل اعتذارها  وتتكلم بكلام كثير لا يسمع منه شيئا لان حاسة السمع لديه توقفت مع كلمة اغتصاب ,,,,,,,تخيل والده وما الذي سيقوله ,,,,,اصدقائه في الجامعة ,,,,الاقارب ,,,,,ما الذي سيقوله الناس لو علموا وهم لابد سيعلمون 
توقفت الارض عن الدوران مع كلمة اغتصاب 
لم يعد ينظر اليها ,,,,,عيناه على السجادة التي تحترق رويدا رويدا 
تصمت هي اخيرا بعد الكثير الكثير من الاعتذارات 
اللعنة علي لم اخبرته تقول لنفسها 
 هو قال لي انه سيظل يحبني مهما حدث لي 
مهما حدث 
هو قال مهما حدث 
تنظر اليه 
_ رياض تكلم ارجوك 
ينظر اليها نظرة لم تستطع تفسيرها في البداية الا انها فهمتها بعد دقائق , ولا يفترض بها ان تكون ذكية لتفهم ما تعنيه تلك النظرة 
 نهض رياض عن كرسيه  نظر اليها بعينين باكيتين ,خلع خاتم الخطوبة
ومضى .