Sunday, August 18, 2013

شفتك يا جفلة






"شفتك يا جفلة"

صحيح أن هذه الأغنية تحولت إلى أغنية غزلية رخصية , وصحيح أنها قد باتت في الآونة الأخيرة النشيد الرسمي لقناة غنوة الفضائية إلّا أن هذه الأغنية الشعبية لم تكن هكذا دوما , وقد ذكرها الكاتب السوري ممدوح عدوان في كتابه جنون آخر إذ قال ما معناه :
في جبال العلويين في سوريا قرية تدعى دير ماما وقد عرفت هذه القرية بكثرة الشعارين فيها وكان ن المعروف أن العرس الذي يحييه شعار دير ماما هو عرس يستحق المشاهدة , ومن بين هؤلاء الشعارين شعار يدعى محمد الأسعد .
وفي احد الأيام كان صاحبنا هذا يعمل في البيدر يقوم بدرس الحنطة فجائته ابنته بالزوادة حاملة على رأسها حطبا أخضر , وقد كانت الفتاة تعبة للغاية من ثقل الحمل الذي ترفعه على رأسها ومن شدة شمس أغسطس , فجلست على الأرض وكشفت عن رأسها , وعندما راى الأب منظر ابنته هذا اشفق عليها وارتجل قائلا

شفتك يا جفلة عالبيدر طالعة
ووجهك يا جفلة الشمس الطالعة
قلت لك يا عيني ليش مفرعة
قالت حرانة وبشم الهوا
وبعد ان ارتاحت البنت طلبت من والدها ان يساعدها على وضع الحطب على رأسها , فاندهش الوالد لثقل الحطب الذي كانت تحمله فلعن الفاقة والدولة والعمل الشاق قائلا :
حملت الحملة وقالت رد لي
والحطب اخضر ليش متقلة
لالعن بو الحطب لابو المنجلي
على اللي درجو الحطب ببلادنا
سرت الفتاة بالاغنية التي ارتجلها والدها وعادت إلى القرية تغنيها , ومن قرية ديرماما انتشرت الأغنية إلى متلف مناطق سوريا لتصبح أغنية تغنى في الأعراس والحفلات