Sunday, August 28, 2011

رسالة الى سماحة السيد حسن نصر الله


سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه , تحية طيبة وبعد :_
بداية لا يسعني في هذه الايام الفضيلة الا ان اهنئ سماحتكم وحزبكم  بحلول عيد الفطر السعيد في ديار الاسلام التي صارت ومنذ بداية هذا العام بالخير عامرة , وبالثورات فاخرة .  فعيدا سعيدا يا صاحب السماحة ويا سيد المقاومة , و جندي طرد الصهاينة في الالفين , وقامع جبروتهم في تموز . ويا والد الشهيد
اعلم ان ناصحيك كثر , وعلى الاغلب انني اقلهم شأنا واضعفهم حجة , ولكنه واجب النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم
السيد حسن نصر الله : استمعت منذ شهور الى كلامك حول ثورة مصر المباركة وعن دعمك المطلق للشباب الذي هتف ذلك الهتاف المقدس والذي تناقلته عقب الانتصار عواصم العرب : الشعب يريد اسقاط النظام , وتابعت بعدها دعمك الكامل لشعب البحرين الشقيق  في ثورته على العائلة الحاكمة رافضين كل وعود الاصلاح المزعومة "وحق لهم ذلك " ,وتابعت كلامك العاطفي ولعناتك المتالية على الطغاة والقتلة في تلك المملكة الصغيرة , ثم جاء الدور اخيرا "وليس اخرا " الى سورية العروبة , و سورية المقاومة وسوريا الداعمة لحزب الله وللمقاومة وللممانعة ,سوريا التي ستقف ابد الدهر في وجه المشروع الامبريالي الاسرائيلي الامريكي , الهادف الى السيطرة على هذه المنطقة بشكل كامل واذلال اهلها كما سبق ورأينا" ونرى "  في فلسطين والعراق .
لكن ما فاجأني في خطاباتك المتتالية بالنسبة للموضوع السوري , هو انك وقفت "وعلى غير العادة في بقية الثورات " الى جانب النظام الذي ومنذ بداية الثورة امعن في شعبه قتلا وتنكيلا
ايدت يا سيدي افعال الاجرام الاسدي , وتعاميت " مع بالغ الاسف " عن قتل الاطفال والشيوخ والنساء , تغاضيت عن الاف المعتقلين الذي القوا الى المعتقلات  ليلاقوا فيها ويلات التعذيب والتنكيل ليل نهار , تغاضيت يا سيدي عن مشاهد قتل حمزة الخطيب وثامر الشرعي , وعن طفلة اللاذقية "علا جبلاوي "التي قتلها جنود بشار بدم بارد, بل و في الليلة التي تحدثت فيها عن ممانعة بشار ودعمه للمقاومة قام جنوده البواسل باقتحام المساجد في الليلة التي هي خير من الف شهر .
احد الاسباب التي دفعتني الى دعم اهلنا في البحرين خلال ثورتهم المجهضة هو انني اربئ بنفسي عن تهمة الطائفية اللعينة , فكما دعمت المصريين " مسلمين سنة ومسيحين " في ثورتهم لاسقاط مبارك " يتوجب علي  ان ادعم البحرينيين " باغلبيتهم الشيعية " في ثورتهم . هكذا كان الامر بالنسبة لي , بسيطا و واضحا , اينما كان الظلم فواجبي كمسلم وكعربي وقبل كل شيء كانسان ان ادعم المظلومين بما اقوى عليه حتى يستردوا حقوقهم المسلوبة
وهذا ما فعلته انت مع المصريين  لكنني استغربت جدا وانا اراك ترفض الانضمام الى داعمي ثورة الشعب السوري على جلاده  ووارثه ,   ثورة الشعب السوري " السني في غالبيته " على حاكمه المدعي  للاشتراكية والتقدمية العلوي الشيعي تدينا المستبد سلوكا " .
بالطبع سيقول المدافعون عن موقفك ما قلته في خطاباتك من ان الرئيس السوري وعد بإصلاحات سياسية واقتصادية , لكن اليس هذا هو بالضبط ما وعد به ملك البحرين حمد ال خليفة ؟
لم صدقت الاسد وكذبت خليفة ؟ اللطائفة دور ما في هذا ؟ ثم اين كانت تلك الاصلاحات قبل انتفاضة الشعب السوري ولمَ لم نر هذه الوعود الا عندما نزل السوريون الى الشارع ؟ ثم يا سماحة الشيخ اي اصلاحات تريد من الشعب السوري ان يصدقها وهو يرى ابنائه وبناته يقتلون بيد ماهر الاسد وجيشه الصنديد ؟
اهذا هو الجيش الذي سيحرر فلسطين من الماء الى الماء ؟ اهذا هو الجيش الذي سيجبر الصهاينة على الهروب خوفا وجزعا من الجولان كما حدث في الجنوب ؟
يا سماحة الشيخ :اعلم انني لا املك الحق في الحديث باسم كل الفلسطينيين او معظمهم ولذا ساتحدث باسمي انا وحدي : ان كان تحرير فلسطين او بعضها لا يمكن الا بالمرور على جثث اطفال درعا وحماة فلا داعي لذلك التحرير
ان كانت عودتي الميمونة الى يافا لا تمر لا بتهجير اهالي جسر الشغور فلا بارك الله في تلك العودة , ولا اريدها من اساسها .
سيدي سماحة الشيخ : ان من لا يمنح الحرية لشعبه لن يجلبها لفلسطين وشعبها , ولا للبنان وجنوبه
سيدي سماحة الشيخ ان من يقتل متظاهرين سلميين "سوريا والبحرين " اجبن الف مرة من ان يطلق رصاصة واحدة على الصهاينة
اعلم انني اطلت الحديث واكثرت الكلام ولكن اسمح لي ان انهي ما رسالتي هذه بفكرة ان لم يكن ناصحوك قد اخبروك بها فارجوك قم باستبدالهم  ,نصيحتي هي :
كل شعوبنا العربية ممانعة , كل شعوبنا العربية مقاومة وثائرة , وسواءا اكانت الحكومات قد عقدت صلحا مع الكيان اللقيط او لم تعقد فشعوبنا العربية والاسلامية لا زالت على عهد المقاومة ولن تتخاذل في يوم من الايام .  ولن ترضى بالركوع ابدا
اقول لك هذا الكلام اعتراضا على وصفك لنظام الاسد بانه ممانع مقاوم والاعتراض يا سماحة السيد من وجهين :
الاول هو ان نظام الممانعة الذي تتحدث عنه لم يطلق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني منذ عقود واكتفى اعلامه ومطبلوه بالحديث عن الاحتفاظ بحق الرد , على الرغم من الاعتداءات الصهيونية المتعددة على سوريا وسيادتها كأن تمر طائراتهم فوق قصر بشار الاسد بينما هو نائم فيه , او من قبيل قصفهم لمناطق داخل الارض السورية
اما الخطأ الفادح الذي تقع فيه بتبريرك لدعمك للأسد بالقول انه نظام ممانعة , فهو انك تصف الشعب السوري بالخيانة , او انه معاد للمقاومة و لفلسطين
على العكس يا سماحة السيد : الشعب السوري هو اكثر شعوب العرب ممانعة , و ربما يكون اكثرها عشقا لفلسطين ولترابها , الشعب السوري مقاوم  كان كذلك قبل ولادة البعث وسيظل كذلك بعد زواله " وهو لا بد زائل .
فلسطين لن يحررها نظام الخطابات الجوفاء , ولا نظام الادعاءات الحمقاء , فلسطين لن تتحرر بنظام يستمد شرعيته من الرصاص الذي يطلقه على شبعه .
ان كنت يا سماحة السيد خائفا على لبنان و فلسطين حقا ؟ , ان كنت تريد الخير لمقاومتك ولحزبك ؟ فلا تتخلى عمن دعمك حقا , لا تقف الى جانب الطغاة فهم زائلون , لا تقف الى جانب القتلة فهم مدانون , لا تقف الى جانب من يفتكون بشعوبهم فانهم هم الخائنون .
انا واثق تمام الثقة ان الربيع العربي سيتوج نضالاته هناك في ساحات الاقصى والمهد ,لان هذه هي ارادة الشعوب التي لا تقهر
واذا الشعب يوما اراد الحياة ,,,,فلا بد ان يستجيب القدر 

  

Friday, August 26, 2011

عائد الى شيء ما 1


  تعرفت في الاونة الاخيرة وعن طريق الصديقة المدونة اية الموسى الى المطرب اللبناني خالد الهبر وقد عرفت بالصدفة اغنيته الرائعة الخالدة "انا عائد الى حيفا " والتي تحمل اسما قريبا جدا من رواية قصيرة للشهيد الاديب غسان كنفاني والتي كان قد مثلها الرائع الجميل غنام غنام .
تزامن هذا الامر كله مع بدئي بقراءة رواية السيدة من تل ابيب والتي تحمل في طياتها وبحسب ما قراته منها الى الان مشاعر العودة والحنين الى الوطن وعن العودة بشكل عام ,ولذا فقد قررت ان استعيد وان اعيد كتابة قصتي القديمة التي كنت قد بدأت كتابتها منذ زمن ويبدو ان الوقت قد حان لاعيد كتابتها ولاستكمل ما نقص من فصولها :
ذات ليلة قمرها ساطع في سمائها ,  اتى والدي الى البيت حاملا خبرا سيقلب لي حياتي راسا على عقب , والخبر كان ببساطة انه يتوجب على عائلتنا ولسبب لم افهمه الى الان ان تغادر الاردن الى فلسطين المحتلة , السبب بحسب ما فهمت من ابي هو انه علينا ان نحول كروت عبورنا للجسر من اللون لاخضر الى اللون الاصفر , والا فاننا مهددون بفقد الجنسية .
كان هذا الكلام قبل عامين من الان او اكثر بقليل , والحقيقة انني كنت واعيا وقتها وكنت مطلعا على ما يجري في البلد "نوعا ما " لكن كل هذا الحديث عن سحب للجنسيات وعن ان تمسي اردنيا وتصبح  في اليوم التالي ضيفا ثقيل الدم على اقتصاد الوطن كنت لا اصدقه واعتبره محاولات من البعض لتعكير جو حياتنا كأردنيين , خاصة في ظل النفي الرسمي للموضوع " طبعا انا اعقل من ان اصدق الحكومة ’ لكنها رغبة ما في الا اصدق .
المهم ان والدي طلب مني ان اذهب في الغد لكي اجدد جواز سفري , وبالفعل لم انم ليلتها وانا افكر في الذي سيحدث غدا ,هل فعلا سأفقد هويتي الاردنية . هل سأصير وافدا على البلد الذي عشت فيه كل حياتي ؟ انا مولود هنا واعرف ان هذا الاردن هو وطني تماما كما فلسطين وطني وقد منحني الله القدرة على ان احب كلا الارضين التي فرق بينهما الاحتلال  بذات القدر , فهل علي غدا ان اختار ؟ او انني قد فقدت القدرة على الاختيار ايضا ؟
اتصلت بصديق ما لكي يضيع بعض الوقت بعد ان تأكدت ان النوم قد اقسم ايمانا مغلطة ان يجافيني . ولكن صديقي لم يجب , قلبت كل محطات التلفاز علني اجد فيلما جيدا او غير جيد لاشاهده واضيع معه ساعة او ساعتين , لكن التلفاز فيما يبدو كان مشاركا في المؤامرة , حتى الكتب التي اعتادت القيام بتسليتي على اكمل وجه باتت مملة ومزعجة للعين وللرأس . وفي نهاية الليلة وبينما الافكار تعبث بي ادركت ان العيب ليس في الكتاب ولا الصديق النائم ولا التلففاز المتأمر المدسوس , كل ما في الامر انني كنت اضعف من ان اسمح لنفسي بالتمرد على مخاوفي .
بشكل او باخر مضت الليلة دونما نوم , الا في حدود الساعة السادسة صباحا وبينما الشمس تستعد لالقاء دفئها على الارض ومحو الظلام الذي كان يخيم على المكان ,  سهت عيني عن غير قصد مني ونمت ساعة او اقل صحوت بعدها اكثر تعبا واقل ادراكا مما كنت عليه قبل تلك الساعة المشؤومة , ارتديت ثيابي على عجل , لم اغسل وجهي وخرجت في السابعة تماما الى دائرة الاحوال المدنية .
                                                                      2
في كثير من الاحيان اتمنى لو انني مدخن شره , ليس حبا في الدخان ولكن لانني اعتدت مشاهدة الناس يدخنون في لحظات القلق ولحظات الانتظار , و قد كنت كتلة من القلق وانا اجلس على الكرسي منتظرا حلول دوري في تقديم معاملة تجديد جواز السفر .
_ "في اليوم الفلاني خرجتَ في تلك المظاهرة الفلانية , اليس كذلك ؟ وفي ذلك اليوم هتفت مع اولئك الهاتفين بطرد السفير واغلاق السفارة ؟ اليس كذلك ؟ , وبينما كنتَ جالسا في مقهاك المفضل تكلم احد الجالسين عن معاهدة السلام وبقيت صامتا ,اليس كذلك ؟,,,,,,,,,,و الادهى والامر انك هتفت :كلمة حق صريحة ,,وادي عربة فضيحة " حتى بح صوتك وانقطعت احبالك الصوتية .اليس كذلك ؟ "
_بلا فعلت هذا كله وامورا راحت عن بالك يا عزازيلي اللعين ؟ وهل ينقصني ان تزيد همومي هما , ومخاوفي رعبا ؟؟
ولو ان من كان يسالني تلك الاسئلة هو ضابط مخابرات , او موظف الشباك لربما كنت جريت هربا من الدائرة حتى لا تعود ساقاي قادرتين على حملي , لكنها كوابيس اليقظة اللعينة .
تجري الامور في دائرة الحوال المدنية على خير ما يرام , و اجدد جواز سفري بشكل اعتيادي للغاية , واعود الى البيت فرحا بوقوف المراجعين على الدور , وبتعامل الموظفين الجيد " نوعا ما " مع المراجعين .
 في الحلقة القادمة من عائد الى شيء ما سأكتب عن الطريق الى الجسر .

Tuesday, August 23, 2011

من اوسلو الى بنغازي ,قليل من الموضوعية

  


واجهت خلال اليومين الاخيرين كما هائلا من الانتقادات ومن الافكار التي لم اوافق عليها بالنسبة لموضوع الثورة الليبية , وموضوع انتقاد الثوار الليبيين ,فبدلا من ان ندعو لهم وهم يحررون طرابلس من اخر معاقل القذافي وكتائبه  وجنونه ,وجدت حملة شرسة بالغة الضراوة عليهم , وتم وسم الثوار الليبيين بانهم مأجورون ,باعوا بلادهم للناتو وفرنسا وبيرلسكوني ,واننا امام عراق اخر وانه لافرق بين قادة المجلس الانتقالي وبين نوري المالكي والجلبي والحكيم الذين قدموا العراق على ظهر الدبابة الامريكية فاحتلوا ودمروا وقاموا حفلات الدم .


فهل هذا الامر صحيح فعلا ؟ وهل سنشاهد ساركوزي او بيرلسكوني وهو يحاضر في المجلس الانتقالي , وهل ستتعرض ثروات ليبيا للنهب ,وهل سنرى اقامة قواعد عسكرية للناتو على ارض عمر المختار ؟
كان انتقاد اصدقائي الاول والذين هم في اغلبهم وطنييون فلسطينييون “فتحاويو الصبغة ” هو كيف يجرؤ من يسمون انفسهم ثوار ليبيا على الاستعانة بالعدو المستعمر التاريخي ,كيف يجرؤون على الاستعانة بمن يقتل اطفال افغانستان؟ ولو كان الناتو “ابن حلال ” ومناصرا للمظلومين حقا فلم لا نرى طائراته تحمي اهل غزة من الاباتشي الاسرائيلي ,بل وبلغ الحنق ببعض اصدقائي انه بات يضع على صفحته “الفايس بوكية ” صورة القذفي وخطابات له “وضع الخطابات هنا ليس من باب اضحاك الاصدقاء ” .
والخقيقة انني اشارك اصدقائي بعض تساؤلاتهم واوفقهم على الكثير من مخاوفهم ,فانا مرعوب من فكرة عودة الاحتلال عبر لبوس جديد .لكنني املك رأيا مغايرا  لارائهم وهذا الراي هو ما ساعرضهم خلال الاسطر القليلة القادمة

لم ينل اي انسان في التاريخ المعاصر اتهامات كتلك التي تلاقها الشهيد الراحل ياسر عرفات , فمن اتهامات بالتفريط والخيانة , الى اتهامات بانه يهودي او ان امه يهودية , او انه عميل للموساد وللسي اي ايه , وليغيرها من اجهزة المخابرات وبالطبع هذه الاتهامكات تصاعدت وتضاعفت لدى توقيعه لاتفاقية اوسلو .
واتهمت حركة فتح او منظمة التحرير او السلطة الجديدة القائمة بانها مفرطة بدماء الشهداء , بائعة لأرض الاجداد والاباء.
وبالطلع فان كل هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا , وبعيدا عن موقفي الواقعي الموافق على هذه “الاتفاقية اللعينة ” فان اول جواب طرح على منتقدي هذه الاتفاقية هو : اعزائنا العرب : ان كنتم حريصين على ارضنا وعلى نضالنا فعلا لا قولا فارجوكم تعالوا ساعدونا في نضالنا ولا تتركونا نواجه اسرائيل ومن خلفها امريكا و حلفاؤهما وحيدين , لا تتركونا نقتل , لا تتركوا دماء ابناء تراق دونما جدوى .
وبما ان العرب كانوا غير قادرين , ولا حتى راغبين في مشاركتنا جزءا من ضريبة الدم , وبما انهم كانوا يتعاملون مع الفلسطيني بناء على قاعدة : “الفلسطيني الله يبعده ولا يسعده ” فقد كان جوابهم كثيرا من التاتأة وكثيرا من الشتائم .
وارجو من اصدقائي “الفتحاويين ”  تطبيق قاعدة اوسلو على ثوار بنغازي “ان كان الشعب الفلسطيني وحده هو من يدفع الدم ,فهو الوحيد صاحب القرار ”  وبماان الشعب الليبي وحده دونا عن غيره هو من كان يتعرض للابادة , غهو وحده صاحب قرار الموافقة على الاستعانة بالناتو او لا “
لكن ماذا عن الامن القومي العربي ؟؟؟؟  الن يضر احتلال ليبيا في حال تم بأمن مصر وامن الوطن العربي كله , كما اضرت القواعد العسكرية الامريكية الموجودة في السعودية والبحرين والكويت وقطر والامارات بالعراق وفلسطين وغيرها ؟؟؟
ربما يكون هذا جائزا ,ولكن بما انه لا دولة عربية كانت قادرة  او حتى راغبة في انقاذ الشعب الليبي الاعزل من نيران القذافي وجنون عائلته فاننا مضطرون الى قبول مساعدة الشيطان , فهؤلاء الذين يموتون في شوارع بنغازي وغيرها من المدن ابناؤنا , هم اطفالنا , مدنييون ابرياء ينكل بهم زبانة القذافي والعالم العربي يكتفي بالادانة فهل نسكت ؟ لا “
هذا هو منطق ثوار ليبيا وتلك هي وجهة نظرهم التي لا تحترم فقط بل و يومن بها .
بالنسبة لي لست موافقا ولن ااوفق في يوم من الايام على دخول اي جندي غربي الى ارض عربي, فتاريخهم يقول لنا انهم لم ياتوا بخير ابدا ولكن مع هذا انا لا ازاود على الشعوب المقهورة ولا ااطلب بسلب قرارها الوطني ,فلا يوجد شعب كما يحب الطغاة القول فاقد لشرعية امتلاك القرار
الشعوب اكثر وطنية , الشعوب اقدر , الشعوب لا يزاود عليها ولا يتم الحجر عليها بدعوى انها مراهقة سياسيا او وطنيا
الشعوب تخطئ ؟؟ طبعا ,ولكن الافضل والاسلم هو ان نترك هذه الشعوب لتتعلم من اخطائها ,وتطور من ادائها
2
فلنفرض ان ثوار ليبيا خونة قتلة سفاحون بياعون واوغاد ,هذا كله لا يبرر لاحد منا وخصوصا الفلسطينييون ان يهتفوا للقذافي او يؤمنوا به وبجنونه
لماذا ؟
دعونا نستذكر مواقفه من القضية الفلسطينية
اليس هو من وعد الختيار ياسر عرفات بتزويده باسلحة متطورة وقام الشهيد بالطلب من عسكري المنظمة تجهيز سيارات لتحمل تلك الاسلحة التي كانت قادرة في حال وصلت ” بحسب اللواء ابو الطيب قائد القطاع الثالث في بيروت 82 ” بتغيير مسار المعركة
ولكن القاذفي زعيم القومية العربية ” زعما ” خان الوعد وانتهت الحرب دون ان نرى تلك الاسلحة
اليست اذاعة القذافي هي من وصفت اطهر مقاتلي الارض ,المدافعين عن شرف العروبة والامة , ثوار اجمل ثورات الارض , مقاتلي بيروت وصانعي مجدها الاسطوري , بانهم ابقار وبانهم وبانهم ؟؟؟؟
مهما يحدث في ليبيا عمر المختار ليس مبررا لك “من وجهة نظري” ان تدافع عن القذافي . وبس

انكتاب وعزازيل


كنت قبل قليل في لقاء مع مجموعة “انكتاب “  ,وهي مجموعة انبثقت “عجبتني انبثقت ” عن موقع حبر دوت كوم  المهتم حتىالابهار في المجتمع الاردني الشبابي وتطويره
ما علينا
كنت مع مجموعة رائعة من الشباب ” دكورا واناثا ” نناقش رواية عزازيل , الرواية الاشهر عربيا خلال العامين الماضيين , والتي حصلت عقب صدورها على جائزة البوكر العربية والتي تعد بحسب راي العديدين اقوى جائزة عربية للرواية العربية
اقول مجموعة رائعة لعدة اسباب : اولا ان شباب المجموعة ياتون من خلفيات فكرية وثقافية غاية في التنوع تعكس بشكل او باخر توجهات الشارع الادني ومذاهبه الفكرية ” غير المتناحرة “, وثاني اسباب روعتهم ان الشباب في معظمهم قراء نهمون , وذوو ذائقة جميلة , والاهم من هذا وذاك انهم وفي معظم الوقت يعرفون كيف يستمعون الى بعضهم البعض . ويجيدون النقاش البناء المفيد لمعظم من يستمعون اليه
وقد شاركنا في النقاش اليوم كاتبان جميلان :الاول هو الكاتب الاردني الياس فركوح والذي سبق وقرا العديديون منا روايته ارض اليمبوس , وقد ساهم الاستاذ في اثراء نقاشنا بشكل كبير , والحقيقة انه ساعدني عندما ” عكيت وانا امدح تقدمية هيبا , وكذلك امتعنا وهو يتحدث عن اللغة
اما الرائع الثاني فهو الاستاذ يوسف زيدان والذي وافق وفي بادرة تحسب له كمثقف وكانسان على ان يناقش معنا الكتاب عبر الانترنت
وتحمل مشكورا الأوقات التي تعطل فيها الاتصال به , والمرات التي كنا نطلب منه فيها ان يعيد الكلام علينا لأننا لم نستمع جيدا , كما وامتعنا حضرته بخفة الدم المصرية المعتادة وبحنوه الابوي عندما تحدث مع اصغر قارئة للرواية
اشعر بانني اطلت الحديث عن اللقاء حتى كدت انسى الرواية
وسأضع الافكار في ترتيب رقمي حتى تكون اوضح ولأنني اشعر بنهاس لا يأذن لي بكتابة فقرات متتالية متناسقة ,ولذا فلتسامحوني
خلال الاستراحة اخبرني احد الحاضرين بينما كنت امتدح الجلسة ان علينا ان نناقش موضوع السياسة في الرواية , فاجبته بعفوية ان لا سياسة في الرواية ثم بسرعة اتضح لي تعجلي في الكلام , صحيح ان الحديث عن الدولة والحكام كان غير بارز كثيرا في الرواية الا انه عندما ورد كان مؤثرا وخصوصا بالنسبة لي عندما اخبر هيبا عما قاله “نسطور ” يوم رُسِمَ اسقفا : ساعدني في حربي ضد الكفر ,اساعدك في حربك ضد الفرس ,,,,” الخ
هكذا هي العلاقة بين “رجال الدين ” وبين السياسيين في معظم الاحيان , علاقة استغلال متبادل ,فالحاكم يريد ان يمنح نفسه شرعية ربانية حتى يفعل ما يطيب له في ” الرعية ” يقتل وينهب ويسلب وكل هذا يتم في ظل الموافقة “الدينية ” ويصبح الحاكم المطلق وكل هذا باسم الرب زعما والخنوع المجتمعي , فاي محاولة للخروج على الحاكم او على الاقل الاعتراض عليه هي كفر وزندقة وكفر بالرب الذي يحكم هذا الحاكم باسمه والذي منه مباشرة يستمد شرعيته
اما رجل الدين “المستغل للسياسي ” فانه يستفيد اعظم الاستفادة من هذه العلاقة فكما يطلق هو يد الحاكم على الرعية , يطلق الحاكم يده على كل مخالف , فيوسم بالهرطقة او الكفر او الزندقة كل من يجرؤ على مخالفة رجل الدين هذا , ويعتبر زنديقا مرتدا ,وفي افضل الاحوال مرتدا , وهذا ما مارسه اسقف الاسكندرية مع نسطور عندما طرده من الديانة وحرمه
ثانيا : اعجبني جدا قول نسطور في الصفحة 242 : كلا يا ربولا ,لن اهادن في هذا الامر ابدا , وليكف كيرلس عن وهمه المريض بانه حامي الايمان على الارض ” .
كلام رائع وهو ما نحتاج اليه كثيرا هذه الايام ونحن نرى الانقسام المذهبي المفجع الذي تعاني منه امتنا والذي يتجسد في الصراع بين السنة والشيعة في العديد من دولة المنطقة وما يصاحب هذا الصراع من تحالفات وافتراءات بل وقتل وتفجير متبادل لدور العبادة  ,,, هذا اسلاميا اما مسيحيا فلا اعلم ما هو الحاصل .
والمشكلة ان الطيب نسطور  وفي مناقضة صارخة للذات مارس ما كان ينتقده منذ قليل فبينما انتقد ادعاء اسقف الاسكندرية امتلاك الحق كل الحق ,مارس هو ذات الشيء عندما عين اسقفا للعاصمة “انطاكية “على ما ذكر
يا ايها الرجل المعلم غيره ,,, هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام ,,,, وذي الضنا كيما يصح به وانت عليل
واراك تصلح بالرشاد عقولنا ,,, ابدا وانت من الرشاد عدبم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ,,, عار عليك اذا فعلت عظيم
ثالثا : اعلم انني اطلت وانني لم انم منذ الامس وان علي ان استيقظ بعد سويعات الا انني لن اسامح نفسي ان سمحت لقلمي الا يسطر تلك الكلمات الرائعة التي خطها هيبا في الصفحة رقم 146 والتي يقول فيها :“نظرتُ إلى الثوب الممزق في تمثال يسوع، ثمّ إلى الرداء الموشّى للأسقف! ملابس يسوع أسمالٌ بالية ممزَّقة عن صدره ومعظم أعضائه، وملابس الأسقف محلاة بخيوط ذهبية تغطيه كلّه، وبالكاد تظهر وجهه. يد يسوع فارغة من حطام الدنيا، وفي يد الأسقف صولجان، أظنّه من شدّة بريقه، مصنوعاً من الذهب الخالص” 
وبالطبع هذا التناقض موجود لدى الكثير من رجال الدين “اي دين ” للأسف ,بل وانه موجود لدى الكثير من الاصلاحيين سواءا اكانوا سياسيين او اجتماعيين او دينيين ,فلا يجوز عزيزي المصلح ان تتحدث عن الكادحين ومعاناتهم وانت لم تدق مسامارا في يوم من الايام , كما لا يجوز لك صديقي السياسي ان تتحدث عن الديمقراطية والحرية والعدل بينما تظلم اهل بيتك ,اليس كذلك
ولا يجوز لك عزيزي المصلح ان تتحدث عن الزهد و انت تقود سيارة “موديل السنة ” ولا ان تتحدث عن الامعاء الخاوية بينما ما يلقى في سلة مهملاتك كل اسبوع يكفي لإطعام فقراء الحي كلهم .
ببساطة تصبح الاقوال مجرد هراء مهما كانت جميلة وبراقة ان لم يصاحبها الحد الادنى من الفعل
الرواية تحتمل الكثير من الكلام ولا زال في جعبتي وجعبتكم ايضا الكثير الكثير من الحديث وخاصة عن المرأة , وعن الجنس في الادب بشكل عام والادب العربي بشكل خاص , وبالطبع سأفرد تدوينة في قادم الايام لأسطر فيها الاقتباسات التي  امتلئت بها نسختي من الكتاب
واخيرا ايها الانكتابيون الاعزاء :ها هو حارس الدير نائمٌ في أمان حارس الكون الذي لا ينام .
فنوما هنيئا لمن لم ينم منك بعد وتصبحون على “عالم زي العالم ” .

صديقي العزيز :اقتلني ,,شكرا


من اجمل ما اصدرته حكومة دولة الرئيس معروف البخيت هو قانون منع التدخين في الاماكن العامة وبالطبع وبما انه من المتوقع ان يكون لهذا القانون مخالفون فقد نص القانون على ان يعاقب من يخالفه بالحبس مدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد عن شهر او بغرامة مالية لا تقل عن 15 دينارا ولا تزيد عن 25
وعلى الرغم من ان اول من خالف هذا القانون قد يكون دولة رئيس الوزراء الا ان هذا لا يقلل ابدا من اهمية هذا القانون  , ومن ضرورة تفعليه وتفعيل اليات رقابية مجتمعة وربما امنية من اجل الالتزام به
والحقيقية انني كنت احد الذين طبقوا هذا القانون على الاخرين عندما اجبرت شابا لا اعرفه على ان يتوقف عن التدخين داخل الحافلة التي كنت اركبها لانه وبحسب ما قلت له : “لو سمحت التدخين ممنوع في الاماكن العامة ” صحيح ان صديقنا قام بجحري , وانه ابدى الكثير من الامتعاض الا ان سيحارته اطفئت وعاد الجو الى تلوثه الاعتيادي
منذ ان جئت الى هذه الدنيا لم ادخن في حياتي سوى خمس سجائر او اقل وكانت اغلبها في مرحلة “المرمطة العاطفية ” وبالنسبة للأرجيلة فلم ادخن سوى اقل من ” نفسين “والحمد لله . والامر في هذا عائد الى انني اكره رائحة الدخان جدا , ولا اقوى على تحملها سواء اكانت صادرة عن سيجارتي او عن سيجارة غيري , ولانني كذلك لا احب ايذاء نفسي او غيري , والسبب الثاني الاكثر اهمية هو انني احب المحافظة على البيئة , وكما ان غازات المصانع تلوث هواء الارض اجرؤ على القول ان دخان السجائر المشتعلة يؤذي الكرة الارضية كلها اذا ما اخذنا بعين الاعتبار كمية السجائر الهائلة التي تدخن يوميا على مستوى العالم فمثلا تدخن مصر لوحدها في العام الواحدة قرابة الستين مليار سيجارة ” بحسب بعض الاحصائيات التي وجدتها ” .
اذا كانت مصر لوحدها هكذا فماذا عن بقية العالم ؟؟؟
واقسم ان الامر لو كان بيدي لأصدرت قانونا يمنع التدخين بشكل كامل , وبالطبع هنا سيبرز لي المدافعون عن الحريات الفردية وعن احترام الحقوق الشخصية , ولن يكون بإمكاني اجابتهم الا بردهم الى القاعدة التي تقول : انت حر ,,, ما لم تضر .
وبهذا ارى ان حجتهم تسقط , فالتدخين لا يقتل صاحبه وحسب وانما يساهم بشكل كبير في ايذاء من حوله, وهنا اتحدث عن ظاهرة التدخين السلبي , وهي تعني ان تكون بالقرب من مدخن اثناء حرقه لسيجارته ولرئتيه , فيحل عليك ضرر مقارب لذاك الذي يحل به !!
من يدخن ايها السادة لا يقتل نفسه فقط كما سبق وذكرت , بل يقتلني انا وانت ,يقتل ابني وابنه , والاهم انه يساهم بشكل كبير في قتل كوكبنا, كوكبنا الذي اتينا الارض لإعماره لا لإخرابه , كوكبنا  الذي يعاني جراء “وقاحتنا وجراتنا عليه ” الشيء الكثير , كوكبنا الذي اتيناه ضيوفا فاستحلينا حرمة البيت , وطردنا اهل الدار , وعثنا في المنزل خرابا , كوكبنا الذي  ان لم نستمع الى كل تلك التحذيرات التي ارسلها لنا  مرارا فلا ارى له حلا سوى انه سيقوم بما قام به شمشون الجبار ويقول لنا : علي وعلى اعدائي .
والى ان  نصل الى ذلك التشريع المجرم للتدخين مهما كان واينما كان علينا _ اعيدها _ ان نبذل اقصى ما نستطيع من جهد من اجل تفعيل قانون تجريم التدخين في الاماكن العامة , حتى لو كان هذا  المدخن في مكان عام هو دولة رئيس الوزراء ,ولعلها تكون سابقة ,في ان يحاسب رئيس وزراء على اخلاله بالقانون الذي اصدره هو  .
عزيزي المدخن ان كنت مللت حياتك واردت انهائها فالعب لعبة الروليت الروسي  ,اما ان تعبث بهوائي وهواء  اطفالنا ومستقبلهم وارواحهم  فهذا عيب عليك , وعيب علينا ان نسمح لك .
وتصبحون على “عالم زي العالم “

Monday, August 22, 2011

استراحة المحارب :اعلان مش هام ابدا

                                                                                                 
جمهور المدونة العزيز او اخباركم بانني قررت اخيرا وبناء على عديد النصائح الانتقال الى التدوين على موقع الوورد برس وذلك لان الاشارة وردتني اكثر من مرة لكون هذه المدونة غير مرتبة بشكل يريح القارئ ولذار ارتأيت الانتقال على امل انتكون القراءة هناك اسهل واجمل 
كما اود اخباركم انه على الاغلب ستشهد المرحلة القادمة زخما في التدوين ,,,,فانتظرونا 
رابط المدونة هو  مدونة قرفان
لا اعلم سبب اختيار هذا الاسم لكن هكذا جاءت الامور 
والله الموفق والمستعان 
المجلس الاعلي للقوات المسلحة المصرية 

من وحي الانتصارات العربية اقول


كفلسطيني انا قومي بالضرورة 
يحزنني ما يحزن العرب 
يوجعني ما يوجع اطفال الصومال 
ويبكيني انفصال السودان واحتلال العراق 
وتنقلني الى اعالي السماء ابتسامة طفلة في الجزائر بتاهل منتخبها الى كأس العالم 
افرح لكل نصر عربي ولو كان صغيرا 
افرح لان امارة خليجية لا يتجاوز عدد سكانها عدد سكان مخيم واحد شرف تنظيم كأس العالم او ربما الفوز ببطولة اسيا 
افرح لانتصار ليبيا على جلادها 
ارقص حتى الثمالة لانتصار الشعب المصري على الفرعون الاكبر 
لكن كل هذه الفرحات تصاحبها غصة في القلب 
انا فرح لاجلهم ؟؟؟ طبعا 
لكنني حزين علينا 
منذ مئة عام ونحن ندفع الشهيد تلو الشهيد , والتضحية اثر التضحية ومع ذلك لم نصل بعد 
اي خطا لعين ارتكبناه ؟؟؟ 
ام ذنبنا الوحيد اننا فلسطينييون 
التلك الدرجة هذه الارض المقدسة ملعونة 

في ليلة القبض على القذافي


ونحن نهلل للانتصار الليبي دعونا لا ننسى ان ما فرق بيننا نحن العرب ليس الدين , ولا فلسطين
ولا المذهب ولا العرق الذي اتينا منه
ما فرق بيننا هم اولئك الشرذمة الملاعيين الذين كرهونا في بعضنا البعض
هم اولئك الطاغة الذين كانوا ينظرونا الينا على اننا بعض المتاع الذي يورثون
عاشت ثوراتنا العربية من المحيط الى الخليج
عاشت شعوبنا العربية الت نالت حريتها
وتلك التي على الطريق
وعاشت تلك الشعوب التواقة الى الغد

Tuesday, August 16, 2011

اربعة ايام في اللاند مارك

اربعة ايام في اللاند مارك 
تلقيت في منتصف الشهر الماضي دعوة للتدرب على احد انواع العمل الصحفي في فندق اللاند مارك في العاصمة عمان , وفندق اللاند مارك عو ذاته فندق الراديسون ساس الشهير والذي تعرض في العام 2005 وخمسة لتفجيرات ارهابية هزت الوطن باكمله 
المهم ان هذه كانت هي المرة الاولى التي ادخل فيها من بوابة اللاند مارك ,,على الرغم من انني كنت اسير بجواره بشكل شبه يومي خلال توجهي الى العمل في شارع مكة كل يوم 
وبما ان التدريب كان من قرابة العاشرة صباحا والى الخامسة مساء فقد كنا نتناول الطعام داخل احد مطاعم الفندق التي لا اعرف عددها , وقد كان الغداء "بوفيه " مفتوح في كل يوم 
والحقيقة انني واجهت عدة مشاكل خلال مدة الدورة لم تكن احداها المواد العلمية التي كنت ادرسها ,بل على العكس ان هذا كان اسهل ما في الموضوع 
وساتحدث عن ايامي الاربعة في اللاند مارك بشيء من الاختصار 
واحدة من اكبر المشاكل التي واجهتني هي ان المطعم كان بجوار المسبح 
نعم المسبح , وكان الاكل وحده ليس مربكا بالنسبة لي حتى يأتوني بجموعة من النسوة " نسوة نسوة " يسبحن على مقربة مني 
وبالطبع وبما ان الخجل ياكل مني اكلا فقد وضعت راسي في الصحن معظم الوقت او في الموبايل ,ومع ذلك نجحت في استراق مجموعة نظرات ,,على ما اذكر 
المعضلة الثانية التي واجهتني هي الطعام 
او على وجه الدقة كيف اتناول الطعام 
فاضافة الى الملعقة كان على المائدة شوكة وسكين 
والحقيقة انني لم يسبق لي ان استعملت السكين في حياتي لا لتقطيع الخضار ولا لأكل الطعام ,وعلى الرغم من ان الاموركانت واضحة الترتيب بحيث توضع السكين في يد والشوكة في الاحرى الا انني ظللت طوال الوقت لا اعرف من اين ابدا ولا اي انتهي , واكتفيت بموضوع الملعقة المعجزة التي كنت ايضا استعملها كسكين " على اعتبار انه من غير المقبول ان تمسك قطعة اللحم بيدك 
في اليومين الاولين اكلت بشكل "طبيعي " اي اكلت حتى امتلئ ثلث المعدة ,وربما حدث هذا لانني كنت استكشف المكان الجديد علي 
لكنني في اليوم الثالث لا اعرف ان كنت اكلت ام لا , وفي اليوم الرابع غادرت بحجة انني اريد ان اكل مع الحجة 
حسنا اذا وبعد كل هذا الهراء , ما الذي اريده 
صحيح انني قلت انها المرة الاولى التي ادخل فيها فندق اللاند مارك ,وهذا صحيح لكنني ايضا كنت قد دخلت الفندق من باب اخر قبل سنيتن او اكثر بقليل , دخلت الفندق لانني تقدمت بطلب للعمل فيه ووقتها اظن انهم اتصلوا بس من اجل مقابلة عمل لكن هاتفي النقال كان دوما مغلقا او ربما " لا اذكر حقيقة " انني كنت استعمل هاتف اخي لانني لم اكن املك هاتفا وقتها .  وبالطبع كانت الوظيفة التي تقدمت لها هي وظيفة
house keeping or waiter 
وكنت احبذ جدا وظيفة الهاوس كيبينج لا لشيء ولكن لانني كنت وقتها اكتب رواية حمقاء لها علاقة بهوسي بصبرا وشاتيلا ويصادف ان بطل تلك الرواية يعمل في هذه الوظيفة 
خلالل الايام لاربعة كنت لا انفك افكر في الندل الذي يقومون على خدمتنا , لكلو احد منهم قصته التي لابد ان تروى , ولكل واحد منهم المه ووجعه 
الشغل مش عيب ,طبعا 
لكن العيب هو ان تعمل في وظيفة لا يراك فيها احد ,او بشكل ادق يختار معظم الناس الا يروك وانت فيها 
وانا في المطعم فكرت طويييييلا في كمية الطعام التي تلقى بعد كل وجبة من الوجبات , خاصة وانه في تلك الايام كانت وسائل الاعلام قد بدأت بتناقل اخبار المجاعة التي تحدث في الصومال وما حولها 
شعرت باحساس عميق في انني اخون الفقراء عندما اتناول هذا الطعام الذي لم يتح لهم منذ ان اطلقوا صرختهم الاولى 
وانهي التدوية بما بداته 
كيف يفترض بي ان اشعر وانا اكل بالقرب من نسوة اظن ان اقصى احلامي جموحا هي مصافحتهن ؟ 
كم يبلغ سعر قطعة السباحة التي ترتديها احداهن الان ؟ 
وجبة الطعام في هذا المكان كم يبلغ ثمنها ؟ 

Sunday, August 14, 2011

ما الذي يحدث لثورة مصر ؟؟؟

لن اتكلم عما يحدث من انقسام , او بالاحرى عما حدث من انقسام بين القوى السياسية المشاركة في ثورة العز والفخار ثورة 25 يناير , ولن اتحدث كذلك عن استغرابي الشديد من موضوع الانتخابات اولا او الدستور اولا بينما الثورة والى هذه اللحظة لم تكمل مسيرتها 
اتذكر جيدا انني احترمت وائل غنيم عندما تحدث على دريم عن ان هذا الوقت ليس وقت " تقطيع التورتة " لان الثورة وقتها لم تكن قد وصلت الى نهاية مشوارها , وكما قال وائل وقتها اقول الان : ايها السادة اعضاء الحركات السياسية هذا ليس وقت اقتسام المناصب , ولا توزيع الحقائب , بل وليس حتى وقت تلقي التهاني 
اعلم انني لست مصريا مع ان كل حر يود ان يكون , واعلم تماما انني لست وصيا على احد , ولكنه واجب النصيحة الواجب تأديتها لاعظم شعوب الارض 
دعونا نتذكر جيدا الشعارين المقدسين الذين نزل بهما ملايين المصريين الى الشارع 
الاول : عيش حرية عدالة اجتماعية 
هل تعتقدون ايها السادة ان شيئا من هذه الحقوق الثلاثة قد تحقق؟ 
هل وجد المصري الفقير قوت يومه ؟ هل نقص عدد من ينامون في المقابر ؟ هل هدت العشوائيات واقيمت مكانها بيوت كريمة الهيئة والخلقة ؟ 
حرية 
تلك الكلمة الاغلى والاجمل في قاموس الثورات 
كيف يستقيم الكلام عن الحرية بينما هنالك اكثر من عشرة الاف مدني حوكموا عسكريا منذ تنحي الفرعون ؟؟ 
كيف يجوز لاي ناشط سياسي ان يتحدث عن الحرية في زمن ما بعد الخامس والعشرين من يناير بينما مايكل نبيل ولؤي نجاتي واسماء محفوظ ورشا عزب وحسام الحملاوي " واخرون على الطريق " يحاكمون امام القضاء العسكري , او على الاقل يحقق معهم في النيابة العسكرية 
عدالة اجتماعية 
لو سألت اي فقير في شوارع مصر عن العدالة الاجتماعية لوقع على ظهره من شدة الضحك 
اي عدالة اجتماعية تلك واموال مصر المنهوبة لا زالت منهوبة 
اي عدالة اجتماعية والاغنياء هم الاغنياء ابدا , والفقراء هم الفقراء 
اما الشعار الثاني فهو : الشعب يريد اسقاط النظام 
هنالك فارق كبير جدا بين الشعب يريد اسقاط النظام وما بين الشعب يريد اسقاط الرئيس 
النظام ليس هو الرئيس , ولكن الرئيس هو رمز النظام , وقد اتضح وبالتجربة المريرة في تونس ومصر ان سقوط الرئيس وخلعه لا يسقط النظام 
والحقيقة ان كثير من النشطاء اعترفوا بالخطا الفادح الذي ارتكبوه عندما قبلوا ترك ميدان التحرير " ايقونة الثورة " بعد التنحي 
ان ما يحدث في مصر الان " من واقع الملاحظة " هو ان النظام السابق قد اعتاد غياب مبارك , وقبل التضحية به على انه كبش فداء لاسكات الجماهير , وتمكن خلال الاشهر الماضيات الست من استيعاب الصدمة 
وبدأ باصلاح الاخطاء التي ارتكبها والتي مكنت الشارع من السيطرة لثمانية عشر يوما 
كيف ذلك ؟؟؟ 
فهم النظام ان مواقع التواصل الاجتماعي كانت سلاحا بيد الثوار فقام بغزوها بشكل فظيع , فراينا صفحة المجلس العسكري تهدد وتتوعد وتنشر الاشاعات وتحرض على الثوار ,وتفصل بين النشطاء وبين الشعب 
فهم النظام كذلك خطورة اعتياد الناس النزول للشارع فاصدر قانون تجريم التظاهر والاعتصامات 
الامر بتلك البساطة المجلس العسكري " النظام " يمنع الوسيلة التي اسقطت رئيس النظام السابق 
فهل هذه حماية للثورة ام انقلاب عليها 
وبالطبع وبعد ان قسم النظام شركاء الثورة عبر سياساته وعبر غباء البعض منهم , وبعد ان استوعب الصدمة " كما قال احدهم " جاء وقت الانتقام من الثورة 
وكيف يكون الانتقام من الثورة الا عبر اغتيال الداعين للثورة 
كيف تنتقم من الثورة الا عبر اعتقال كل من دعا النزول الى الشارع يوم 25 يناير 
باختصار يا شباب مصر ثورتكم التي الهمت الملايين حول العالم لا يتم اختطافها فحسب بل يتم الانقلاب عليها ,وبشكل ممنهج وواضح ومدروس 
ملاحظات اخيرة 
عندما كان نشطاء الثورة المصرية يقفون عزلا امام مدرعات الامن المركزي ,اين كان السادة اعضاء المجلس العسكري 
عندما كان نشطاء كفاية وستة ابريل الذين حرض عليهم الرويني يهتفون يسقط يقط حسني مبارك كان سامي عنان والمشير طنطاوي يقولان للفرعون : اوامرك يا فندم 
يا ثوار مصر 
لؤي نجاتي واسماء محفوظ ليسا اول من يقاضى عسكريا 
واقسم لكم انكم ان لم تتحركوا سريعا 
فلن يكونا الاخيرين 

كلنا ستة ابريل , او اننا سنشاهدهم يعاملون كحزب محظور قريبا 
هل تذكرون فيديو اسماء محفوظ وهي تدعو الشعب المصري الى الانتفاض قبل ايام من الخامس والعشرين من يناير ؟
ان نسيتم !! فلنتذكر سوية 



Friday, August 12, 2011

العالم مكان مقرف , حسنا ,,ماذا افعل ؟


كيف استطيع العيش في هذا العالم ؟
برز لي هذا السؤال منذ مدة ليست بالقصيرة , لكنه تفجر في وجهي خلال فترة الثورات العربية التي كشفت عن عظمة شعوبنا وخسة معظم انظمتنا العربية الحاكمة.

تفجر هذا السؤال في وجهي وانا ارى الوضع في الصومال , ارى الاف الاطفال يقتلون بسكين الجوع التي لا تصدأ , وانا اشاهد جيراني السوريين يقتلون بيد نظام الممانعة والمقاومة و الامة العربية الماجدة ذات الرسالة الخالدة ,برز لي وانا ارى الانتقائية التي يتعامل فيها الاصلاحيون العرب مع الوضع في البحرين , برز لي هذا السؤال قديما وانا ارى مئات الالاف من البشر يموتون في هاييتي
ولا اظنني قادرا على اكمال الماسي التي يعاني منها العالم , الماسي التي جعلت من العيش في هذا العالم امرا مقرفا , الماسي التي حولت الارض من جنة للحالمين الى كابوس للعالمين , او لمعظمهم
لماذا يموت الناس جوعا على الرغم من اننا صرنا في القرن الواحد و العشرين ؟ لماذا لا تجد الصومال مبلغ 200 مليون دولار بينما تخسر بورصة وول ستريت في يوم واحد اكثر من تريليون دولار ولا يجوع اثر هذه الخسارة احد ؟ لماذا يملك انسان واحد عشرات المليارات من الدولارات بينما بلد باكلمه لا يجد ما يسد به افواه اطفاله ؟
 ولنتحدث عن امور اكثر بساطة من هذه الامور ,دعونا نتحدث عما يحصل حولنا وبالقرب منا
فلنتحدث عن طعام الموائد والولائم الذي يلقى الى سلال المهملات بينما لا يجد الكثيرون ممن يعيشون في ذات مدينتنا عمان قوت يومهم ؟ لماذا تلقي كبرى المطاعم عشرات "الكيلوهات " من الطعام الفائض بينما تمتلئ مئات البيوت بالاف الامعاء الخاوية التي تبيت ليلتها دون عشاء ؟ لماذا لا يتمكن فلان من اكمال دراسته بينما يصرف علان على بنزين سيارته في الشهر الواحد ما يكفي حياة  فلان  كلها خلال سنة كاملة ؟
هل تودون المزيد من انباء الظلم المنتشر حول العالم ؟؟؟ لماذا عندما يحصل زلزال بقوة 8,9 في اليابان يموت 12 الف انسان  بينما عندما يحصل زلزال بقوة سبع درجات في هاييتي يموت اكثر من ربع مليون
الخسارتان مؤلمتان جدا ولكن لم هنا 12 الف وهناك ربع مليون
حتى عندما " اقتربت اللقمة من الفم " ورأينا العرب ينتفضون على محتليهم , وبمجرد ان سقط الجاثمون على صدورنا بدأ الثوار لحم بعضهم البعض ينهشون , بدأ الشارع يتململ من الثورة , بل وتجرا البعض على الترحم على ايام المخاليع 
وهل هناك انتكاسة بحجم هذه الانتكاسة ؟؟؟ 
اذا ما الحل ؟
كيف اصلح عالما كل ما فيه مخربط ؟ وكيف ساتمكن من الاصلاح وانا "كلما سكرت خزق , بلاقي مكانه مية "
وهل اترك كل ما سمعته عن الامر بالمعروف وعن وجوب جعل هذا العالم مكاناً افضل ؟ هل انسى قصص اكلت يوم اكل الثور البنفتحي ؟ هل انسى قصيدة    مارتن نيمولر..والتي يقول فيها :  في ألمانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أبال لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أبال لأنني لست يهودياً، ثم عندما أضطهدوا النقابات العمالية لم أبال لأني لم أكن نقابيا ..بعدها عندما أضطهدوا الكاثوليك لم أبالي لأني بروتستنتي..و عندما أضطهدوني انا ..لم يبق أحد حينها ليدافع عني
 وماذا لو انني فعلت كما فعل هذا الشاعر وعشت لنفسي ونفسي فقط ؟ ماذا سأفعل عندما يصلني الطوفان ؟ وهو لابد فاعل !!
انا الان بين معضلتين كبيرتين جدا , وهما يا اصدقائي الاعزاء معضلتان تقدر أي منهما على الاطاحة باكبر راس اصلاحي فكيف براس كراسي  ؟ وكيف ستقاوم عيني مخرز هذه الواقعية مفرطة التشاؤم ؟
المعضلتان هما عدم قدرتي على اصلاح الكوكب وعلى الوصول به الى ما اريد !! وفي الوقت ذاته رفضي لمبدأ اللهم نفسي ورفضي القاطع لانتظار الطوفان
                                      2
بعد طول تفكير وتمحيص وجدت ان الحل الامثل لهاتين المعضلتين واللتان هما في الحقيقة واحد ,هو الايمان , نعم الايمان
ولست هنا في مقام الوعظ ولا اتحدث هكذا لاننا في رمضان فقط , بل لان هذه الفكرة باتت قناعة لدي  
الحقيقة البسيطة ايها السادة هي ان الايمان وحده هو الذي يدعوني الى الاصلاح بل ويفرضه علي فرضا , وفي الوقت ذاته يخبرني انني لست مطالبا بحل كل مشاكل هذا الكوكب
كيف ذلك ؟
ان المنظور الديني لهذه الحياة الدنيا هي انها دار عمل وابتلاء واختبار لا دار مكافاة وجزاء ومنح , ومعنى هذا الكلام اننا سنبقى في حياتنا هذه من صنوف الابتلاء الشيء الكثير ," ليبلوكم ايكم احسن عملا" كماجاء في الذكر الحكيم
اما النظرة الاخرى للحياة والتي ترى ان الحياة الدنيا دار جزاء , او انه لا عالم بعد هذا العالم , فلا اعلم كيف ترضي الرغبة الاصلاحية لدى معتنقيها , فالامر جد خطير , والعالم يسير من سيء الى اسوا , ولا داعي لاعادة ذكر الفظائع التي نشاهدها ليل نهار حتى باتت امرا عاديا
 ان النظر الى الدنيا على انها هي دار المستقر , او انها المكان الي ساتنعم فيه وساستلذ بسني عمري طالت ام قصرت هي التي ستقتل كل رغبة اصلاحية لدى الانسان , وستجبره "في الغالب " على ان يقول " وانا مالي " وان يقول "حط راسك بين الروس " وغيرها من عبارات العار
بالطبع انا لا اتهم هنا احدا , بل وارفع القبعة احتراما لكل ذي همة اصلاحية . ولكل رافض للذل وللمهانة . ولكل من يناضل من اجل جعل هذا المكان عالما افضل
لكنني في هذا المقال احاول ان اخبركم ايها السيدات والسادة انكم مهما كنتم مخلصين مثابرين على الدعوة للاصلاح وعلى العمل من اجل الوصول اليه , ومن اجل الوصول الى المدينة الفاضلة , صدقوني "مع الاعتذار لكم " انكم لن تنجحوا .

  هذا الكلام لا  يعبر عن انتكاسة في همتي وعزيمتي ؟  بل  على العكس,  ولكنها واقعية وقراءة "شخصية " لما يحدث حولي
والدليل على ما اقول تجارب المصلحين الكبار والمصلحين المميين الذين عادتهم اممهم لاوضاع اسوا بعد وفاتهم او ربما في حياتهم ايضا

المنظور الديني يخبرنا ان الدار الاخرة والتي تبدأ مع خروج الروح من الجسد هي دار الجزاء , دار الثواب والعقاب , دار العدل الكامل الكلي اللا متناهي , والذي لا تشوبه شائبة ابدا
لكن هل هذا يعني ان نجلس في بيوتنا منتظرين ذلك الحل الالهي , هل نطالب الفقراء بالانتحار ليصلوا اسرع الى عددالة السماء ؟ هل نطالب الفلسطينيين بالا يناضلوا من اجل تحرير بلادهم بحجة او ان ينتحروا ليصلوا الى اجمل الاوطان والى جنة الرحمن ؟
بالطبع لا
فالدين وكما افهمه وكما به اومن يقول ان الانسان في هذه الحياة مسؤول عن عمارة الارض ماديا وروحيا , وان الانسان مستخلف في هذه الارض ليقوم بجعلها مكانا افضل مما هي عليه
الايمان يستوجب منك ان تسعى جاهدا لجعل هذا العالم مكانا افضل , ان تحث الخطى نحو مستقبل مشرق لأبنائك , ان تمسك بيد الخائفين ليروا نور الشمس , ان تمسح دمعة المسكين , وان ترفض الذل والظلم والقهر والاكراه والغصب و السلب والنهب , والسرقة والقتل .
الايمان يقول لك ان عالمك الاخروي اجمل بالقدر الذي تساهم فيه بتحسين هذه الدنيا
او على الاقل هكذا انا افهم التدين
الايمان يخبرني انني في الدنيا اصنع جنتي
ايماني يخبرني انني اكون مخطئا بحق الدين وبحق نفسي ان وضعت يدي على خدي وقلت "شو طالع يادي انا ؟ "
خلاصة الكلام ايها الاخوة ان الايمان يجبر خواطرنا ,الايمان يطالبنا ان نعمل جاهدين ,وليل نهار من اجل اعمار الارض وجعلها مكانا افضل مما هي عليه , لكنه في الوقت ذاته يخبرنا بالحقيقة التي سنصل لها لاحقا وهي اننا لن نتمكن من الوصول الى المدينة المثالية الفاضلة , لانها هناك
لكنك وبالقدر الذي تسعى به للوصول للمدينة الفاضلة هنا فانك تجعل من مدينتك الاخروية اجمل وافضل
وهذا كاف جدا بالنسبة لي



كيف استطيع العيش في هذا العالم ؟؟؟؟


الدنيا ليست دار جزاء وانما دار عمل , ولهذا من الطبيعي ان نرى فيها كمية ظلم هائلة , وان نرى فيها الكثير مما لا يعجبنا
والحقيقة ان ايماني بهذا الكلام هو الامر الوحيد الذي يجعلني اصبر على الظلم الذي اراه حولي ,لماذا يموت الناس جوعا ؟ لماذا الفلسطينون دون وطن
ليش في ناس كتيرر كويسة بس معهاش توكل , ليش في عمال بشتغلوا 16 ساعة باليوم مقابل عشر دنانير ,ليش في ناس بتموت لانه ما معها تتعالج ؟؟؟
اذا نظرت لكل هاي المشاكل من ناحية انه الدنيا دار جزاء ,اؤكدلك انك راح تكفر او راح تنشل ,بس ازا امنت في في عالم اخر الوضع فيو احسن
اذا امنت انه الدينا زائلة ونعيم الاخرة ابقى ستعرتاح نفسيا
بس هذا الكلام لا يعني بحال من الاحول ان نتقاعس عن اداء مهمة جعل هذا العالم مكانا افضل , عن مساعدة الاناس الاقل حظا دنيويا او اخرويا
لانه الاصلاح ,والتعمير الروحي والمادي , جزء من مهمة الانسان على الارض وجزء من اداء وظيفة الاستخلاف التي امرنا بها والامانة التي حملنا

Tuesday, August 9, 2011

انا ووكشك ابو علي



لي مع كشك ابو علي ذكريات لا اظن الايام ستقوى على محوها 
فكشك ابو علي كان محطتي الثقافية الاولى بعد مكتبة الامانة 
اشتريت من كشك "ابو علي" اول كتاب ثقافي غير ديني في حياتي 
وقد كنت وقتها في التاسعة عشر من عمري في وقت كأس العالم التي اقيمت في المانيا
ولا اظن ان لاقامة كاس العالم في المانيا علاقة بالكتاب الذي اشتريته والذي كان بالمناسبة كتاب "كفاحي لهتلر " 
طبعا كنت طفلا " كبيرا " معجبا جدا بشكل هتلر والاساطير التي تنسج حوله
ومع ذلك الكتاب بدات رحلة القراءة في حافلة المدينة الطبية رغدان , والتي استمرت حتى الان , والتي اجرؤ على القول انها شكلت معظم قراءاتي غير "الاونلاينية " 
ثم بعدها باسبوع او شهر لا اذكر اشتريت كتاب "دافنشي كود " وقد قراته في اربعة ايام لتتوالى بعدها الكتب والقراءات ويحلق العصفور الذي تعلم الطيران على يد "ابو علي" الى مكتبات اكبر وازخر 
ولكن يظل لابو علي فضله "علي انا على الاقل " وذاك فضل لا اجرؤ على نكرانه

Sunday, August 7, 2011

لماذا نكره الصومال ؟؟؟؟


 
حسني مبارك قتل خلال ثورة الخامس والعرين من يناير الفا من خيرة شباب مصر , بينما قتل بشار الاسد ما يزيد على الألفي إنسان حتى الأن خلال الثورة السورية الباسلة ,بينما قتل القذافي عدة ألاف من أحفاد عمر المختار , الى الان ايضا
لكن اتعلمون ايها السيدات والسادة ان هنالك حاكما عربيا قتل  اكثر من تسعة وعشرين  الف طفل  خلال التسعين يوما الفائتة  ؟ وهل تعلمون ان الرقم صحيح وموثق لدى الامم المتحدة , ولدى كبرى المنظمات الحقوقية حول العالم , وهل تعلمون كذلك انه لم يخرج أي عربي في مظاهرة او مسيرة من اجل الاعتراض على ما يحدث او في محاولة لأنقاذ اولئك الاطفال من خطر الموت المحقق  ؟
اوتعلمون ايها السادة ايضا ان اكثر من ثلاثة ملايين انسان عربي يعانون موتا محققا خلال الشهور المقبلة ان لم يتم انجادهم
لاشك انكم علمتم عمن اتحدث ؟ انني اتحدث عن الصومال , ذلك البلد العربي المسلم , والذي اختار اغلبنا وبمحض الارادة الحرة ان ينساه , وان يحذفه من تاريخنا وجغرافيتنا

اعتذر لكم جميعا عن هذا العنوان المستفز , واعلم تماما وجيدا ان قلوبكم تعتصر الما لما يحدث هناك , لكنني لم ار طريقة اخرى سوى ان استفزكم حتى تقرؤوا ما يجول في فكري اليوم
خرجنا كأردنين نصرة لغزة , ونصرة للبنان , ولسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن , لكنني لم ار احدا في الاردن او في غير الاردن يخرج نصرة للصومال واهله , وهم يعانون من ظلم الديكتاتور الاسوأ على مر التاريخ , انه الجوع , وياله من حاكم ظالم , وسيد جائر
عندما  يموت  الانسان وهو يحارب لاجل حريته ولاجل وطنه فانه لا شك ينال اجمل الالقاب واغلاها وهو لقب الشهيد  والاهم من هذا انه يحقق شيئا ما لبلاده , ويخطو به الوطن ولو خطوة صغيرة نحو غد افضل  , ولذا راينا امهات الشهداء لا يبكين بقدر ما يطلقن زغاريد الفرح باستشهاد أبنائهن
لكن من يموت جوعا وعطشا , من يموت لان والده او امه او حكومته لم تستطع ان توفر له ما يسند جسده , من يموت لان الجوع قد فتك به , ماذا نسميه ؟ ولماذا يموت ؟ وما الذي على امه ان تفعله ؟ هل تلطم الخد وتشق الثوب  ؟ ام ان عليها ان تصاب بنوع ما من الارتياح , راحة لان ابنها انتقل الى عالم اكثر عدلا, عالم اكثر نورا , عالم ليس عليه فيه ان يكون غنيا او ابيض البشرة او ابن وزير او
امير  لينال شرف الحصول على  وجبة طعام , او سقف تحته ينام .
اكثر من تسعة وعشرون الف طفل صومالي لقوا حتفهم خلال الاشهر الثلاثة الماضية , لن امل من ترديد هذا الرقم على مسامعكم , ثلاثون الفا أي ثلاثون الف روح , وثلاثون الف قلب , ثلاثون الف طفل , أي ثلاثون الف عائلة كان من الممكن لها ان تنشأ , ثلاثون الف ام واب بكت عيونهم دما على ابناء ماتوا هكذا , دونما جدوى , ودونما سبب سوى تقاعسنا عن نجدتهم
نعم  تقاعسي انا وربما انتَ وربما انتِ عن نجدة اخوتنا في العروبة , او الدين وان لم يكن في هذا او ذاك فهم بشر مثلنا , هي ارواح كأرواحنا ,هم اخوتنا في الانسانية
ثلاثون الف طفلا , أي ثلاثون الف رجل وامراة لم يتمكنوا من النجاة من الطفولة حتى يصبحوا علماء او مفكرين او كتاب او صحفيين او عمال , او جوعى عاديين
ماذا لو ان الصومال كانت بلدا نفطيا , او بلدا اوروبيا , هل كان العالم سيصمت كل هذا الوقت على ما يجري , هل كان الاطفال سيموتون هذه الميتة ؟
الانهم فقراء نتركهم يموتون ؟
ثم ما هو موقفنا كعرب مما يحدث ؟
اوليس من العار ان نرى الامم المتحدة تنفذ حملات اغاثية لاطفال الصومال بينما تلتزم الجامعة العربية بموقفها المعتاد الابدي المتمثل بصمت كصمت القبور
اين هو نبيل العربي , وزير خارجية الثورة السابق عما يحدث قرب مصر ,
الصليب الاحمر البريطاني يقوم بتنظيم حملة وتلقي المساعدات من اجل انقاذ الصومال بينما هلالنا الاحمر ليس له صوت او حس او تعليق
اعلم ان لدينا في الاردن فقرا  متقعا , واعلم كذلك ان عندنا جوعا كافرا  , لكن المعادلة ايها الاخوة هي انه ان لم نرسل المساعدات اليوم الى الصومال فان الكثير الكثير من اهلنا هناك سيموتون   
هل تعلمون ان غزة ,نعم غزة المنكوبة المحاصرة " قامت قبل ايام بالبدء بحملة جمع تبرعات ,فهل نحن اكثرفقرا من غزة ؟
ايها الاردنيون , ايها العالم , ان هنالك اخوة لنا يذبحون بسادية لا توصف , يقتلون كما تقتل الانعام , لا بل بطريقة اسوأ ,  فماذا نحن فاعلون ؟
لست اطلب منكم ان يكون لاردن هو منقذ الصومال ولا ان يتبرع الاردنيون بال300 مليون دولار التي يحتاجها الصومال , لكن ما اطلبه هو ان يكون لنا دور في انقاذ ما يمكن انقاذه من ذلك البلد العربي
 ارجوكم لا تجعلوا موت التسعة والعشرين الفا موتا عبثيا , لا تجعلوا من موتهم موتا بلا جدوى او طائل
ستسألونني كيف
ساجيبكم وبكل بساطة , سنجعل من موتهم ذا جدوى ان قمنا بانقاذ اشقائهم من ملاقاة ذات المصير
 لن يكون موتهم سدى ان كان موتهم هو ما ايقظ ضمائرنا واجبرنا على انقاذ ملايين البشر في الصومال 
وما حولها

فلنجعل من الضحايا شهداء

ايها الصديق وأيتها الصديقة ان الامر بهذه البساطة وبهذه السهولة : تبرع الان للصومال وانقذ حياة طفل ما , انقذ روحا ومستقبلا , انقذ عائلة , انقذ مجتمعا من التفكك والدمار , انقذ نفسا .
تبرع للصومال ,و أنقذ نفسك من ان تكون مشاركا في قتلهم
تبرع للصومال , وأنقذ روحك


تبرع للصومال , وأنقذ بلدك 
تقرير عن المجاعة