Wednesday, August 3, 2011

عن الجحيم ,,,,,,,,,,,,,الحلقة الثانية



 
لا يختلف عاقلان على ان مجتمعنا يعاني الى حد   الادمان من مشكلة تدعى الكبت الجنسي  وهي معضلة تستدعي البحث السريع عن حل لها , والعمل الدؤوب المتواصل لإنقاذ الشباب من  الانغماس  فيها , لانها وبسبب تمكنها من عقول شبابنا ومن اجسادهم استطاعت القضاء على اية قدرة ابداعية لديهم . وصديقي جابر لم يكن بمنأى عن هذه الافة , ولا بناج منها 
يعمل صديقي جابر في احد مطاعم العاصمة عمان كما سبق وأسلفت , ولفهم طبيعة الامور في هذا المطعم اقول انك تتدرب منذ قدومك الى هذا الجحيم على كل محطات العمل 

لا لسواد عيونك ولكن ليتمكنوا من مص دمك  في كل مكان تقف عليه واينما احتاجوا اليك , وعلى اية محطة شاء حظك التعس بان تكون جيدا عليها  وتعتبر محطة 
خدمة السيارات drive thru 
و التوستر المحمص , toaster 
من اهم المحطات في هذا المطعم ولذا يجب ان يكون الواقف على احداها حمار شغل لا يكل ولا يمل ولا بتعب ولا يرتاح ولا يتنفس ولا ياكل ولا يعطل ولا يكف عن رسم قناع الابتسامة على وجهه .
والدرايف ثرو لمن لم يسبق وان شاهده او عمل عليه اقول انه عبارة عن شباك او اكثر متتابعة , تقوم انت ايها الزبون وعبر سيارتك بالمرور عليها , فتطلب الأكل من شباك , وتدفع النقود على الشباك الاخر , وتاخذ طلبك من الشباك الاخير , لكن ما يحدث في هذا المطعم بالذات مختلف تماما , وان سألتموني عن الرابط العجيب بين الكبت الجنسي والدرايف ثرو سأكون واثقا تماما من ان احدا منكم لم يعمل على هذه المحطة من قبل , وربما لم يذهب رفقة فتاة ويطلب من الدرايف ثرو ستاشن 
المهم الان دعوني ارو لكم هذه القصص الثلاث لأوضح لكم الفائدة العظيمة التي يوفرها الدرايف ثرو لشبابنا المكبوت
المكان : شارع عبدالله غوشة , المكدونالدز 
الزمان : اوائل الصيف في بلادنا و ستعلمون بعد قليل ان اختيار هذا الزمان لم يكن عبثيا بل ينم عن خبث وسفالة , ولله الحمد 
محطة العمل : الشباك الاول 
يجلس صديقي الذي لن اذكر الان اسمه , لان الجميع يفعل ما يفعله هذ الشخص ولذا ارى انه من الظلم ذكر اسم ما , المهم يجلس صديقي على الكرسي او يقف في غرفة الموظفين متحدثا مع فتاة دخلت للتو الى الغرفة وان كان مؤدبا ومهذبا جدا فانه يجهز
happy meal boxes 
او ربما يرتب الكاتشب " هذا الحكي بطلنا زماااااااااان " المهم انه لا يلعب وانما يعمل بجد واجتهاد 
لكنه مع هذا العمل مشغول جدا ومشتت الذهن للغاية !! لماذا؟؟؟
لأن لديه امتحانا مهما غدا في جامعته , ولم يوافق مدير الجداول على اعطائه يوم عطلة , بحجة انه لم يطلبها منذ مدة كافية 
لكن فجأة كل همومه تزول , وكل الافكار التشاؤمية حول انه "سيحمل "المادة , وانه سيرسب , وان والده سيردح له ردحا , كلها تلاشت بمجرد وصول السيارة الى شباكه , ليس لأنه موظف مجتهد للغاية ولكن لان من يركب السيارة شخصية مهمة جدا 
من يركب السيارة ليس وزيرا ولا مسؤولا , ولا حتى لاعبا مشهورا , لكنها انثى , فتاة في نهاية العقد الثاني من عمرها او في بداية الربيع العشرين من حياتها , وهي ليست مشهورة كذلك لكنها مهمة جدا , وسبب اهميتها نابع من شرين تاريخيين لا يقدر هذا الشاب على مقاومتة اغرائهما , الشر الاول هوو النقود , فالسيارة التي تركبها هذه الفتاة رائعة وحديثة وجميلة , اما الشر الثاني و الذي هو سبب تعاسة صديقي منذ ان اصبح رجلا فهو جمال هذه الفتاة , ,ملامحها  الاوروبية نادرة الوجود لدينا : العينان الزرقاوان , الشعر الاشقر  المنسدل على كتفين عاريين , البشرة البيضاء الناصعة , "النمش " اللذيذ على وجنتيها , الشفتان اللتان يفكر صديقي في انه يجب عليه ان يتناولها الان الان وليس غدا ,
وكأن صديقي "لم ينسطل "بجمالها بعد , قامت هذه الجميلة اللعينة , عن غير قصد على الاغلب , بتمرير اصابعها في خصلات شعرها الذهبية , في حركة كادت لولا الله ان تطيح بعقل صديقي وجسده .
من المفترض بصديقي ان يبدأ بعبارة تحية للزبونة وبابتسامة , وتواصل عيني يبلغ خمسين في المئة من مدة الزيارة لكن صديقي لم يفعل ايا من هذا , فهو لم يبتسم , ولم يرحب او يتكلم , والتواصل العيني لديه تحول الى ما يصطلح على تسميته بال "تبليم " او بال " بحلقة " . 
وبالطبع لم تكن هذه المرة الاولى التي تتعرض فيها الزبونة الى موقف كهذا , فهي معتادة على ان تتم البحلقة بها انّى ذهبت , ولذا وفي محاولة للانتهاء من هذا الموقف بادرت هي الى طلب الاوردر 
order 
وبعد ان انتهت من تلقين صديقي ما ارادت , كان من المفترض به ان يخبرها عن السعر او ان يعيد عليها ما طلبت حتى تتأكد من انه سجل ما ارادت الا ان صديقي واصل مهمته التاريخية في النظر اليها , فبعد ان انتبه الى ان وجهها ليس الشيء الوحيد الذي يستحق النظر فيها , انهمك حتى التعب في النظر الى ساقيها العاريتين تماما .
وبعد طول ارتباك وتلعثم وبعد ان كادت الزبونة تحول الامر الى "تهزيء " من العيار الثقيل , استدرك صديقي الموقف واخذ طلبها , كيفما اتفق
اغلق صديقي الشباك وبكل ما في حنجرته من صوت اطلق صرخة مدوية باتجاه الشباك الثاني معلنا حالة الطوارئ في المطعم كله "لغم في الطريق اليك " .
لغم او مزة او علكة او قُطة او شقفة , او جمل , كلها الفاظ تستعمل للتعبير عن الفتاة الجميلة 

اما صديقي على الشباك الثاني فهو اقل اهتماما بساقي الفتاة وبوجهها , لكن عاشق للسيارات حتى المرض , ولشخص مثل هذا فالسيارة التي تركبها هذه الفتاة قادرة على اصابته بالشلل في ثوان 
السيارة حديثة وموديل السنة , ومن الأفضل على مستوى العالم كله , ومع ذلك فثمنها رخيص للغاية , فقط اربعون الف دينار ,,اربعون الف دينار , اربعون الف دينار "  وراتب صديقي لا يتجاوز المئتي دينار في افضل الاحوال وبحسبة بسيطة يفهم صديقي انه بحاجة الى ان يعمل ستة عشر عاما ليتمكن من شراء سيارة كهذه.
وبالطبع ولان اخبار وصول " شقفة " الى الشباك الثاني فقد تجمع الموظفون حوله , واحد  يختلس النظر بينما مكنسته معه , واخر يخرج رأسه من الشباك لينظر الى ما خلف السيارة  والى طابور السيارات , بينما هو في الحقيقة ينظر الى الساقين " ما غيرهم "  , واخر من مكانه يقول وبكل ما يملك من عاطفة انية :بحبك  , ولا يعنيه ان تسمعه او لا تسمعه هي
وبمجرد ترك ال"مزة" للشباك الثاني ورحلتها باتجاه الثالث انتقلت الجموع والجماهير المحتشدة الى ذاك الشباك بينما تمسمر الموظفان العاملان على الشباك الثالث محاولين الحصول على اكبر قدر من المتعة " الحسرة ".
 وفي العادة يحاول الواقف على الشباك الثالث ممارسة فعل الاستظراف وتخفيف الدم , وان كان خجولا راحت عليه ولن ينجح سوى بالتلصص , اما ان كان وقحا فربما يتمكن من لمس يدها او رؤية امور اكثر خطورة من تلك التي راها زملاؤه على الشباكين الاول والثالث وذلك عبر تقنيات ساخبركم عنها لاحقا 
هذا غيض من فيض ما يحدث حولي ومعي , وهذا جزء من مذكرات صديقي جابر 
وفي الحلقات القادمة 
كيف تلمس يد زبونة جميلة !!!
ما هي الحالات التي تسمح لك بان تحصل على وجبة عربي ؟؟؟
هل التطعيم ظاهرة صحية حقا ؟؟
ما هي اسباب ازالة هذا الدوار ؟؟ عفوا قصدي ما هي اسباب انتشار ظاهرة التكفير في المطعم ؟ 
وكما هي العادة ابدا