Sunday, August 14, 2011

ما الذي يحدث لثورة مصر ؟؟؟

لن اتكلم عما يحدث من انقسام , او بالاحرى عما حدث من انقسام بين القوى السياسية المشاركة في ثورة العز والفخار ثورة 25 يناير , ولن اتحدث كذلك عن استغرابي الشديد من موضوع الانتخابات اولا او الدستور اولا بينما الثورة والى هذه اللحظة لم تكمل مسيرتها 
اتذكر جيدا انني احترمت وائل غنيم عندما تحدث على دريم عن ان هذا الوقت ليس وقت " تقطيع التورتة " لان الثورة وقتها لم تكن قد وصلت الى نهاية مشوارها , وكما قال وائل وقتها اقول الان : ايها السادة اعضاء الحركات السياسية هذا ليس وقت اقتسام المناصب , ولا توزيع الحقائب , بل وليس حتى وقت تلقي التهاني 
اعلم انني لست مصريا مع ان كل حر يود ان يكون , واعلم تماما انني لست وصيا على احد , ولكنه واجب النصيحة الواجب تأديتها لاعظم شعوب الارض 
دعونا نتذكر جيدا الشعارين المقدسين الذين نزل بهما ملايين المصريين الى الشارع 
الاول : عيش حرية عدالة اجتماعية 
هل تعتقدون ايها السادة ان شيئا من هذه الحقوق الثلاثة قد تحقق؟ 
هل وجد المصري الفقير قوت يومه ؟ هل نقص عدد من ينامون في المقابر ؟ هل هدت العشوائيات واقيمت مكانها بيوت كريمة الهيئة والخلقة ؟ 
حرية 
تلك الكلمة الاغلى والاجمل في قاموس الثورات 
كيف يستقيم الكلام عن الحرية بينما هنالك اكثر من عشرة الاف مدني حوكموا عسكريا منذ تنحي الفرعون ؟؟ 
كيف يجوز لاي ناشط سياسي ان يتحدث عن الحرية في زمن ما بعد الخامس والعشرين من يناير بينما مايكل نبيل ولؤي نجاتي واسماء محفوظ ورشا عزب وحسام الحملاوي " واخرون على الطريق " يحاكمون امام القضاء العسكري , او على الاقل يحقق معهم في النيابة العسكرية 
عدالة اجتماعية 
لو سألت اي فقير في شوارع مصر عن العدالة الاجتماعية لوقع على ظهره من شدة الضحك 
اي عدالة اجتماعية تلك واموال مصر المنهوبة لا زالت منهوبة 
اي عدالة اجتماعية والاغنياء هم الاغنياء ابدا , والفقراء هم الفقراء 
اما الشعار الثاني فهو : الشعب يريد اسقاط النظام 
هنالك فارق كبير جدا بين الشعب يريد اسقاط النظام وما بين الشعب يريد اسقاط الرئيس 
النظام ليس هو الرئيس , ولكن الرئيس هو رمز النظام , وقد اتضح وبالتجربة المريرة في تونس ومصر ان سقوط الرئيس وخلعه لا يسقط النظام 
والحقيقة ان كثير من النشطاء اعترفوا بالخطا الفادح الذي ارتكبوه عندما قبلوا ترك ميدان التحرير " ايقونة الثورة " بعد التنحي 
ان ما يحدث في مصر الان " من واقع الملاحظة " هو ان النظام السابق قد اعتاد غياب مبارك , وقبل التضحية به على انه كبش فداء لاسكات الجماهير , وتمكن خلال الاشهر الماضيات الست من استيعاب الصدمة 
وبدأ باصلاح الاخطاء التي ارتكبها والتي مكنت الشارع من السيطرة لثمانية عشر يوما 
كيف ذلك ؟؟؟ 
فهم النظام ان مواقع التواصل الاجتماعي كانت سلاحا بيد الثوار فقام بغزوها بشكل فظيع , فراينا صفحة المجلس العسكري تهدد وتتوعد وتنشر الاشاعات وتحرض على الثوار ,وتفصل بين النشطاء وبين الشعب 
فهم النظام كذلك خطورة اعتياد الناس النزول للشارع فاصدر قانون تجريم التظاهر والاعتصامات 
الامر بتلك البساطة المجلس العسكري " النظام " يمنع الوسيلة التي اسقطت رئيس النظام السابق 
فهل هذه حماية للثورة ام انقلاب عليها 
وبالطبع وبعد ان قسم النظام شركاء الثورة عبر سياساته وعبر غباء البعض منهم , وبعد ان استوعب الصدمة " كما قال احدهم " جاء وقت الانتقام من الثورة 
وكيف يكون الانتقام من الثورة الا عبر اغتيال الداعين للثورة 
كيف تنتقم من الثورة الا عبر اعتقال كل من دعا النزول الى الشارع يوم 25 يناير 
باختصار يا شباب مصر ثورتكم التي الهمت الملايين حول العالم لا يتم اختطافها فحسب بل يتم الانقلاب عليها ,وبشكل ممنهج وواضح ومدروس 
ملاحظات اخيرة 
عندما كان نشطاء الثورة المصرية يقفون عزلا امام مدرعات الامن المركزي ,اين كان السادة اعضاء المجلس العسكري 
عندما كان نشطاء كفاية وستة ابريل الذين حرض عليهم الرويني يهتفون يسقط يقط حسني مبارك كان سامي عنان والمشير طنطاوي يقولان للفرعون : اوامرك يا فندم 
يا ثوار مصر 
لؤي نجاتي واسماء محفوظ ليسا اول من يقاضى عسكريا 
واقسم لكم انكم ان لم تتحركوا سريعا 
فلن يكونا الاخيرين 

كلنا ستة ابريل , او اننا سنشاهدهم يعاملون كحزب محظور قريبا 
هل تذكرون فيديو اسماء محفوظ وهي تدعو الشعب المصري الى الانتفاض قبل ايام من الخامس والعشرين من يناير ؟
ان نسيتم !! فلنتذكر سوية 



No comments:

Post a Comment