Tuesday, August 23, 2011

صديقي العزيز :اقتلني ,,شكرا


من اجمل ما اصدرته حكومة دولة الرئيس معروف البخيت هو قانون منع التدخين في الاماكن العامة وبالطبع وبما انه من المتوقع ان يكون لهذا القانون مخالفون فقد نص القانون على ان يعاقب من يخالفه بالحبس مدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد عن شهر او بغرامة مالية لا تقل عن 15 دينارا ولا تزيد عن 25
وعلى الرغم من ان اول من خالف هذا القانون قد يكون دولة رئيس الوزراء الا ان هذا لا يقلل ابدا من اهمية هذا القانون  , ومن ضرورة تفعليه وتفعيل اليات رقابية مجتمعة وربما امنية من اجل الالتزام به
والحقيقية انني كنت احد الذين طبقوا هذا القانون على الاخرين عندما اجبرت شابا لا اعرفه على ان يتوقف عن التدخين داخل الحافلة التي كنت اركبها لانه وبحسب ما قلت له : “لو سمحت التدخين ممنوع في الاماكن العامة ” صحيح ان صديقنا قام بجحري , وانه ابدى الكثير من الامتعاض الا ان سيحارته اطفئت وعاد الجو الى تلوثه الاعتيادي
منذ ان جئت الى هذه الدنيا لم ادخن في حياتي سوى خمس سجائر او اقل وكانت اغلبها في مرحلة “المرمطة العاطفية ” وبالنسبة للأرجيلة فلم ادخن سوى اقل من ” نفسين “والحمد لله . والامر في هذا عائد الى انني اكره رائحة الدخان جدا , ولا اقوى على تحملها سواء اكانت صادرة عن سيجارتي او عن سيجارة غيري , ولانني كذلك لا احب ايذاء نفسي او غيري , والسبب الثاني الاكثر اهمية هو انني احب المحافظة على البيئة , وكما ان غازات المصانع تلوث هواء الارض اجرؤ على القول ان دخان السجائر المشتعلة يؤذي الكرة الارضية كلها اذا ما اخذنا بعين الاعتبار كمية السجائر الهائلة التي تدخن يوميا على مستوى العالم فمثلا تدخن مصر لوحدها في العام الواحدة قرابة الستين مليار سيجارة ” بحسب بعض الاحصائيات التي وجدتها ” .
اذا كانت مصر لوحدها هكذا فماذا عن بقية العالم ؟؟؟
واقسم ان الامر لو كان بيدي لأصدرت قانونا يمنع التدخين بشكل كامل , وبالطبع هنا سيبرز لي المدافعون عن الحريات الفردية وعن احترام الحقوق الشخصية , ولن يكون بإمكاني اجابتهم الا بردهم الى القاعدة التي تقول : انت حر ,,, ما لم تضر .
وبهذا ارى ان حجتهم تسقط , فالتدخين لا يقتل صاحبه وحسب وانما يساهم بشكل كبير في ايذاء من حوله, وهنا اتحدث عن ظاهرة التدخين السلبي , وهي تعني ان تكون بالقرب من مدخن اثناء حرقه لسيجارته ولرئتيه , فيحل عليك ضرر مقارب لذاك الذي يحل به !!
من يدخن ايها السادة لا يقتل نفسه فقط كما سبق وذكرت , بل يقتلني انا وانت ,يقتل ابني وابنه , والاهم انه يساهم بشكل كبير في قتل كوكبنا, كوكبنا الذي اتينا الارض لإعماره لا لإخرابه , كوكبنا  الذي يعاني جراء “وقاحتنا وجراتنا عليه ” الشيء الكثير , كوكبنا الذي اتيناه ضيوفا فاستحلينا حرمة البيت , وطردنا اهل الدار , وعثنا في المنزل خرابا , كوكبنا الذي  ان لم نستمع الى كل تلك التحذيرات التي ارسلها لنا  مرارا فلا ارى له حلا سوى انه سيقوم بما قام به شمشون الجبار ويقول لنا : علي وعلى اعدائي .
والى ان  نصل الى ذلك التشريع المجرم للتدخين مهما كان واينما كان علينا _ اعيدها _ ان نبذل اقصى ما نستطيع من جهد من اجل تفعيل قانون تجريم التدخين في الاماكن العامة , حتى لو كان هذا  المدخن في مكان عام هو دولة رئيس الوزراء ,ولعلها تكون سابقة ,في ان يحاسب رئيس وزراء على اخلاله بالقانون الذي اصدره هو  .
عزيزي المدخن ان كنت مللت حياتك واردت انهائها فالعب لعبة الروليت الروسي  ,اما ان تعبث بهوائي وهواء  اطفالنا ومستقبلهم وارواحهم  فهذا عيب عليك , وعيب علينا ان نسمح لك .
وتصبحون على “عالم زي العالم “

No comments:

Post a Comment