يقول
نجيب محفوظ في روايته زقاق المدق واصفا أحدهم : ومن عادة عم كامل أن يقتعد
كرسيا على عتبة دكانه- أو حقه على الأصح- يغط فى نومه والمذبة فى حجرة لا
يصحو إلا إذا ناداه زبون أو داعبه عباس الحلو الحلاق، هو كتلة بشرية جسيمة
ينحسر جلبابه عن ساقين كقربتين ، وتتدلى خلفه عجيزة كالقبة مركزها على
الكرسي ومحيطها في الهواء ، ذو بطن كالبرميل ، وصدر يكاد يتكور ثدياه ،لا
ترى له رقبة ، فبين الكتفين وجه مستدير منتفخ
محتقن بالدم ، أخفى انتفاخه معالم قسماته ، فلا تكاد ترى في صفحته لا
قسمات ولا خطوط ، ولا أنف له ولا عينان ، وقمة ذلك كله رأس أصلع صغير لا
يمتاز عن لون بشرته البيضاء المحمرة ، لا يزال يلهث ويشخر كأنه قطع شوطا
عدوا ، ولا ينتهي من بيع قطعة بسبوسة حتى يغلبه النعاس ، قالوا له مرات :
ستموت بغتة . وسيقتلك الشحم الضاغط على قلبك ، وراح يقول ذلك مع القائلين ،
ولكن ماذا يضيره الموت وحياته نوم متصل .