Saturday, September 25, 2010

لصديقي حسام

لابد ان اكون انانيا وللغاية  

  
اعلم ان ما ساكتبه سيوجعك

لكنني ساكتب وامري لله

ولتفعل بي ما شئت ,,,واظنك يا صديقي قد فعلت بي الاسوأ


عزيزي يا اقرب من الروح الى الروح
لو كنت استطيع وضع ملامح وجهي على ورق لفعلت ذلك دونما تاخير
لا لاريكم ,,سحنتي ,,, بل لتروا مقدار الغضب الذي يعتصرني
لابد وانكم جميعا سمعتم بكلمة "حانق"
هذه الكلمة لم تقل الا لتعبر عن حالتي في هذه اللحظات عديمة الاهمية والجدوة في تاريخ البشر كل البشر سواي وانت

حسام ,,,بالامس استقبلتك قادما من المجهول
فبلغت فرحتي عنان السماء ,,,وكنت خلال استعدادي لمجئيك افكر انه لابد لنا ان نستغل كل ثانية في تعويض ما فات
ان استغل كل ثانية في الاستماع اليك "وانت اكثر اهل الارض كلاما".



ان استمع الى ما تجود به من مصطلحات ضاحكا مستجديا فهمها
ان استغل كل ثانية بالضحك معك تلك الضحكة الفضائحية التي تجبر 

رواد مقهانا على النظر الينا
ان استغل كل ثانية فراغ لملئ امعائنا "التي لا تشبع" من طعام البرولتاريا
ودعتك يا اخا انجبته امي,,,, قبل شهورفكان وداعا احمقا ولو فاضت فيه المشاعر

اما هذا الوداع فهو امر والعن
لانني وفي وداعنا الاول لم اكن قد جربت الحياة دونك من قبل
فكان وداعك استقبالا للمجهول
اما الان فقد علمت وباصعب طريقة يمكن للمرء ان يتعلم بها ان الحياة دونك جحيم
وان اليوم الذي لا اراك فيه هو يوم ليس بالامكان ان يكون يوما لي
بل هو يوم علي بكل تأكيد
اتعلم اكثر ما يؤلمني في رحيلك ؟
انني اعلم ان الرحيل عليك اصعب الف مرة من وضعنا هنا
واعلم ان ما اكتبه هنا سيزيد من المك
لكني اخبرتك منذ البداية انني ساكون هذه اللحظة انانيا
ولذلك اقول عزيزي حسام
سحقا


لابد لي ان اعتذر على رداءة ما كتبت
لا لشيءولكن لان هذا الشيء الذي كتبته اتى مخربطا
ليوافق حياتي
حسبي باني غاضب
والنار اولها غذب
انا لست غاضبا
انا حانق

Sunday, September 19, 2010

لماذا بدأت الكتابة ؟؟؟

قررت ان اكتب 


منذ مدة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة قررت امتهان فعل الكتابة ,وان شئتم الحقيقة كما هي فان هذا القرار لم يات بعد دراسة وتمحيص ولا بعد تفكير عميق ولا جلسات مطولة مع الانا ,وان شئتم مزيدا من الحقيقة فان هذا القرار لم يات بسبب حاجتي  الماسة للكتابة ولا لانني انسان ذو قضية _على الاقل وقتها - 
بل اتى هذا القرار التاريخي_  بالنسبة لي_ لانني كنت وكاي شاب في ربيع العمر_ وان كنت اخاف من هذه التسمية لان ما احياه لا يدل ابدا على ان هذا هو الربيع الذي به احلم _ كنت في حاجة ماسة الى الابداع 
_وبالطبع لا زلت _.
ولانني لم اكن املك صوتا ملائكيا او حتى انسانيا ولا ريشة دافنشي او او عدسة كيفن كارتر فقد دفعت الى الكتابة دفعا ,لا لانني كتبت من قبل فاكتشفت انني اجيد الكتابة ولا لان افكارا خلاقة بارعة تعتمل في راسي. 
قررت الكتابة يا سادتي الاعزاء لانني ظننت _ ويالسوء ظني_ ان الكتابة اسهل المهن على الاطلاق وايسرها  فكل ما تحتاجه لتصبح كاتبا قلم ومجمموعة اوراق .
ولكن وكما البرق بُدد الوهم واتضح لي بعد معاناة مع الذات والقلم ان الكتابة على عكس ما ظنت تماما ,بل ان الكتابة هي اصعب المهن على الاطلاق. 
مجددا ,,,,,لماذا اكتب ؟ 
من الامور التي ساهمت في تكوين نظرة خاطئة جدا لدي عن الكتابة هي تلك الافلام" الهوليودية" اللعينة ,وللحقيقة اقول ان هذه الافلام قد ساهمت الى حد كبير في تكوين الانسان الذي صرته مع الايام  ولذا فانا شاكر لها جدا  ولكن مع ذلك لابد من الاشارة الى ما يفعله عالم الخيال والمثاليات بالانسان البسيط _ كحضرتي_ ,فالمثالية داء جميل ولكنه قاتل 
فهي  تأخذ الانسان _ايما انسان_ بعيدا جدا عن عالم الواقع وعما فيه من قذارة ووحل لا يسلم من الاتساخ بها احد وتحلق به في عوالم سماوية لا علاقة لها بما نحياه   
وبين عوالم ملائكية وعوالم شيطانية يقع عالمنا 
ببره وفجوره 
بغشه وامانته 
بجحيمه وناره 
فالافلام قامت بتصوير الكتابة ورقة جاهزة لتسود وقلما بالحبر امتلئ ويدا لا "تحك" الراس 
فتصبح وبعدها بساعات فقط كاتبا لا يشق له بنان .
ما الذي حدث ؟
بدات الكتابة طمعا بنقود وشهرة _ نعم اعترف واخجل ولا اخجل_ ,ولكن وكما هو واضح للعيان جدا لا الشهرة تحققت ولا المال على جيوبي تدفق ولكن هذا الامر لم يحل بيني وبين الاستمرار بحمل القلم والورقة  وبالتاكيد ان النية قد صلُحت مع مرور الايام 
فما كان عبثا بات شغفا وما كان طمعا بات قضية .
امتلئ صدري شغفا بفعل الكتابة بعد ان رايت ما للكتابة من تاثير علي وعلى ذاتي ونفسي وقلبي قبل ان يكون لما اكتب تثيير على غيري 
فالالم الذي لم اكن استطيع تقيؤه صراخا او دموعا خرج بمنتهى اللطف والاذى  سطورا وجملا 
وصراخي الذي لم يكن يأبه لسماعه انس ولا جان بات يُسمع ويُرى ويلمس
فتجول الدم الغاضب حبرا يجود بالغضب 
وتحول صمت الحملان زئيرا 
حتى وان لم يصغ اليه احد. 

 واخيرا ,,,,لماذا اكتب ؟
لست اصرخ رغبة في الصراخ ولست اصرخ كذلك لالمي الشخصي ولا بسبب ظلم تعرضت له _وان كان من المشروع لي ان اصرخ واتالم واستم لانني تعرضت لهذا كله _بل اصرخ  _اي اكتب _ لاقول وبكل ما في ذاتي من بساطة انني لست راضيا على الاطلاق 
لست اقبل ولا ارضى ولا اوافق 
هذا هو موقفي باختصار 
بل انه  لا يحق لي ان ارتكب ايا من هذه الافعال التي لا استطيع الا ان اصفها بالقذرة 
لماذا ؟؟؟
لان العالم الذي به نحيا لا يستحق الا هذا الصراخ وهذه الشتائم  
لأن العالم يا معشر البشر ليس صالحا لنعيش فيه   ,وبالتأكيد انه ليس صالحا كذلك لننجب له ابناءً
القوي يأكل الضعيف ,والضعيف يأكل من هم اضعف منه ,وهكذا دواليك 
ولا بريء فينا 
لا احد بريء ابدا 
كلنا واقعون في الذنب والخطيئة وان تفاوتت درجات وقوعنا فيها 
الظالم والمظلوم والشاهد  كلهم شركاء في الظلم 
فالظالم مذنب بظلمه 
 والشاهد مذنب بعدم نصرته 
والمظلوم مذنب كذلك ان لم يدافع عن نفسه 
ان شئت فاستغن عن حقك ,فهو اولا واخيرا حقك  .لكن ان كان سكوتك عن حقك سيؤدي بالظالم الى ان يشمل غيرك بظلمه فانت وهو سواء 
للمظلومين بالذات اكتب واقول ,انني من اجلي واجلكم اكتب ,لأولئك الذي لا زالوا ان يظنون ان لا امل 
لاولئك الذين وقعت الجبال فوق رؤوسهم اقول 
ان الغد افضل من اليوم ومن امس 
بشرط واحد وحيد 
لا تسكتوا على ما تتعرضون له من ظلم وحيف 
فمن العار ان نجلب اطفالا لهذا العالم ونحن نعلم انهم سيظلمون 
اكتب لكَ ولكِ ولهم 
ولكن الاهم اكتب لاجلي 
لاصرخ  بملئ قلمي ان كفى 
يقولون ولست ادري من هم اولئك الذين دائما يقولون ان الانسان عندما يكتب فانما يضع عقله امام القراء على طبق 
وها هو طبقي امامكم 
هي يؤكل فيهضم ام ينفر فيتقيئ ,,,لست ادري 
الايام وحدها تظهر ذلك 
ولكنني ساظل اصرخ وازعج 


اصرخ لانير شمعة 


ولالعن الظلام 

Wednesday, September 15, 2010

موتي المشتهى,,,,,,,,,,بقلم جابر جابر

في الستين من العمراو ربما في عمر اكثر من هذا العمر بقليل او ربما الان او بعد قليل ساموت
كلنا سنموت وهذه هي سنة الحياة كما يقولون 
سيبكي علي البعض او ربما لن يبكيني احد 
لن تعلن حالة الحداد في اي مكان في العالم ولا حتى في بيتي 
والحقيقة انني لا اريد من اي احد في العالم ان يحزن لموتي والذي هو اصلا لا يستحق  ان يحزن لاجله 
سياخذني الاقارب الى مسجد الحي ليصلى علي وان كنت محظوظا فسيصلي علي صفان من المصلي  او  اكثر قليلا وربما يمتلؤ المسجد من يدري  بالطبع لن يمتلئ المسجد لانني مت بل لان موتي جاء قبل صلاة الجمعة 
سيحملني من يعدون على اصابع اليد لادفن في مقبرة قريبة  سيجامل البعض اهلي ويسيرون في موكب الجنازة 
سادفن في قبر حفر على عجل ولن يطلق احد الرصاص لاجلي 
حديث الموت حديث كئيب 
وبما ان هذا العصر هو عصر سقوط الاقنعة فساعترف امام حضراتكم انني اخاف الموت لدرجة الموت خوفا 
كنت اود لو ادفن في يافا مسقط راس جدي الاول  ولكن للاسف ابناء العمومة لا يسمحون بذلك  ولكن عزائي في هذا الامر ان جدي ذاته لم يدفن حيث واراد ومن هو خير مني وخير من جدي لم يدفن في القدس كما اراد 
صحيح ان فرائدي ترتعد من فكرة الموت لكن ما اخافه اكثر من الموت ذاته هو كيف ساموت 
مات رائد الكتابة والادب في الاردن محمد طمليه بفعل السرطان 
ومات الماغوط صاحب المسرحيات الخالدة بفعل المرض الذي لا ادري كنهه وماتت قبله زوجته سنية صالح بفعل المرض ايضا 
ومات امير الشعر الحديث محمود درويش بفعل المرض ايضا 
الموت بفعل المرض موت مخيف بل هو موت مرعب جدا 
الشعور بالضعف والوهن  الشعور بالعجز ........عدم القدرة على الاممساك بالقلم شعور مدمر 
 .......الزوار الذين يتصنعون الشفقة او اؤلئك الذي يجاهرون  بالشماتة 


نعم يحق لي ان اخاف الموت واخاف المرض اكثر من الموت نفسه 
لذا فما ارجوه من ربي في هذه اللحظة وفي كل لحظة قادمة من حياتي ان اموت كما احب 
يتصل بي اخي لاقل ابنته التي سيسميها ميس الى الجامعة حيث ادرّس لكن قبل الوصول الى بيته تنفجر السيارة بي بفعل عبوة ناسفة لا تبقي مني شيئا 
العبوة الناسفة يكون قد زرعها الموساد تحت مقعدي فانا ارفض الموت على يد ابن بلدي ولو كان عميلا 
او ربما اموت بعد عودتي الى البيت من محاضرة القيها في احدى الجامعات الاوروبية العريقة  فاستلقي على السرير فينفجر بي فلا يبقي اي اشلاء مني على الاطلاق 
الميتتان السابقتان هما للاديبين والسياسيين الفلسطينيين غسان كنفاني وماجد ابو شرار
هذا هو ما اريده من الموت فقط 
 هو موتي  المشتهى 
لا اريد موتى عاديا 
لا اريد ان لاحد ان يجد اي شلو من اسلائي المتفجرة 
هل حقا ساكون محظوظا الى تلكم الدرجة التي تستحق ان تتعب اسرائيل عملائها قياتون لتفجيري ,,,,,,,,فاسقط انا لانني لم اتخذ اية احتياطات امنية 
فبالنهاية من هو جابر لتتعب اسرائيل موسادها من اجل تفجيره 

Tuesday, September 14, 2010

امي ,,,,,,,,,,,بقلم جابر جابر

هل نكبر ام ننجو " 
ما ان قرع جرس المدرسة ايذانا بانتهاء الدوام المدرسي حتى ركضت  حليمة خارج المدرسة راكضة هاربة وكان احدا ما يلاحقها   لم يكن  تفكيرها منصبا على المنظر المضحك الذي تركض فيه  حاملة على ظهرها اثقالا تدعى الكتب ولا انها تركض تحت اشعة شمس لا ترحم   ولا حتى سفرها كل يوم سريا على الاقدام في رحلة الذهاب الى المدرسة والعودة منها ,,,وهي ليست خائفة بل مرعوبة فمنظر العصا الموضوعة خلف الباب لا يفارق مخيلتها  واثار الضرب من ليلة البارحة لم تمح عن جسدها بعد وقبل كل هذا الم رحيل امها لا زال يوجع قلبيها ,,,,امر واحد هو ما كان يشغلها اليوم وهو ذات الامر الذي يشغل بالها كل يوم " ان تاخرت ستضربني زوجة ابي وان لم اذهب ستغضب مني امي " 
قررت منذ اليوم انها ستفعل الامرين معا تزور والدتها وتعود الى البيت مبكرة وبهذا تحقق الامرين معا فلا يغضب منها احد ولا ينكل بها من قبل زوجة ابيها 
تصل الى امها بعد دقائق من خروجها من المدرسة ,,,ترتسم الابتسامة على وجهها ,,,تجلس الى جوار امها وتبدأ بالحديث معها " اه يا امي كم اشتاق اليك ,,,لماذا تركتنا ورحلت ؟ ,,,,,اعلم ان ابي لم يكن يحبنا ولكن انا احبك يا امي ,,,, اقسم لك يا امي انني احبك .....اه يا امي لو تعلمين ما الذي يفعلونه بي في البيت ,,,,,لا اريد ان ازعجك ولكنهم يضربونني ,,,,
البارحة كنت اقوم  بغسل الصحون الا ان احمد جاء وضربني  بعصا احضرها فقط من اجل ان يضربني ,,,عصا خسبية طويلة ضربني بها وبكيت ,,,نعم بكيت كثيرا لكنه لم  يتوقف عن ضربي الا عندما تعب ,,,,ضربني لانه يقول ان القميص الذي غسلته لم يكن نظيفا كما يريد ,,,, اقسم انني غسلته يا امي اقسم لك بذلك وقد نظفته باقصى ما استطيع لكنه لم ينظف ,,,لقد كان قذرا جدا ولم استطع تنظيفه اكثر مما فعلت ,,,,,هل تصدقينني يا امي ؟ .
لا استطيع التحدث لابي عما يفعلونه بي لانهم سيضربونني بعد ان يذهب ,,,وهو اصلا لم يفعل شيئا سوى انه قال لي عندما شكوتهم اليه ذات مرة قال لي ان اخرس وهل تعلمين ما الذي قاله؟  
  "صام ,,,صام وافطر على بصلة " 
هذه هي ردة الفعل الاولى التي اطلقها  لحظة بشروه ان زوجته الشابة قد انجبت له ابنة هي انا  " بعد هذا العمر الطويل انجبت بنتا لن تحمل اسمي  وسانفق عليها طيلة الايام الباقية في عمري ,,,,,,واستغرق في شتائم لحظه العاثر ولزوجته الحمقاء التي "كانت السبب في انجاب هذا العار " .
هذا ما قاله لي عندما شكوتهم له 
لو تعلمين كم تمنيت انني الى جوارك لحظتها  
لقد بكيت كثيرا يومها لكنني بعدها قلت لنفسي انه لا يحبني فلماذا اجبر نفسي على ان احبه 
وهذا ما فعلته من يومها 
قال لي ان اخرس وهذا ما فعلته من يومها والى الان 
نعم لقد اصبحت خرساء لا اتكلم مع احد الا ان سالوني
وفي المدرسة ايضا لا اتكلم الا مع الاء ,,,,تذكرينها اليس كذلك؟؟؟ لقد كانت تاتي لتلعب معي عندما كنت معنا دائما وكانت تحبك ,,,انها تبكي كلما ذكرتك لها انها مشتاقة اليك كثيرا الا انها لا تريد القدوم معي اليك لا ادري لماذا ,,,دائما اخبرها انني ذاهبة اليك  ولكنها تبدا بالبكاء  وترفض المجيء . 
ابي يقول ان هذه هي اخر سنة لي في المدرسة ,,,, لا ادري لماذا لكنه يقول ان المرأة لبيت زوجها ولا تحتاج شهادات لتعيش ,,,,المعلمة تقول اننا يجب ان نتعلم ولكنه لا يقبل ويقول انه لن يسمح لي بالذهاب الى المدرسة ولو ليوم واحد بعد انتهاء هذه السنة ,,,اظنه لا يمزح لانه اخبر زوجته ان تجد لي عملا في بيت من بيوت القرية  او ان ارادت قسيبقيني معها لاساعدها ,,,,انا لا اساعدها فعلا ,,,لانها لا تعمل اصلا بل تظل طوال اليوم جالسة هي وابنتها  مع جارتنا ام سعيد لا يقمن بشيء سوى الكلام  وانا اقوم بكل شيء ,,,,لماذا رحلت وتركتنا يا امي 
اعرف ان ابي كان يضربك دائما ولكن,,,,انا اشتاق اليك وابكي طوال اليوم ولكن  لا احد يرى دموعي ,,,ربما لو راوها لضربوني لانني ابكي.
هل تذكرين عندما كنتي مريضة وكنت انام الى جانبك ,,,اريد الان ان افعل هذا مجددا ,,,لكن لماذا قلت له ان يتزوج مرة اخرى من بعدك؟  
انا لا اريد اما غيرك وهي اصلا لا تريدني 
 لا اريد احدا سواك 
ارجوك لا تقولي لي انك طلبت منه هذا لكي تقوم هي بالاعتناء بي 
هي لا تعتني بي ابدا 
ربما انه كان سيفعلها ويتزوج حتى لو لم تقولي له ذلك 
انا اسفة يا امي لا ,,,لن الومك على هذا ,,,,ولكن ارجوك اخبريني لماذا رحلتي وتركتني وحيدة 
لن اطيل ابقاء لانها ستضربني ان تاخرت 
ليست المشكلة انها تصربني المشكلة انه تشتمك ,,,احاول ان امنعها لكن كلما حاولت ازدادت شتائمها هي وابنتها عليكي 
ارجوكي لا تقولي لي ان وليدها هما اخوة لي  
هما لا يقربان لي ابدا  وكلاهما يضربانني 
انهما لا يحبانني فلا تطلبي مني ان احبهما 
 انا متعبة جدا يا امي ,,ارجوكي اسمحي لي ان استلقي الى جوارك قريبا ,,,,ساستلقي لدقائق فقط .
تستلقي حليمة الى جوار والدتها  والحقيبة المدرسية لا زالت على ظهرها ,,,,,,,تحلم انها وامها تعيشان هما الاثنتان فقط 
والاخرون قد تركوهما لتفعلا ما تشاءان 
النوم الذ كانت تفترض انه لن يستمر سوى دقائق اصبح ساعات ,,,,,,,استيقظت نم نومها لتجد ان الشمس توسك على الغروب ,,,,,,,,هي تعلم ما ينتظرها او على الاقل تحاول التوقع لكنها لا تابه فقد كانت خلال كل تلك الساعات الى جوار امها وقد لعبتا معا وذهبتا الى حيث تريدان في الحلم
تضع يديها الصغيرتين على وجهها وتبكي للحظات  الا انها تتذكر اخر كلمة سمعتها من امها 
"ان لا تخافي يا ابنتي  وكلما حزنت تذكري انني قريبة منك جدا ,,,كلمني كلما اشتقت الي ,,,,وعندما تشعرين بالوحدة تذكري انها سنلتقي قريبا "  
 تمسح دموعها بثيابها المدرسية المتسخة و تقبل شاهد القبر الذي يضم رفات امها وتسقي الازهار التي نمت على جوار القبروتسير عائدة الى البيت بكل هدوء ,,,,لم تركض ولو لثانية واحدة 
هي الان لم تعد خائفة 
قد يضربونها وعلى الاغلب انهم سيفعلون بل وسيتناوبون على ضربها مرارا وتكرارا لكنها الا لم تعد خائفة 
فهي قد علمت ان امها في قلبها ولن يستطيعوا ان ينتزعوها من داخل صدرها ابدا 

Tuesday, September 7, 2010

مجرد رسالة ,,,,بقلم جابر جابر

   
عيناها مغمضتان ,,,,,شعرها منسدل كخيوط من الشمس على الوسادة ,,,,,ابتسامة لا ارادية ترتسم 


على محياها ,,,,,مخلوق ملائكي الصورة يستلقي على سريره نائما غير ابه باي شيء في العالم  ,,,,وفي الحقيقة ان عبير كان يحق لها هذا لانها ومنذ الامس اصبحت الانسانة الاسعد على وجه الارض فقد اتاها فارس احلامها ,,,,,,ذاك الشاب الذي ياتي الى احلام الفتيات راكبا حصانا  ابيض اللون  قد بات الان حقيقة ,,,,,ذاك الشاب الذي احبها واحبته طويلا ستزف اليه عما قريب 
كانت الان اسعد من اي يوم مضى بل ان حياتها قد ابتدات منذ اللحظة التي وصلتها فيها تلك الرسالة ,,,,,,,"انا الان جاهز" هذا هو ما قالته الرسالة فردت عليه برسالة اقصر منها "احبك" 
منذ هذه اللحظة باتت احلامها اقرب من اي وقت مضى اخذتها احلام اليقظة الى امامكن غاية في البعد عن واقعها ,,,,,عائلة تكونها مع زياد ,,,,ابناء رائعون يأخذون عنها جمالها وعنه رجولته ,,,,,قامت بتسمية ابنائها الذي ستنججبهم منه ,,,,راتهم يدخلون المدرسة  ويتخرجون من الجامعات  كل هذا بفعل رسالة قصيرة لا تتعدة كلماتها الثلاث كلمات  انا الان جاهز 
وبعد عناء وشقاء حصل زياد على الوظيفة اليت انتظرها طويلا وبات الان قادرا وبمساعدة صغيرة من والده على الزواج من عبير او على الاقل بات لان قادرا على القدوم الى والدها وخطبتها منه .
غرقت عبير في نومها غير ابهة باي شيء في العالم فهي الان سعيدة بل سعيدة جدا ولن تسمح لاي شيء في العالم بان يجعلها غير ذلك  لكننا لا نلعم ما يخبئه لنا الغد والا لما تجرأنا على رسم الابتسامات البلهاء على شفاهنا 
افتحي الباب ,,,,,,,افتحي الباب ,,,اقول لك افتحي الباب هيا افتحيه والا كسرته 
تستيقظ عبير من النوم على هذا الصوت المرعب  فزعة مرعوبة ,تعرف هذا الصوت جيدا لانه ببساطة ذلك الصوت الذي لطالما حاول ان يدفعها لترك دراستها الجامعية ,حاول ان يزوجها لاي ثمل يدق باب بيتهم راغبا في الزواج من عبير ,انه صوت زوج والدتها  ,تفتح الباب على عجل  فيدفعها  ويلقي بها على السرير ,تحاول امها واختها الصغيرة ابعاده عنها الا انه لا يستجيب لهما ويخرجهما الى خارج الغرفة ويغلق الباب خلفه ,ويبدأ بمزاولة هوايته المفضلة ضرب ابنته او العبدة التي اشتراها بماله كما كان يظن  ,,,ينهال عليها بالركل واللكم وكانها دمية يسعى الى تحطيمها لمجرد اللهو والعبث  لا تنفع توسلات والدتها في شيء ولا صراخ اختها الصغرى ,,,تبدا هي بالصراخ منذ ان تراه تحاول ان تبعده عنها الا انه كان اقوى بكثير كان ثورا هائجا  ,,,,,,,تحاول الام جلب احد الجيران ليساعد عبير او بالاحرى لينقذها من موت محقق ,الا  انه لا احد يستجيب ابدا فهم قد جربوا قبل ذلك كثيرا ولم تفلح محاولاتهم ,,,,,,وهم في الحقيقة وهذا الاهم يخشون بطش والدها 
لم تاخذ عملية التنكيل بعبير منه سوى دقائق معدود انهارت خلالها وسقطت على الارض بوجه مدمى  وروح محطمة 
على مضض وعلى غير رضى من ذلك اللعين  تؤخذ الى المستشفى  وكالعادة تكذب في التقرير الرسمي وتقول انها انما سقطت عن السلالم ولم يقم احد بايذائها .......الطبيب يعلم وهي تعلم انه يعلم ولكن ما الجدوى من اخياره ومالذي سيحصل لها ولامها ان اخبرته ,,,,بالطبع لاشيء
تظل في المستشفى يومين كاملين ويسمح لها بعدها في المغادرة حاملة جبيرة على ذراعها وكدمات ملونة على وجهها تعود الى البيت لتجد ان كل ما كان لها لم يعد لها ,,,,,,,كتبها الجامعية احرقت ,,,,,اجمل ثيابها قد رميت ,,,,كل ما تعلق بها اتلف الا شيئا واحدا الا وهو هاتفها النقال  وجدته في يد زوج والدتها 
ما الذي فعلته لاستحق كل هذا 
اين ذهبت ثيابي 
اين هي كتبي الدراسية 
ارجوك ما الذي فغلته لاستحق كل هذا 
_ الخروج من البيت ممنوع منذ اللحظة 
الجامعة لت تذهبي اليها 
وتبدأ بالكباء  لماذا ؟؟؟ 
_ هل تعرفين هذا " ويظهر لها هاتفها النقال "
وهنا ولولا انه قد لون لها وجهها بالكدمات مسبقا لتغير لونها اكثر الان بفعل الخوف الذي تملكها 
هل عرف انني احب زياد ؟ تتسائل في نفسها 
ولكنها تظل امامه مطبقة الشفتين 
بالطبع لن تتكلمي ,,,,,,هل ظننت انني مغفل ,,,,,ام انك ظننتني بلا شرف ولا دين 
ايتها ........ويبدأ بشتمها بافظع الشتائم واقبح الالفاظ  ,,,,تحاول الذهاب الا غرفتها الا انه يمنعها من ذلك 
اين تذهبين ,,لم انه كلامي بعد ,,,,,,من هذا المدعو زياد ,,,,,تحبينه " ويطلق تنهيدة  يتبعها ب " هذا هو ما ياتينا من المدارس والجامعات 
نعم هذا هو ماياتينا منها 
لقد قلت لوالدتك الحمقاء ان كل هذه الدراسة لن تنفعنا ولن ياتينا منها الا وجع الراس 
وها قد راينا 
تحبين ؟؟؟وماذا ايضا 
ومن هو هذا الصعلوك وما الذي فعله معك ؟
يشتمها ويشتمه يتهمها في اغلى مل تملك الانثى الشرقية  ومع ذلك  هي واقفة لا تتحرك ولا تتنفس فضلا عن ان تدافع عن نفسها 
وهذه ببساطة كانت طريقتها في حماية نفسها وامها 
طبعا لن تتكلمي وهل ستجرؤين
اه لو كان والدك حيا ربما لتمنى الموت بسبب ما فعلته ,,,او ربما هو من ورثك هذه الامور السيئة 
وهنا لم تتمالك عبير نفسها وانقضت عليه مفجرة ما اعتمل في صدرها من الم وقهر  امتد لسنوات وسنوات
من انت لتتكلم عن والدي بهذا الشكل ايها الاحمق ,,,,,تصرخ بكلمات حتى هي لم تفهمها  
ضحك عليها كثيرا وهو ينظر اليها كيف تضربه بيد واحدة لا حول فيها ولا قوة 
وانى لهذه الفتاة الضعيفة المحطمة انتؤشر في رجل فيه من الضخامة بقدر ما فيه من الحماقة
تنظر الفتاة الجامعية الى يدها التي تلتف حولها الجبيرة 
ولا تستغرق الا ثانية لتعلم ان الاوان قد حان فعلا 
وبكل ما تملك من قوة منحتها اياها سنوات القهر والتنكيل 
بكل ما تملك من حب لزياد 
بكل ما تملك من حب لوالدها ولذكراه 
انهالت على زوج والدتها بالجبيرة ,,,,ضربة ,,,,ضربتان ,,,,ثلاث وبنفجر الدم من راسه ويظل على المقعد جالسا  بلا حراك  ,,,,اخيرا 
لا اعلم ما حصل له بعدها ولا ما حصل لعبير  ولكن واثق انها قالت لهم انه وقع عن الدرج 
هم يعلمون انه لم يقع 
وهي تعلم انهم يعلمون  

Sunday, September 5, 2010

نحن والحكومة ,,,,,,السويدية طبعا

 
 الحكومة السويدية العتيدة حفظها الله ورعاها وادامها ذخرا للامتين العربية والاسكندنافية تقوم وبخطوة محسوبة بدقة برفع قيمة الضرائب على كل من السلع التالية 
القهوة
السجائر والتبغ والتومباك والسيجار 
المكالمات الخلوية 
ولمن لا يعرف هذه السلع اقول 
القهوة بالنسبة للاردني عفوا للسويدي هي المتنفس الروحي وهي المزاج والمشروب الاول والاوحد للشعب 
السجائر وهي فشة غل الشعب الاردني والامر الوحيد الذي يحميه من احراق نفسه خاصة في ظل هذه الاوضاع التي تشجع الانسان الاردني _عفوا السويدي _ على الاستمرار في الحياة 
المكالمات الخلوية ,,,,,لا يوجد مواطن لا يحمل هافا نقالا واحدا على الاقل مهما كانت وظيفته ومهما تدنة دخله لانه ببساطة بات حاجة ضرورية ولم يعد يصنف في خانة الكماليات 
بالطبع هذه الضرائب وكما كل الضرائب التي سبقتها تاتي لسد عجز الميزانية  وكما تعودنا عليهم دائما قام اخواننا في المعارضة السويدية ينعقون  كالغرابيب ويشتمون الحكومة ويتهمونها بافظع الشتائم واقبح الالفاظ وكل هذا تحت ذريعة حرصهم على المواطن  وعلى مصلحته ولقمة عيشه 
وهنا وكما هي عادتي فانني سامتشق قلمي الذي هو  حسامي الذي لا يصدأ للدفاع عن حكومتنا العتيدة وعن سلوكياتها المثيرة لحفيظة المعارضة المتربصة بها 
اقول والله المستعان 
يا احبائنا وفلذات اكبادنا في المعارضة السويدية واكرر هنا السويدية من انتم ومن حضراتكم ومن اين جئتم وما هو تعليمكم وسابق خبراتكم حتى  تتكلموا على حكوماتنا العتيدة 
من انتم حتى تكونوا احرص على الشعب من حكومته ؟ 
اقول لاخواننا في المعارضة السويدية  ان حكومتنا الرشيدة برئية براءة اخوة يوسف من دمه  او براءة الذئب من دمه لست ادري على وجه التحديد من كل هذه الاتهامات الزائفة  
تقولون ان الحكومة فرضت ضريبة على السجائر ,,,,طبعا طبعا اولا تعلمون ان التدخين حرام شرعا  وحكومة حريصة جدا على تطبيق اوامر الشرع  
اولا تعلمون ان الاردن عفوا السويد سيصبح انظف بالف مرة عندما يترك الشعب التدخين
صحيح ان السجائر هي الوسيلة الوحيدة "لفش الخلق " وانها باتت اهم من الماء والغذاء الا ان المدخنين لا بد وان يتعلموا كيف يكونون وطنيين والا يؤذوا اخوانهم في الوطن بهذه السجائر اللعينة

اولا تعلمون ان البدانة سوف تختفي تماما من اردننا الحبيب عفوا من سويدننا الحبيب عند رفع الحكومة للضريبة على البنزين ,,,كيف ذلك؟ ببساطة لانه عند رفع الضريبة لن يجرؤ احد على تشغيل سيارته للذهاب الى العمل مهما بعدت المسافة بين مكان سكناه ومكان عمله وسيضطر الى الاستيقاظ باكرا  "وبالطبع سيصلي الفجر على وقتها " وسينطلق من بيته حاملا معه زجاجة ماء وينطلق الى عمله بكل نشاط وهمة وعزيمة 
اتعلمون ان بلادنا ستخلو من اي ازدحام عند رفع الصريبة على البنزين وستزداد اواصر المحبة والالفة بين افراد عائلاتنا  وستتجمع العائلة من جديد حول الحطب شتاءا وعلى الارصفة صيفا وعلى الطفر ليل نهار  
احبائنا في المعارضة الوطنية طبعا  ان الحكومة عندما تفرض ضريبة مرة اخرى على المكالمات الهاتفية والخلوية لا تقصد بهذا كم الافواه ولا التخريب على العشاق 
بل على العكس ان حكوماتنا تؤمن بان "العيون مغارف الحشي  او الحكي _على روايتين _" ولذا بدلا من التكلم على الهاتف ومط الحكي والتكلم عن طبخة اليوم وعما فعلته الجارة الفلانية فاننا كشعب اردني سنتعرف على بعضنا البعض من جديد ودونما واسطة 
اعزائنا في المعارضة مرة اخرى اقول لكم لو ان نيتكم سليمة لنظرتم الى سلوك الحكومة بعين مختلفة تماما عن هذه العين العوراء التي بها تنظرون الى الامور 
اعترضتم على رفع الضريبة على طعام البشر واعفاء طعام القطط من اي ضريبة 
ويحكم  اي عقول تملكون واي ادمغة اعمتها الكراهية تستعملون ان حكومتنا تعلم تمام العلم ان المواطن الاردني عفوا للمرة الالف المواطن السويدي والذي تملؤ قلبه الشفقة والحنية والرحمة على اضعف الخلائق وارقها القطط لعلى استعداد تام للتضحية بغذائه وغذاء اطفاله من اجل قطته المسكينة
ويحكم امن القطة تغارون 
انها مجرد مخلوقات مسكينة لا حول لها ولا قوة ولاتملك في هذه الدنيا الا هذه الحكومة وشعبنا الرحيم 
يا اخواننا ويا احبائنا في المعارضة ,,,يا من تدعون الحرع خلق قيادات شعبية قادرة على الاعتراض او على الاقل التعبير عص على الوطن والمواطن  احسنوا الظن في حكومتكم 
وكل رفعة وانتم بخير
ملاحظة اخيرة : ان شعبا لا يريد الاعتراض ولا يوافق على الاعتراض  ولا يستطين طموحاته واماله والامه هو شعب يعاني خلل كبيرا 
شعب اللهم نفسي هيك حكومة كتيرة عليه 
شعب انا ثم انا ثم انا  لا يستحق الا عيدي امين واحفاده 

عجوز خرف

"وجدت هذه الرسالة داخل سلة مهملات في احد المقاهي الشعبية في العاصمة عمان "
الى  كل من يهمه الامر 
الى لا احد 
انا مجرد عجوز خرف , ها انا قد اخبرتكم بهذا وادعى الحاج  "ابو محمود " هذا هو الاسم الذي اعتاد الناس ان ينادوني به منذ مدة لا اعلم كنهها , وفي الحقيقة ان اسمي هو ابراهيم محمود ولولا انني نظرت اليوم الى وثيقة تدعى بطاقة الهوية لما استطعت تذكر هذا الاسم  ابدا. 
ذهبت اليوم صباحا الى احدى الدوائر الحكومية وتدعى دائرة الاحوال المدنية لاجدد بطاقة الهوية , لست ادري لم فعلت هذا ,بالطبع لم افعل هذا من اجل انتخاب شخص ما فايامي معدودة على هذه الارض ولن اقوم بافساد الحياة على اهلها ,لكن المفارقة عجيبة ستون عاما عشتها الى الان  ابي قال لي ان اخرس حتى ظننت ان هذا هو اسمي وامي فعلت نفس الشيء ,المعلمون الذي كانوا عتاة تعذيب كانوا لا يخاطبوننا الا بكلمة اخرس ورئيسي في العمل قال اخرس  والشرطي في الشارع امرني ان اخرس  وابنائي قالتها افعالهم وان لم تقلها السنتهم ,والمرة الوحيدة التي يسمحون لي فيها ان اصدر صوتا تكون بوضع هذا الصوت المختنق اصلا  داخل صندوق ابكم لا يسمع ولا يتكلم , لم اجدد هذه البطاقة التي تحوي معلومات عني اكثر مما يحتاج اي انسان لمعرفته عني  لاي شيء سوى انني مصاب بالملل , أوربما لانني اردت ان اثبت لنفسي وللعالم انني لا زلت موجودا !, وهل يكترث احد بوجودي , وجودي وعدمه هل يعني لاحد شيئا؟ ,ان كان لا يعني لي اي شيء فلا اظن انه يعني اي شيئ لاي احد اخر .
اكتشفت اليوم ويالحسن هذا الاكتشاف ان اليوم هو عيد ميلادي , لو كنت اعلم كيف يضحك الناس لانفجرت من الضحك كلما تذكرت هذا الامر ,اليوم هو عيد مولدي ,نسيت ان اخبركم انني لست لاعب كرة ولست قائدا  ولا مطربا شعبيا ,ولم اكن يوما سوى انسان كبقية البشر او اقل ,  ولهذا فلا اتوقع ان اليوم او غدا سيكون يوم عطلة بسبب حلول هذه الذكرى.
عيد ميلادي  لم يتنبه اليه ذلك الشاب الذي قام بتجديد الهوية لي وربما انه انتبه ولم يكترث ,اولادي هم الاحرون لم ينتبهوا لهذا  ليس هذه المرة فقط بل منذ انجبتهم زوجتي الى هذه الدنيا , وبالطبع لم اكن لانتبه انا لهذا الموضوع لولا انني قمت بائسا بالنظر الى هويتي , هي انسانة واحدة تلك التي فعلت هذا واهتمت لهذا الموضوع فعلا ,زوجتي الحبيبة  
لم يكن عيد مولدي يعني لي شيئا منذ اطلقت صرختي الاولى في هذا العالم ولكنه بات يعني الكثير من الامور منذ فارقت زوجتي الحياة ,فاليوم يا اعزائي الذين لا اعرفهم اليوم هو الذكرى العشرون لرحيل زوجتي ,لست اصدق ان الزمن يفعل بي هذا التاريخ الذي شهد صرختي الاولى شهد كذلك صرختي الاخيرة ,بكيتها كثيرا  بكيتها حتى كدت اصاب بالجنون او ربما انني جننت بالفعل , والان بعد عشرين سنة بدأت افكر انني لم ابكها هي بل كنت ابكي نفسي , كنت اعلم انني دونها اموت , انا من كفنت تلك الليلة  لا هي .
اسمها دائرة الاحوال المدنية ,اي كذب هذا ,احوال مدنية اي احوالي واحوال اشباهي من البشر ,هل فعلا هناك من يهتم , هل هناك فعلا من يأبه لكوني لم اذق للسعادة طعما منذ عشرين عاما  لا يابهون ولن يابهوا يوما ,ومن انا ليأبهوا لحالي  فانا في افضل الاحوال اقل من انسان  بكثير .خرجت من تلك الدائرة اللعينة لا ادري الى اين تقودني قداماي التين وكما بقية اجزاء هذا الجسد فعلت بها السنون فعلتها 
هل هاتان هما اليدان التان اعتادتا ان تشقا الصخر ولا تباليان
هل هاتان هما الساقان التان كانتا تقطعان بي الاميال دون ان تكلا او تتعبا 
لم انظر الى المراة منذ عشرين سنة الا انني اظن لك المعول المسمى وقتا قد حفر فيه خنادق جعلت منه اشبه بخريطة الوطن 
بحثت عن اي شيء يذكرني بانني انسان فلم اجد , ابتسمت بوجه طفل صغير فبكى خوفا ,ابتسمت لشابة جميلة فاشاحت بوجهها عني ,هل ظنت انني اغازلها ؟  .
قادتني خطواتي الثقيلة كالخريف الى هذا المقهى ,لم اعتد دخول المقاهي ولكنني الان مجبر . لا اريد العودة الى ذلك القبر المسمى مأوى العجزة ولااستطيع الذهاب الى بيوت ابنائي او بيوت بناتي ,لم اكن اتصور في يوم من الايام انني قد اصل الى هذا الحال ,منذ سنوات فقط كانت كل الابواب مشرعة في وجهي اما الان فابحث عن شباك مفتوح فلا اجد , ربما فعلت بي الايام فعلها فاصبحت عجوزا خرفا ,ربما, ولكن هل يعني هذا ان يتكر لي ابنائي الذين ربيتهم , لم اكن الاب الافضل في العالم ولن اكون ,وربما لو عادت بي الايام لارتكبت نفس الاخطاء التي ارتكبتها اول مرة ,لكن باي حق يعاملونني هكذا ,بناتي يسلطن علي ابنائهن الذين هم احفادي فيشتمونني  وسط قهقهات امهاتهم اللواتي لا يحاولن  على الاقل اخفائها  ,اما ابنائي فيكفي ان اقول لكم ان كبيرهم قد طردني من البيت  ,اعني طردني من البيت بيتي ,البيت الذي جُبل بعرقي وبني على ضلوعي  يطردني منه ابني الاكبر,و يقول لي ان هذا الملجأ  او هذا القبر المسمى دار عجزة افضل لي ,لم اناقشه ولم ادافع عن بيتي ,فلملمت ما تبقى لدي من كرامة وخرجت الى ذلك القبر الذي رماني اليه ابنائي .
ربما انني مجرد عجوز خرف  ربما ان ما اتفوه به مجرد حماقات وجنون اطبق على عقلي المنهك لكنني مع هذا كله استحق ان  يستمع الي احد ما ,النادل لن يستمع الي ولو رشوته ليفعل ذلك ,ولن اغامر بالتحدث الى الشبان الذين جلسوا بجوار  طاولتي يتكلمون بكلمات لا افهم منها الا انهم يضعون بين كل جملتين جملة تحتوي على افظع الشتائم ,نعم انا عجوز خرف بالتاكيد!!!, فها انا اطلي صفحة بيضاء بسواد لن يفهمه احد ولن يعني لاحد شيئا على الاطلاق  وعلى الاغلب لن يراه احد ,فكما قلت قبل قليل لم اكن في يوم من الايام شخصا مهما لاحد باستثناء امراءة انتزعت من بين يدي انتزاعا 
ستون عاما قضيتها في هذا العالم , ولكنني مستعد لان اقايض هذا العمر باكلمه واياما متبقية من عمري او ربما ساعات فقط  بيوم اقضيه الى جوار تلك المراة التي جعلت مني انسانا, هل جربتم طوال حياتكم ان تصلوا الى ان  يفهمكم شريك حياتكم بمجرد نظرة  او من خلال طريقة تنفسك , ان لم تجربوا هذا الامر وتعيشوه فانتم لم تعيشوا بعد  , ان امراَ  كهذا لا يحدث  لك الا ان كنت محظوظا جدا  واقول لكم انني كنت محظوظا وان هذا الحظ قد انتهي  قبل عشرين عاما بالضبط 
سأترككم الان فانا مضطر الى الذهاب ,زوجتي تنتظرني على احر من الجمر,انا اعلم هذا جيدا 
الم اقل لكم انني عجوز خرف  ولكنكم لا تصدقون.

يوميات مدير عام

يحكى انه وفي  احد البلدان الاوروبية الشقيقة " وارجو التركيز الشديد على لفظة اوروبية وليست عربية" قد نهض مسؤول مهم جدا وربما كان وزيرا لست ادري على وجه الدقة مركزه ولاحظ انه يعاني من نوبة "وطنية " مفاجئة فقد استيقظ والعياذ بالله وهو يحب وطنه ,,,,,,تخيلوا !!!
ولاحظ انه بات يخاف عليه من كل شيء حتى من نفسه  
سأل واستشار ,,,,,,تحرى واستفسر ,,,,,طلب مشورة زوجته وعائلته وابنائه واصدقائه واطبائه  وعشيرته "عفوا في اوروبا لا توجد عشائر "وبعد بحث وتمحيص توصل الى ان هذا الداء خطيرا جدا وانه ان علم به احد من زملائه الوزراء فقد يؤدي ذلك الى انهيار كل ما سرقه " اعني بناه خلال عقود 
,,,وبعد فشله في تجنب هذا الداء  الذي وضعته منظمة الصحة العالمية ومنظمة لصوص بلا حدود على قمة هرم الامراض المعدية في العالم اخطر
انفلونزا الوطنيى والشرف اخطر من انفلونزا الخنازير والطيور والسارز والايدز مجتمعة 
الوطنية تهدم مجتمعات امنة مطمئنة
الوطنية تهدم بيوتا عمادها النهب والسلب 
الوطنية قد تؤدي الى تشريد وسجن  
وبعد ليال  لم يذق فيها للنوم طعما قرر انه لابد وان يعالج  هذا المرض بمنتهى الذكاء لابد وان يعالج الوطنية بوطنية 
قرر صاحب المعالي الاكرم انه سيعين في هذا اليوم وعلى سبيل التغيير ومكافحة الانفلونزا التي المت به رجلا  ليس من عائلته ولا من اقارب زوجته وليس صاحب واسطة ولم يدفع رشوة ابدا ولم ياخذ رشوة مطلقا ولم يعقد صقفة من تحت الطاولة ولا نهب مؤسسة عمل بها 
وبعد بحث وتمحيص وتنقيب وجلب معدات يابانية للكشف عن النوايا والفساد توصل معالي الوزير الى مواطن لابد وانه ملاك منزل حتى يكون بهذه الطهارة وهذه الاستقامة
*********************************************
ويبدا المدير العام الجديد مزاولته لوظيفته الجديدة وما هي الا ساعات قليلة من الجلوس خلف كرسي الادراة_وكرسي الادراة لم لا يعلمه هو محور الكون وهو الكوكب الذي تدور حوله المجموعة الشمسية باكملها ,,,هذا ابالطبع لصالحب المركز فقط _ حتى يلاحظ بفطرته التي ما شابها حرام ولا لطختها رشوة ان المؤسسة قائمة على الفساد بكافة اشكاله بل ان الفساد بات قانونا له اصوله وتشريعاته ومسؤولون يحافظون عليه كما يحافظون على ارواحهم  بل ان الفساد قد وصل لابنائه وزوجته في بيته  ,,,,,,,بل وربما باتت روحه تراوده على الانسياق مع التيار والا فانه سيغرق  او دعته نفسه الى ان يكون " ملحلحا " _ ملحلح  لفظة اوروبية اصيلة _وغير ذلك من المبررات التي يحلو لضعاف النفوس اتخاذها درعا يخبئون خلفها شهواتهم الدنئية وجبنهم وضعفهم عن مواجهة الخطأ,,,,,,فكر وفكر فوصل الى نتيجة تقول  واحدة  الا وهي انه ان اراد التخلص من الفساد فلابد له من الوصول الى الرؤوس الكبيرة التي تقود دفة الفساد وتموله وتغذيه. وعلم صديقنا انه لا احد سيخبره عن هذه الفئة وان عليه ان يكتشفها بنفسه ولكنه علم ان الابواب كل الابواب يتكون مغلقة في وجهه وان هؤلاء الفاسدين قد احاطوا انفسهم وامنوا مواقعهم  ولان الوصع لم يكن تقليديا ابدا فقد احتاج الى فكرة تكون غير تقليدية ايضا وبعد جلسات مع النفس معمقة وصل الى فكرة عبقرية ,,,,,,,واستعان بصديق له ممثل وقام بالتدرب على التمثيل معه حتى بات اية في ذلك 
 ومنذ اليوم الذي بات فيه جاهزا  للتمثيل بات يتنكر كل يوم بشخصية معينة وياتي الى المؤسسة ساعات قليلة يقوم فيها بالتقصي  عمن يقودون الوطن الى حتفه ,,,,عمن يعتبرون الوطن ملكا لاهليهم ينالون منه ما يريدون ,,,,,,عمن يعتبرون انفسهم اربابا لهذا الشعب ,,,,,,يمنحون ان ارادوا ويمنعون من شاؤوا
ويوما بعد يوم وومحاولة اثر المحاولة نجح صديقنا في الوصول الى راي الفساد وتمكن من جلب ادلة تدينه وبراهين تودي به الى المكان الوحيد المناسب الذي يليق بامثاله الا وهو السجن 
عم الخبر وانتشر ,,,,,وذاع صيت صديقنا الشريف فقررت الحكومة وفي مسعة منها للتخلص منه ,,,,ربما 
او لمكافئته ,,,,,ربما 
ارساله الى احد المنتجعات السياحية هو وعائلته لاسبوعين كاملين يغيب خلالهما عن المؤسسة التي عمل بذل كل طاقته من اجل تنقيتها  والوصول بها الى ان تصبح مؤسسة وطنية فعلا 
عاد المدير العام الى الشركة مفكرا انه وبعد ان استقام الاعوجاج وانتسبت راية المؤسسة مؤسسة وطنية بحق لابد لنا ان نبدأ بتادية مهامنا الوطنية في خدمة الوطن والمواطن والنهوض بكليهما الى الافضل 
ولكنه فوجئ انه وما ان وطئت قدماه المؤسسة حتى شاهد الفساد الذي ظن انه قد نجح فعلا واقتلعه من جذوره والى الابد .
وضع المدير يده على خده وقال  "عوجة وياما حنشوف ". 

الموت لهم

 اطفال يقفزون من جهة الى اخرى ,,,,,يلعبون ,,,,,,ياكلون 
اباء وامهات ياكلون ويتكلمون
والامر المشترك بينهم انهم جميعا يضحكون ,,,,,,يضحكون من القلب ,يضحكون وكان لا احد سواهم على وجه الارض .
اما ما خطر ببال الطفل محمد وهو يشاهد اعلان هذا المطعم فهو ان هؤلاء الاطفال نظيفون جدا ولابد انهم يستحمون كل اسبوع 
ينظر محمد الى ابيه بعينين فيما من البراءة بالقدر الذي يسمح به الفقر لطفل ولد وفي اليد اليمنى مكنسة وفي الاخرى حذاء ممزق  
ثم يعاود النظر الى التلفاز 
يكرر النظر الى ابيه مرة تلو الاخرى على امتداد الاعلان الذي لا ينفك التلفاز يكرره مرة تلو الاخرى 
مرة باتجاه ابيه ومرة باتجاه امه 
"هؤلاء السفلة ,,,,,,,الى متى سيفعلون بنا هذا ,,,,,,اللعنة على تلك اللحظة التي اشتريت بها هذا التلفاز اللعين "
يشعر وكان العالم يطبق على صدره ,,,,,,يتناول  لفافة تبغ ,,, فيكتشف انها الاخيرة ,,,,,,كان يدخرها لصباح اليوم التالي ,,,,,الا ان هذا الاعلان الذي ظهر على التلفاز او بالاحرى النظرات التي يرمقها به ابنه لم تدع له مجالا ,,,,,,,يعض على شفته السفلى  ويشد على يديه وهو يحاول كظم غيظه.
في تلك الليلة لم ينم  ابو محمد وبالطبع لم تنم زوجته على الرغم من تظاهرها بذلك 
سابيع التلفاز 
يقول لزوجته 
ولكنها تستمر بالتظاهر
اقول لك سابيع التلفاز اللعين 
تواصل التظاهر
"امراءة لعينة " 
يمل من محاولة الكلا معها ويعود الى بحر افكاره 
اه لو استطيع ان اخذ الاولاد الى ذلك المطعم ,,,,اذن لانتهت كل تلك النظرات 
لو اخذهم اليهم مرة اخرى فيحسون بانهم اطفال كبقية ابناء الناس 
لكن كيف ؟؟؟"
استمرت لامور على هذا النحو لايام عديدة ,,,,,في كل مساء ,,,,,الابناء ينظرون الى ابيهم الواحد تلو الاخر ,,,,,,نظرات تستدر الشفقة ودموع الرحمة  من الشيطان نفسه 
بينما الاب يواصل التفكير والتالم لهذا الحال 
جرب ان يضربهم  الا ان ذلك لم يحل بينهم وبين استجداء شفقته 
 يضربهم لانهم يطالبونه عبر نظراتهم تلك  ودون ان تنطق السنتهم بان يكونوا كبقية الاطفال  ولو لمرة واحدة ,,,,,يأكلون في مطعم محترم ,,,,,مرة واحدة 
يلعبون مع اطفال غاية في النظافة ,,,,,,ولو لمرة واحدة 
حاول ان يحرمهم من التلفاز,,,,,,اجبرهم على النوم ,,,,,فعل كا ما قادته اليه افكاره ,,,,الا انه لم يستطع حرمانهم من الامل بان يكونوا اطفالا 
وفي صباح  احد الايام قرر انه لابد وان ينتهي هذا العذاب اليومي ,,,,,,ببساطة لابد وان يرضخ  ويعطي اطفاله ما هو لهم اصلا 
هل اخبرهم بذلك ؟؟
لا لن افعل ولن اخبر حتى زوجتي ,,,,,فقد لا اتمكن من اخذهم الى هناك وبذلك  يزداد عدد تلك النظارت اللعينة
انطلق منذ الفجر ليعمل كما اعتاد منذ عشرين عاما او يزيد وعمله ببساطة كان جمع العلب المعدنية وقطع الحديد واي شيء يجده ملقى في الشوارع ويبيعه لقاء دراهم او قروش معدودات على الاصابع ,,,,,,العمل منهك جدا ,,,,,الاجر مؤلم جدا ,,,,,,واحترام الاخرين له مفقود جدا جدا 
البحث في مكبات النفايات وحاويات القمامة امر معتاد للغاية بل هو عمل يومي و  الحقيقة ان هذا الامر لم يعد يسبب له مشكلة منذ دهر طويل والرائحة باتت اعتيادية جدا كذلك  ولكن ما كان يؤلمه حقا او بالاحرى يغضبه جدا هو انه كان يعمل في مناطق علية القوم والاغنياء وابناء الذوات  وتمتاز مناطقهم بنظافة لا يحلم بها ,,,,,ولن يجرؤ على تخيل سكناه في منطقة فيها هذا المستوى من النظافة 
بينما المنطقة التي اختارها_ مجبرا بالطبع_ ليسكن فيها اولاده هي النقيض المعجمي للنظافة 
ولطالما تسائل في نفسه هل نحن مخلوقون من قذارة لنسكن القذارة بينما هم معجونون من نقود 
هل نحن من صلصال وهم من ذهب
وكثيرا ما تناول هو ورفاقه الطعام قادما مباشرة من تلك الحاويات 
ولمرات عديدة اخذ ما يجده الى البيت قائلا لابنائه انه اشتراه لهم 
العاب الاطفال 
طعام البيت 
هدايا للزوجة 
ثياب للعائلة  
اما ما كان يضحكه ويؤلمه في ان واحد هو اؤلئك الموظفون الذي تعينهم الدولة او يعينهم الاغنياء لمنع ابي محمد و"امثاله" من التنقيب في فضلات الاغنياء وحاوياتهم  ولطالما حدثت مشاجرات وملاحقات له بسبب هذا الامر ,,,,,اللعنة,,,,, حتى على القمامة يلاحقوننا ام انهم ربما يريدون فرض ضرائب عليها ,,,,,ربما
وبالطبع لم يكن اليوم استثناء في شيء اللهم الا في امر واحد وهو انه من المفروض به منذ اليوم ان يضاعف مجهوده ويضيف ساعات وساعات من البحث والتنقيب بحثا عن مزيد من  الاشياء التي يمكنه بيعها لتامين تلك الوجبة الترفية التي ياملها ابنائه .
اعتاد وزملائه على اخذ استراحة في احدى الساحات ,,,,,يجلسون لساعة او اقل يتحدثون ,,,,,,,يدخنون ,,وربما ان امكن تناولوا شيئا من الطعام اوربما فنجان قهوة صنع وبيع على عجل 
كان اولئك الرجال اصدقائه الوحيدين  فحاول ان يعرف منهم  تكلفة هذه المغامرة الرعناء التي ينوي القيام بها ,,,,وبالطبع كان ردة فعلهم اعتيادية تقليدية 
ضحكوا عليه حتى سقطوا على الارض وبكت عيونهم ,,,,,,,لم يستغرب الامر هو الاخر بل انهمك معهم في ضحك كالبكاء 
الا ان هذا الضحك لم يعن بحال من الاحوال ان الموضوع قد انتهى او ان الفكرة قد تلاشت من راسه  بما عزم على تحقيقه لابد وان يتم ,,,وبالفعل اخذ يسال الناي الذين يعرفهم ومن يخيل اليه انهم قد ذهبوا الى هذا المكان من قبل .
وفي نهاية اليوم وصل الى قناعة تقول انه ان اراد اخذ عائلته الى لابد له ان ينفق على الاقل  خمسة عشر دينارا  
خمسة عشر دينارا  ,,,,,,قد تكون مصروفا يوميا لاحد اولئك الاطفال  الذي ظهروا في الاعلان ,,,,لكنها كانت بالنسبة اليه اكثر من نصف الايجار الشهري للغرفة التي يقطنها وعائلته
طوال الطريق الى البيت كان امر واحد يشغل تفكيره ,,,,,الا وهو كيف ساواجه تلك النظرات القاتلة 
لكن ان لم يعد الى البيت فالى اين يذهب 
عقد العزم وبكل جوارحه على ان يحصل على تلك الدنانير ولو اضطر الى سرقتها 
وبدأ في اليوم التالي العمل بجهد مضاعف وبعزيمة لا تهدئ ولا تضعف على الوصول الى هدفه الوحيد 
المزيد من ساعات العمل ,,,,,,المزيد من العرق ,,,,,,,المزيد من الكدح,,,,,ووقود هذه القوة المفاجئة نظرات اطفال يحلمون بان ينالوا شيئا من الطفولة 
وبعد عدة ايام وبعد ان تصدعت الشوارع من عرق جبينه استطاع جمع المبلغ بل انه زاد عليه دينارا كاملا للاحتياط 
احضر عبوات العصير التي كان من المطلوب جمعها بالاعلان ولم يبق امامه الا ان يخبر ابنائه بان احلامهم على وشك الحدوث 
عاد الى البيت وانتظر ظهور الاعلان  و حالما شاهده الابناء بداوا وظيفتهم اليومية في النظر الى ابيهم 
هل انتهيتم من هذه النظرات ؟ 
ظن الابناء انهم على موعد مع الضرب هذه الليلة الا ان الاب بادرهم قائلا 
ما رايكم ان نذهب الى هذا المطعم يوم الجمعة القادم ؟
قفز الابناء فرحا وطربا لهذا الخبر السعيد وانهالت القبل على الاب ,,,الا ان محمد والذي هو اكبر سنا ضحك بشدة  لانه ظن الموضوع مجرد مزحة من ابيه 
ولم يصدق كل التطمينات التي اخبرتها به امه 
وخلال ايام الاسبوع التي سبقت اليوم المنشود ,,,,,,استغرق الابناء بالاحلام 
سنلبس ثياب العيد 
سنلعب ونضحك كما لم نفعل من قبل 
سناكل حتى نشبع 
لابد ان نستحم قبل ان نذهب 
بينما اصر محمد على ان لا يشاركهم هذه الاحلام ,,,,,,والا يصدق هذه المزحة التي يريد والده من خلالها التخلص من نظراتهم 
وحل اخيرا يوم الجمعة ومنذ الصباح الباكر استيقظ الاطفال ,,,,هذا على افتراض انهم قد ناموا اصلا ايقظوا والدتهم لتساعدهم على ارتداء ملابسهم 
لم ياكلوا عشائهم في الليلة السابقة وبالتاكيد هم لم يتنالوا الافطار ,,,,,,ببساطة لان الوجبات التي ظهرت في الاعلان كانت كبيرة جدا ولابد انها تشبع فيلا ضخما 
رفض محمد ان يرتدي ملابسه  الا بعد ان انهالت امه عليه بالضرب 
ربما كان قد تعود على الفقر وعيشته 
او ربما كان خائفا من خيبة ما 
نهض الاب من فراشه وارتدى ثيابا ارتداها في الاعياد الستة الاخيرة 
 وهي بذلك تكون حديثة جدا ولولا  هذه المناسبة لما خاطر بارتدائها 
وهنا وفي هذه اللحظة بالتحديد بدأ محمد يصدق ما كان يقال حوله منذ ايام 
خرجوا من البيت 
انتظرا الحافلة ساعة او اكثر 
لم يعن لهم الانتظار شيئا البتة ولو اضطروا للانتظار يوما كاملا لما ازعجهم ذلك في شيء 
اخيرا اقبلت الحافلة وصعدوا اليها جميعا 
وبعد مسير ساعة او اقل بقليل اوقف ابو محمد الحافلة ونزل وابنائه منها 
راوا العلامة الضخمة الدالة على المطعم ,,,,,,,ومن نافلة القول انهم فرحوا لذلك اكثر ما يمكن لطفل ان يفرح 
وركضوا باتجاه الباب الا ان والدهم طاليهم بالهدوء وان يظهروا وكانهم ياتون الى هذا المكان كل يوم 
دخلوا المكان ولم يكن فيه سواهم وبعض العاملين فيه 
توجه الاب باحراج بالغ لم يستطع اخفائه 
عفوا ,,,,,,هل المطعم مفتوح الان 
اجابه العامل الشاب نعم ولكننا لن نبدا البيع قبل ساعة 
هل نستيطيع الانتظار 
طبعا طبعا 
جلس الاب الى طاولة مع ابنائه بينما اخذوا هم ينظرون حولهم ناسين التمثيلية التي طالبهم الاب بادائها 
طلب الابناء من والدهم ان يسمح لهم باللعب الا ان مكان لعب الاطفال كان مغلقا ولا يفتح قبل ساعة هو الاخر 
مضت الساعة وكانها سنة وما كادت الساعة تنتهي حتى توجه الاب وحتى قبل ان يطلب منه ابنائه الى الموظف ليخبرهم عما يريد من طعام 
وبالطبع هذا الطعام لم يكن ليعرفه لولا الاعلان  وربما انه قد لفظ الاسم بشكل خاطئ لان الموظق قد ابتسم ابتسامة ساخرة بينما كان يأخذ الطلب 
بالطبع لم يعره ابو محمد اي انتباه لانه اليوم لم يكن ليسمح لحقير ما بان يعكر مزاجه او يسلبه فرحته بابنائه 
وبعد ان اخذ الموظف طلبه اخبره بالسعر الذي كان ثلاثين دينارا ,,,,,لم يتفاجأ ابو محمد بهذا السعر واخرج من الكيس الذي كان يحمله  مجموعة الزجاجات التي كان يحملها معها والخاصة بالعرض الذي لا يكف عن تنغيص حياته عبر الظهور كل يوم في التلفاز 
_ عفوا سيدي ولكن العرض انتهى 
_ نعم ؟
العرض انتهى 
تغير لون ابو محمد فجأة وغلا الدم في عروقه وود لو انه يلكمه على وجهه فيمحو هذه الابتسامة اللعينة عن وجهه 
لكن ؟؟؟؟؟,,,,,,,وسكت 
فكر ما الذي سيقوله لزوجته التي وعدها بان يجلب لها طعاما من المطعم هي الاخرى
 ما الذي سيقوله محمد الان
تذكر حذاء محمد المثقوب في عدة اماكن 
تذكر المريول الذي طلبته ابنته 
تذكر رسوم احمد الدراسية 
تذكر يدي زوجته المتشققتين
تذكر جبال النفايات التي سيصعدها غدا وبعده وبعده وبعده 
ومن ثم  انفجر في الضحك مرة اخرى 
يالي من احمق 
ما الذي جلبني الى هنا ؟ العالم لا يسير بهذا الشكل 
مكاننا حاويات القمامة وليس من المناسب لنا على الاطلاق ان ندخل مطعما فاخرا 
هذا ما يحدث لمن يستمع لاهواء الاطفال  ويكون طوع نزواتهم 
جمع ابنائه من حوله وقال لهم 
المطعم يرفض استقبالنا 
بادره الابناء بالسؤال لم ؟ 
لاننا فقراء