Tuesday, September 7, 2010

مجرد رسالة ,,,,بقلم جابر جابر

   
عيناها مغمضتان ,,,,,شعرها منسدل كخيوط من الشمس على الوسادة ,,,,,ابتسامة لا ارادية ترتسم 


على محياها ,,,,,مخلوق ملائكي الصورة يستلقي على سريره نائما غير ابه باي شيء في العالم  ,,,,وفي الحقيقة ان عبير كان يحق لها هذا لانها ومنذ الامس اصبحت الانسانة الاسعد على وجه الارض فقد اتاها فارس احلامها ,,,,,,ذاك الشاب الذي ياتي الى احلام الفتيات راكبا حصانا  ابيض اللون  قد بات الان حقيقة ,,,,,ذاك الشاب الذي احبها واحبته طويلا ستزف اليه عما قريب 
كانت الان اسعد من اي يوم مضى بل ان حياتها قد ابتدات منذ اللحظة التي وصلتها فيها تلك الرسالة ,,,,,,,"انا الان جاهز" هذا هو ما قالته الرسالة فردت عليه برسالة اقصر منها "احبك" 
منذ هذه اللحظة باتت احلامها اقرب من اي وقت مضى اخذتها احلام اليقظة الى امامكن غاية في البعد عن واقعها ,,,,,عائلة تكونها مع زياد ,,,,ابناء رائعون يأخذون عنها جمالها وعنه رجولته ,,,,,قامت بتسمية ابنائها الذي ستنججبهم منه ,,,,راتهم يدخلون المدرسة  ويتخرجون من الجامعات  كل هذا بفعل رسالة قصيرة لا تتعدة كلماتها الثلاث كلمات  انا الان جاهز 
وبعد عناء وشقاء حصل زياد على الوظيفة اليت انتظرها طويلا وبات الان قادرا وبمساعدة صغيرة من والده على الزواج من عبير او على الاقل بات لان قادرا على القدوم الى والدها وخطبتها منه .
غرقت عبير في نومها غير ابهة باي شيء في العالم فهي الان سعيدة بل سعيدة جدا ولن تسمح لاي شيء في العالم بان يجعلها غير ذلك  لكننا لا نلعم ما يخبئه لنا الغد والا لما تجرأنا على رسم الابتسامات البلهاء على شفاهنا 
افتحي الباب ,,,,,,,افتحي الباب ,,,اقول لك افتحي الباب هيا افتحيه والا كسرته 
تستيقظ عبير من النوم على هذا الصوت المرعب  فزعة مرعوبة ,تعرف هذا الصوت جيدا لانه ببساطة ذلك الصوت الذي لطالما حاول ان يدفعها لترك دراستها الجامعية ,حاول ان يزوجها لاي ثمل يدق باب بيتهم راغبا في الزواج من عبير ,انه صوت زوج والدتها  ,تفتح الباب على عجل  فيدفعها  ويلقي بها على السرير ,تحاول امها واختها الصغيرة ابعاده عنها الا انه لا يستجيب لهما ويخرجهما الى خارج الغرفة ويغلق الباب خلفه ,ويبدأ بمزاولة هوايته المفضلة ضرب ابنته او العبدة التي اشتراها بماله كما كان يظن  ,,,ينهال عليها بالركل واللكم وكانها دمية يسعى الى تحطيمها لمجرد اللهو والعبث  لا تنفع توسلات والدتها في شيء ولا صراخ اختها الصغرى ,,,تبدا هي بالصراخ منذ ان تراه تحاول ان تبعده عنها الا انه كان اقوى بكثير كان ثورا هائجا  ,,,,,,,تحاول الام جلب احد الجيران ليساعد عبير او بالاحرى لينقذها من موت محقق ,الا  انه لا احد يستجيب ابدا فهم قد جربوا قبل ذلك كثيرا ولم تفلح محاولاتهم ,,,,,,وهم في الحقيقة وهذا الاهم يخشون بطش والدها 
لم تاخذ عملية التنكيل بعبير منه سوى دقائق معدود انهارت خلالها وسقطت على الارض بوجه مدمى  وروح محطمة 
على مضض وعلى غير رضى من ذلك اللعين  تؤخذ الى المستشفى  وكالعادة تكذب في التقرير الرسمي وتقول انها انما سقطت عن السلالم ولم يقم احد بايذائها .......الطبيب يعلم وهي تعلم انه يعلم ولكن ما الجدوى من اخياره ومالذي سيحصل لها ولامها ان اخبرته ,,,,بالطبع لاشيء
تظل في المستشفى يومين كاملين ويسمح لها بعدها في المغادرة حاملة جبيرة على ذراعها وكدمات ملونة على وجهها تعود الى البيت لتجد ان كل ما كان لها لم يعد لها ,,,,,,,كتبها الجامعية احرقت ,,,,,اجمل ثيابها قد رميت ,,,,كل ما تعلق بها اتلف الا شيئا واحدا الا وهو هاتفها النقال  وجدته في يد زوج والدتها 
ما الذي فعلته لاستحق كل هذا 
اين ذهبت ثيابي 
اين هي كتبي الدراسية 
ارجوك ما الذي فغلته لاستحق كل هذا 
_ الخروج من البيت ممنوع منذ اللحظة 
الجامعة لت تذهبي اليها 
وتبدأ بالكباء  لماذا ؟؟؟ 
_ هل تعرفين هذا " ويظهر لها هاتفها النقال "
وهنا ولولا انه قد لون لها وجهها بالكدمات مسبقا لتغير لونها اكثر الان بفعل الخوف الذي تملكها 
هل عرف انني احب زياد ؟ تتسائل في نفسها 
ولكنها تظل امامه مطبقة الشفتين 
بالطبع لن تتكلمي ,,,,,,هل ظننت انني مغفل ,,,,,ام انك ظننتني بلا شرف ولا دين 
ايتها ........ويبدأ بشتمها بافظع الشتائم واقبح الالفاظ  ,,,,تحاول الذهاب الا غرفتها الا انه يمنعها من ذلك 
اين تذهبين ,,لم انه كلامي بعد ,,,,,,من هذا المدعو زياد ,,,,,تحبينه " ويطلق تنهيدة  يتبعها ب " هذا هو ما ياتينا من المدارس والجامعات 
نعم هذا هو ماياتينا منها 
لقد قلت لوالدتك الحمقاء ان كل هذه الدراسة لن تنفعنا ولن ياتينا منها الا وجع الراس 
وها قد راينا 
تحبين ؟؟؟وماذا ايضا 
ومن هو هذا الصعلوك وما الذي فعله معك ؟
يشتمها ويشتمه يتهمها في اغلى مل تملك الانثى الشرقية  ومع ذلك  هي واقفة لا تتحرك ولا تتنفس فضلا عن ان تدافع عن نفسها 
وهذه ببساطة كانت طريقتها في حماية نفسها وامها 
طبعا لن تتكلمي وهل ستجرؤين
اه لو كان والدك حيا ربما لتمنى الموت بسبب ما فعلته ,,,او ربما هو من ورثك هذه الامور السيئة 
وهنا لم تتمالك عبير نفسها وانقضت عليه مفجرة ما اعتمل في صدرها من الم وقهر  امتد لسنوات وسنوات
من انت لتتكلم عن والدي بهذا الشكل ايها الاحمق ,,,,,تصرخ بكلمات حتى هي لم تفهمها  
ضحك عليها كثيرا وهو ينظر اليها كيف تضربه بيد واحدة لا حول فيها ولا قوة 
وانى لهذه الفتاة الضعيفة المحطمة انتؤشر في رجل فيه من الضخامة بقدر ما فيه من الحماقة
تنظر الفتاة الجامعية الى يدها التي تلتف حولها الجبيرة 
ولا تستغرق الا ثانية لتعلم ان الاوان قد حان فعلا 
وبكل ما تملك من قوة منحتها اياها سنوات القهر والتنكيل 
بكل ما تملك من حب لزياد 
بكل ما تملك من حب لوالدها ولذكراه 
انهالت على زوج والدتها بالجبيرة ,,,,ضربة ,,,,ضربتان ,,,,ثلاث وبنفجر الدم من راسه ويظل على المقعد جالسا  بلا حراك  ,,,,اخيرا 
لا اعلم ما حصل له بعدها ولا ما حصل لعبير  ولكن واثق انها قالت لهم انه وقع عن الدرج 
هم يعلمون انه لم يقع 
وهي تعلم انهم يعلمون  

No comments:

Post a Comment