Sunday, September 5, 2010

يوميات مدير عام

يحكى انه وفي  احد البلدان الاوروبية الشقيقة " وارجو التركيز الشديد على لفظة اوروبية وليست عربية" قد نهض مسؤول مهم جدا وربما كان وزيرا لست ادري على وجه الدقة مركزه ولاحظ انه يعاني من نوبة "وطنية " مفاجئة فقد استيقظ والعياذ بالله وهو يحب وطنه ,,,,,,تخيلوا !!!
ولاحظ انه بات يخاف عليه من كل شيء حتى من نفسه  
سأل واستشار ,,,,,,تحرى واستفسر ,,,,,طلب مشورة زوجته وعائلته وابنائه واصدقائه واطبائه  وعشيرته "عفوا في اوروبا لا توجد عشائر "وبعد بحث وتمحيص توصل الى ان هذا الداء خطيرا جدا وانه ان علم به احد من زملائه الوزراء فقد يؤدي ذلك الى انهيار كل ما سرقه " اعني بناه خلال عقود 
,,,وبعد فشله في تجنب هذا الداء  الذي وضعته منظمة الصحة العالمية ومنظمة لصوص بلا حدود على قمة هرم الامراض المعدية في العالم اخطر
انفلونزا الوطنيى والشرف اخطر من انفلونزا الخنازير والطيور والسارز والايدز مجتمعة 
الوطنية تهدم مجتمعات امنة مطمئنة
الوطنية تهدم بيوتا عمادها النهب والسلب 
الوطنية قد تؤدي الى تشريد وسجن  
وبعد ليال  لم يذق فيها للنوم طعما قرر انه لابد وان يعالج  هذا المرض بمنتهى الذكاء لابد وان يعالج الوطنية بوطنية 
قرر صاحب المعالي الاكرم انه سيعين في هذا اليوم وعلى سبيل التغيير ومكافحة الانفلونزا التي المت به رجلا  ليس من عائلته ولا من اقارب زوجته وليس صاحب واسطة ولم يدفع رشوة ابدا ولم ياخذ رشوة مطلقا ولم يعقد صقفة من تحت الطاولة ولا نهب مؤسسة عمل بها 
وبعد بحث وتمحيص وتنقيب وجلب معدات يابانية للكشف عن النوايا والفساد توصل معالي الوزير الى مواطن لابد وانه ملاك منزل حتى يكون بهذه الطهارة وهذه الاستقامة
*********************************************
ويبدا المدير العام الجديد مزاولته لوظيفته الجديدة وما هي الا ساعات قليلة من الجلوس خلف كرسي الادراة_وكرسي الادراة لم لا يعلمه هو محور الكون وهو الكوكب الذي تدور حوله المجموعة الشمسية باكملها ,,,هذا ابالطبع لصالحب المركز فقط _ حتى يلاحظ بفطرته التي ما شابها حرام ولا لطختها رشوة ان المؤسسة قائمة على الفساد بكافة اشكاله بل ان الفساد بات قانونا له اصوله وتشريعاته ومسؤولون يحافظون عليه كما يحافظون على ارواحهم  بل ان الفساد قد وصل لابنائه وزوجته في بيته  ,,,,,,,بل وربما باتت روحه تراوده على الانسياق مع التيار والا فانه سيغرق  او دعته نفسه الى ان يكون " ملحلحا " _ ملحلح  لفظة اوروبية اصيلة _وغير ذلك من المبررات التي يحلو لضعاف النفوس اتخاذها درعا يخبئون خلفها شهواتهم الدنئية وجبنهم وضعفهم عن مواجهة الخطأ,,,,,,فكر وفكر فوصل الى نتيجة تقول  واحدة  الا وهي انه ان اراد التخلص من الفساد فلابد له من الوصول الى الرؤوس الكبيرة التي تقود دفة الفساد وتموله وتغذيه. وعلم صديقنا انه لا احد سيخبره عن هذه الفئة وان عليه ان يكتشفها بنفسه ولكنه علم ان الابواب كل الابواب يتكون مغلقة في وجهه وان هؤلاء الفاسدين قد احاطوا انفسهم وامنوا مواقعهم  ولان الوصع لم يكن تقليديا ابدا فقد احتاج الى فكرة تكون غير تقليدية ايضا وبعد جلسات مع النفس معمقة وصل الى فكرة عبقرية ,,,,,,,واستعان بصديق له ممثل وقام بالتدرب على التمثيل معه حتى بات اية في ذلك 
 ومنذ اليوم الذي بات فيه جاهزا  للتمثيل بات يتنكر كل يوم بشخصية معينة وياتي الى المؤسسة ساعات قليلة يقوم فيها بالتقصي  عمن يقودون الوطن الى حتفه ,,,,عمن يعتبرون الوطن ملكا لاهليهم ينالون منه ما يريدون ,,,,,,عمن يعتبرون انفسهم اربابا لهذا الشعب ,,,,,,يمنحون ان ارادوا ويمنعون من شاؤوا
ويوما بعد يوم وومحاولة اثر المحاولة نجح صديقنا في الوصول الى راي الفساد وتمكن من جلب ادلة تدينه وبراهين تودي به الى المكان الوحيد المناسب الذي يليق بامثاله الا وهو السجن 
عم الخبر وانتشر ,,,,,وذاع صيت صديقنا الشريف فقررت الحكومة وفي مسعة منها للتخلص منه ,,,,ربما 
او لمكافئته ,,,,,ربما 
ارساله الى احد المنتجعات السياحية هو وعائلته لاسبوعين كاملين يغيب خلالهما عن المؤسسة التي عمل بذل كل طاقته من اجل تنقيتها  والوصول بها الى ان تصبح مؤسسة وطنية فعلا 
عاد المدير العام الى الشركة مفكرا انه وبعد ان استقام الاعوجاج وانتسبت راية المؤسسة مؤسسة وطنية بحق لابد لنا ان نبدأ بتادية مهامنا الوطنية في خدمة الوطن والمواطن والنهوض بكليهما الى الافضل 
ولكنه فوجئ انه وما ان وطئت قدماه المؤسسة حتى شاهد الفساد الذي ظن انه قد نجح فعلا واقتلعه من جذوره والى الابد .
وضع المدير يده على خده وقال  "عوجة وياما حنشوف ". 

No comments:

Post a Comment