Saturday, January 28, 2012

عن افلام خالد يوسف

 خلال الاشهر القليلة الماضية بت من هواة الافلام العربية , وذلك استجابة لنصيحة بعض الاصدقاء , وكذلك رغبة في الاطلاع على السينما العربية والى اين وصلنا بها , والحقيقة انني لم اكن اشاهد من قبل اية افلام عربية الا افلام عادل امام , وذلك ليس رغبة مني ولكن لانها دائما في وجهي . 
المهم انني شاهدت على الاقل ثلاثة افلام للمخرج المصري خالد يوسف والذي لا يذكر اسمه الا مقرونا بالمخرج "الرائع " يوسف شاهين وملاحظتي على افلام خالد يوسف انها في الغالب تحوي قصة ضعيفة غير متماسكة , ,و سيناريو يعتمد على شيء من الكوميدية , لكن الامر الذي يحترم لاجله المخرج هو قسوة المشاهد التي لا نراها الا في افلامه , فلا اظن ان مخرجا غيره قد قدم العشوائيات المصرية كما قدمها خالد يوسف في حين ميسرة وكلمني شكرا 
مشاهد تدفعني الى التساؤل : كيف صبر الشعب المصري على حكامه كل هذه الفترة ؟؟؟
والانكى والامر ان خالد يوسف يقول في نهاية فيلم " حين ميسرة " انه يعتذر للناس لانه لم يتمكن من تقديم الحقيقة كما هي , اي ان الواقع اسوأ مما قدم خالد يوسف في افلامه 
ملاين البشر يعيشون فوق بعضهم البعض في مساكن تسمى بالعشش , مساكن تجمع الفقر والجوع والجهل واسوأ ما في المجتمع , مجتمعات مصغرة اريد لها ان تكون وكرا للجريمة و المخدرات والدعارة , لكي ينشغل الشعب بعضه ببعض ولكي لا يمتلك الشعب وقتا لكي يلتفت الى التفكير فيمن قادهم الى هذه الحالة من البؤس 
على الرغم مما يعتبره البعض مشاهد مخلة بالذوق العام , الا ان ما يقدمه خالد يوسف جدير بالاحترام , على الرغم من انخفاض مستوى النصوص التي تقدمها افلامه 

Saturday, January 21, 2012

لطمية رقم واحد

 خلال الايام القليلة الماضية ظلت بعض الاسئلة الوجودية تحتل كياني , اسئلة من قبيل ما هي الجدوى من وجودنا في هذا العالم , هل نستحق الحياة فعلا , وهي يستحق هذا العالم ان نعيش فيه ؟ اسئلة وحيرة لها مسبباتها , وخلفها ما خلفها من الاوجاع وبوادر الاكتئاب اللعين 
على كل 
بالامس كنت اشاهد فيلما بعنوان 
beyond borders 
للرائعة انجلينا جولي , وسأذكر سبب روعتها لاحقا 
المهم في الفيلم  تتاثر انجلينا بموقف طبيب "طائش " يقتحم حفلا خيريا في لندن _ على ما اظن _ وبيده طفل احضره معه من افريقيا , ليدلل لهم على حجم المأساة الحادثة في اثيوبيا, وانه ان لم يتحرك علية القوم هؤلاء لانقاذ اولئك الاطفال فان مصيرهم المحتم هو الموت , المهم ان انجلينا تترك بريطانيا متوجهة بقافلة مساعدات الى اثيوبيا  لتنقذ ما تستطيع انقاذه 
وبعيدا عن مشاهد المأساة التي اوجعت بقايا انسانيتي , وبعيدا عن مشهد الموت المتربص بالاطفال والفقراء , تذكرت كلمة سمعتها من احد اصدقائي وهي كلمة ان فلان مبدأي , عندما سألته عن معناها اخبرني ما معناه انه هذه الكلمة تعني انه وعند حصول شيء ما يستفز مبادئ الانسان موضع الحديث فانه يبادر مباشرة الى الانخراط فيه , فمثلا عندما حصل الغزو الصهيوني لبيروت بادر العشرات بل والمئات من فلسطيني الخارج والداخل , وكذلك المئات من العرب ومن غير العرب بالتوجه فورا الى بيروت , على الرغم من ان المعركة كانت محسومة منذ البداية _ من وجهة نظر عسكرية _ الا ان هؤلاء جميعا او في معظمهم اشخاص مبدئيون , وحيث تكون قضيتهم يكونون , وحيث يجب عليهم ان يناضلوا , تراهم  , وهكذا كانت انجلينا في الفيلم , وهي ايضا كذلك _ تقريبا _ في الواقع 

اسوق هذه المقدمة لاتكلم على ما يحدث حولي , فهذه الايام التي كان يفترض بها ان مقدسة , هي الايام التي تقترب فيها الذكرى الاولى للثورة المصرية الباسلة , الثورة التي الهمت العالم كله , , وكان يفترض ان تقام للثورة احتفالات تليق بحجم ما ضحى به الشهداء واهلوهم , لكن المشكلة ان الثورة وعلى الرغم من كونها مستمرة الا انها تتراجع الى الخلف , بسرعة , وتحالف الاسلاميين مع العسكر تزادا حلقاته قوة , وفوق هذا وذاك يبدو ان الاعلام لا زال يمارس عهره التقليدي , لا بل ان عهره قد زاد الان وباتت الامور تسير من سيء الى اسوأ 
هذا في الشان المصري اما في الشان الفلسطيني , فالامور انكى وامر, فقد قررت اللجنة المكلفة باعداد مشروع "اصلاح" منظمة التحرير باستثناء اللاجئين الفلسطينيين في الاردن  من التصويت في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني , ولمن لا يعلم فالمجلس الوطني الفلسطيني هو المجلس التشريعي للمنظمة وهو صاحب السلطة الاعلى _ او هكذا يفترض على الاقل _ واول ما تبادر الى ذهني منذ سماعي لهذا الهراء هو التالي : ان لم يكن هذا هو الوطن البديل فما هو الوطن البديل يا ترى ؟؟ 
لا مانع عندي من عدم تصويتنا كفلسطينيين اردينيين في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني او في انتخابات الرئاسة الفلسطينية , فهذا شان داخلي لا يفترض به ان يؤثر على مسيرة قضيتنا وعلى شكل نضالنا _ الحديث هنا بشكل نظري 
لكن ان يتم استثناء ملايين الفلسطينيين انتخابات منظمة التحرير التي هي كما قال احد مؤسسيها الوطن المعنوي للفلسطينيين فهذا هو التهريج بعينه 
لا ادري اي صفقة لعينة هي التي عقدتها السلطة الوطنية الفلسطينية مع السلطة الاردنية , خاصة في ظل محادثات عمّان , لكن ما افهمه هو التالي : ليس من حق اكبر راس ان يوقع وثيقة استسلام لاسرائيل , هذا ما قاله ناجي العلي قديما , وانا اقول اليوم ليس من حق اكبر رأس ان يسلبني فلسطينيتي 
هذا الكلام دعاني للتفكير مجددا ومطولا في موضوع منظمة التحرير الفلسطينية , وكنبذة تاريخية اقول ان المنظمة قد اسستها الانظمة العربية ليس حبا في فلسطين وشعبها وانما من اجل تسهيل مهمتها في التجارة بفلسطين وقضيتها , ولكن الشعب الفلسطيني وعبر نضالات متواصلة في شتى انحاء العالم , استطاع انتزاع قراره الوطني المستقل من براثن الانظمة العربية , وبات للمنظمة قرار وطني نابع من المصلحة الوطنية العليا التي تتقاطع مع المصلحة العربية على اعتبار ان فلسطين هي قضية العرب الاولى , وان الهجمة الصهيونية الاستعمارية على فلسطين انما هي في جزء منها هجوم على الامة ووحدتها ومقدراتها , المنظمة وعبر الاف الشهداء استطاعت الحفاظ على القضية الفلسطينية من ان تتحول الى قضية لاجئين , او ان تصبح قضية حقوق انسانية  بالمعنى القبيح للكلمة , فاستحقت المنظمة عبر تلاحمها مع شعبها ان تكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , لكن هذه الشرعية تسقط عن المنظمة عندما تتخلى قيادات هذه المنظمة عن الثوابت 
الثوابت التي على رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم التي اقتلعوا منها , او على الاقل الى الاراضي المحررة من الاحتلال الصهيوني 
وهذا القرار الذي نتحدث عنه ينسف الثوابت من اساسها ويجعل دم عشرات الالاف الذين سقطوا في معارك المنظمة مع العدو الصهيوني دماء رخيصة ذهبت سدى بلا طائل , دماء كان من الممكن لها الا تراق لو ان المنظمة وقتها وافقت على ما يتم طرحه الان , لكن المنظمة وقتها كانت تعلم ان هذه الحلول "الغبية " وان هذه الاعذار الوهمية الواهية , انما هي تفريط , وكانت تعلم  جيدا طبيعة الصراع مع العدو , وانه لو اعطي شبرا فسيطلب ميلا , ولو ان العرب وافقوا له على ما اراد لما توقف عند حدع وانما كان سيطالب بالمزيد , فهذا جزء من التكوين والتربية الصهيونية , وهذا هو ما تحدث عنه مناحيم بيغن اذ قال : حدود دولة اسرائيل حيث تصل اقدام جنودها 
وكما ان التاريخ لم يرحم ولن يرحم اجدادنا الذين كانوا على قيد الحياة في 1947 يوم صدر قرار التقسيم , فلا اظن ان التاريخ سيرفق بنا وهو يرانا ننظر الى شعب فلسطين وفلسطينيته تنزع عنه  بجرة قلم من قيادة فاقدة للشرعية 
التاريخ لن يرحمنا , واولادنا واحفادنا  سيلعنونا , كما ستلعننا الجغرافيا , وكما ستلعننا القبور التي ستضمنا ذات يوم 
كان اجدانا امام لحظة فارقة في تاريخ العالم يوم صدر قرار التقسيم من الامم المتحدة ونحن اليوم امام قرار لا يقل عن قرار التقسيم سوءا , لا بل هو اسوأ , اذ ان من يفرط بارضنا وبوطننا وبعودتنا هم من ابناء " وطننا " , وان كنت لا ادري من اي خيانة رضعوا 
اما بالنسبة لما يحدث في الاردن , فهذا اقرب الى اللغز , فكلما قرأت واطلعت عن قرب على ما يحدث كلما ازددت جهلا ,وما تراه عيناك وتلمسه يداك لا يجب عليك ان تصدقه , لان خلف الاكمة ما خلفها 
هذا هو تقريبا ما يحدث حولي ولي , وهذا هو ما يدعوني لأن امارس البكاء بدموع من نار , هذا ما يدعوني الى ان اشتم كيفما اتفق , ان اصرخ , ان العن , ان اهذي , ان امارس احتقار الذات والعالم كما يجب 
وهذا ما يدعوني الى فقدان الامل الذي كنت قد حظيت به مع نور البوعزيزي الذي بدأ يخفت في قلبي 

ومنذ اليوم لن افعل شيئا سوى انني سالعنني 
وليلعنا التاريخ 

Wednesday, January 18, 2012

عن رواية 1984 للرائع جوروج اورويل

 التالي هو عبارة عن تعليقات عشوائية حول رواية الرائع جورج أورويل ,أخذتها من وحي قراءة الرواية في الفترة الماضية , وكذلك من وحي مناقشتها مع الاصدقاء في نادي قرّاء حبر : انكتاب . 
بالنسبة لي أرى أنه ولكي نعرف لم كتب أورويل الكتاب على هذا النحو من التشاؤمية المفرطة , وعلى ما رأينا ولمسنا من سوداوية , لابد لنا أن نعرف الفترة التي كتب خلالها , والتي هي ظاهرة من العنوان الذي هو انعكاس للعام الذي كتب خلاله الكتاب , أي العام 1948 , أي أن الكتاب قد تم تأليفه فقط بعد ثلاث سنوات على الحرب العالمية الثانية , الحرب التي لم تبق ولم تذر , الحرب التي اطاحت بأحلام الإنسانية في العيش الهانئ , وفي سلام يسود العالم ولو لسنوات قليلة بعد أن عانى العالم من حرب اولى مدمرة كذلك , الحرب  العالمية الثانية التي توفي خلالها وبحسب ويكيبيديا اكثر من سبعين مليون انسان , الحرب التي استعمل فيها للمرة الاولى السلاح النووي , والذي أظهر أنه لا حدود لوحشية الانسان , ولا لجنونه وحبه لذاته . 

وفي ظل هذه الظروف الموجعة  والمحفزة لأي إنسان ذو روح  حية " أو تكاد تكون " جاء كتاب اورويل هذا , كنداء استغاثة يوجهه اورويل الى اخوانه من بني البشر , نداء استغاثة يقول بلغة لا لبس فيها  : أن يا إخواني ان لم تفعلوا شيئا وبسرعة فان هذه هي الحال التي سنكونها خلال سنوات اقل مما تتخيلون 

كتاب 1984 ليس عملا روائيا هدفه اثراء المكتبة العالمية برواية سوداء , لا يا سادتي , فالكتاب الذي بين يدينا هو دعوة صريحة للمقاومة , للثورة , وللدفاع عن حقوقنا التي انتزعتها البشرية خلال الاف السنوات من الصراع بين الشعوب وبين الطغاة, بين دعاة الذل ودعاة الحرية , بين الأوغاد والبشر . 

صور لنا اورويل المجتمع الذي سنعيش فيه بعد سنوات , المجتمع الذي نصبح فيه كلنا عبيدا بطريقة او باخرى , المجتمع الذي يوحدنا تحت راية الخوف الازلي , الخوف من زوجتك وابنك واخيك ورفيقك , الخوف من ان تفضحك فكرة عابرة تمر براسك , الخوف من أن ترمش عينك أو يدق قلبك لانه " كان عليك بحكم العادة التي تحولت الى غريزة ان تفترض ان كل صوت يصدر عنك مسموع , وان كل حركة مرصودة " . 
مجتمع لا مكان فيه للحب , هو مكان لا يصلح للعيش , لا يجوز لنا تسمية من يقبلون العيش فيه باسم البشر , هي كائنات تشبهنا لكنها ليست منا 
ما كان يسعى اليه النظام الحزبي في الرواية والذي نجح في الوصول اليه ,  كان في احدى مراحل غسله للأدمغة يعمل على خلق شرطي داخل كل رأس , لا بل انه قام بخلق جهاز مخابرات قمعي داخل كل رأس من رؤوس اشباه البشر الذين كانوا متواجدين .

 قاموا باجراءات لم تخطر من قبل على بال بشر سوى اورويل هدفها الوصول بالبشر  الى النسيان التام , والفقدان الكامل للهوية الانسانية , وهذا الامر ليس خطيرا فقط , بل مرعب جدا , وقد تم لهم ذلك اخيرا . تم ذلك عن طريق  وسائل من بينها انهم قاموا بالغاء الفروقات , كل الفروقات بين البشر , فصاروا متشابهين في كل شيء , ولهذا كان للحزب زي رسمي مثلا , للامعان في فصل اعضاء الحزب عن بقية الشعب , وكذلك لانهم ارادوا لاعضاء الحزب ان يكونوا متشابهين في كل شيء 
واذا اخذنا التشابه في المظهر الخارجي مع ما تتم زراعته يوميا من اكاذيب واوهام في العقول, مع ما يتم نزعه من النفس البشرية من مشاعر سنرى ان ما يخلقه الحزب هو مجموعة من العبيد , الذين ستكون مهمتهم في هذا العالم هي الطاعة العمياء اللانهائية لاوامر الحزب , وعدم الجرأة ولا القدرة على عصيان اوامر الاخ الاكبر 

ومن هذه النقطة بالتحديد يمكننا أن نعرف أهمية الثورة التي قام بها ونستون  , ففي ظل نظام على هذه الدرجة من الذكاء ,والسطوة , تصبح حتى كلمة لا ثورة , ولو كانت هذه اللا كلمة تكتب على ورقة لا مكان لها الا الادراج المقفلة , حتى ولو كانت هذه اللا خاطرا عابرا مر بالبال , حتى لو كانت هذه اللا علاقة جنسية حرمها الحزب وأراد لها الا تتم 

اللا هي المقاومة , اللا هي التي ستغير العالم , وهي التي ستقوض الحزب , والقذارة التي ارتكبها ونستون وجوليا هي فعل الطهارة الوحيد في زمن ارتدت فيه البشرية جمعاء 

ولمن راى ان ونستون جبان او انه اناني اقول 

"جئت الى هذه الدنيا لكي لا اوافق " ماكسيم غوركي 


(( ... كان في سالف العصر و الآوان ساحرأراد تدمير مملكة بكاملها .. 
فدس جرعة سحرية في البئر التي يشرب منها السكان .. 
وبات كل من يشرب من مائها يُجن 

في صباح اليوم التالي , شرب جميع السكان من البئر , فغدوا كلهم مجانين
باستثناء الملك وعائلته .. إذ كانت لديهم بئرهم الخاصة وصعب على الساحر
دس السم فيها 

قلق الملك وحاول ضبط السكان فأصدر سلسلة من القوانين و التشريعات ترعى
الأمن والصحة العامة .. لكن رجال الشرطة والمحققين شربوا من البئر أيضاً 
فاعتبروا قرارات الملك مبهمة سخيفة و تغاضوا عنها 

وعندما تناهى خبر هذه المراسيم إلى السكان .. تولدت لديهم قناعة بأن 
الملك قد جن ؛ و انه يصدر أوامر لامعنى لها .. فساروا نحو القصر مطالبين 
بتنحيه عن العرش 

وبعد ان يئس الملك قرر التنازل عن العرش لكن الملكة ردعته قائلة : 

" فلنشرب من البئر العامة , ونصبح مثلهم حينئذ " 

تم الامر , وشرب الملك والملكة من بئر الجنون وبدآ على الفور بالهذيان 
تاب إذ ذاك أعوانهما .. وفكروا في ما يغدقه عليهم الملك من حكمة , فلمَ 
لا يدعونه يتابع حكمه إذن ؟؟


وعاش أهل البلاد حياة هنيئة , مع ان سلوك سكانها اختلف تماماً عن سلوك السكان المجاورين .. وظل الملك قادراً على الحكم حتى آخر أيامه .... ))


ما فعله "البطل " ونستون هو انه رفض ان يفعل كما فعل الملك في القصة اعلاه , رفض ان يضع راسه بين الرؤوس . 

اما عن نهاية الرواية فاظن ان السبب في كونها جائت على ما رأينا , ولم تات كما توقعنا لها من ان ينتصر الخير على الشر , ومن ان الثورة لم تقم فالسر في ذلك _ من وجهة نظري طبعا_ يكمن في الفصل السابع من الرواية الذي يبدأ بالعبارة التي اطربتني طيلة فترة القراءة والتي يقول فيها "ان يكن ثمة من امل فهو معقود على العامة "

ما اراد اورويل قوله هو ما قاله ابو القاسم الشابي : اذا الشعب يوما اراد الحياة 
وهو ما قالته وفهمته الجماهير العربية التي خرجت الى الشوارع قائلة : الشعب يريد 
امنوا بالشعوب وقوتها ولابد انها ستفاجؤكم 

Monday, January 2, 2012

مراجعة لكتاب : اه يا بيروت للكاتب الفلسطيني رشاد ابو شاور


اسم الكتاب : اه يا بيروت 
المؤلف : رشاد ابو شاور 
نوع الكتاب : يوميات 
دار النشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر , التوزيع في الاردن عبر دار الفارس 
الطبعة التي قرأتها : الطبعة الخامسة 2001 
عدد الصفحات : 271 من القطع المتوسط 
عن " اه يا بيروت 
ومجددا امارس هواية تعذيب الذات في القراءة عن اجمل العواصم , وعن اولى العواصم , واخر العواصم , بيروت , بيروت العروبة , بيروت الثورة الفلسطينية الماجدة , والحركة الوطنية اللبنانية المشرفة 
بيروت 82 , بيروت التي قهرت المحتل , بيروت التي اذلت ريغان وبيغن والمؤسسات الدولية التي كانت ولا زالت العوبة بيد الاقوى , بيروت التي جننت الصهيونية ومن خلفها اميركا, اقرا عن بيروت لرشاد ابو شاور , الفلسطيني الذي عشق بيروت حتى الثمالة 
اقرا عن بيروت وبطولات المقاتلين , شيبا وشبابا , ذكورا واناثا , فلسطينيين وعرب ,بل واوروبيين , اقرا عن قتال السفير الكوبي الى جانب الفدائيين , اقرا لأول مرة عن الدور الذي لعبته اذاعة الثورة الفلسطينية في رفع الهمم , وفي الرد على اذاعات الخيانة , اقرا بفرحة والم عن بطولات كتاب عادوا من اصقاع الدنيا للدفاع عن ثورة شعبهم , للدفاع عن وطنهم لبنان , اقرا عن عرب عرفوا ان الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن بغداد وعمان والرباط ودمشق , بينما انظمة العروبة كلها لم تفهم هذا الكلام , او ربما فهمته ولكنه لم يعنها كثيرا 
القراءة عن بيروت 82 موجعة , لانك عندما تقرا عنها لا تستطيع الا ان تسائل انفسك : اوليس من الحرام والكفر ان يترك هؤلاء العظماء وحدهم !! وحدهم !!! وحدهم , اليس من الخيانة الا يلتفت قادة العرب الاشاوس الى صراخ النسوة اللاتي اغتصبتهم قوات الكتائب !! 

قرات عن بيروت من قبل ما كتبه محمود درويش في كتابه  الخالد : ذاكرة للنسيان , وقرات كذلك رسائل الشهيد ياسر عرفات الى المقاتلين على الجبهة , وقرات ايضا ما كتبه المرحوم شفيق الحوت عن تلكم المرحلة الموجعة من تاريخنا في كتابه من يافا بدا المشوار 
ولكل كتاب ميزته , وان كان كتاب درويش هو اقربها الى قلبي 

بيروت خيمتنا بيروت خيمتنا 
اعود الى الكتاب الذي اشار بلا استحياء الى ان بيروت لم تكن المدينة الفاضلة , ولم تكن قريبة منها ربما ولكنها كانت في اسوأ احوالها افضل من عواصم النفط , ,وافضل من عواصم ادعت انها ممانعة , لكن ممانعتها كانت لنا ولوجودنا على ارضها , بيروت على علاتها , واطهر من عواصم باعت قرارها وارتضت ان تكون رهينة لبيغن وريغان وش
كانت اطهر من اي بقعة عربية اخرى 
من الامور الموجعة التي تحدث عنها الكاتب , موضوع قيادات الصدفة ,تلك القيادات التي   تسلطت على الثورة الفلسطينية , ويضاف اليها اولئك الجبناء الذين تركوا مواقعهم وسهلوا بجبنهم مهمة العدو بالوصول الى ما وصل اليه 
في النهاية اهم امرين استفدتهما من الكتاب هما او يكلمات الاخرى ما اضافه الكتاب لي هو معرفتي بالدورالذي لعبه الكتاب العرب في دعم صمود المقاتلين , واعني هنا الكتاب الذين انضموا الى الثورة لا اولئك الذين بقوا في دورهم "يزاودون " , كتاب خلدوا انفسهم  كطاهر عدوان , وامجد ناصر , وممدوح عدوان وغيرهم , والامر الثاني هو الدور العظيم الذي ادته الاذاعة في دعم الصمود 

وبالطبع مزيد من الفخر بتلك المرحلة المختلطة