Saturday, November 12, 2011

فلسطين التي هي من ورق

لم اكن في يوم من الايام من هواة الارقام او مريديها , او من المؤمنين بان وراء ترتيبها ومجموعها ومطروحها اسرارا واعجازا , ولم يكن يفترض باليوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني \نوفمبر "11" للعام 2011 ان يختلف عن اي يوم عشته في حياتي ,فما معنى ان تقف ست " واحدات " الى جانب بعضها البعض فيما لم يقف عربيان مع بعضهما منذ سنين ؟؟ 
لكنني لم استطع الا ان الاحظ سخرية القدر ورمزية الارقام في حدث يفترض به ان يكون على رأس نشرات الاخبار في القنوات الاخبارية حول العالم , الخبر ايها السادة هو ان مجلس الامن الموقر رفض الاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية ,وبالطبع يجب ان انوه هنا الى ان الدولة التي يجري الحديث عنها والتي تم طلب الموافقة عليها هي فلسطين المقصقصة , فلسطين التي هي اقل من ثلث فلسطين التي اضع خريطتها فوق وسادتي .
كان هذا الامر ليكون عاديا لولا انه جرى في نفس تاريخ استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات , الامر الذي يجبرني على عقد مقارنة " ظالمة" بين الرئيسين الوحيدين الذين عرفتهما فلسطين في تاريخها" اذا استثنينا روحي فتوح "
ابو عمار وابو مازن كان كلاهما يناضلان من اجل الدولة ذاتها , فلسطين المقصقصة ,وكان الاثنان مصرين على الشرعية الدولية , لكن بونا شاسعا بين الرجلين , فضحه ما جرى اليوم
الفارق بين الرجلين هو ان ابا عمار رحمه الله كان قد وزع "بيضه " على اكثر من سلة , بينما وضع ابو مازن بيضه وبيضنا وتاريخنا كله في سلة واحدة , فانكسر البيض , وضاع التاريخ والنضال , والقادم اسوأ 
ما اعنيه هنا ,هو ان ابا عمار عندما ذهب الى الامم المتحدة في العام 74 ,وعندما وقع اوسلو, ,كان عارفا تماما ان من اضاع فلسطين لن يعيدها لنا , وان من ساند اسرائيل منذ ما قبل اعلانها كدولة على ارضنا واجسادنا لن يقف معنا ضدها وسينحاز دوما لها , كان ابو عمار يعرف هذا كله , لكنه في الوقت ذاته امن بان شعرة من "طيز" الخنزير بركة ,و قام بما قام به حتى لا يترك الساحة خاوية لاسرائيل تفعل بها ما تشاء 
لكنه وهو المدرك جيدا للاختلال الفاضح في موازين القوى وللانحياز الواضح لسيدة العدالة الامريكية نحو عدونا لم يضع بيضه كله في سلة الشرعية الدولية" الامريكية "  بل  امتلك عدة اوراق ضغط تمكن من خلالها من التمكن من الضغوط التي مورست عليه وتمكن من حماية نفسه من الانجرار الى تنازلات لا حمل له بها ولا طاقة له عليها  
وابرز تلك الاوراق كانت المقاومة المسلحة , ولا اعني هنا ما حدث في الانتفاضة الثانية من انجرار الى المربع الذي اراده لنا شارون , بل اعني قيام ياسر عرفات بدعم الجناح المسلح في فتح وغيرها من اجل تنفيذ عمليات موجعة للكيان الصهيوني , كفركة اذن لهم ولمن خلفهم 
 بينما ما حدث في عهد ابو مازن هو ان اسرائيل قامت بقص ذراع المقاومة المسلحة , او قام ابو مازن بذلك , لا من باب الخيانة كما يصر مخالفوه ولكن من باب ايمانه "العجيب " بان النضال السلمي وحده كفيل باستعادة ما يحلم باستعادته من ارض 
ابو مازن ليس خائنا من وجهة نظري وهو صاحب مشروع , لكن من اهم عيوبه انه لم يستططع جمع الشعب الفلسطيني كله او معظمه خلف هذا المشروع , ولم يمارس لاجله اي نوع من الدعاية حتى يقوم بترويجه , وهو يعتمد فقط على ان المجتمع الدولي لا يعترف باحد غيره " وغيره هنا عائدة على حماس الفائزة بالانتخابات التشريعية ذات الصلاحية المنتهية " ,واهمية المجتمع الدولي هنا هي ان رواتب الشعب الفلسطيني كلها او معظمها معتمدة على الدعم الغربي ,بما اننا لا نملك اقتصادا وطنيا فلسطينيا "تقريبا " على الرغم من ان هذه الارض عامرة 
ملخص ما اريد قوله هو التالي : مشكلة ابو مازن انه لا خيارات لديه , ول ا قدرة لديه على التهديد بتصعيد , صحيح انه هدد مرارا بحل السلطة , وقال بعض المتفائلين ان ربيعا فلسطينيا سنراه في القريب العاجل ,لكن هذا كله غير وارد حقيقة بالنسبة لي 
واراه غير واقع وان كنت ادعو الله ان اكون مخطئا 
                                                                         2 
ان يوما تقرر فيه مصير دولة فلسطين دولة كالبوسنة والهرسك , عمرها كدولة اقل من عمر اصغر اطفال الار بي جي لهو يوم اسود , او يوم مضحك,,,, لا فرق 
ان تاريخ فلسطين ايها السادة اكبر من تاريخ الدول التي رفضت الاعتراف بها مجتمعة 
"الولايات المتحدة ، بريطانيا ، فرنسا ، المانيا ، كولومبيا ، البوسنة 
والهرسك"

No comments:

Post a Comment