Wednesday, June 27, 2012

ملاحظات على هامش العمل العام


ملاحظات على هامش العمل العام 

بداية انا لا اجيد العمل العام فكما اتضح لي بعد عدة محاولات ان ما ينقصني للبدء وللمشاركة ولقيادة العمل العام اكثر مما املك , لكن هذا لم ولن يمنعني من ابداء رأيي فيما هو محيط بي . 
ما اريد قوله هو انه وعلى الرغم من عدم أهليّتي للعمل العام كما سبق وذكرت الا انني مع ذلك اظن انه من ابجديات العمل العام الامور الأتية 
اولا : الصبر على الناس , فالناس ليسوا من مستوى ثقافي واحد , بعضهم يفهم التلميحات , وبعضهم "يلقطها وهي طايرة " ومن الناس من ان لم تقلها واضحة صريحة فإنه لن يفهمها , وبما انك تعمل بالشان العام فأعتقد انه من الواجب عليك مراعاة جميع مستويات البشر 
ثانيا : عندما يسألك الناس عن توضيح شيء ما , او عن ميعاد فعالية ما , أو عن جدوى فعل ما أرجو منك وأتمنى عليك أن يتسع صدرك للإجابة على هذه التساؤلات برحابة صدر , وبأقصى سرعة ممكنة , ومن دون ان تشعر من هو امامك بأنه " حشرة " أو انه جاهل او حتى أنه يثقل عليك , ففي معركتك التي تخوض من أجل تغيير العالم أو تغيير شيء ما في هذا العالم ، انت معني بأن تكسب اكبر عدد ممكن من البشر الى جانبك وخلف رايتك 
ثالثا : كل اقتراح مهم , وكل فكرة جديرة بان تناقش بغض النظر عن المستوى الثقافي او التاريخ النضالي او الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها طارح الفكرة , فأعظم الأفكار في الغالب لا يأتي بها القادة الملهمون ولا النشطاء المشهورون وإنما الناس العادييون ممن وللأسف لا نلقي لكلامهم بالا في معظم الوقت 
رابعا : عليك عزيزي\تي ألا تكون فظا غليظ القلب وألا تكون تكون عابسا متوليا , وانما انساناً خلوقاً لطيفاً طيب المعشر حتى و إن كانت طبيعتك غير ذلك فإنه لزام عليك ان تحاول قدر الامكان .
خامسا وأخيرا : كل ابن ادم خطّاء وخير الخطائين التوابون , فتعلم من كيس غيرك او حتى من كيسك لكن المهم ان تتعلم وان تعلم جيدا انك لابد وان تتعلم كل يوم , وان اليوم الي لا تتعلم فيه شيئا جديدا فإن هذا يوم ضائع من عمرك . 
وفي النهاية اعتذر عن " التنظير " وعن الإطالة

Wednesday, June 6, 2012

مظاهرات 101


فاتحة القول لابد لي ان ابدا من حيث أبدا دوما عند الحديث عن الاحتجاجات التي يشهدها الاردن منذ ما يزيد على السنة , وهي تحية صادقة لكل اولئك الذين لا زال لديهم امل في القدرة على التغيير, والى كل اولئك الذين لا زالوا يقولون لا , فيما ادمن غيرهم قول نعم !
لم اكتب منذ مدة طويلة ولا ساجمل أفكاري قدر المستطاع حتى استعيد قدراتي الكتابية ذات يوم ارجو ان يكون قريبا , على افتراض انني كنت امتلك موهبة الكتابة من قبل .
المظاهرات وما ادرام ما المظاهرات ! 

 كنت ولمدة طويلة جدا قد قررت التزام بيتي والانضمام بكل فخر الى حزب الجاعد " النسخة الاردنية من حزب الكنبة " وقد كانت ولا زالت لدي العديد من المبررات للانضمام الى هذه الفئة من الناس , لكن تصرفات الحكومة الاخيرة وكمية الحماقات التي ترتكب هي التي تدفعك وتدفعني الى الجهر ب اللا الخارجة من جوف غاضب حانق .

وقد شاركت في المسيرات الأخيرة  التي خرجت من امام المسجد الحسيني , ولدي بعض الملاحظات على هاتين المظاهرتين وغيرهما مما لم اشارك فيه
اولا : الهتافات , منذ قدمت الى هذه الحياة الدنيا ونحن نهتف ذات الهتافات تقريبا عندما يتعلق الامر بالشان الاردني , هتافات تقليدية , فقدت مع الايام والتكرار قدرتها على التأثير في السامع وفي المشارك و بالتأكيد في صانع القرار
تسقط وادي عربة تسقط " ربما اننا نهتفها منذ ما قبل توقيع المعاهدة المشؤومة
ثانيا : اراه امرا غير لطيف ابدا تحويل الهتافات التي كنا نهتفها من اجل فلسطين الى الشان الداخلي الاردني , لان هذا يعطي انطباعات خاطئة عن طبيعة المتظاهرين هذا أولا , وثانيا لان هذا قد يفهم البعض بأننا غير قادرين على الابداع او ان المظاهرة يجري التحضير لها على عجل
فما الذي يعنيه  على سبيل المثال ان نحول هتاف : طالعلك يا عدوي طالع الى طالعلك يا حكومة طالع ؟
ثالثا : منذ خلقت او ربما من قبل ذلك والشعارات التي ترفع في المظاهرات هي ذاتها والأسوا ان من يقودون الهتاف هم ذاتهم , فالبعثي تعرفه وتعرف هتافاته حتى قبل أن يبدأ , واليساري تحفظ هتافاته قبل أن يبدأ , والاسلامي تردد قسم الرسول قدوتنا والقران دستورنا قبل ان يقرر هو الصعود الى منصة الهتاف
يا أعزائي , تذكروا دوما اننا نخرج في مظاهرات "بعز دين " الشمس , فالعطش يضرب من جهة , و اشعة الشمس تضرب من جهة  فهل ينقصنا مزيد من الملل ؟؟
نعم انا اعنيها واعرف ما اقوله , مظاهراتنا مملة للغاية , وتسبب النعاس , وفي كثير من الاوقات افكر جديا في ترك المظاهرة او ترك الهتاف , , واجزم ان كثيرين غيري قد راودتهم ذات الفكرة
يا أعزائي الثورة , التظاهر , المطالبة بالتغيير يجب ان تكون مسلية جميلة , تشهد ابداعا  وتحث عليه , تفجر طاقات اراد الاستبداد خنقها
بل انني أملك الجرأة للقول ان ما انجح تجربة ميدان التحرير وما جعلها تجربة ملهمة للعالم هي كمية الضحك التي صاحبت الايام الثمانية عشرة التي شهدت مليونيات , كمية الضحك وكمية الابداع الذي تفتقت عنه اذهان الشباب وعامة الشعب
وكذلك هو الوضع في سوريا , فمع خطر الموت بأبشع الطريق المتخيلة وغير المتخيلة الا ان السوريين يجدون وقتا لضحكوا فيه على بشار , يجدون وقتا ليسخروا فيه , ووقتا ليمارسوا فعل الغناء , كدليل على حبهم للحياة وللحرية 
اما رابع ما اود قوله في شان المظاهرات فهو ما يحدث بعدها , واعني هنا انه لم يحدث مرة واحدة ان سألني احد منظمي المظاهرات عن رايي في المظاهرة , عن نقاط قوتها , عن مواطن ضعفها , هل استفدت شيئا من المشاركة ام انني خسرت وقتا وجهدا وربما مالا دفعته على المواصلات , ارجو ان لا افهم بطريقة خاطئة , أو انني امن على أحد بمشاركتي بالمظاهرة والعياذ بالله , ولكن حتى اشعر انا وغيري باهمية ما نفعل , وبجدواه , وحتى تضمنوا ان فلانا وفلانة سيعودون في الاسبوع القادم , وربما سيجلبون  معهم اهلهم واصدقائهم لابد لكم ان تسالوهم عن رأيهم , ان تشعورهم بأن هذا الحراك هو حراكهم
لانهم ومن واقع تجربتي اشعر ان حراكنا ينقصه الكثير من الحميمية
هذا ما اردت قوله واتمنى ان يتسع صدركم له