Tuesday, August 16, 2011

اربعة ايام في اللاند مارك

اربعة ايام في اللاند مارك 
تلقيت في منتصف الشهر الماضي دعوة للتدرب على احد انواع العمل الصحفي في فندق اللاند مارك في العاصمة عمان , وفندق اللاند مارك عو ذاته فندق الراديسون ساس الشهير والذي تعرض في العام 2005 وخمسة لتفجيرات ارهابية هزت الوطن باكمله 
المهم ان هذه كانت هي المرة الاولى التي ادخل فيها من بوابة اللاند مارك ,,على الرغم من انني كنت اسير بجواره بشكل شبه يومي خلال توجهي الى العمل في شارع مكة كل يوم 
وبما ان التدريب كان من قرابة العاشرة صباحا والى الخامسة مساء فقد كنا نتناول الطعام داخل احد مطاعم الفندق التي لا اعرف عددها , وقد كان الغداء "بوفيه " مفتوح في كل يوم 
والحقيقة انني واجهت عدة مشاكل خلال مدة الدورة لم تكن احداها المواد العلمية التي كنت ادرسها ,بل على العكس ان هذا كان اسهل ما في الموضوع 
وساتحدث عن ايامي الاربعة في اللاند مارك بشيء من الاختصار 
واحدة من اكبر المشاكل التي واجهتني هي ان المطعم كان بجوار المسبح 
نعم المسبح , وكان الاكل وحده ليس مربكا بالنسبة لي حتى يأتوني بجموعة من النسوة " نسوة نسوة " يسبحن على مقربة مني 
وبالطبع وبما ان الخجل ياكل مني اكلا فقد وضعت راسي في الصحن معظم الوقت او في الموبايل ,ومع ذلك نجحت في استراق مجموعة نظرات ,,على ما اذكر 
المعضلة الثانية التي واجهتني هي الطعام 
او على وجه الدقة كيف اتناول الطعام 
فاضافة الى الملعقة كان على المائدة شوكة وسكين 
والحقيقة انني لم يسبق لي ان استعملت السكين في حياتي لا لتقطيع الخضار ولا لأكل الطعام ,وعلى الرغم من ان الاموركانت واضحة الترتيب بحيث توضع السكين في يد والشوكة في الاحرى الا انني ظللت طوال الوقت لا اعرف من اين ابدا ولا اي انتهي , واكتفيت بموضوع الملعقة المعجزة التي كنت ايضا استعملها كسكين " على اعتبار انه من غير المقبول ان تمسك قطعة اللحم بيدك 
في اليومين الاولين اكلت بشكل "طبيعي " اي اكلت حتى امتلئ ثلث المعدة ,وربما حدث هذا لانني كنت استكشف المكان الجديد علي 
لكنني في اليوم الثالث لا اعرف ان كنت اكلت ام لا , وفي اليوم الرابع غادرت بحجة انني اريد ان اكل مع الحجة 
حسنا اذا وبعد كل هذا الهراء , ما الذي اريده 
صحيح انني قلت انها المرة الاولى التي ادخل فيها فندق اللاند مارك ,وهذا صحيح لكنني ايضا كنت قد دخلت الفندق من باب اخر قبل سنيتن او اكثر بقليل , دخلت الفندق لانني تقدمت بطلب للعمل فيه ووقتها اظن انهم اتصلوا بس من اجل مقابلة عمل لكن هاتفي النقال كان دوما مغلقا او ربما " لا اذكر حقيقة " انني كنت استعمل هاتف اخي لانني لم اكن املك هاتفا وقتها .  وبالطبع كانت الوظيفة التي تقدمت لها هي وظيفة
house keeping or waiter 
وكنت احبذ جدا وظيفة الهاوس كيبينج لا لشيء ولكن لانني كنت وقتها اكتب رواية حمقاء لها علاقة بهوسي بصبرا وشاتيلا ويصادف ان بطل تلك الرواية يعمل في هذه الوظيفة 
خلالل الايام لاربعة كنت لا انفك افكر في الندل الذي يقومون على خدمتنا , لكلو احد منهم قصته التي لابد ان تروى , ولكل واحد منهم المه ووجعه 
الشغل مش عيب ,طبعا 
لكن العيب هو ان تعمل في وظيفة لا يراك فيها احد ,او بشكل ادق يختار معظم الناس الا يروك وانت فيها 
وانا في المطعم فكرت طويييييلا في كمية الطعام التي تلقى بعد كل وجبة من الوجبات , خاصة وانه في تلك الايام كانت وسائل الاعلام قد بدأت بتناقل اخبار المجاعة التي تحدث في الصومال وما حولها 
شعرت باحساس عميق في انني اخون الفقراء عندما اتناول هذا الطعام الذي لم يتح لهم منذ ان اطلقوا صرختهم الاولى 
وانهي التدوية بما بداته 
كيف يفترض بي ان اشعر وانا اكل بالقرب من نسوة اظن ان اقصى احلامي جموحا هي مصافحتهن ؟ 
كم يبلغ سعر قطعة السباحة التي ترتديها احداهن الان ؟ 
وجبة الطعام في هذا المكان كم يبلغ ثمنها ؟