Sunday, August 7, 2011

لماذا نكره الصومال ؟؟؟؟


 
حسني مبارك قتل خلال ثورة الخامس والعرين من يناير الفا من خيرة شباب مصر , بينما قتل بشار الاسد ما يزيد على الألفي إنسان حتى الأن خلال الثورة السورية الباسلة ,بينما قتل القذافي عدة ألاف من أحفاد عمر المختار , الى الان ايضا
لكن اتعلمون ايها السيدات والسادة ان هنالك حاكما عربيا قتل  اكثر من تسعة وعشرين  الف طفل  خلال التسعين يوما الفائتة  ؟ وهل تعلمون ان الرقم صحيح وموثق لدى الامم المتحدة , ولدى كبرى المنظمات الحقوقية حول العالم , وهل تعلمون كذلك انه لم يخرج أي عربي في مظاهرة او مسيرة من اجل الاعتراض على ما يحدث او في محاولة لأنقاذ اولئك الاطفال من خطر الموت المحقق  ؟
اوتعلمون ايها السادة ايضا ان اكثر من ثلاثة ملايين انسان عربي يعانون موتا محققا خلال الشهور المقبلة ان لم يتم انجادهم
لاشك انكم علمتم عمن اتحدث ؟ انني اتحدث عن الصومال , ذلك البلد العربي المسلم , والذي اختار اغلبنا وبمحض الارادة الحرة ان ينساه , وان يحذفه من تاريخنا وجغرافيتنا

اعتذر لكم جميعا عن هذا العنوان المستفز , واعلم تماما وجيدا ان قلوبكم تعتصر الما لما يحدث هناك , لكنني لم ار طريقة اخرى سوى ان استفزكم حتى تقرؤوا ما يجول في فكري اليوم
خرجنا كأردنين نصرة لغزة , ونصرة للبنان , ولسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن , لكنني لم ار احدا في الاردن او في غير الاردن يخرج نصرة للصومال واهله , وهم يعانون من ظلم الديكتاتور الاسوأ على مر التاريخ , انه الجوع , وياله من حاكم ظالم , وسيد جائر
عندما  يموت  الانسان وهو يحارب لاجل حريته ولاجل وطنه فانه لا شك ينال اجمل الالقاب واغلاها وهو لقب الشهيد  والاهم من هذا انه يحقق شيئا ما لبلاده , ويخطو به الوطن ولو خطوة صغيرة نحو غد افضل  , ولذا راينا امهات الشهداء لا يبكين بقدر ما يطلقن زغاريد الفرح باستشهاد أبنائهن
لكن من يموت جوعا وعطشا , من يموت لان والده او امه او حكومته لم تستطع ان توفر له ما يسند جسده , من يموت لان الجوع قد فتك به , ماذا نسميه ؟ ولماذا يموت ؟ وما الذي على امه ان تفعله ؟ هل تلطم الخد وتشق الثوب  ؟ ام ان عليها ان تصاب بنوع ما من الارتياح , راحة لان ابنها انتقل الى عالم اكثر عدلا, عالم اكثر نورا , عالم ليس عليه فيه ان يكون غنيا او ابيض البشرة او ابن وزير او
امير  لينال شرف الحصول على  وجبة طعام , او سقف تحته ينام .
اكثر من تسعة وعشرون الف طفل صومالي لقوا حتفهم خلال الاشهر الثلاثة الماضية , لن امل من ترديد هذا الرقم على مسامعكم , ثلاثون الفا أي ثلاثون الف روح , وثلاثون الف قلب , ثلاثون الف طفل , أي ثلاثون الف عائلة كان من الممكن لها ان تنشأ , ثلاثون الف ام واب بكت عيونهم دما على ابناء ماتوا هكذا , دونما جدوى , ودونما سبب سوى تقاعسنا عن نجدتهم
نعم  تقاعسي انا وربما انتَ وربما انتِ عن نجدة اخوتنا في العروبة , او الدين وان لم يكن في هذا او ذاك فهم بشر مثلنا , هي ارواح كأرواحنا ,هم اخوتنا في الانسانية
ثلاثون الف طفلا , أي ثلاثون الف رجل وامراة لم يتمكنوا من النجاة من الطفولة حتى يصبحوا علماء او مفكرين او كتاب او صحفيين او عمال , او جوعى عاديين
ماذا لو ان الصومال كانت بلدا نفطيا , او بلدا اوروبيا , هل كان العالم سيصمت كل هذا الوقت على ما يجري , هل كان الاطفال سيموتون هذه الميتة ؟
الانهم فقراء نتركهم يموتون ؟
ثم ما هو موقفنا كعرب مما يحدث ؟
اوليس من العار ان نرى الامم المتحدة تنفذ حملات اغاثية لاطفال الصومال بينما تلتزم الجامعة العربية بموقفها المعتاد الابدي المتمثل بصمت كصمت القبور
اين هو نبيل العربي , وزير خارجية الثورة السابق عما يحدث قرب مصر ,
الصليب الاحمر البريطاني يقوم بتنظيم حملة وتلقي المساعدات من اجل انقاذ الصومال بينما هلالنا الاحمر ليس له صوت او حس او تعليق
اعلم ان لدينا في الاردن فقرا  متقعا , واعلم كذلك ان عندنا جوعا كافرا  , لكن المعادلة ايها الاخوة هي انه ان لم نرسل المساعدات اليوم الى الصومال فان الكثير الكثير من اهلنا هناك سيموتون   
هل تعلمون ان غزة ,نعم غزة المنكوبة المحاصرة " قامت قبل ايام بالبدء بحملة جمع تبرعات ,فهل نحن اكثرفقرا من غزة ؟
ايها الاردنيون , ايها العالم , ان هنالك اخوة لنا يذبحون بسادية لا توصف , يقتلون كما تقتل الانعام , لا بل بطريقة اسوأ ,  فماذا نحن فاعلون ؟
لست اطلب منكم ان يكون لاردن هو منقذ الصومال ولا ان يتبرع الاردنيون بال300 مليون دولار التي يحتاجها الصومال , لكن ما اطلبه هو ان يكون لنا دور في انقاذ ما يمكن انقاذه من ذلك البلد العربي
 ارجوكم لا تجعلوا موت التسعة والعشرين الفا موتا عبثيا , لا تجعلوا من موتهم موتا بلا جدوى او طائل
ستسألونني كيف
ساجيبكم وبكل بساطة , سنجعل من موتهم ذا جدوى ان قمنا بانقاذ اشقائهم من ملاقاة ذات المصير
 لن يكون موتهم سدى ان كان موتهم هو ما ايقظ ضمائرنا واجبرنا على انقاذ ملايين البشر في الصومال 
وما حولها

فلنجعل من الضحايا شهداء

ايها الصديق وأيتها الصديقة ان الامر بهذه البساطة وبهذه السهولة : تبرع الان للصومال وانقذ حياة طفل ما , انقذ روحا ومستقبلا , انقذ عائلة , انقذ مجتمعا من التفكك والدمار , انقذ نفسا .
تبرع للصومال ,و أنقذ نفسك من ان تكون مشاركا في قتلهم
تبرع للصومال , وأنقذ روحك


تبرع للصومال , وأنقذ بلدك 
تقرير عن المجاعة