Wednesday, March 16, 2011

عمّال النظافة والاصلاح السياسي


منذ ان كنا اطفالا نلهو بالالعاب او بالانوف في حضانات الاطفال والى ان صرنا شبابا " حبيبة " في ارقى الجامعات وكتب دراستنا لا يشغلها الا هم واحد الا وهو النظافة من الإيمان , وكتبت هذه العبارة في نهاية كل الكتب وفي بدايتها ,  قبل الفهرست وبعد تم بحمد الله  ومع ذلك يبدو اننا كمجتمع وكأفراد وصلنا الى توافق خطير لم يحدث منذ ادم عليه السلام وهو ان هذه العبارة مغلوطة وان العكس هو الصحيح !!!!
هل الامر سيء لهذه الدرجة ؟؟ اقول : للأسف نعم , فما عليكم ايها السادة الكرام الا ترك الاحياء الراقية التي تشكل استثناءا في معظم الاحيان والنزول الى احياء الاغلبية , الى الاحياء الشعبية , وبالطبع لا تنس عزيزي\تي ان تحضر معك كمامة لتتمكن من التنفس  ومعطر جو ولا ضير من اخضار قنينة اكسجين .
وان كنت في محافظة غير العاصمة عمان  فالامر اسوأ .
وقبل ان ترموا عمال الوطن باتهامات التقاعس عن اداء الواجب والهرب من الخدمة الوطنية دعوني اقل لكم يا اصدقائي ان عمال الوطن او عمال النظافة ان شئتم او الزبالين ان رغبتم يقومون بواجباتهم على اكمل وجه " ممكن " _ بالطبع هناك من يتسربون من العمل وهناك من يمارسون "الشلفقة " بحرفية " ولكن واي مهنة تخلو من الفاسدين _والعيب يا اصدقائي ليس فيهم , وللغرابة ليس في الحكومة ايضا 
صدقوني هذه المرة ليس العيب في الحكومة , وليست الحكومة هي من يدفع امي للبكاء كلما رأت شارعا امريكيا نظيفا وتسائلت ببراءة لماذا هذه النظافة ليست عندنا في الاردن ؟ 
ان اردتم معرفة المذنب فيما وصلت اليه شوارعنا من "قذارة " فما عليكم سوى النظر الى  المرآة , نعم انا وانتَ وانتِ المذنب الاول 
من يرمي ببقايا طعامه من نافذة السيارة هو من تسبب في اتساخ شوارعنا , من يلقي باعقاب السجائر , من لا يلقي الاوراق على الارض لكنه يقف بحيادية بلهاء فيما رفاقه يلقون , الاب والام والمعلم والاخ الكبير الذي لا يعلم الصغار الرحمة .


* اكتشاف عظيم جدا استحق عليه جائزة نوبل للسلام : الزبال او عامل النظافة هو انسان مثلنا , بل ربما اكثر 
انتهى الاكتشاف
وقد يقول لي قائل : يا جابر كلامك جميل وصحيح لكن هذا الوقت ليس وقته , البلد بل والامة كلها تشهد حراكا شعبيا غير مسبوق على الاطلاق وانت كل ما تفكر فيه هو نظافة الشوارع , قبل ان ننظف شوارعنا علينا ان ننظف عقولنا  من الاستبداد والجهل وستتنظف شوارعنا تلقائيا بعدها 
وسأقول لصديقي هذا : ومن قال لك يا اخي ان ما قلته هنا منفصل عما تشهده الامة من حراك , ان اجمل وارقى ما شهدته في الثورة المصرية هو صباح اليوم الذي تلا تنحي الفرعون الاكبر , هل تذكرون ما حدث؟ الشباب المصري المحب لوطنه قام ومن فوره ودون طلب من احد ودون توجيه من احد  بتنظيف ميدن التحرير الذي كان ساحة جهادهم . 
لست اطلب ان تكون بلادي جميلة حتى يحبها السياح , او حتى يصنفنا العالم على اننا دولة عالم اول ,اريد لبلادي النظافة لان هذه النظافة لا تتحقق الا عندما يفكر كل واحد فينا في الاخرين قبل ان يفكر في نفسه . وهذا يا سادتي االفاضل هو لب الاصلاح واهم ثماره , ان يفكر كل انسان باخيه الانسان , مهما كان الاختلاف بينهما , يفكر الغني بالفقير ومصلحته , يفكر السليم بالمريض وصحته , ويفكر القوي بالضعيف ونجدته , وحين يتحقق هذا " ان تحقق!!!" لن تقوى اي قوة في العالم ولو عظمت على تهديد امننا ,لن تجرؤ اسرائيل على التفكير ببلدنا كوطن بديل , لن يفكر اي احمق مهما قوي عوده على ان يستغلنا لأنه سيعلم جيدا حين نصل الى مجتمع" فكر بغيرك " ان اول من سيتصدى له ولطغيانه ليس الفقراء , والمسحوقين بل سيتصدى له الاغنياء , سيتصدى له ابناؤه وعشيرته 
سنصير شعبا كما يجب ان نكون حين نفكر بغيرنا 
حين نفكر بالصالح العام قبل مصلحتنا الشخصية 
حين تسبق نحن انا 
حين نطبق شعار الفرسان الذي كان يبدو لي وانا صغير ساذجا جدا 
The Three Musketeers شعار 
one for all 
&
all for one 

No comments:

Post a Comment