عن رواية يا مريم لسنان أنطون
رواية أقل ما يقال عنها انها موجعة , كحال العراق منذ أن خلق الله العراق !
قرأتها بناء على نصيحة صديق ففعلت بي ما فعلت !
تتحدث الرواية عن وجهتي نظري لما يحصل في العراق , الاولى "واقعية " متشائمة ترى ان الأقليات وبالتحديد المسيحيين لا مكان لهم في العراق , وأي حديث عن عراق الماضي عراق التسامح والتعايش هو من قبيل السذاجة التي يدان مرتكبها , ووجهة نظر أخبر وربما اطهر , وهي وجهة نظر متفائلة وواقعية أيضا ترى ان كل هذا الهراء الطائفي وكل هذا الموت والقتل زائل وان العراق هو الباقي , كان العراق قبلهم , وسيظل بعد زوالهم .
نهاية الرواية مفجعة , وربما كانت تنتصر لأحد الطرفين , الطرف الذي لم يعد يؤمن بالعراق , أو الطرف الذي اختار أن ينجو .
من المسؤول عن كل هذا الموت الذي عرفه العراق في السنوات الأخيرة ؟ الإحتلال هو المسؤول الأول , هذا لا شك فيه , لكن هذه الإجابة جبانة يا أعزائي , المسؤول عن الموت الذي عرفه العراق هو من قام بتصدير الإرهابيين من "بلده " إلى العراق , المسؤول هو من أدخل جيش الإحتلال إلى أرض الفراتين , المسؤول هو من جعل بعض العراقيين يفرون إلى حضن الغازي هربا من بطشه , المسؤول هو حوّل المعركة من معركة بين مستعمر ومستعمر إلى معركة بين دينين , ومن ثم إلى معركة بين أبناء الدين الواحد في البلد الواحد !
إن أردت أن تعرف المسؤول عن وجع العراق فانظر في المرآة يا عزيزي .
من الناحية الأدبية فإن لي مشاعر مختلطة تجاه استعمال الكاتب للهجة العراقية في الرواية , أعجبتني في مواضع , وتذمرت منها طويلا في مواضع أخرى لم افهم فيها معاني بعض الكلمات .
لغة الرواية جميلة وأحببت اقتباس الإنجيل والشعر العربي فيها
أما فنيا فقد كنت أتحدث بالامس مع احد الأصدقاء حول تركيب هذه الرواية وهل كان من الافضل لو قام الكاتب بتقسيم الرواية بشكل مختلف ؟ اليوم أظن أنه قد أحسن صنعا فيما فعل , أعطى يوسف فرصته الكاملة لقول ما أراد , ثم أعطى الفرصة لمها لتخبرنا عن وجهة نظرها , وإن كنت أود لأسباب سياسية لو قام بوضع مها أولا ومن ثم يوسف
أحببت وسطية يوسف وعلاقته مع الله , واحترمت لمها عدم تباكيها على عصر من عصور الطغاة !
السؤال الذي يجول في رأسي الآن هو هل أراد الكاتب قول شيء ما عبر إنهائه للرواية بموت أحد البطلين بهذه الطريقة ؟ هل يقول لنا ما قاله سعد زغلول لصفية : مفيش فايدة ؟
على كل ومهما تكن وجهة نظر الكاتب فإن ما أؤمن به هو , هو ما تمناه مظفر قبلي : ان يعود اللحن عراقيا , أن يعود اللحن عراقيا وإن كان حزين