Monday, May 23, 2011

جزء من مقدمة روايتي التي لم اعرف اسمها بعد


 لست ليلى الطرابلسي 
ولست ليلى خالد
 من انا اذا؟ 
انا بالضبط لا احد , لا احد على الاطلاق , وربما كانت هذه مشكلتي
انا ليلى وليلى فقط , هكذا دونما حاجة لذكر اسم الاب او اسم العائلة , لانهم هم ايضا كانوا لا احد , اتيت الى هذا العالم الرائع قبل سبعة عشرة شتاءا لا خير فيها وانضممت وبكل فخر الى تلك الجوقة العالمية من المسحوقين والجوعى والتي لم تاتي الى هذا العالم الا لتظفر السياط بظهورها والشمس بعرقها . 
انا مجرد ليلى  ولذا لن يعلن الحداد في وطني حزنا على وفاتي , ولن ينكس من الاعلام سوى رأسي , ام اخطف طائرة في يوم من الايام ولم انهب بلدا " للاسف " ولذا لن تتصدر صورتي الصفحة الاولى ولن يدفع الاثرياء الاف الدنانير لحجز صفحات النعي لابداء " مزيد من الحزن والاسى" لموتي 
انا مجرد ليلى وعما قليل ستطوى صفحتي كما تطوى الاف الصفحات كل يوم دونما صخب , فقد توقفت عن الصراخبعد ساعات فقط على قدومي الى الحياة ومنذ تلك الايام الجميلة لم يُسمع صراخي احدا على الاطلاق . 
انا مجرد ليلى كأي ليلى , بل اقل , ولست مع بالغ الاسى راقصة ولا مطربة تراق عند ساقيها الاف الدنانير والدراهم , ولا تتغزل القنوات الفضائية بجمالي .
انا مجرد ليلى اتحدث لكم عن الموت لانني اعيشه , عشت الموت طوال حياتي , على الاقل موت   الروح والان يموت الجسد ايضا 


الحمد لله اقولها فقد تخلصت اخيرا من الداء الذي كان يعكر علي "صفو " حياتي ويحولها جحيما لا يطاق , تخلصت اخيرا من داء الامل, وسواه لم اعاني في حياتي اي مرض عضال , ومع ذلك اقول لكم وانا بكامل قواي العقلية انني اموت الان , ولا يجب عليكم ان تحزنوا علي ولا اريد من احد شفقة او دمعة ,فانا اولا عن اخر , مجرد ليلى , قد اكون الفتاة التي ابتسمتَ لها بالطريق امس , او اكون الفتاة التي عقدتِ العزم على خطبتي لابنك عندما رأيتِني يوم قبل امس , او ربما اكون الفتاة التي اصابتك الغيرة من جمالها عندما رأتني في حفلة زفاف , انا ايها الناس مجرد ليلى ولموتي العادي جدا لن يأبه احد حتى زوجي _ العزيز_ لن يأبه , وصباح الغد انا واثقة من هذا جدا , صباح الغد سيتزوج فتاة تكون له كما كنت انا مجرد دمية يلهو بها , وستكون لا شك في ذلك اصغر مني سنا واكثر مني طاعة .