Thursday, May 12, 2011

رسالة رقم 2 الى الشعب المصري




الطرفان يحشدان انصارهما , والاكثر تطرفا هم الاعلى صوتا , واصحاب  الاوامر المطاعة , اشاعات تسري كالنار في الهشيم حول استقواء بالخارج , حرق للكنائس, مظاهرات بلون واحد, سيوف تشهر من اغمادها , وبنادق لا يرعوي حاملوها عن اطلاق رصاصها على اخوتهم في الوطن.
هذا هو مجمل الأخبار التي اتتنا من مصر في الاسبوع الفائت ولو اردت تلخيصه لقلت ان واحدا من اهم واجمل منجزات الثورة وضعه العابثون بقصد او عن غير قصد في مهب الريح , تلك الوحدة الوطنية التي اراد العادلي ان يغتالها في القديسين , تلك الوحدة الوطنية التي بكينا  "كعرب وكمسلمين ومسيحيين " فرحا برؤيتها وهي تتجلى في ميدان التحرير ,عندما كان الشباب المصري " القبطي " يحمون اخوانهم الشباب المصري " المسلم " اثناء تأدية صلاة الجمعة ,عندما رأينا الشباب المصري " المسلم " يحمون اخوانهم المصلين في الكنائس
اعلم انكم كمصريين تعلمون ما سأقوله هنا وبشكل واضح لا لبس فيه لكنني سأعيده على نفسي وعليكم : 
الخيول والجمال والبغال التي غزت ميدان التحرير في الاربعاء الاسود لم تميز بين مسلم وقبطي 
الأمن المركزي لم يميز بين رأس المسلم و رأس القبطي :فالكل تحت الهراوة سواء 
رصاص القناصة لم يكن يهتم ابدا ان كان ما تحمله في يدك مصحفا ام صليبا فانت مطلوب في الحالتين ميتا ودمك بما انك ارتضيت النزول الى الشارع للمطالبة بحقك مهدور مستباح 
هذا الكلام الذي سبق وقلته كلكم تحفظونه عن ظهر قلب !!؟ حسنا 
اذا كيف يحدث ما يحدث وانت تتفرجون ؟؟
لم نسينا ان علينا ان نفكر الف مرة قبل ان نقوم بارتكاب امر قد نندم عليه لاحقا , لو تسائلنا اليوم من المستفيد من خلق حالة عامة من الفوضى والفلتان الامنى 
لابد وان الاجابة سهلة للغاية 
اليسو اولئك القابعين في سجن طرة , اليس ذلك المقيم في شرم الشيخ , انسيتم الكلمة الشهيرة التي قالها المخلوع :اما انا واما الفوضى 
وقد اجبتموه حينها 
لا ايها السيد الرئيس الحرية لا تتناقض مع الامان , بل ان الحرية تذهب بنا الى العيش بأمان 


 لم تسمحون لأصابع جهاز امن الدولة وفلول الحزب الوطني الواضحة جدا ان تتلاعب بكم كما شاء لها اسيادها في طرة !! او في الخارج !!


ولفنرض ان الحزب الوطني "على غير العادة " بريء هذه المرة مما حدث في امبابة  وان هنالك متطرفين في كلا الجانبين او في احدهما , كيف تسمحون للأقلية المتطرفة بينكم ان تخرب عليكم ما دفع مئات الشهداء دماهم رخيصة في سبيله , اين اختفت الايجابية التي وبسببها نزل الشعب المصري الى الشارع اغنياؤه قبل فقرائه , الايجابية التي دفعتكم الى تنظيف ميدان التحرير بعيد التنحي , الايجابية التي جعلت من شعب مصر شبابه وشيوخه , ذكوره واناثه , اطبائه وصحفييه وعماله ومهندسيه  ,جعلت منهم  جنودا من اجل المضي بالثورة الى النهاية , وحماة للثورة بعد انتهائها .
ثم ايها السلفيون او يا من يتصدر للكلام باسم السلفيين  او يا من يشارك في حرق الكنائس او على الاقل في الحشد الطائفي : ما هي الرسالة التي على مسيحي الشرق ان يفهموها , ما الذي تريدون ايصاله لمسيحي الدول الاسلامية 
هل عليهم ان يفهموا ان لا امن لهم ولا امان الا في ظل الانظمة الاستبدادية القمعية , هل عليهم ان يؤمنوا بان الف عام في حكم المستبد اهون من اسبوع في ظل حكمكم 
 ويا أقباط مصر :إذا كان الإنجليز متمسكون ببقائهم فى مصر بحجة حماية القبط فأقول ليمت القبط وليحيا المسلمون أحراراً
هذا ما قاله حطيب ثورة 1919 القمص سرجيوس
ولا كلام فوق هذا الكلام 


يا شعب مصر , يا ثوار مصر , يا ملهمي الامة والعالم ,احلم كمواطن عربي لي ارض تحت الاحتلال بمصر الابية الحرة , بمصر دولة القانون , بمصر الوطن لكل مواطنيه , مسلميه ومسيحييه , فقرائه واغنيائه , احلم بمصر التي لا يلجئ مواطنوها الى اخذ حقهم "ان كانوا اصحاب حق فعلا "  بأيديهم , ولا يستقوون بطائفتهم , او بعائلتهم , بل يستقوون بالقانون , يلجؤون الى مؤسسات الدولة