Wednesday, October 19, 2011

دفاعا عن قلة الادب

خلال عودتي يوم الثلاثاء الماضي من اليرموك وقبل تركي للجامعة استفز نظري مشهد غريب , عندما كانت بعض الزميلات يجلسن على العشب قرب سياج الجامعة , وكان بعض طلبة المدارس يصفرون لهن ويعلقون عليهن , هذا المشهد اعادني الى سنوات الصبا عندما كنت في المدرسة , والحقيقة انني لم اكن افعل كما يفعل زملائي , حيث انهم وبمجرد قرع الجرس كانوا يحثون الخطى نحو مدرسة الاناث الثانوية , حتى يتبادر الى ذهن غير العارف بالمنطقة ان هذة المدرسة ليست مدرية اناث بل هي مدرسة مختلطة 
لكثرة ما فيها من الشباب
للأسف لم اكن اذهب معهم  
  وبالطبع كان_ ولا زال _  موقف الاهالي عدائيا جدا تجاه هذا الموضوع فتراهم
 يتصلون بالامن , او ببرامج الاذاعات الصباحية التي وصفها صديقي ببرامج الاستجداء على الهواء , ويصفون اولئك الشبان باقذع الاوصاف , ويطالبون قوات الامن بحماية فتياتهن من اولئك الاوغاد 
وكان اولئك المراهقين سيقومون باكل بناتهن 
وبما ان عنوان المقال هو دفاعا عن قلة الادب فلا اراه يمكنني الا ان ادافع عن اولئك الشباب الذين يقفون كل يوم امام مدارس البنات , ليغازلوا , ليتعرفوا , وربما ليزعجوا 
اعلم جيدا ان بعض الشباب تصدر عنهم تصرفات " لا اخلاقية " وتتنافى مع فزاعة  "العادات والتقاليد" "وما نفهمه عن الشرع "  , لكن في الوقت ذاته ما الذي يفترض بالشباب ان يفعلوه ؟ هم طلاب مدارس مراهقون , وحاجتهم الى التعرف الى الجنس الاخر حاجة طبيعية , وتتضاعف هذه الحاجة في ظل قمع الحريات الذي يتعرضون له ,  وفي ظل المدارس احادية الجنس التي يدرسون فيها  . 
وفوق هذا وذاك تتم تعبأتهم كل يوم عبر الفضائيات بمشاهد جنسية , تزيد من رغبتهم في التعرف الى ذلك الكائن الجميل الغريب , ناهيك عن اتشار الهواتف النقالة و الانترنت وما كسرته من "حواجز " وبما ان كل ممنوع مرغوب , تتضاعف تلك الرغبة كل يوم , ولو افترضنا ان هذا الشباب "مؤدب للغاية " ولا يشاهد الفيديو كليبات القائمة اصلا على الاثارة الجنسية , ولا يدمن الافلام الاباحية ,  وان هذا الشاب يقضي وقته بين الكتب , اليس الادب  حتى اكثره جدية مليئا بالجنس ؟؟ ولو لم يكن محتويا على الجنس فانه لا محالة سيحتوي على قصة حب ما , وبالنسبة لي ارى ان هذا انيل وانيل , لان الرغبة الجنسية قد تنطفئ  بسهولة , اما العاطفة والحب فتلك معضلة اخرى اكبر . 
ولنفرض ان صديقنا الشاب ترك الكتب وابتعد عن مدارس الاناث وانه قام بقمع تلك الرغبة الطبيعية في التعرف الى الجنس الاخر , ما الذي عليه ان يفعله عندما يرى امراة ما " وبغض النظر عن لباسها "  في الشارع ؟ او في المطعم , او في الحافلة , بالطبع بامكانه ان يغض البصر مرة ومرتين وعشرا , ثم ماذا؟؟؟ 
الجنس الاخر يحيط به من كل جانب , وقمع هذه الرغبة لن يقودها الا الى الانفجار 
ودليلي على هذا الانفجار هو ما نراه في الجامعات , فبمجرد دخول الشاب الى الجامعة يبدا محاولاته الدؤوبة  للتعرف الى الجنس الاخر , وبالطبع بما ان القمع يسري على الجنسين فان الاناث ايضا يمارسن هذا الامر بذات الطريقة 
وتتحول جامعاتنا بفعل هذا الامر الى اوكار عشاق جدد 
عشق جميل نعم , لكنه لا شك يؤثر على مستوى تحصيلهم العلمي المتدني اصلا 
 ولو كان الامر يحل بالزواج لقلنا لشبابنا اصبر الى ان تكمل الثانية والعشرين من عمرك وبعدها  تتزوج وتحل مشكلتك
لكن من يملك القدرة على الزواج هذه الايام ؟ من يقدر على الزواج فيما سعر غرام الذهب  اثنان وثلاثون دينارا "اكثر من 45 دولار " , واسعار البيوت  واجاراتها كما تعلمون , والوظائف ان توفرت فانها لا تكاد تكفي العازب الى منتصف الشهر فهل يفترض بالشاب ان يؤسس اسرة ينتهي دخلها في ربع الشهر ؟؟؟
لست اطلب من احد ان يستشف حلا ما مما كتبته هنا , ولا حل سحري املكه و لكن ما ارجوه هو  
 ايها السيدات والسادة , ايها المجتمع الكريم , رفقا بالشباب فإنهم  مظلومون 

No comments:

Post a Comment