Saturday, October 15, 2011

رباعيات السخام

قليل من الفضفضة , كثير من الهراء 
اشعر برغبة عارمة بالكتابة مع انني الى ما قبل دقائق فقط لم اكن املك شيئا اريد قوله , لكن وكما يبدو فقد  قررت الكتابة عن  مجموعة من المشاكل التي تؤرقني منذ عدة ايام 
لابد وان من يتابع كتاباتي منكم يعلم بالضرورة القدر الذي اكره به عملي الحالي , فانا اعتبر كل يوم اعمله في هذا العمل خسارة جديدة تضاف الى ايام عمري, وربما لا اكون ابالغ كثيرا عندما اقول انني اشعرفي اللحظة التي ادخل فيها الى عملي تماما كالبكر التي تغتصب 
وكنت قد تحدث مرارا عن الجحيم الذي اتمنى الخروج اليه 
والازمة النفسية التي اتحدث عنها ليست وليدة هذين اليومين بل تمتد الى ما قبل سفري الى تونس , وخاصة ان المطعم حيث اعمل قد امتلئ موظفين جدد , علي ان اعلمهم وارشدهم وان اتعامل معهم تماما كما يتعامل معلم في احد الصفوف الابتدائية مع طلابه 
ومنذ عودتي من تونس تفاقمت الازمة , ومنذ عشرة ايام ربما لم اذهب الى العمل الا مرة واحدة , وفي كل استيقظ منذ الساعة صباحا واجهز نفسي لكي اخرج الى العمل لكن نفسي تأبى علي الخروج , فأظل اماطلها وتماطلني حتى يمضي النهار بلا عمل ولا فائدة ترجى 
ما الذي اريده ؟ 
لست اعلم ابدا ما الذي اريده لكنني اعلم بوضوح ما الذي لا اريده 
المشكلة الكبرى ان هذا العام كان استثنائيا ورائعا على كافة الاصعدة , وقد حدثت لي خلاله امور لم اكن احلم بها , لكن العقبة الاولى والوحيدة في وجه اكتمال الفرحة هي هذا العمل اللعين الذي اعاني معه ويعاني معي 
ولو انني لم اكن قد سجلت في الجامعة هذا العام وعلي مصاريف وديون تغرقني حتى اذني لما فكرت في الامر مرتين ولاستقلت كما سبق وفعلت اكثر من مرة 
لكن يبدو ان الفاس قد وقعت في الراس 
كل عدة ساعات تراودني فكرة مجنونة واحدة تتلخص في انني احتاج الى عطلة من العالم كله , عطلة من الجامعة ةمن العمل ومن الكتابة ومن مواقع التواصل الاجتماعي 
لكنني اظن انني لو اتيحت لي تلك الفرصة لاضعتها كما سبق وفعلت مع فرص كثيرة كانت تونس اخرها 
لا اقول ان الرحلة الى تونس كانت سيئة بل على العكس كانت اكثر من رائعة لكنني لم افعل بها ما كنت امل ان افعله , ولم اتفرغ لذاتي ولم احقق لها ما كانت تصبو اليه 
اشعر برغبة عارمة في الاستلقاء على الارض وهنا لا اعني البلاط او الرخام, انا بحاجة الى ان اكون قريبا من الارض الام  , او ربما من شاطئ البحر 
لا زلت امارس الرقابة الذاتية على ما اكتب , هنالك الكثير مما اود قوله لكنني لا زلت لا اجرؤ على ذلك , لا زلت خجلا ومهتما بنظرة الناس الي واهتمامهم بما اكتب 
اللعنة علي متطرف حي في اختيار المرض هذه الجملة قالها الراحل العظيم محمد طمليه 
ويبدو انكم ايها الجمهور العزيز مرضي 
او احد امراضي 
او ربما يكون مرضي الفعلي هو الطريقة التي اتخيل بها ردة فعل الناس على ما اقول وعلى ما اكتب 
اعود مجددا الى عملي اللعين , حاولت اليوم ان اقوم بترجمة احد الافلام علني اصير مترجما محترفا , لكن الامر كان صعبا للغاية , فجهازي لا يساعد على الاطلاق , والامر ممل جدا 
لكن من قال ان على العمل ان يكون ممتعا ؟ او على الاقل سهلا ؟ 
لست ادري 
لكنني سبق وقلت لكم عن شعوري تجاه عملي 
قال احدهم في مقال اعجبني الشغل مش عيب ,,, الشغل حرام 
وهنا كان الكاتب يتحدث عن بعض ظروف العمال في الاردن 
بالنسبة لي عملي حرام وكبيرة ليس لان الظرف سيء ولكن لانه يدفعني بكل طاقته الى ان اكره نفسي بعد ان كرهني في حياتي وفيمن هم حولي 
وفيمن اعتدت ان القي عليهم اللوم في كل ما يحصل 
قبل ايام كنت افكر بامتهان تجارة الكتب والحقيقة ان هذا الحلم يراودني منذ مدة طويلة فمن خلال هذا الامر استطيع التحول الى قارئ نهم جدا كما كنت اتمنى دوما , وكذلك يمكنني ان اجني ما يمكنني من دفع نفقات تعليمي اللعين هو الاخر 
لكن شخصا اثق به قال لي ان العمل في هذا المجال لن يسد لك رمقا وانه السوق اصلا ممتلئ بباعة الكتب الذين لا يجدون مشترين لبضاعتهم 
على ذكر التعليم اقسم لكم ايها السادة ان كل ما اتلقاه من " تعليم " في الجامعة يمكنني تعلمه واختصار نفقاته كلها عبر الجلوس على الانترنت او عبرالجلوس في مكتبة عامة محترمة 
لكن سحقا لزمن لا يقيس العلم والمكانة والوظيفة الا بقطع كرتون انفق عليها الاف الدنانير , لكنها في الحقيقة لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به 
بل وعلى العاقل ان يرفض مسح مؤخرته بها

No comments:

Post a Comment