Friday, October 14, 2011

عزيزي الدكتور : ارحمني شكرا

لماذا اكتب ما اكتبه لكم الان ؟ 
بصراحة شديدة اشعر بملل شديد وببوادر اكتئاب سيصاحبني عدة ايام على ما اظن , لكن  سبب الكتابة المباشر هذه الليلة هو انني احاول جاهدا اضاعة الوقت في اي شيء ولو كان في لعبة فيديو تدعى 
beach head 2002 
احاول جاهدا الا انام , علني استطيع تاخير الغد ولو لدقائق , ليس لان اليوم رائع , بل لانه يتوجب علي غدا ان اذهب الى عملي الذي اكره , قلت سابقا اكثر من مرة ان شعوري لحظة وصولي الى عملي , بل في اللحظة التي افتح فيها عيني صبيحة يوم العمل تشابه الى حد كبير شعور انسان يتعرض للاغتصاب , ويجبر بعد ذلك على الابتسام في وجه مغتصبه 
بالطبع ستقولون لي جميعا وما الذي يدفعك الى القبول بهذا الواقع المرير ؟؟
انها الظروف ايها السادة 
وبعيدا عن هذا الوجع اليومي دعوني ادخل مباشرة فيما اردت الحديث معكم عنه : كما يعلم معظمكم فانا ادرس في جامعة اليرموك حاليا وساحاول ان احدثكم اليوم بشيء من الايجاز عما يحصل خلف ابواب القاعات المغلقة داخل الجامعة , وقبل ان تذهب عقولكم بعيدا اقول انني ساكتب الليلة عما يحدث لحظة بدا المدرسين " الدكاترة " بالقاء محاضراتهم 
في العادة ومنذ كنت طالبا في المدرسة اعتدت ان اكون اكثر من يشارك في الحصة وان ارفع يدي واحاول قدر الامكان ان تفاعل مع المعلم مهما كانت المادة التي يشرحها , ولان الطبع غلب التطبع فقد بقيت هذه العادة معي الى الان على الرغم من انني صرت شابا بشنب والمفروض ان اتخلى عن هذا النوع من سفاسف الامور , وسؤال هل حفظ المعيد اسمي ام لا 
ما علينا 
ساحدثكم بداية عما يحصل في محاضرة تدعى تاريخ البيزنطيين والساسانيين 
بمجرد دخول الدكتور الى القاعة واخذه للحضور والغياب 
طبعا اخذ الحضور والغياب يقوم عبر الارقام , اي اننا تحولنا بقدرة قادر من اشخاص الى مجرد ارقام , تماما كما المساجين او ربما كما الحيوانات اجلكم الله 
ما علينا 
قلت ياخذ الدكتور الحضور والغياب ومن ثم تبدا المحاضرة 
اقلامنا جاهزة , دفاترنا مفتوحنا ,يسال الدكتور اين وصلنا في المرة الماضية , يجيبه احدنا نقلا عن دفتره ويبدأ الدكتور تلقيننا بينما نحن نكتب كل كلمة يتفوه بها , بل انني ازعم انه لو عطس او سعل لراودتنا انفسنا هل نكتب السعلة ام لا ؟ 
تحولنا الى طلبة في الصف الرابع "جيم " بكل ما تحمل الكلمة من معنى , حضرة الدكتور الذي لا زال في القرن الخامس عشر لا زال والى الان يستعمل اسلوب التلقين الكامل المتكامل 
وحضراتنا نحن الطلاب تحولنا الى الات تفريغ للشريط الذي يخرج من فيه الدكتور 
بصراحة لا اجد  لهذا الموقف الا كلمة 
يا خراب ديار 
اما ما يحدث في محاضرة مدخل لدراسة التاريخ فلا ادري ان كان اقل سوءا ام اكثر 
فالدكتور منذ لحظة دخوله والى لحظة خروجه يظل يراوح في ذات المكان التاريخي , يخبرنا مثلا عن كيفية تقسيم العصور التاريخية ثم تاتي الطامة الكبرى حين يقول ان هذه مجرد نظريات " ونحن كمسلمين لا نوافق عليها ولا نقبلها ونسلم بما جاء به الكتاب والسنة " بالمناسبة الدكتور لا يبدو وانه يحمل ايدلوجية اسلامية ولكنه يعتقد ان كل ما جاء 
به الغرب حرام او شيئا من هذا القبيل
بالمناسبة ماذا لو ان في القاعة مسيحيين او لا دينيين ؟؟ كيف سيكون موقفه ؟ وماذا سيقول لهم ؟  
وما الداعي اصلا  لرفضه النقاش باسلوب علمي لما يطرحه علينا من نظريات 
اتفهم جيدا الا يكون مؤمنا مثلا بنظرية داروين والتي اختصرها بان الغرب قال ان الانسان اصله قرد فقط لان هنالك شبها في الشكل الخارجي بين الانسان والقرد , وطبعا اعتمد في تفنيد هذه النظرية على اننا وفي ثقافتنا العربية عندما نريد شتم احدهم نقول عنه يا قرد 
يا سلاااااااام 
لا مشكلة عندي على الاطلاق في قيام الدكتور بمعارضة داروين او غيره ممن ارخوا للانسان القديم لكن المشكلة عندي في انعدام  النقاش لتلكم النظريات والاعتماد على الفهم    الشخصي للنص الديني او بوضوح اكثر فهم العوام للنص الديني  
ثم  اي مثال يكونه هذا الدكتور لطلابه ان كان يقول لهم وبكل وضوح انا انما ادرسكم هذا فقط لانه مقرر علينا 
احا يا رجل 
اي طالب علم واي باحث نتوقع ان يتخرج من تحت يديك ان كان هذا هو اسلوبك 
بكلمات اخرى يقول لنا الدكتور : ما ادرسكم اياه عبارة عن ترهات لا تقدم ولا تؤخر وهي كلها على بعضها نظريات وضعها كفار او اناس حادوا عن جادة الصواب ولذا احفظوها قبل الامتحان وانسوها بعده 
وبعد هذا كل يتسائل البعض بكل وقاحة لماذا تعليمنا الجامعي يسير على نظام : ادفع قسطا تدرس فصلا تخرج سطلا 
هل من تسطيل اسوأ من هذا ؟
بصراحة اشعر بكثير من الامتعاض واظن ان لساني " سيفلت " مني ان انا تابعت الكتابة  ولذا سأترككم واذهب للقراءة في مدونة محمد طمليه 

ولا أدري أين قرأت ما مفاده أن المتنزهين في حديقة عامة لا يحفلون برجل وحيد يجلس على مقعد مزدوج. ولكنهم هم انفسهم يقفون طويلاً لتأمل لوحة على جدار يظهر فيها رجل وحيد يجلس على مقعد مزدوج في حديقة عامة.
تحديث 
وبهذه المناسبة السعيدة اود اهدائكم هذا المقطع من فيلم 
good will hunting 
والحديث هنا يكون عن تاريخ الاقتصاد 


للأسف يبدو ان مقولة تعليمنا الجامعي بامكاننا الحصول عليه بدولار ونصف من اي مكتبة هي الوصف الافضل لهكذا جامعات 

No comments:

Post a Comment