Friday, September 9, 2011

عن الطنطورية

 زهرة عصفور الجنة والتي ورد ذكرها في الرواية 
الطنطورية

كتاب مجموعة القراءة انكتاب  في النصف الاول من شهر ايلول سبتمر لهذا العام 2011 , قراته خلال الايام القليلة الماضية ولدي عليه عدة تعليقات واجبرني الكتاب على ان افكر في عدة موضوعات ساحاول اجمالها في الفقرات الاتية  لكن اولا ساتحدث عن الكتاب ككتاب

في الكتاب الكثير من التفاصيل, وتفاصيل التفاصيل التي لا داعي لها ,  وامعان مبالغ فيه من وجهة نظري في الوصف , وصف البشر وخلقهم , وصف المكان , وهذا النوع من السرد لا يجتذبني  ولا احبه

ربما لانني قرات بالتفصيل عن مجزرة صبرا وشاتيلا , او ربما لان المؤلفة ولسبب ما قررت ان توجز "الى حد الاخلال" في سرد احداث المجزرة التي يندى لها جبين البشرية , والتي من وجهة نظري مرغت انف العرب وممانعتهم وجيوشهم في الارض . قرات الكثير عن المجزرة اللعينة وسارفق بالمقال كتاب صغيرا للباحثة صفاء زيتون يحوي مجموعة من الشهادات لناجين من ذلك الجحيم اللعين .

المشهد الذي ابكاني او كاد ليس مشهد ملجأ ابو ياسر ولا ما حدث لعجوز الطنطورية الذي نجا من مجزرتها ليضطر لدفن ابناء بلده وشبانا عراقيين في قبور جماعية , ما اوجعني  في الرواية هو العرس الذي حصل في اليونان ,مشهد رقية وهي ترقص , وتفكيري المتواصل في ان الهوية الوطنية الفلسطينية باتت محرمة وممنوعة في عديد الدول العربية , وان "الفلسطينية " باتت تهمة بل وذنبا لابد من التبرؤ منه .  المني مشهد وصال صديقة رقية على الشاطئ مع ذلك السائح الذي سأل عن هوية الثوب التراثي الذي تلبسه .

انها فلسطين ايها الحمقى وليست اسرائيل

لماذا اخترنا الطنورية ؟؟؟

اختيار الطنطورية جاء لسببين الاول اننا قررنا ان نقرا لكاتبة انثى والسبب الاهم هو اننا في شهر ايلول وسنرى خلال ايام تقدم القيادة الفلسطينية بطلب الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الامم المتحدة وما اعلنته القيادة الامريكية عن اعتزامها استعمال "حق " النقض الفيتو في وجهة الدولة الحلم

تخيلوا الاتي بعد قبول الفلسطينيين بحق منقوص , بدولة على اقل من ثلث فلسطين التاريخية  تعلن امريكا رفضها لهذا التنازل "المذل " من وجهة نظر الكثير من الفلسطينيين ,,,, نتنازل فلا يقبلون , نُصَعّد فبنا يفتكون

ما هو المطلوب من الفلسطيني تحديدا ؟؟؟؟ هل علينا ان نموت لنريح العالم منا ؟؟؟

ايلول الاسود , ما حدث للفلسطينيين في لبنان , والتنكيل الذي يتعرضون له الان في سوريا , وما حدث لهم ولا زال يحدث في العراق من تهجير قسري , هو بكل اختصار ما دفعني مرغما على القبول باتفاقية اوسلو اللعينة

وهو على الاغلب ما دفع بالشهيد ياسر عرفات الى القبول بالمغامرة برأسه و مصافحة محطم العظام الفلسطينية اسحاق رابين

الفلسطينييون وبغض النظر عن الاسباب مرفوضون في كل الدول العربية , بل ان بلدا نفطيا كالعراق ضاق بعض ابنائه بهم فطردهم الى الحدود مع الاردن وبقوا مقيمين على الحدود , الى ان استقبلت البرازيل " نعم البرازيل " جزءا منهم ,,, تخيلوا

رايي المتواضع هو اننا كفلسطينيين لا نحظى بترف الصمود , ولا نحظى كذلك بترف الاختيار او الانتقاء , نعم فلسطين التاريخية من راس الناقورة الى ام الرشراش لنا ,, لكن الى ان نقوى على استعادتها كاملة لا يجب علينا ان نرفض ما نستطيع استراجعه , دولة مجتزأة صغيرة وربما دونما سيادة افضل من مخيم في الشتات , على الاقل في الدولة المجتزاة ننتفض على عدونا التاريخي , اما في المخيم المحاصر فإننا سنثور ان ثرنا على اهلنا وناسنا , سنثور على اخوتنا , هم يبقون اخوة لنا وان تنكر بعضهم لهذه الاخوة .

هل خرجت كثيرا عن موضوع الرواية ؟ لست اعلم .

لابد ل ان اشكر الراوية العزيزة على ذكرها لموضوع مركز الدراسات الفلسطينية والذي تعرض لمجزرة هو الاخر , مجزرة تزامنت مع مجزرة صبرا وشاتيلا ,,, وهذا الهجوم البربري والذي هو بالنسبة لي اقسى من هجوم المغول على مكتبة بغداد ,يلخص حربنا مع العدو الصهيوني

فالحرب ليست على الحدود فقط ولا على الوجود فقط , وانما حربنا معهم على الذاكرة ايضا , سرقوا مركز الدراسات كما سرقوا ارضنا لانهم يريدون سرق ذاكرتنا ,فكما قال بن غوريون مرة " كبارهم سيموتون , وصغارهم سينسون" , فلما وجدوا ان صغارنا لم ينسوا شيئا , وان اصغر طفل في اصغر مخيم ينسب نفسه الى مكان ولادة جده او جد جده علموا ان حربهم على الذاكرة فشلت وان لا احد ينسى سواهم , فقرروا محو الذاكرة قسرا .

من افضل ما قامت به الطنطورية هو تسليطها الضوء على النكبة , فللأسف قليلة هي المعلومات التي نملكها عن تلك المرحلة , واقل منها هي المعلومات التي يعطوننا اياها في المدرسة عن النكبة وعما حصل , ولا احد فيما اذكر يخبرنا لماذا خسرنا ونحن كثر , وانتصروا هم وهم اقلة ؟؟؟

كيف سقطت حيفا ؟؟؟ كيف سقطت يافا ؟ كيف سقطت فلسطين ؟ على هذا السؤال قبل او بعد الطنطورية ان يملئ علينا حياتنا , وان يقض مضاجعنا وان نظل معه الى الابد

                                                               الطنطورية والربيع العربي

قلتها سابقا وسأظل ارددها : العالم قبل البوعزيزي ليس كالعالم بعده ,,,الامر بهذه البساطة بالنسبة لي

العرب كل العرب _ حتى اولئك الذين لم تقترب الثورة من ديارهم _ عرفوا اخيرا معاني الكرامة وعزة  النفس , والاهم عرفوا الطريق الى الشارع , الطريق الى  الحصول على حقوقهم

الشعب يريد , والشعب يتحصل على ما يريد

بينما كنت اقرا اواخر الطنطورية واقرا عن الاسلاك الشائكة التي تفصل الابن عن امه , توافدت الاخبار من مصر العروبة عن هدم ثوار التحرير للجدار العازل الذي اقامه المجلس العسكري حول السفارة الصهيونية ,وها هم المصريون مرة اخرى ينزلون علم الصهاينة

بواقعية اقول ان اسرائيل لا تجرؤ على الاقل حاليا على تكرار ما كانت تفعله في الماضي , اعلم اننا كعرب لا زلنا ضعافا جدا , وان كثيرا من التخبط سيصاحب اعادة بنائنا لدولنا العربية , الا ان الوضع لن يكون بالسوء الذي كان عليه قبل البوعزيزي

فمثلا ايام اجتياح لبنان وحصار بيروت في العام 82 لم تخرج اي مظاهرة في العالم العربي احتجاجا على الدم العربي المسفوح , اللهم الا مظاهرة واحدة خرجت اعتراضا على المؤامرة التي قامت بها النمسا والمانيا على الجزائر لاخراج الاخيرة من كاس العالم

بل اوتعلمون ان اكبر مظاهرة احتجاجية على ما حصل في صبرا وشاتيلا لم تكن عربية بل كانت اسرائيلية نعم , فلقد نظم اليسار الاسرائيلي مظاهرة في تل ابيب خرج فيها قرابة ال400 الف شخص احتجاجا الى اساءة مجزرة صبرا وشاتيلا الى نقاء السلاح الصهيوني !!!! تخيلوا .


 

  

No comments:

Post a Comment