Thursday, September 29, 2011

الشعب يريد سماع الاجابات




الشعب يريد سماع الاجابة

كنت قد كتبت سابقا عن اللقاء الذي نظمه حبر مع معالي مروان المعشر قبل عدة اشهر , وقلت من ضمن ما قلته هناك انه وعلى الرغم من كم الاجابات الجيدة التي اجابها المعشر الا انه لم يشف غليل الحضور لمزيد من المعلومات و لتوضيحات اكثر , لكنني لو كنت قد حضرت لقاء الامس قبل لقاء المعشر لقبلت جبين المعشر الف مرة على جراته وعلى مراعاته لقدومنا . فمعالي راتب الوزني لم يجب على معظم اسئلتنا يوم امس , بل ان الامر كان على حد تعبير احد الاصدقاء : اسئلة الحضور جوية بينما اجوبة الوزني ارضية " نعم هكذا كان الوضع , كنا نسال كثيرا ولا نسمع الا اجابات مقتطفة ومجتزئة لا تقنع ولا تسكت لهيب الفضول الذي يعتمر صدور الحاضرين , وكيف لاي من الحاضرين ان يسكت وهو يعلم تمام العلم ان ما تم اقراره من تعديلات دستورية لن يمسه فقط بل وسيمس ابنائه وابناء ابنائه ربما .
اعلم جيدا ان الوقت ضيق , والعدد كبير , لكنني كنت اظن " , و اعتقد ان كثيرين ممن حضروا يوافقونني الراي " اننا لو سمعنا اجابة او اجابتين تفصيليتين عما طرحناه من اسئلة لكفانا , لكن هذا لم يحدث للأسف
الاصدقاء في حبر , شكرا جزيلا لانكم تتيحون للشباب فرصة التحدث او على الاقل فرصة الاستعلام عما يدور حولهم وفي وطنهم خاصة في ظل ما يحدث للدور الشبابي من تقزيم او تحجيم , لا بل ان شئتم اعدام لدور الشباب خاصة بعد ما سمعناه عن كوننا ممعوطي ذنب , لكن هذا الجلسات لن تعود بفائدة ترجى لا علينا ولا على الوطن ان ظلت تسير على ذات المنوال الذي يسير عليه واقع شكاوى الشباب في الاردن , حيث كل الابواب مفتوحة في وجهك لتتكلم , لكن لا احد خلف هذه الابواب ليسمعك , فضلا عن ان يجيب على تساؤلاتك , ان اردتم لنقاشات علامة المربع ان تكون ذات فائدة جمة فعليكم ان تلزموا الضيوف بالاجابة عن الاسئلة والنقاط التي تطرح والا فاعذروني ان قلتك لكم ان الحوار سيكون حوار الطرشان .

فهمتكم

يقول المثل العربي رب ضارة نافعة وهذا هو رايي في جلسة الامس , الوزني لم يجبنا ,لكنه افهمنا عن غير قصد منه كيف سارت الامور في اللجنة , فالوزني قال انه قد تم الاستماع جيدا الى مطالب المجتمع المدني والاحزاب قبل اقرار التعديلات , بل انه قال انه تم الاستماع للشارع , وتم فوق هذا تلبية المطالب بل وتجاوزها ايضا
الوزني لم يكن يكذب حين قال ما قال , وكل ما في الامر ان اللجنة فيما يبدو كلها على استمعت بذات الطريقة التي استمع لنا بها الوزني " اذن من طين والاخرى من عجين " ما يصل اليهم عبارة عن مقتطفات مما به نتحدث , ومقتطفات اصغر تلك التي يتم الاستجابة لها .

من هو الاردني ؟

الحقيقة انني بحثت في الدستور الفرنسي والمصري والسوري عن تعريف لمواطني تلكم البلدان فلم اجد , لكنني مع هذا كنت اود لو ان دستورنا الاردني او على الاقل ان لجنة التعديلات قدمت توصية ولو على الهامش , توصي بها الحكومة بصياغة تعريف ما للمواطن الاردني , فمع بالغ الاسف نعاني في الاردن من ازمة هوية , و سؤال الحاضرين امس عمن هو الاردني لم يكن عبثيا ولا ترف كلام يجيب عنه معالي الوزني بقول كل اردني مواطن .
ما تقوله يا سيدي هو المفترض , لكن هل ترى حقيقة ان هذا هو الحاصل فعلا ؟ هل كل من ولد على ثرى الاردن اردني ؟ ام ان لدينا درجات في الوطنية
اعلم ان الكلام في هذا الامر حساس للغاية , واعلم ايضا ان الحالة الاردنية استثنائية وفير تقليدية , لكن في الوقت ذاته لا محيص ولا مفر من تعريف من هم الاردنيين الذين هم امام القانون سواء بنص الدستور ؟؟؟
ولا ادل على ازمة الهوية هذه مما سمعناه يصدر عن بعض نواب الشعب والذين يفترض بهم ان يكونوا صفوة الشعب وخيرة ممثليه من "انه اللي مش عاجبيته البلد ع جسر الملك حسين " او عبارة مشابهة .

المحمص   

وعلى سيرة النواب ,لم يكن بالامكان الحديث عن التعديلات الدستورية دون التطرق الى دور النواب فيما جرى خصوصا بعد مجموعة من الحوادث التي فاقمت السخط الشعبي "الشبابي " على المجلس
بداية من رفض المجلس لخفض سن الترشح الى خمسة وعشرين عاما , وربما كان الرفض ليكون مقبولا في ظل برلمان يمثلنا حقيقة  ,نعم كان الامر ليمر مرور الكرام لولا عبارة ممعوطي الذنب التي استفزت الجميع
مرورا بموافقة اكثر من ثلاثين نائبا على دسترة محكمة امن الدولة .
وليس انتهاء عند موضوع مناقشة التعديلات الدستورية مصحوبا بالمكسرات الصفدية .

اراء وتعليقات حول التعديلات
اولا : بما اننا نسير على طريق الاصلاح الطويل فانني افهم من هذا ان هنالك بعض الامور التي تسير على غير ما يرام , ومن ضمن الامور التي تثار حولها الكثير من علامات الاستفهام هي شرعية مجلس النواب وحقيقة تمثيله للشارع الاردني من عدمها , وكان الاجدى من وجهة نظري الا تتم مناقشة التعديلات الدستورية الا بواسطة برلمان جديد منتخب عبر قانون جديد اكثر عصرية واصدق تمثيلا , او ان شئنا فالافضل ان يتم استفتاء الشعب على الدستور الناظم لحياته وحياة ابنائه , بعد ان يكون الشعب قد حصل على قدر كاف وواف من المعلومات والايضاحات التي تبين حقيقة التعديلات واهميتها , ولماذا تم تعديل المادة الفلانية ولم يتم تعديل المادة العلانية .
وبهذا نكون قد قمنا بترسيخ مبدا الشعب مصدر السلطات .

ثانيا واخيرا : كنت اتمنى على المعارضة الا تكتفي بالمعارضة او بعمل حملة جمع تواقيع لمعارضة التعديلات الدستورية ,وان نراها تقوم بطرح البديل علينا . بمعنى ان تكتب هي الدستور الذي تراه افضل من الدستور الذي اقترحته اللجنة , حتى يتمكن المواطن البسيط من التفريق بين مشروع المعارضة ومشروع الحكومة , وبذا تخرج المعارضة نفسها من خانة المعارضة من اجل المعارضة والمعارضة المناكِفة .

No comments:

Post a Comment