Friday, April 19, 2013

عن كتاب التطهير العرقي في فلسطين

لو كان لي من الأمر شيء , أو لو كنت وزيرا للتعليم في أي قطر عربي لأوجبت على الجامعات أن تدرّس كتاب التطهير العرقي في فلسطين لإيلان بابيه 
الكتاب لا توجد من نسخته العربية نسخة على الانترنت للأسف , ولكنه موجود في المكتبات وفي جملون بسعر أقل من سعرا لمكتبات بثلاثة دنانير 
وعندما تقرأ هذا الكتاب تعلم أن النكبة لم يكن حدثا مفاجئا ولا أمرا صادما للمسار التاريخي الذي سارت فيه فلسطين منذ قدوم اول مهاجر يهودي إليها في نهايات القرن التاسع عشر 
وإلكيم هذه الفقرة من الكتاب والتي توضح حجم الجهد المخابراتي الي بذلته الصهيونية قبيل النكبة : 
"وتتضمن الملفات _ملفات المخابرات_ وصفا مفصلا للزراعة وتربية الحيوانات , وللأراضي المزروعة ولعدد الأشجار في المزارع , ولنوع وجودة الفواكه في كل بستان بل وعلى كل شجرة , ولمعدل مساحة الأرض بالنسبة إلى كل عائلة , ولعدد السيارات , ولأصحاب الدكاكين , وللعاملين في الورشات , ولأسماء الحرفيين في كل قرية ونوع مهاراتهم , وفي وقت لاحق أضيف إلى ذلك تفصيلات دقيقة جدا عن كل حمولة وانتماءاتها السياسية والفوارق الطبقية بين الأعيان والعامة , وأسماء الموظفين في دوائر الحكومة الانتدابية " 
وفي موضع أخر يقول : وقد تضمن ملف كل قرية تفصيلات دقيقة عن موقعها الطوبوغرافي , وطرق الوصول إليها , ونوعية أراضيها ,,,,,,,,ومن فئات المعلومات المهمة كان هناك مؤشر يحدد درجة العداء "للصهيونية " بناء على مدى مشاركة القرية في ثورة 1936 , وكان هناك قائمة بأسماء كل شخص شارك في الثورة , والعائلات التي فقدت أشخاصا في قتال ضد البريطانيين , وأعطي الأشخاص الذين زعم انم قتلوا يهودا اهتماما خاصا , وكما سنرى لاحقا فإن هذه الأجزاء الأخيرة من المعلومات نجم عنها في سنة 1948 أشد الأعمال وحشية في القرى , وقادت إلى إعدامات جماعية وتعذيب الضحايا " 
المجتمع الفلسطيني لم يكن مستباحا فقط  ,بل لقد كان عاريا كيوم أنجبته الطبيعة !