Thursday, March 21, 2013

إليه بطبيعة الحال 1


إلى الصديق العزيز محمد طمليه
تحية طيبة وبعد , أكتب لك الليلة لأشكرك على الكتاب الذي وصلني قبل قليل منك , أعني كتاب "إليها بطبيعة الحال" أنت لا شك تعلم أنني مع كل صفحة أقلبها في هذا الكتاب الصغير أود لو أنني اللعينة سلمى التي تكتب لها , لكن هذا نصيبي,

لاشك أنك لاحظت أنني لم أستعمل كلمة أستاذ في مخاطبتك , ولا قلت أديبنا الكبير , وحجتي في استعمال اللفظ الذي رأيت هو أن من يقرأ لك لا يعود قادرا على استعمال  ألفاظ كبيرة , فأنا بت أعرفك جيدا , بت أعرفك أكثر من أشقائي الذين يشاركونني الغرفة القذرة , بت أعرفك تماما , وأحب سلمى معك ,وأحزن على وفاة والدتك كما تحزن , فهي والدتنا جميعا .

فكرت طويلا في الأمور التي يجب ان أضعها في رسالتي الأولى* لك , ما هي الأمور التي تستحق ان تزعجك في هذا الجحيم الأرضي وأنت هناك فوق , بحثت طويلا لأجد أن كتابك هذا هو ما يستحق ان أحدثك عنه

كنت قد قرأت كتابك هذا قبل سنوات , وقتها كنت عاطلا عن العمل وعن الأمل , وقد كان كتابك عبارة عن ملح يصبه جلاد لعين على جرح متقيح أصلا , لكن هذه المرّة أقرأ كتابك وأنا إنسان أخر مختلف تماما , صحيح أن الجرح تحول جروحا , لكنني اليوم أقل قدرة من ذي قبل على قراءة ما كتبته أيها الوغد .
أجلس على دوار الحاووز وأقرأ ما كتبته , وتدمع عيناي , رباه ما هذا الألم , كيف لبشر أن يعد ما تكتبه أدبا ساخرا , , مات والدك , وشقيقك , ثم والدتك , ثم تصاب بالسرطان , ثم تجد فرصة للضحك , أي جبار أنت يا رجل !

لا أعرف كيف اتخذت الرسالة هذا المنحى البائس ! _ما علينا _ كنت أود ان أخبرك أن القراءة لك ضرب من المازوشية , لكنني اجزم أنك تعرف هذا مسبقا , ولذا اسمح لي أن أنهي هذه الرسالة على أمل أن أسمع منك ردا في القريب العاجل

صديقك " المخلص "
جابر جابر
من الجحيم الأرضي