قمع للحريات , تضييق على الصحف والاحزاب , تكميم للافواه , اعتقالات تعسفية , اهانة للاحرار, وفظائع يعجز القلم عن تعدادها ,هذا و حال امتنا من المحيط الى الخليج ولا فضل لنظام على الاخر الا بطول السوط وقمع الصوت .
وبالطبع فاحزاب المعارضة "بارك الله لنا فيها " لا تكف للحظة عن التنديد والوعيد , عن الشجب والادانة والاستنكار , وتواصل الحكومات مع كل هذا مهمتها المقدسة في قيادة الامة ,,,,نحو الهاوية طبعا , وبين الحكومة ومعارضيها نقبع نحن عامة الشعب , المسحوقون بين الاقدام , الاغلبية الصامتة ,نبكي لحالنا , نلطم , نرفع اكف الضراعة لتمطر علينا سماء الحرية ولو كوبا واحدا كل عام .
ولكنني اتسائل هنا , هل نحن كشعوب عربية نستحق قطرة حرية واحدة في القرن كله لا في العام ؟
نشكو الاستبداد والقمع وتكميم الافواه لكن هل نظرنا يوما الى حالنا ؟
نشكو الظلم والقهر الذي نتعرض له ليل نهارونحن افضل من يمارسه ,الفقير يظلم الافقر منه , الأب يتعرض للظلم في عمله, فيعود الى البيت حاقدا على اللحظة التي تزوج فيها فيضرب الزوجة " المسكينة " لان طبقا قد كسر عن طريق الخطأ , وهذه الام " الرؤوم " تنتقم بدورها من ابنها "الصغير " لانه لم ينل العلامة التي كانت تريدها له , اما هذا " الصغير" فينكل بابن الجيران " المسحوق " لانه لا يريد اللعب معه ,,,,,,,,,الى اخر قائمة المسحوقين المستبدين .
عندما نزيل الاستبداد والظلم من تعاملاتنا نحن المسحوقين او على الاقل عندما يعود الظلم مدانا وبصوت عال بيننا عندها وعندها فقط بإمكاننا ان نطالب بقطرة جديدة من الحرية
عندما يصبح التضامن مع الضعفاء والمقموعين لا كلمة تقال دون ارادة للفعل
عندما يتضامن الانسان العادي " المسحوق "مع مسحوقين مثله لا لانه سيستفيد من دعمه لهم , لا لان حاجتهم هي ذاتها حاجته , بل لانه يؤمن بعدالة قضيتهم , يؤمن بانهم اصحاب حق لا بد من مساندته.
اما كيف وصلنا الى هذا الحال من الضعف والهوان فأبسط جواب لهذا السؤال هو الجهل , فما من بيئة يتواجد فيها هذا الكم من الجهل الا وتكاثر معها الظلم وعم وطم , ما من بيئة انسب ولا افضل لنمو سرطان الاستبداد من بيئة التخلف والجهل , فالعلاقة بينهما علاقة وجود , علاقة عضوية , سموها كما شئتم , ان تواجد الجهل ازدهر الظلم , وان ارتحل الجهل اخذ معه رفيق دربه .
ولذا راينا الطغاة في كل زمان ومكان لا يخافون شيئا اشد من خوفهم من العلم , من لوركا في اسبانيا الى وائل زعيتر وماجد في ايطاليا
يجب أن يكون كل طباخ قادرا على إدارة البلاد,,, هذه الكلمة قالها لينين , وهذه الكلمة تكفي وحدها لنعرف كيف وصل الاتحاد السوفيتي الى ان يكون خلال سنوات قصيرة جدا اكبر قوة في العالم .
عندما لا تعود الثقافة عندنا مدعاة للسخرية من صاحبها , عندما تنظر الى ركاب الباص فتجد اغلبهم يقرأون " ولو كتابا في فن الطهو او برج اليوم " عندها فقط نفكر في اننا نستحق من العالم ان يحترمنا
وحتى ذلك الحين فلتهمئ امريكا بعراقنا وليهنئ الصهاينة بفلسطين.
ملاحظة اخيرة : لا احد واعني لا احد على الاطلاق يعي معنى كلمة "العلم نور " افضل من الطغاة
No comments:
Post a Comment