كنت اقود سيارتي ذات يوم صيفي غاية في البرودة واستمع الى اجمل الاغاني الوطنية "وبالمناسبة عندنا في الاردن لا نملك سوى اغاني وطنية " ,,,,كنت اسير في شارع مستقيم اسيره دائما عندما اريد الذهاب الى عملي "والذي بالمناسبة احبه جدا " لان حكومتنا الرشيدة "ادامها الله فوق رؤوسنا " قد اختارت لي وظيفة الاحلام التي احب والتي استحق
الى الان الموضوع طبيعي " واقل من عادي كمان " وفجاة ظهرت امامي لوحة زرقاء تقول " تحويلة اجبارية " يتلو هذه اللوحة التحذيرية شارع فرعي لابد من ان اسلكه حيث ان الطريق الرئيسي كان مغلقا
قلت لنفسي ما المانع ,,,,,,,,,ربما ان حكومتنا الرشيدة جدا تقوم باصلاحات على هذا الشارع على الرغم من انه بالامس كان رائعا جدا ولا داعي لاية اصلاحات عليه لكن هذا هو دأب الحكومة ,,,,,,دائما تعالج المشكلة قبل حدوثها ,,,,,وتتوقع الازمة قبل وقوعها فتتفاداها بكل براعة ويظل الانسان الاردني ينعم بالراحة سائلا الله العلي القدير ان يديم علينا حكومتنا الرشيدة
المهم,,,,سرت في الشارع الذي اختارته لي اللافتة مطمئنا هادئا اسير بالسرعة التي تحددها الشاخصة المرورية واذ بمطب يفاجئني على حين غرة وكانه جبل فترتفع السيارة بي حتى لكانها تطير من شدة الفرح ,,,,,,,,,قلت لنفسي ربما انني في منطقة مدارس والواجب ان احذر وهل انا افهم اكثر من الحكومة التي قررت انه لابد ان يكون في هذه النقطة بالذات مطب تليه شاخصة تقول انتبه خلفك مطب ؟؟؟؟
بالطبع لا
تابعت سيري في امان الله وتحت رعاية الحكومة وبالتاكيد مراقبتها ايضا ,,,,,,على الرغم من ان " الاكزوزت" اي العادم قد تحطم بفعل هذا الجبل المطب
لكنني ادين لحكومتي بحياتي ولن انزعج من هذا الخلل البسيط في الشاخصة والمطب والحقيقة انني اتحمل كامل المسؤولية عنه فربما انني كنت اسير اسرع من اللازم على الرغم من ان عداد السرعة عندي لم يتجاوز الاربعين
المهم تابعت سيري وتابعت الاستماع الى المزيد من الاغاني الوطنية فاجاني مطب اخر وثالث ورابع الا انني حمدت الله على الحكومة لانها تحمي الاطفال من خطر السيارات على الرغم من انني لم ار اي مدرسة او عمارة سكنية على مد النظر
المهم تابعت سيري نحو عملي الذي كما سبق وذكرت اشكر الحكومة على اختياره لي واختياري له
امتار قليلة عقب المطب الاخير يدوي صوت سيارة شرطة تتبعني ,,,,,,,افتح لها الطريق اخذا اقصى اليمين فتتبعني مجددا يطالبني الشرطي بمتهى الادب والاخاء بالوقوف على جانب الطريق ,,,,,,اتوقف ,,,,,,,ياتي الى باب سيارتي ينظر الاخ الشرطي الي ويتامل وجهي الصبوح يطالبني برخصي ورخص السيارة فاتناولها من جيب السيارة واعطيه اياها والابتسامة تعلو محياي ,,,,,,بينما تعلو وجهه تكشيرة من قاع الدسك ,,,,,,,,شو رايح عحرب؟يسالني واظنه يعني انني كنت اسير بسرعة زائدة فاقول له ان سرعتي لم تتجاوز الاربعين وانني لست شابا ارعنا او ابن مسؤول ما لا سمح الله اعتبر الطرقات شوارع شقت من اجلي ووالدي ,,,,,,المهم "يسلخني" مخالفة من قاع الدسك ايضا واتناول الوصل وانا اواصل رسم الابتسامة على وجهي فانا لا اعتبر انني خسرت شيئا على الرغم من انني سادفع ربع راتبي لقاء هذه المخالفة فانا اعلم تمام العلم ان هذه النقود التي ادفعها باليمين ساتلقاها باليسار ولن تذهب نقودي منحة لابن النائب الفلاني او الوزير العلاني الى امريكا على الرغم من انني لا امانع على الاطلاق فبالتاكيد هم مجتهدون يستحقون
اعاود السير بسيارتي في الطريق الذي اختارته لي الشاخصة اسير ,,,,,,,ولكني لا ارى اي اثر لمكان عملي ,,,,,,,,,اسير ,,,,,,,,,,,,,,اسير ,,,,,,,,اسير بعد "كمشة "كيلو مترات اجد شاخصة اخرى مكتوب عليها "طريق غير منفذ " .
بالطبع هذا ما يحدث كل يوم لكل شاب عربي من المحيط الى الخليج فما ان ترى الحكومة ان الشاب قد وصل الى سن المراهقة حتى ترى ان الوقت قد بات مناسبا لشق حياتنا فتقوم هي بشق طرق داخل حياتنا ولان كل طرق الوطن مزفتة جيدا فلابد ان توكل للحكومة مهمة تزفيت حياتنا, وبالطبع تقوم بهذه المهمة بغاية الاتقان وهي كذلك بغاية السعادة لهذه المهمة ,,,,,,,,كما وتقوم وخوفا علينا من السرعة الزائدة بوضع المطب تلو المطب امام احلامنا وعندما تنفد منها المطبات تضع لجان تفتيش على طرقات حياتنا " المزفتة طبعا " لاكتشاف اية احلام متبقية ومهربة لدينا لا سمح الله .
وبعد هذه المعمعة الوطنية ترى الحكومة الرشيدة ان الوقت قد حان لتحويلة اجبارية عن احلامنا فبدل ان احلم بان اكون طبيبا عالميا احلم بان اكون مطربا محليا ,,,,,,,,وفي نهاية الطريق اجد ان الشارع غير منفد فلا اصبح طبيبا وبالتاكيد صوتي لا يمكنني من ان اصير مصرباً شعبيا
بالطبع هذا كله هذيان ,,,,,,,واحلام يقظة لا تنفك تواتيني لا ادري ما الذنب الذي اقترفته حتى استحق هكذا احلام ,,,,,,,,,واللعنة علي لانني اتهم حكوماتنا الرشيدة بهكذا اتهامات باطلة
التوقيع : انا المواطن لا شيء
انا المواطن مسحوق رافع رجليه
No comments:
Post a Comment