بداية لابد وان نعتذر للشعب المصري عن عقود من اساءة الظن به وبكرامته ,وبإنسانيته ,وبانتمائه لوطنه وللامة
كنا قديما نتسائل لماذا لا يثور المصريون , لماذا يقبلون بان يحكمهم عميل ,لماذا يرتضون لانفسهم حياة الذل
وكان من الممكن لهذا الظن ولهذه الاسئلة ان تظل مطروحة ابد الدهر ,,,لكن
كل هذه التساؤلات تبددت لحظة اشتعلت الثورة المصرية ,ليس لان الشعب ثار ,ولكن لأننا رأينا حجم القسوة التي تعامل بها مبارك مع شعبه , وتوضحت لنا الامور اكثر بعد ان سمعنا عن الاوامر التي اصدرها الرئيس المخلوع للجيش بإطلاق النار على المتظاهرين , علمنا حجم العدو الذي يواجهه الشعب المصري ونحن نستمع المرة تلو المرة لخطابات المخلوع منتظرين كما ملايين المصريين كلمة تنحي كملة اعتزال ,كلمة رحيل ,لكن ايا من هذه الكلمات لم تُسمَع , ورأينا حجم الاحباط الذي اصابنا حتى ظننا ان لا امل في الغد وان مبارك واله مكتوبون على مصر وشعبها الى يوم الدين ,لكن الشعب المصري خيب املنا " والحمد لله " فمع كل خطاب للمخلوع كان هتاف حناجرهم يزداد قوة : ارحل , ارحل ,ارحل
وعلى الرغم من عثورنا على الاجابات المفحمة لكافة تساؤلاتنا , وعلى الرغم من ان اجرام مبارك قد ظهر وبان للعيان الا ان البعض من العرب لا زالوا على موقفهم من ان الثورات العربية شر محض , بل وان البعض منهم يجرؤ على التصريح بأن المصريين سيترحمون وقريبا على ايام مبارك , و يصر البعض على القول ان القادم اسوأ
ربما يكون بعض اولئك من المصابين بعقدة استوكهولهم التي تجبرهم على التعاطف مع السجان ,او ربما يكونون من عملاء الانظمة ومريديها او من المستفيدين منها , او ممن عبث الاعلام والشيوخ بعقولهم حتى افسد عليها دينها ودنياها , لكنني اعلم كذلك ان منهم من هو مواطن شريف بل ومن تلك الطبقة التي داسها الفساد والافقار سنين طويلة
وبما ان الحرية نور لابد وان ينتشر يتوجب على المصريين وعلى التونسيين وكما كانوا سباقيين في تحرير اوطانهم عليهم ان يجيبوا على هذه التساؤلات جميعا
والاجابة لا تكون بالاقوال ولا بالمقالات بل تكون بالأفعال , تكون عبر الوصول بالثورة الى بر الامان , تكون عبر تحقيق كامل مطالب الثورة
يا ثوار مصر ,يا ثوار تونس :لست اطالبكم بإنجاح ثورتكم وفاء لدم الشهداء فقط , ولا لأن نصف الثورة يعني مجزرة بحقكم , ولا لان الطغاة ان استعادوا قوتهم فسيجعلون من سفاح سوريا يبدو وكانه حمل وديع
لا , اطالبكم بحماية ثوراتكم وانجازها لأنكم ان فشلتم "لا قدر الله " فسنصل الى اوضاع اسوأ بكثير مما كنتم عليه قبل او بعد الثورة
لان من سيتجرؤ على المطالبة بالاصلاح حينها سيتعرض للضرب بالحذاء وسيكون الرد جاهزا دوما :ها قد رأينا الاصلاح وما فعل في مصر
سيكون الجواب دوما : الف عام في الفساد والاستبداد ولا ليلة واحدة مه هكذا اصلاح
ان فشلتم انتم فستستعيد الانظمة الاستبدادية قواها وستعود الى الوقوف على ساقيها مجددا ,وسنكون نحن الضحية
ان فشلتم فلن نجرؤ على الحلم بغد افضل
ان فشلتم لن نتعلم من اخطائكم ولن نعتزل العمل السياسي
.
.
.
بل سننتحر