استيقظت صباح الاربعاء الماضي فرحا مسرورا فاليوم هو عيد الاستقلال وقد كان لهذا الذكرى مكانتها الخاصة في القلب لسبب بسيط جدا الا وهو اجواء الاصلاح " او الحديث عن الاصلاح " التي نعيشها , وكذلك ما حصل حولنا ووصول ربيع الثورات الى العالم العربي , الامر الذي سيتأثر به الاردن لا محالة
وقد سمحت لنفسي ان تحلم , وان تشطح في احلامها في بعض الاحيان ومما حلمت به يومها,,,ولا زلت
احلم يا بلد , احلم يا اردن ان استمع الى خطاب دولة رئيس الوزراء الاكرم متوجها للشعب : " نزولا عن رغبة شعبنا الاردني العظيم وازاء الغضب الشعبي المتصاعد , ولأنني مع بالغ الاسف لم استطع القيام بالمهام الاصلاحية التي اوكلها لي جلالة الملك المعظم فقد قررت التقدم باستقالتي الى جلالته,وكلي امل ان يتمكن خليفتي في هذا المنصب من القيام بعمله على الوجه الذي يرضي الله عز وجل ويرضي ملكنا المفدى وشعبنا العظيم
اتوقع انني ان سمعت هذا الخطاب فسأبكي بكاء مرا
احلم يا بلد ان يكون لدينا في الاردن اعلام رسمي مهني يعرض وجهة النظر الحكومية ووجهة النظر المخالفة , اعلام رسمي ينحاز للحقيقة , ينحاز للوطن , احلم بإعلام يراقب الحكومة ومجلس الامة ولا يمتهن نفسه ورسالته المقدسة عبر التطبيل والتزمير لهما
احلم يا بلد بمعارضة قوية , معارضة وطنية حقا , معارضة تخرج من مكاتبها وتختلط بالشارع , فتحس بوجعه , وتضمد جرحه , وتصرخ بألمه ,معارضة تجيد مخاطبة الشارع بلغة يفهمها
احلم يا بلد ان نبتعد جميعا عن الاحساس الدفين داخلنا بان هويتنا مهددة
احلم يا بلد ان يكون لدينا اقتصاد محلي قوي , كما لبقية دول العالم , ولأشطح هنا قليلا ولأقل لماذا لا يكون لدينا اقتصاد كالاقتصاد الياباني ؟
احلم يا بلد ان يكون لدينا صناعات محلية تجبر العالم على ان يحتاج الينا حاجة ماسة
احلم يا بلد ان يكون لدينا تعليم مدرسي وجامعي نباهي به الدنيا , تعليم جامعي يخرج منه الطالب قادرا على مواجهة الدنيا بقلب ثابت , تعليم جامعي لا مكان فيه "للطوش" ولا لمعارك " ليش بتطلع " , ولا للتفريغ العاطفي , بل النقاش والحوار والبحث العلمي والتعلم
احلم يا بلد ان ارى فِرَقاً غير الفيصلي و الوحدات تتحصل على بطولة الدوري
احلم يا بلد ان لا يرتبط اسم النادي الذي اشجعه بمكان ولادة جدي
احلم يا بلد ان لا تستنفر قوى الامن عناصرها بسبب مباراة القطبين
احلم يا بلد ان نتعلم حكومة ومعارضة ان نتعلم كيف نختلف , وكيف نتناقش دون تخوين او اقصاء , بقلوب بيضاء واياد مفتوحة , وعقول امام الاختلاف مشرعة
احلم يا بلد ان يكون لدينا مجلس نواب يعرف ان مهمته الاولى تمثيل الشعب لا التمثيل عليه , مجلس نواب انتخبنا اعضائه بناء على البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الاصلاحي لدى اعضائه , لا بناء على كرم الجيب , او على اسم العائلة التي ينتمي اليها نائبنا العزيز
احلم يا بلد ان ارى شوارعك نظيفة , ان لا ارى طلابا جامعيين يلقون بالقمامة من شبابيك سياراتهم او من شرفات البيوت , وكان عمال الوطن "عمال النظافة " عبيد لدينا
احلم يا بلد بمجتمع تسبق ال "نحن " فيه ال"انا
احلم يا بلد بأن يكون الاخلاص في العمل , والابداع في المجال , والنهوض بمصالح الامة ان تكون هذه كلها ادواتنا للتعبير عن الولاء والانتماء ,لا الهتاف بالمناسبات فقط
احلم بان يكون التعبير عن الانتماء عبر فعل الصواب :عبر وضع حزام الامان , عبر التقيد بالشواخص المرورية , لا عبر حجم العلم فقط
احلم يا بلد ان اصعد الى الباص فأرى نصف الركاب على الاقل يقرأون
احلم يا بلد ان اشاهد بعيني هاتين كاتبا اردنيا يحصل على جائزة نوبل للأداب
احلم يا اردن ان لا تكون صفوف الانتظار في مجمع الباصات فقط ,بل وفي المكتبات العامة ايضا
احلم بان ارى عالم ذرة اردني , وعامل بناء اردني ,و ان تختار الفيفا لاعبا اردنيا كأفضل لاعب كرة قدم على مستوى العالم اردني
هل شطحت كثيراً؟ ربما
ولكن الاحلام لم تعد هراء ولا اماني
وباتت في كثيرمن البلدان واقعا
وربما سيجيء دورنا في رؤية الاحلام واقعا قريبا
بإصلاح حقيقي , وبعقليات منفتحة , وب"كلنا الاردن " من الممكن ان نصل