تدرس نجوى في احدى الجامعات المرموقة في البلاد والتي يحلم الجميع بالدراسة فيها وبالطبع لم تاتي نجوى الى الجامعة بفضل نقود والدها ولا بفضل معارفه بل بسب جدها واجتهادها في دراستها الامر الذي ادى بها الى التفوق على اقرانها في المدرسة والجامعة على حد سواء ,,ومنذ اليوم الاول لها في الجامعة كانت قد حرصت على المحافظة على نفسها وحماية عرضها من اولئك الذي يعتقدون ان الجامعات انما جعلت من اجل الجنس والاختلاط السافر ",,,ولم تكن نجوى وهي القادمة من عائلة محافظة للغاية" لتسمح لاي فعل اخرق بالاساءة لها ولوالدها الذي تحترم الارض التي يدوس وقد نجحت منذ اليوم الاول لها في الجامعة في صد جميع محاولات الفتية الذين تحرشوا بها _ وما اكثرهم _ وما زاد من صعوبة مهمتها انها كانت جميلة كالبدر ليلة الانتصاف ,,,,,رائعة كملاك ,,,,,,,خلوقة كقديسة
وهو الامر الذي جعلها مرغوبة من الجميع مرغوبة من اصحاب النواية الحسنة ,,الشباب الراغبين بالزواج حقا او اولئك الذين لا يرون في المرأة الا شهوة واداة لمتعتهم
وفي مبالغة منها في حماية الذات امتنعت نجوى عن مصادقة اي فتاة خلال العام الاول لها في الجامعة واكتفت بصديقة واحدة رافقتها منذ كانت طالبة على مقاعد الدراسة الابتدائية ,,,,,ولم يكن هذا التمنع تكبرا او شيئا من هذا القبيل بل كان محاولة منها لدراسة من حولها ومعرفة طباعهم قبل التورط معهم في صداقة قد تؤدي بها في حال اساءت الاختيار الى درك لا ترغب بتاتا في الوصول اليه
بمنتهى الاختصار كانت نجوى الحلم الامثل لكل شاب طاهر الروح والكابوس المفزع لشياطين الانس .
وخلال العام الثاني لها في الجامعة ارتفعت علاماتها وزاد فخر والديها البسيطين بها وصادقت عدة فتايات اختارتهن هي ليكن رفيقاتها في الاعوام المقبلة ,,,,,,,وعلى الرغم من التزامها الاخلاقي الا ان محاولات الشباب في التعرف اليها لم تنتهي على الرغم من ان عددها قد قل كثيرا بل ان العديدين منهم قد تقدموا للزواج منها الا انها كانت تقابلهم جميعا بالصد معلنة عزوفها عن الزواج على الاقل في فترة دراستها ,,,,,,الا ان شابا واحدا لم تمنعه المرات الكثيرة التي صدته فيها عن تكرار المحاولة ففي كل مرة كانت ترفضه كان يخبرها انه سيعود ويحاول مجددا ,,,,,وهي تقول له انه انما يضيع وقته في هذه المحاولات العبثية
جاء باهله مرة تلو المرة وكان الرد دائما ما ياتي بالرفض .
رفض غير منطقي بالنسبة له ولعائلته بل ولعائلة نجوى ايضا ,,,فباعتقاد والدها انه ان كان في الدنيا شخصان مناسبان لبعضهما البعض فهما نجوى ورياض
شاب من عائلة مرموقة وثرية جميل المظهر ,,,,ذكي ,,وفوق هذا كله ذو ادب جم كما عرف والدها بعد ان سال عنه القاصي والداني
اما جوابها الدائم فقد كان انها انما دخلت الى الجامعة لتتعلم لا لتتزوج
ولم يفلح والداها ولا صديقاتها في ثنيها عن هذا القرار الغريب ,خاصة وان رياض كان قد تعهد لها بان يساعدها على اكمال تعليمها بل وان يسمح لها بالعمل بعد نيلها لشهادتها ان رغبت في ذلك , وهو ما كانت قد عقدت العزم عليه منذ البداية في مسعى منها لمساعدة والدها في مصروف البيت بعد ان اثقلت كاهله دراستها ومصروف اخوتها والارتفاع الدائم اللامنطقي للاسعار والذي يعاني منه الفقراء والفقراء فقط,,,,ومضت السنون وهما على هذا الحال ,,,,,,,هو يزداد رغبة مع كل مرة ترفضه فيها ,,,,وهي تزداد به اعجابا مع كل مرة يحاول فيها الاقتراب منها ,,,,الا ان هذا الاعجاب كان مكتوما لا تخبر به الا دفترا صغيرا تخبئه وتحميه وكأنه بكارتها .
وفي احد الايام قرر ان يكون هذا اليوم هو اليوم الاخير الذي تكون في هذه العلاقة من طرف واحد فقط فكتب لها رسالة حب يرق لها قلب الحجر وتجعل الشيطان يقع في الحب .
قام باعطاء الرسالة الى صديقتها التي اشفق قلبها على هذا المعذب بنار الحب فقامت تلك الصديقة بوضع الرسالة في حقيبة نجوى دون ان تدري وبعد ساعات عادت نجوى الى البيت لتكتشف ان رسالة جديدة قد وصلتها ,,,,,,,وما ان قرأتها حتى انهالت الدموع شلالا يغسل وجنتيها ,,,,,اغلقت باب غرفتها على نفسها وامتنعت عن الخروج بدعوى الدراسة بينما كانت تقرا الرسالة للمرة الالف , وفي كل مرة تزداد اعجابا بصاحب هذه الكلمات وبالمشاعر النبيلة التي يحمل في صدره
لم تنم تلك الليلة ولم يغمض لها جفن فيما هي تحاول كتابة رسالة له تخبره فيها عما يختلج في صدرها وعما فعلته بها رسالته الاخيرة ,,,,,,يطلع الفجر بعد انتظار طويل منها ومنه ,,,,,,,هو ينتظر الرد الذي ستعطيه اياه املا بالايجاب متوقعا الرفض ,,,,بينما هي تنتظر لتخبره عن انها الان باتت مستعدة للارتباط برجل احلامها الذي انتظرته طوال حياتها وانها الان ستستسلم للحب الذي اتى قلبها فاتحا منتصرا .
تعطيه الرسالة عبر صديقتها التي اوصلت الرسالة في المرة الاولى,,,,,تتهلل اساريره منذ ان يرى الرسالة ويبدأ قلبه بالخفقان كما لم يفعل قلب من قبل ,,,تفاؤل عجيب اجتاحه و لم يدر مصدره وبالفعل كان هذا التفاؤل في مكانه ,,,,,ففي رسالتها التي تفوق رسالته جمالا ومشاعرا نبيلة تخبره فيها بان ياتي الى بيت والدها ليخطبها مصطحبا والديه معه واعدة اياه بان ما يريده سيتحقق
وبالفعل وبعد ايام من التوسل عند والده ينجح في اقناعه بالقدوم معه مرة اخرى واخيرة من اجل ان يطلب يد نجوى,,,يذهب الوالد معه ليجد ان الامور مختلفة تماما فنجوى التي لم يسبق له ان راها من قبل تجلس معهم وتقوم وكما جرت العادة بتقديم الضيافة لهم في دلالة على القبول والذي يتم فعلا في تلك الليلة التي سيحفظ الزوجان المستقبليان كل ثانية منها .
تغيرت الاحوال جذريا وبات كل من رياض ونجوى عصفوري حب يعزفان اجمل الحان الهوى ,,,,,,يحبها الى درجة الجنون ,تحيه الى درجة الهوس ,وتمت مراسم الخطبة واتفق الاثنان على عقد الزفاف المنتظر عقب تخرجهما من الجامعة مباشرة
2
لم يتبق على تخرجها سوى ايام معدودات والحلم يوشك على ان يكون حقيقة وفي احدى الايام تعود الى المنزل متأخرة عن موعد قدومها المعتاد فبسبب تاخر موعد الامتحانات اضطرت الى ان تتاخر حتى الساعة الخامسة مساء وبالطبع و على الرغم من علمها بهذا الامر الا انها فضلت عدم ازعاج والدها او رياض كي ياتي احدهما ويوصلها الى البيت ! فالدنيا امان , والمواصلات سهلة , وما الذي من الممكن ان يحصل لي وان اسير بين الناس ؟ .
وقبل وصولها الى البيت بدقائق يتعرض لها شابان يظهر الشر والسوء على ملامحهما ,,يطلقان بوق السيارة لها علها ترد فلا تلتفت ولا تنظر اليهما واضعة يدها على قلبها خوفا من ان يقوما بارتكاب حماقة ما, تحاول الاتصال على والدها , او على رياض الا ان هاتفها اللعين يعلن لها عن فقدان الشبكة , في الوقت المناسب تماما !!" تقول في عقلها .
تحس بعجز مؤلم و تشعر بانها طوع نزوات هذين الشابين , تسرع السيارة قليلا وتسرع هي في سيرها ,,,,,تحاول الابتعاد عن المسار الذي تسلكه السيارة ,,,,تدخل زقاقا تدخله للمرة الاولى في حياتها ,,المهم ان اضيع هؤلاء السفلة ثم ابحث عن البيت قالت لنفسها
وبالفعل ما هي الا ثوان حتى تُضِيع صوت السيارة الذي ملأ قلبها رعبا ,,,,,,,تتخيل الامور الفظيعة التي كان من الممكن حدوثها ,,تذرف عيناها دموعا تحرق وجهها ,,هي الان خائفة بل مرتعبة ,,,تحاول الاتصال على والدها فلا تنجح في ذلك ,,,مرة تخذلها شركة الاتصالات ومرة تخذلها اصابعها ,,,,هي الان في امان ولكنها لا تشعر ابدا بالامان .
تلتفت حولها كما اللص ,,,,تحاذر حتى مواء القطط من حولها هل تعود من حيث دخلت ام تكمل في الطريق الى ان تصل الى شارع رئيس يقودها الى اقرب مكان من المنزل ؟؟؟تخاف ان عادت ان يكونا بانتظارها ,,,اذا من المستحيل ان تعود وهي العالمة تماما بما يعتزمان فعله
تواصل السير دقائق بدت لها دهورا لتخرج بعدها الى الشارع الرئيسي تواصل سيرها ,,,,,,تبحث دون جدوى عن سيارة اجرة ,,,,اللعنة .
سيارة تطلق لها بوقها ,,,,"الحمد لله سيارة اجرة " تقول في نفسها لتلتفت فتجد اللعنة التي كانت تلاحقها قد عادت مجددا لمطاردتها ,,,,,,تركض كالمجنونة في الشارع علّ شحصا ما ينجدها من شرورهم ينزل احد الشابين من السيارة ويركض خلفها وينطلق الاخر بالسيارة لمحاصرتها ,,,,,ثوان قليلة يمسكان بها وسط صراخ يوقظ الاموات لكن دون ان ينجدها اي منهم
اللعنة اين ذهب البشر " تفكر لثانية وتواصل صراخها ,,,,,تحاول ابعاد الشاب عنها لكن دون جدوى يحاول ارغامها على الدخول معه الى السيارة فتعض يده التي امتدت اليها ,,,,,,يضربها على وجهها فتسقط على الارض بوجه مدمى ,,,,تنهض مجددا فيظن انها استسملت له اخيرا ,,,,,,,تركض اسرع مما فعلت في المرة الاولى تتخيل وجه رياض يأتي لها من اي زقاق شاء لينقذها ولكن لا احد ياتي ,,,وما هي الا ثوان حتى يمسك بها الشابان مجددا وبكل قوة يرغمانها على الدخول الى السيارة ,,احدهما يقود بسرعة جنونية والاخر يربط يديها وسط مقاومة شديدة منها ويضع قماشة على فمها فلا تستطيع الصراخ ولا طلب المساعدة ,,,التي لم تاتي اصلا
وكما يفرض هذا الموقف قاما بأخذاها الى بقعة نائية وتناوبا على اغتصابها كما الحيوانات المتوحشة ,,,,,توسلت مرارا ,,,,صرخت مرارا , بكت ,,,,,توسلت مجددا لكن دون جدوى كلما قاومت اكثر كلما قاما بايذائها اكثر ,,,,الشهوة اعمت اي انسانية زرعت ذات يوم في صدورهما وباتا لا يريان فيها نسخة عن امهما او على الاقل انسانة بل شيئا كل ما خلق لاجله هو امتاعهما وامتاعهما فقط
اغتصباها مرارا وفي كل مرة كانت تزداد لهما مقاومة ويزدادان لها ايذاءا
انتهيا منها او ملاها "لا فرق " ,,,عادا الى السيارة وتركاها تنزف في هذه البقعة التي لا انسان فيها ولا حيوان ,,,,,سقطت على الارض جثة هامدة لا تقوى على الاستغاثة فضلا عن النهوض رباه ان كنتتحبني ,ارجوك اتوسل اليك ,,دعني امت الان .
3
بتثاقل طفل يصحو الى مدرسته تستيقظ صديقتنا , بعد مدة لا تذكر كنهها تنظر حولها فلا ترى سوى اللون الأبيض , اين انا تقول في نفسها ؟
وتحتاج الى بضع ثوان لتدرك انها في مستشفى وان المراة الجالسة الى جوارها هي امها , ما الذي اتى بي الى هنا ؟ ما الذي حدث ؟ "تسال والدتها التي كانت قد بدات بتطمينها انها بخير , لكنها وعلى الرغم من اقسامها اغلظ الايمان امام الله والمراة ان لا تبكي في حضرة ابنتها حتى لا تزيد من المها الما ,الاان كل ذلك لم يجد , فبمجرد ان سألت الفتاة امها ما الذي اتى بي الى هنا حتى فاضت عينا الام بدمع لم تستطع لجمه .
و بمجرد رؤية هذا المشهد استعادت نجوى كل ما كان قد حدث لها قبل عدة ايام ,كل ما تمنى الجميع ان تستيقظ من نومها وهي ناسية له , استعادت عن غير قصد منها كل ثانية من تلك الجريمة فبدت لها اياما , كانت تنظر الى نفسها وهي تغتصب على يد شابين تناوبا عليها حتى الملل , تذكرت وجهيهما بوضوح , و تحفظ صورتيهما كما لو انها امهما .
تغرق بعدها في موجة بكاء لا نهائي , بكاء تبكي لاجله امها , ويمتنع والدها عن القدوم للاطمئنان عليها بسببه .
لكن ما سيؤلمها لاحقا اكثر من مشاهد الاغتصاب التي لا تنسى , واكثر من غضبها على هاتفها اللعين الذي خذلها عندما احتاجته , هي تلك لافكار اللعينة التي راودتها لحظتها , افكار من قبيل : كان لابد لي ان اقاومهم اكثر ,كان علي ان اضربهم وان ادافع عن نفسي و تستعيد نسق البكاء ذاته , حتى تدخل غرفتها ممرضة حمدت الله كثيرا على استيقاظ نجوى التي لم يبق واحد في المستشفى لم يعلم قصتها , ولم يشعر بالاسى تجاهها ,تخبرها الممرضة ان عليها الا تفكر والا تحاول تذكر ما حدث , والا تبكي , وعند هذه الكلمة تكاد نجوى ان تنفجر ضحكا بل انني اكاد اقسم ان امها لمحت شبه ابتسامة على وجهها , "يالها من جاهلة كيف لا ابكي ؟ كيف لا ابكي وانا قد فقدت كل معنى لحياتي ,,,,بل ان الموت اهون علي من هذه الحياة ؟رباه ,,ارجوك خذني اليك , خذني اليك الان , هناك الى جنتك ؟
أي وقاحة تلك التي في قلبك يا نجوى كيف تتوقعين ان يدخلك الله حنته وانت نجسة , كيف من الممكن ان تفكري مجرد تفكير ان الله سيغفر لك ما اقترفته يداك ؟
لكنني لم افعل شيئا ؟
كيف لم تفعلي شيئا ؟
الم تكوني موجودة هناك وهما يستمتعان بك ؟ الم تراودك نفسكِ على الاستمتاع ؟ بل انني اجرؤ على القول انك استمتعت ,,,اليس كذلك
لا اقسم انني قاومتهم , هم كانوا اثنين , وكانا اقوى مني بكثير ؟
لو انك لم تكوني ترتدين ما ارتديته ذلك اليوم لما نظرا اليك اصلا ؟ هل نسيت ذلك البنطال , انك يا عزيزتي كنت تدعينهما ليفعلا بك ما فعلاه
_ لااااااااااااااااااا هذا ليس صحيحا , كنت ارتدي ما ترتديه أي فتاة بعمري , لا بل انني كنت اكثر حشمة من أي فتاة من فتيات جامعتي
يالوقاحتك !! ابعد كل ما فعلته تجرؤين على الحديث عن الحشمة والطهارة , ايتها النجسة !!! نعم انت نجسة ولا تليقين برياض , لا تليقين بهذا الوالد الذي دفع دم قلبه على تعليمك , ووافق لحماقته على ادخالك الجامعة وعلى عدم تزويج لاول لعين يطرق باب بيتكم . ان كان الله يحبك فعلا فستوتين , ستموتين وربما ,اقول ربما تموت فضيحتك معك ِ , والا كيف ستقوين على رفع عينك وعلى النظر في وجه أي من صديقاتك وانت تعلمين انهن جميعا اطهر منكِ , كيف ستقوين على رفع بصرك في وجه امك المراة الصابرة , في وجه ابيك الرجل المسكين
كيف ستقوين على النظر في وجه رياض
وعند هذا الحد من الحوار مع عقلها ,لا تعود تقوى على الدفاع عن نفسها ,ولا على الاستيقاظ لحظة اخرى فتقع في سريرها مغشيا عليها .
4
دقائق قيلة تمر على استيقاظها من اغمائتها القصيرة , يدخل والدها الغرفة ,يحاول قدر الامكان الا ينظر اليها , بينما هي تضع يديها على وجهها محاولة اخفاء دموعها التي انهمرت بمجرد تذكرها للحوار الذي كانت قد اجرته مع نفسها وبالتحديد جملة كيف ستقوين على رفع بصرك في وجه والدك ؟ ,يقف الوالد امام النافذة مشيحا بوجهه عن ابنته , يشعل سيجارة ويقول لها دون ان يلتفت " اسمعيني جيدا , رياض قادم في الطريق , ونحن بالطبع لم نخبره بحقيقة ما جرى , قلنا له انك تعرضت لحادث دهس وان السائق اللعين قد هرب , ولن تفتح الشرطة تحقيقا فيما حدث معك , لاننا لا نريد مزيدا من الفضائح ,اياكي ثم اياكي ان يشعر رياض باي تغيير فيك؟ وعند هذه الكلمة تنفجر سيل الافكار في راسه , كيف لم يتغير فيها شيء , على العكس هي لم تعد ابنتي نجوى التي ربيتها , لم تعد نجوى الطفلة التي كنت احملها بين يدي ارفعها عاليا بينما ضحكتها الجميلة تملئ البيت فرحا ,حتى ملامحها لم اعد اعرفها .
"كما اقول لك على رياض الا يشعر باي شيء , والا يعرف أي شيء فالرجل عانى معنا اصلا و الفضيحة لن تعيد لك ما فقدته
ويترك الغرفة على عجل .
"هل صحيح ما سمعته ام انني احلم ؟؟ لا بل كابوس وليس حلما كنت اتوقع ان يتخلى عني رياض او تغضب علي امي لكن ابي !!! ما الذي حدث للكوكب ؟
اي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟ كنت اريد ان اخبره انني اعلم اسمائهما وانني سجلت رقم السيارة التي كانا يقودانها ,,,لكنه لن يهتم الان ......الاهم هو ما سيقوله الناس
رباه ساعدني ارجوك ,,,,,,اتوسل اليك ربي
وتضيع في عالم من الافكار التي تقودها الى الموافقة على كلام والدها ,,,,تقتنع به لثوان ثم تعود لنفسها فترفضه ,,,,هل سينجوان بما فعلاه بي ؟؟؟ ماذا لو قاما بهذا مع انسانة اخرى ؟ لابد انهما سيفعلان
ويذهلها الخاطر الذي دهمها فجأة ماذا لو فعلا ذلك معي مرة اخرى
ترتعب مرة اخرى ويتصبب عرقها وتجف دموعها لكثرة ما بكت
يدخل رياض والابتسامة تعلو محياه , ويبدأ باطلاق كلام الغزل والتهنئة على السلامة وتستمر هي بالبكاء يحاول تهدئتها يظن انها لا زالت خائفة من الحادث فيحاول طمأنتها الى ان الاسوأ قد مر وهي في امان الان
هل انا فعلا في امان ؟؟؟ " تسائل نفسها "
تظل صامتة ويظل هو يتكلم ,,,,,,,يتكلم عن الامتحانات يشتم " السائق الاحمق المجرم " يسألها هل عرفت رقم سيارته ,,,,,,تفكر هل تخبره نعم لابد ان اخبره ,,,,,لسانها لا يقبل بان يكذب عليه فتهز راسها مجيبة ان لا
لاحظ امرا غريبا في صمتها ,,,والدها صامت ,,,,امها تنظر اليها وتبكي ,,,,,,يعزو الامر الى الحادث لكنه يشعر ان في الامر خطأ ما
5
تمر الايام على نجوى وهي على ذات الحال من البؤس والتعاسة والبكاء المستمر المتواصل
يصاب رياض بالممل من هذه الحالة التي وصلت اليها حبيبته , " احبها جدا ولكن ما الذي يتوجب علي فعله مع هذا البكاء ,لن تتخرج هذه السنة ,,,,لن نتزوج هذا العام على الرغم من ان والدها يلح علي بذلك ,,,,,,يحاول الابتعاد عنها قليلا علها تهدأ وتعود الى طبيعتها لكن دون جدوى ,يفكربعرضها على طبيب نفسي الا انها لا توافق بل انها
ترفض الخروج معه او حتى مقابلته ,,,اللعنة ما الذي حدث لهما ,واي عين شريرة اصابتهما
يجلس معها ويقول لها انت قد تغيرت منذ الحادث ؟ صحيح ان تجربة التعرض للموت مخيفة وتؤثر على صاحبها الا ان هذا لا يجب ان يدفعك الى اعتزال العالم !!! اليس كذلك
تظل صامتة واضعة عينيها في الارض .
لم يكن يوما مدخنا شرها الا انه اليوم تحول الى ذلك , سيجارة تتلوها سيجارة , يفكر في نفسه " اقسم انني لا انوي تركها "مهما حدث " لكنها يجب ان تساعدني , يجب عليها ان تسمح لي بمساعدتها .
" اللعنة اخبريني بما يحدث ولا تتركيني جالسا هنا كالابله" يخرج عن صمته اخيرا
ليس هناك ما اخبرك به ,,,فقط انا متكدرة المزاج ولا اريد الخروج_
لا لست كذلك اليوم فقط , انت على هذه الحال منذ الحادث اللعين_
ما الذي حصل لك لتتحولي هكذا_
؟ _ هل تحبني
_ وهل هذا سؤال يُسأل ؟
؟ _ هل تحبني فقط اجبني
_ نعم احبك واحب الارض التي عليها تمشين , والهواء الذي تتنفسين.
؟ _ ماذا لو حدث لي امر ما
_ لا سمح الله
اقول لو_
_ سأظل احبك مهما يكن من أمر
_ حتى لو لم اعد جميلة
_ هذا مستحيل ,,,,,,ولكن نعم ساظل احبك
_ماذا لو تشوه وجهي وجسدي وتعرضت للحرق او اصبت بالشلل ؟ ,,,هل ستحبني ؟؟
_ ما هذا الهراء الذي تتحدثين به ؟
_ارجوك اجبني .
_ حسنا , ساظل احبك , لا بل ساحبك اكثر لانك ستمكثين الى جانبي اكثر
""اه الان علمت المشكلة ,,,,,لابد ان الحادث اجبرها على تقييم كل شيء في حياتها وهي الان تريد ان تتاكد من حبي لها"
يفكر في نفسه
نجوى احببتك لا لمظهرك فقط بل لكل شيء فيكي ,,,,,,وهذا لن يرحل ابدا ولن اتوقف عن حبك ما حييت وانا لا اتصور الحياة دونك يوما ولن اتخيلها .
_ مهما حدث ؟
_ مهما حدث
تصمت قليلا , تكاد تغرق في بحر من الافكار المتصارعة التي تعبث برأسها ,لكنها اخيرا تقرر
انها ستكون اقوى من ذي قبل وانها لن تعيش الكذبة ولو لثانية اخرى
_لابد انك تذكر الحادث الذي تعرضت له
_نعم
_في الحقيقة لم اتعرض للدهس
_ ماذا ؟
_ لم اتعرض للدهس
_ اذا ما الذي حدث ؟
لقد ,,,,,لقد ,,,,,,,,,لقد وتصمت مجددا_
_ _ ما الذي حدث لك اخبريني ارجوك ؟
لقد تعرضت للاغتصاب ,,,,"تقولها والكلمات ترتجف على شفتيها ودموعها تتساقط على خديها
انا اسفة لانني لم اخبرك من قبل واسفة لانني كذبت عليك واسفة لانني جعلتك تعاني ,,,,,,,,,تواصل اعتذارها وتتكلم بكلام كثير لا يسمع منه شيئا لان حاسة السمع لديه توقفت مع كلمة اغتصاب ,,,,,,,تخيل والده وما الذي سيقوله ,,,,,اصدقائه في الجامعة ,,,,الاقارب ,,,,,ما الذي سيقوله الناس لو علموا وهم لابد سيعلمون
توقفت الارض عن الدوران مع كلمة اغتصاب
لم يعد ينظر اليها ,,,,,عيناه على السجادة التي تحترق رويدا رويدا
تصمت هي اخيرا بعد الكثير الكثير من الاعتذارات
اللعنة علي لم اخبرته تقول لنفسها
هو قال لي انه سيظل يحبني مهما حدث لي
مهما حدث
هو قال مهما حدث
تنظر اليه
_ رياض تكلم ارجوك
ينظر اليها نظرة لم تستطع تفسيرها في البداية الا انها فهمتها بعد دقائق , ولا يفترض بها ان تكون ذكية لتفهم ما تعنيه تلك النظرة
نهض رياض عن كرسيه نظر اليها بعينين باكيتين ,خلع خاتم الخطوبة
ومضى .