رسالة من فلسطيني الى الشعب المصري

اعلم ان ما اقوله الان متاخر جدا عن موعده لكن ان تأتي متأخرا افضل من الا تأتي ابدا ولذا اهنئ وابارك لشعبنا المصري العظيم ثورته المباركة , ثورته على الظلم وعلى الاستعباد , على التخلف والاستبداد , على الافقار والفساد , مبارك عليكم ايها المصريون ثورتكم التي منذ سنين طوال ونحن " كفلسطينيين " ننتظرها على احر من الجمر , ليس لان النظام البائد قد شارك مشاركة فاعلة في حصارنا وتجويعنا واذلالنا , وليس لان مبارك كان شريكا في قتل ابنائنا عبر دعمه لدولة العدو الصهيوني , ولا لانه حليف استراتيجي وابدي للصهيونية ,بل لأنه كان مجرما وسفاحا في حق اهلنا وعزوتنا وشعبنا المصري , لانه طغى  و تجبر في حق المصريين , لأنه اذل وجوع المصريين اكثر مما فعل بنا , ولأن المصريين هم اهلنا كان لزاما علينا ان نغضب لغضبهم و أن نبكي لجراحهم وان نرقص ونفرح ونغني لفرحهم ولتحررهم من  ظلم الاستعمار الجديد المتمثل في الاستبداد ومشروع التوريث الذي كان قائما على قدم وساق ومعمولا به وكأن شعب مصر العظيم عقار يورث من الاب الى الابن ومن الابن الى الحفيد , وكان الملايين الثمانين المنتمية الى مصر خراف تساق وتسيّر كما اراد لها صاحبها . 
لكن كل هذا تغير يوم قرر المصريون الانتفاض , يوم قرر المصريون اعلاء الصوت ب "لا" , يوم تذكر المصريون امجاد عرابي وقالوا , لن نورث بعد اليوم " وبالفعل تم لهم ما ارادوا . 
الخامس والعشرين من يناير ليس تاريخيا في حياة الشعب المصري فقط ولا في حياة العرب فقط بل وفي تاريخ العالم اجمع , هو اليوم الذي سيكتبه التاريخ بحروف من نور , هو اليوم الذي ستبكي عندما تتذكره الاجيال القادمة , هو اليوم الذي سيحفظ تاريخه الاطفال في القدس وفي يافا وعكا ونابلس وغزة , لأنه وببساطة اليوم الذي استعادوا فيه الامل بحياة اجمل , وبعالم اعدل , وبوطن , نعم بوطن كما لباقي اطفال العالم وطن  , سيكون لاطفال فلسطين وطن , على كتفه يبكون , وله يشتكون , وعلى ترابه ينامون . 
يا شعب مصر العظيم , يا ثوار 25 يناير , يا من اطحتم بطاغية الزمان بوركت ثورتكم وبوركت جهودكم التي عليها تشكرون وإن جاز لي كمواطن محب  من هذا العالم العربي ان انصحكم فأرجو ان تتسع صدوركم للنصيحة 
فلسطين قضية العرب كلهم وجرحنا النازف منذ ما يزيد على الستين عاما , ما ان تتخلص من احتلال حتى تتعرض لاحتلال امر وابشع , ويشهد الله اننا لم ننسى ارضنا في يوم من الايام ونُشهد الله اننا لن ننسى ونعلم جيدا ان العاطفة الصادقة النبيلة والمشاعر الثورية الرائعة , والحس القومي المرهف كلها تدعوكم الى الالتفات الى فلسطين بعد ان حررتم مصر , الى النظر بعين الحنان الى  اولئك الجيران الذين يتعرضون للقتل في كل يوم وفي كل ساعة على يد الة القتل والدمار الصهيونية , اعلم هذا جيدا , واعلم انكم مللتم تدنيس العلم الصهيوني لارضكم الطاهرة , لكنني يتوجب علي من دافع الحب لكم ولوطني فلسطين , ومن دافع الحرص على ام العرب جميعا ان اسألكم ان ترتبوا اولوياتكم جيدا , و بالنسبة كفلسطيني اولا وكعربي ثانيا  : مصر القوية المتقدمة الديمقراطية العادلة الامن فيها اهلها هي الاولوية 
وكما كان شعاركم اثناء الثورة ان مصر فوق الجميع يجب ان يظل 
وكما تعلمون جميعا الثورة لم تنتهي بعد ومبارك لم يحاكَم بعد والاخطر ان ذيول الحزب الوطني وفلول عصر الاستبداد لا زالت موجودة وفاعلة وحاضرة ولو في الظل , تحاول بكل ما تملك من خبث ومكر ان تختطف ثورتكم المباركة وشهدائها  وأن تذهب بها الى المجهول , ان تذهب بها الى الحال التي يترحم بها الجهلة على عهد مبارك , سيحاولون ضربة الثورة والثوار , وكما حاولوا ضرب وحدتكم الوطنية عبر اللعب على وتر المسيحية والاسلام , سيحاولون استغلال عاطفتكم الصادقة تجاه فلسطين , سيبدأوون بالمزاودة على الثورة وقوميتها , وان العدو على مرمى حجر , وسيقولون لكم كيف يرضى  الثوار بان تظل مقدساتهم تحت الاحتلال , كيف يقبلون بان يقتل اخوانهم في غزة وان يقفوا متفرجين لا يحركون ساكنا وصدقوني كل هذا الكلام مجرد حق يراد به باطل 
وان كانت نكبة ال67 قد علمتنا شيئا فهو ان لا ندخل حربا دون استعداد كاف ودون جهوزية كاملة ودون مقومات تؤمن للدولة المحاربة الا تتعرض لما يفوق قدرتها على الاحتمال 
ما الذي اريده منكم باختصار ؟ 
ما ارجوه منكم هو ان تلتفتوا الى مصر والا يُضحك عليكم بكلام ظاهره القومية وباطنه  الويل والدمار لكم ولفلسطين , ما اريده منكم هو مصر القوية المتقدمة علميا و انسانيا , مصر الديمقراطية الراسخة , مصر الحرية , مصر حقوق الانسان , مصر استغلال الثروات على افضل وجه ممكن , مصر التي تتحول الى محج للعرب كل العرب , 
وكما كانت مصر مثالا يحتذى في رقي ثورتها عليكم ان تجعلوها منارة علمية ترشد الجاهلين وتقود العرب نحو فجر الحرية والاستقلال ,,,وربما الوحدة ايضا , من يدري؟؟؟ 
فما كان قبل 25 يناير مستحيلا صار بعده ممكناً
والسلام عليكم يا اجمل شعوب الارض


ملاحظة : ما كتبته في الاعلى  لا يمثل بالضرورة رأي الشعب الفلسطيني وان اخطأت في شيء فانا الوحيد الذي يجب ان يتحمل المسؤولية وانا مجرد شاب رأى الصواب في شيء ما واحب ان يشاركه مع بقية البشر