لدي وجهة نظر متواضعة تقول ان ما يحدث في الجامعات الاردنية يمكننا من قراءة المشهد الأردني بشكل دقيق الى حد كبير , فالجامعات تحوي امراض المجتمع وايجابياته في ذات الوقت , وهي تضم بين جنباتها الفئة التي يفترض انها هي عماد التغيير المنتظر وسند الشارع في حراكه من اجل اردن افضل ينشده الجميع, ولذا فقد راعني المشهد الذي رأيته في جامعتي " اليرموك " خلال الأيام الماضية , فالجامعة تستعد هذه الايام لاجراء انتخابات مجلس الطلبة للعام 2012 ,وبناء على ما ذكرت سابقا فانني فقدت الكثير من تفاؤلي ازا الوضع في الأردن من خلال قرائتي للمشهد الإنتخابي وعلى الأخص اداء المرشحين و لأراء الطلاب حولها , وقد قمت بالأمس بالجلوس مع الكثير من الطلبة والمرشحين من اجل الاستماع الى وجهات نظرهم حول الانتخابات وكذلك لمعرفة ماهية دعايتهم الانتخابية , وما هي الأسس التي سيقوم الطلبة باختيار مرشحهم على أساسها وخلال هذا الكلام والأخذ والرد كانت لي الملاحظات التالية
ويجدر بالذكر ان اقول ان الانتخابات الجامعية لا زالت كما النيابية عمادها الأول قاعدة الصوت الواحد
One man one vote
وسنرى خلال الأسطر القادمة اثار هذا القانون على العملية الانتخابية
اولا : أمرٌ مخجل !
يترشح في احد الأقسام طالبان , والشهادة لله انني لا اعرف الكثير عنهما , لكن ما اعرفه عنهما ان كليهما جيدا الخلق ولكن يبدو ان هذه هي ميزتهما الوحيدة , اما الاختلاف بينهما فهو ان احد الطالبين مقعد , وهذا الأمر يفترض الا يكون ذا شأن كبير في تحديد المرشح الذي سأصوت له كطالب , لكن ما يحدث مختلف تماما فخلال حديثي مع احد القائمين على دعم ترشيح صديقنا هذا قال لي بالحرف : انه يدعمه من اجل حالته " وهنا استوقفني الكلام طويلا واضطررت الى سؤاله اي حالة يقصد فقال " انه يقصد شلل صديقنا " !!!!
اي انه يدعمه من اجل كونه مشلولا !
وعلى الطرف الاخر قام "داعية " احد المرشحين وخلال نقاشنا بالقول ان مرشحه افضل من الاخر , وعندما سألته لماذا قال ان ذلك المرشح مقعد ولن يستطيع الانتقال من مكان الى اخر بسهولة , والمجلس " مجلس الطلبة " يحتاج الى شخص " حرك
ثانيا : هذا من عنا !
خلال دعاية احد المرشحين لنفسه ولنسمه "أ " جاء الى صديق يجلس معي وقال التالي : احنا اولاد ,,,,,,,,,,,," ما بين الاسطر اسم مدينة اردنية " وما لازم نقصر مع بعض " فقال له صديقي انه قد اعطى كلمته للمرشح الأخر فاجاب "أ" : " انت حر بس السنة الماضية لما نجحوا ال,,,,,,,,,,,, " _ذكر اسم اردنيين منتمين الى مدينة اخرى " وقفوا بالساحة وصاروا يغنوا خاوة خاوة اذا بترضاها على ,,,,,,, "اسم مدينتهم المشتركة " انتخبه زي ما بدك .
جدران
خلال الاسبوع الحالي امتلئت جدران الكليات بصور المرشحين ويافطاتهم والتي وصلت في كلية الاداب فقط الى عدة مئات من اللافتات , ومشكلتي مع هذه اللافتات هي ان 99% منها لم يحو على اي شيء مهم قد يعرفك على توجهات المرشح , لا وعود , لا شعارات , لا مطالب , فقط الاسم الأول للمرشح , والاسم الأخير , وهذا يعطينا رسالة جلية عن الطريقة التي يتم من خلالها اختيار المرشح الأنسب , الا وهي الانتماء العشائري ! والانتماء العشائري فقط .
ملاحظات اخرى
اقوى ما قرات من كلام المرشحين هو ما كتبته احدى مرشحات قسم العلوم السياسية , حيث اصدرت عدة بيانات وضحت خلالها رؤيتها للأمور وقدمت بعض " الوعود " وهي بالتأكيد في فعلها هذا افضل بكثير من مرشحين اخرين .
تناقشنا خلال احدى المحاضرات مع الدكتورة "ف . ح " حول الانتخابات , وقد اتهمتني بالسلبية بعدما علمت انني مقاطع للانتخابات احتجاجا على الصوت الواحد وعلى اداء المرشحين , وربما يكون كلامها عن سلبيتي صحيحا لكن وجهة نظري هي انني لا أريد لنفسي أن أكون شاهد زور ,خاصة أنني شاهدت ما تفرزه انتخابات الصوت الواحد النيابية , فلماذا يكون الأمر مختلفا في انتخابات الجامعة
وفي النهاية , نعم الديمقراطية هي الحل كما يقول علاء الأسواني , لكن الديمقراطية التي
اعرف ليست مجرد صندوق مغلق وانتخابات نزيهة
وهذه عينة من اراء الطلبة حول الانتخابات انقلها من صفحة الجامعة على الفايس بوك
تحديث
صفحة الجامعة على الفايس بوك تقول انه الى هذه اللحظة حصلت ثلاثة حالات طعن في كلية الاقتصاد على خلفية مشاجرة جماعية كبيرة