Saturday, March 17, 2012

لماذا لا ينزل الأردني الى الشارع ؟

ارجو الا اعتبر مزاودا في الكلام الذي ستقرؤونه في الأسطر القادمة , , فليس هذا هو غرضي ,  واتمنى ان نكون كقوى وكأفراد تطالب بالديمقراطية الحقة اتمنى فعلا ان نكون متحلين بمبادئ الديمقراطية التي يأتي على رأسها احترام الحق في الاختلاف 
كنت قد وجهت ومنذ ما بعد الرابع والعشرين من اذار الماضي عدة رسائل الى قوى الحراك الشعبي والشبابي كجزء من هذا الحراك او كمتابع او كصديق , او في النهاية كأردني حريص على بلده وعلى الشارع , وقد تضمنت تلك الرسائل نصائح من قبيل قراءة الشارع قراءة واعية بعيدة عن العواطف , وكذلك قلت بضرورة مراجعة الأحداث السابقة خلال عام قضاه الحراك في الشارع , وبضرورة مصارحة الجمهور بالنجاحات التي حققت وكذلك بالاخفاقات التي حصلت , حتى لا يفقد الحراك بعده الشعبي , ولئلا يتحول الى معارضة تقليدية كرتونية كتلك التي كانت في البلد على مدى الأعوام الماضية , واعني هنا المعارضة الحجرية النخبوية التي تخاطب الشارع _ هذا ان خاطبته _ بلغة لا يفهمها 
ما يدفعني الى كتابة هذه الكلمات هي بعض العبارات التي قرأتها في مواقع التواصل الإجتماعي والتي يتذمر كاتبوها من ضعف الاقبال الشعبي على المشاركة في المسيرات وخصوصا مسيرة الجمعة والتي تأتي بعد مهزلة الفوسفات واعتقال بعض النشطاء من مدينة الطفيلة . 
ووجهة نظري الشخصية في هذا الموضوع هو انه لاحق لكم يا اعزائي في انتقاد الشارع ولا في انتقاد من اختار ان يظل من افراد حزب الجاعد , وعوضا عن هذا يجب علينا على الأقل ان نتسائل لماذا لم ينزل الأردنيون؟؟؟  وهل  قصرنا كشباب "طليعي " في دعوته الى النزول الى الشارع وفي توضيح اهمية التظاهر السلمي الواعي للشعب وافراده 
ولأنه بالمثال يتضح المقال دعوني اضرب لكم مثالين اثنين : الأول هو مثال سيدنا نوح الذي دعى قومه 950 عاما متواصلة الى ان يؤمنوا وفي النهاية " ما امن معه الا قليل "  والمثال الثاني هو ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي الهمت العالم كله 

نبي الله نوح لم ييأس ولم يمل , ولم يرفع الراية البيضاء الا عندما جائه خبر السماء بأنه لن يؤمن من قومك الا من قد امن , ومع الفارق طبعا بين شبابنا وبينه وبين طبيعة الدعوتين , الا انه يجب علينا ان نستفيد من هذا الدرس التاريخي 

والمثال الثاني و الذي يفترض انه الانسب هو مثال ثورة الخامس والعشرين من يناير  فهذه الثورة العظيمة وهذا التغيير الجذري لم يات بين ليلة وضحاها ولا هو وليد استشهاد خالد سعيد , ولا حتى مرهون بانطلاق حركة كفاية , ولكنه بناء له اساساته الراسخة في الأرض ويبدأ من وجهة نظري منذ اليوم الأول الذي نزل الناس فيه الى الشوارع اعتراضا على انقلاب العسكر على ثورة يوليو , وعلى المبادئ التي اعلنوها لثورتهم , منذ حبس الشيوعيون والاخوان , مرورا بخروج الملايين في مناسبات عدة كثورة الخبز في السبعينات وكمئات التظاهرات التي خرجت احتجاجا على ضرب العراق وعلى مجازر فلسطين , كل هذا يا سادة هو الذي اوصل الحركة الاحتجاجية الى ان ترى اكثر من ثلاثة ملايين حنجرة في ميدان التحرير كلها تهتف بصوت واحد : الشعب يريد 
بينما تاريخ حركاتنا الاحتجاجية اقصر عمرا واقل زخما بكثير من مثيلته المصرية ولذا لا يجوز لنا ان نتوقع من شعبنا المثل , هذه واحدة 
اما النقطة الثانية والأهم وهي التي ذكرتها بالتفصيل في تدوينة سابقة وهي ان التظاهر ليس هو السبيل الوحيد للاعتراض , ولا السبيل الوحيد لقياس الغضب المكبوت في النفوس , والأهم من هذا هو ان الدعوة لابد وان تكون عبقرية عندما توجه للناس من اجل النزول الى الشارع
ما اعنيه هنا هو حتى تضمن نزول اعداد هائلة لتحقيق المطالب التي تراها عادلة يجب عليك ان تكون ذكيا في مخاطبة الناس , عبقريا في استخدام الكلمات , وهنا لا اعني الكذب ابدا , بل اعني الوصول الى الناس حيث هم , الوصول الى الناس في المقاهي والحافلات , الوصول الى الطلاب في الجامعات , الوصول الى ربات البيوت في الأسواق , الوصول الى الشباب في الملاعب 
وتعريف الناس بمن نحن او بمن انتم , وتعريفهم بالأسباب التي ترون انها هي التي من اجلها لابد لهم من النزول الى الشارع تحت المطر وتحت الشمس !
السنا نطالب بدولة القانون وبالحرية والديمقراطية ؟ ما المشكلة لو ربطنا هذه المطالب بالحياة اليومية للمواطنين
ما المشكلة لو قلنا لطالب الجامعة ان غياب الديمقراطية هو السبب وراء ظاهرة العنف الجامعي , وخلف ارتفاع اسعار الدراسة
مذاا لو قلنا للعمال في مصانعهم ان الفساد المتمثل بكذا وكذا هو السبب الأول في انخفاض اجورهم , وفي ضعف تأمينهم الصحي , وفي ان الدجاج طبق غائب عن موائدهم !
ما المشكلة لو قلنا للمعلمين الذين نزلوا بالألاف طلبا لحقهم ان سبب غياب هذا الحق هو غياب البرلمان المنتخب "حقا "
ما المشكلة لو قلنا لربات البيوت ان غياب الحرية هو سبب ارتفاع اسعار الخضروات في الوق , وبسبب غياب الحرية يغشك الخباز , ويستغفلك اللحام , ويعاسك الوغد !
وفي النهاية " خاطبوا الناس بما يعرفون , اتريدون ان يكذب الله ورسوله " 

مواد ذات صلة