كنت اعتزم النوم قبل قليل , لكن فجأة ودونما سابق انذار , ولان الحزن يحبني " واحبه " تذكرت انني عاطل عن العمل , وكنت قد قرأت قبل قليل اعلانا على صفحة جامعتي ان يوم الثلاثاء القادم هو اخر موعد لتسديد "مستحقات " الجامعة المتوجبة علي
بالطبع هذه ليست المشكلة فالمبلغ بسيط جدا , لكنني ما برحت افكر كيف سأتدبر اموري
؟؟؟
بالمناسبة ما الذي ستخسره الجامعة لو انني لم ادفع ما يتوجب لها علي ؟ هل سيجوع الدكاترة مثلا ؟ ام ان المياه ستنقطع عن الجامعة لان الدنانير التي ادفعها هي المخصصة للمياه مثلا ؟ ام ربما ان الكتابات والرسوم اللعينة الموجودة على ابواب الحمامات من
الداخل سوف تمحى بنقودي ؟؟؟
ما علينا
تقدمت قبل عدة ايام لوظيفة احبها واتمنى ان تحبني , وانا الان انتظر اجابة من بيدهم
الامر
وسؤالي الذي يلازمني دوما كلما تقدمت لوظيفة ما , هل يعلم صاحب العمل " اي عمل " ان بيده مصائر بشر ؟ هل يعلم جيدا ان حياة كاملة , لا بل اكثر من حياة تتوقف على رأيه السديد ؟
ولا اعني هنا ان قرار صاحب العمل يؤثر عل مقدار رفاهة حياتي او حياة غيري , بل هو يؤثر على وجود هذه الحياة من عدمه
قلت انني كنت اعتزم النوم ,لان لدي امتحانين غدا , وانا بحاجة الى قسط ما من النوم ,والا فسأغفو في قاعة الامتحان , لكن سحقا , الليلة يختار النوم ان يجافيني , وسحقا لهذه الرأس التي لابد لي من ان انتزعها من مكانها
ماذا لو انني تفوقت في امتحان الغد ؟ ما الذي سيؤثره هذا على حياتي ؟
قبل خمسة سنوات او ست لا اذكر كنت ادرس في جامعة الحسين بن طلال في مدينة معان , وكنت وقتها في قمة نشاطي و "ذكائي متقد " وكنت وبعد ان صدرت نتائج الامتحان الاول , الاول على دفعتي في تخصص كنت اعتبره رائعا الا وهو
C .I. S computer information systems
لكنني وبعد صدور النتائج اضطررت الى ترك الجامعة , لان والدي لم يعد قادرا على دفع !!!!مصاريفي الهائلة
بالطبع استطيع تحميل هذا الفشل والاخفاق لفقري , او لنياطة والدي او حتى على صغر سني , لكنني اكون كاذبا ان قلت هذا ,فانا المخطئ الاول والوحيد ,بالطبع انا لا اعفي والدي ولا المجتمع من مسؤوليته لكنني انا المخطئ الاول
فانا من كان يتوجب عليه ان يناضل من اجل غد افضل , من اجل شهادة تقيه ذل الايام , ومن اجل شهادة تمنحه عملا براتب محترم في اخر الشهر , لكنني استسلمت , ورفعت الراية البيضاء في اول تحد تضعني امامه الحياة
والمشكلة الاكبر انني استطبت هذا السلوك حتى بات عادة لا يبدو انني سافارقها في القريب العاجل
ففي الحب ارفع الراية البيضاء , وفي عملي اللعين الذي اجبرني عل كراهية نفسي رفعت الراية البيضاء مرارا وتكرارا
وفي محاولة لتفريغ كل هذه الانهزامات المتتالية لجأت الى الكتابة
ربما لان الصفحة البيضاء تنسيني الراية البيضاء التي ارفع فوق راسي , وربما لان الكتابة تنسي الهم ولو قليلا
يفترض بهذا العام ان يكون العام الافضل في حياتي , فقد تعرفت فيه الى انسان لم اكن احلم بالتعرف اليهم , وفعلت امورا جعلتني اغير نظرتي السلبية عن نفسي , وقرات فيها كثيرا , واكتسبت مهارات اكثر
لكن ها انا الان والعام يوشك على الرحيل اكاد اكسر ,واكاد بحماقة جديدة اضيع كل ما اكتستبه خلال هذا العام
استطيع القول انني سافعل كل ما بوسعي , وساناضل من اجل حقي في ان انجز ما احلم بانجازه , وسأعد نفسي بذلك , لكن هل فعلا سأفعل شيئا من هذا ؟؟؟
في هذه اللحظات اللعينة التي اكتب فيها هذه الكلمات هنالك اناس يموتون في غزة بفعل الاحتلال الذي يبدو انه هو الاخر لانهاية له , ولي اصدقاء يموتون حرفيا , لكن كل ما افكر به في هذه اللحظة هو الفتاة التي رأيتها اليوم وانا عائد من الجامعة الى عمان
اخرجت كتابا لأدرس على امتحان الغد , لكنني لم استطع وبقيت اتظاهر بأنني ادرس , لكنني لم اقرا كلمة واحدة الا عينيها
كنت اسمع في الافلام والقصائد ان عيون المحبوبة بحر مدلهم يضيع فيه العشاق , واليوم عرفت معنى هذا
انظر اليك تينك العينين, واشعر انه لا مانع لدي ابدا ان مت في تلك اللحظة , بل انني ساكون اسعد انسان في الدنيا , انني مت وانا انظر الى بحر لا شطاْن له
هو ليس حبا من النظرة الاولى , لا ليس حبا على الاطلاق , انما هو حماقة منذ الوهلة الاولى
لكنني احب هذا النوع من الحماقة
اليوم ايها السادة عرفت ان الملائكة تنام , وانها تضع راسها على كتف رفيقتها , واليوم , عرفت كذلك انها في نومها لا تقل عنها جمالا في صحوها
لو انني نمت ما كنت لاكتب ايا ما كتبته الان , ولكن سحقا فالنوم جافاني ,وحبيبة القلب الجديدة اوجعني انني لم اخبرها عما كنت احس به , وعلى الاغلب انني لن اخبرها , لكن
من يعلم ما يمكن ان يحدث غدا
فالغريق لا يخشى البلل, وانا اعتدت الهزائم حتى صارت احدى اجمل هواياتي , ومن لا يملك شيئا ليخسره هو اغنى انسان على هذه الارض .فربما غدا سأذهب اليها واقف امامها كما سبق ورأيت في خيالي مرارا , وساخبرها عن كم اعجبتني في صحوها
وغفوتها , وكم اتمنى لو ان روحها تكون بربع جمال مظهرها,,,,, ربما
حياة باكملها متعلقة بهاتف ياتيني ويخبرني انني ساعمل لقاء اجر هو اقل من الحد الادنى للاجور ,لكنه هاتف سيجعلني اطير فرحا
فكرت كثيرا كيف سانهي هذا الوجع الشخصي غير المترابط ولا المتناسق , ولا اظن ان هنالك نهاية افضل من ان اقول انني فكرت بحلول لمعضلة عملي وجامعتي التي لا املك اقساط فصلها القادم , وبالطبع كل الحلول كانت متطرفة جدا , وغبية جدا , وممكنة طبعا
اللعنة علي ,,, متطرف حتى في الغباء
No comments:
Post a Comment