بما انني ادرس التاريخ فانا ملزم بدراسة تاريخ الامبراطورية البيزنطية والحقيقة انها مادة صعبة حيث اننا ندرس تاريخ الامبراطورية السياسي ولذا علينا ان حفظ اسماء الكثير من الاباطرة واسماء زوجاتهم ومن ورثهم واهم انجازاتهم وعيوبهم وما حصل في عهدهم , وبما ان الامبراطورية البيزنطية امتدت لاكثر من الف عام فيبدو اننا سنتحول الى ماكنات حفظ
ما علينا
بالامس وصلنا بالحديث عن الامبراطورية البيزنطية الى عهد الامبراطور جستنيان والذي حكم من 527 الى 565 وعندما كنت احضر للمادة قرات ان هذا الامبراطور احد اهم اباطرة الدولة طوال تاريخها وبمجرد قراتي عنه اتضح لي لم خلد ذكره التاريخ واغفل اخرين على الرغم من انه احد الاباطرة الذي قامت ضدهم ثورة كادت تطيح به وبحكمه وربما بالبلاد كلها
الثورة التي اتحدث عنها هي ثورة نيقا والتي حدثت عام 532 وساتحدث عنها لاحقا لكن اقول ان العامل الاقتصادي كان واحدا من مسببات اندلاعها .
المهم الثورة قمعت وانطفئت نارها , لكن جستنيان تعلم الدرس ونظر الى الاسباب التي ادت الى قيام الثورة فحاول جاهدا ان يقوم بتصحيح الاخطاء , وساذكر بعض هذه الاصلاحات التي امر بتنفيذها لانها اصلاحات عبقرية , واصلاحات يمكن الاستفادة منها على الرغم من مرور قرابة الخمسة عشر قرنا على تنفيذها
اولا : كان الكثير من السادة الاقطاعيين قد استولوا على اراض شاسعة من اراضي الدولة , فقام جستنيان باسترجاعها او استرجاع معظمها ," تقريبا قام بتأميمها " . زاعما ان هؤلاء الاقطاعيين قاموا يتزوير الاوراق التي خولتهم الحصول على تلك الاراضي
ثانيا : قام بتأميم اراض شاسعة من تلك التي تملكها الكنيسة سواء بفعل التبرعات او تلك التي كانت قد حصلت عليها كمنح من اباطرة سابقين
ثالثا : اجبر العاطلين عن العمل على العمل في مخابز الدولة بالمجان , حتى لا يقوموا بالسرقة او النهب او التسول
رابعا وهو الاهم : انه اتجه الى دمج الولايات مع بعضها البعض , بمعنى قام بجمع الولايات الفقيرة مع الولايات الغنية ولهذا الامر ايجابيتان
الاولى هي تقليص عدد الموظفين , وبالتالي التقليل من الانفاق والتقليل من الضرائب
والثانية قيام الولايات الغنية بدفع ضرائب الولايات الفقيرة
لكن ما علاقة الدكتور بمعروف البخيت بهذا الجستنيان ؟
قام حكومة الدكتور معروف البخيت باستحداث قرابة المئة بلدية جديدة ليصل عددها الى اكثر من 200 بلدية فما الذي تعنيه هذه الزيادة ؟
مزيدا من الضغط على ميزانية الدولة المنهكة اصلا
وبالطبع لتمويل هذه البلديات قامت الحكومة بفرض ضريبة جديدة على الوقود قدرها 8% والتي كان مجلس النواب الاردني المعبر عن الارادة الشعبية جدا !!! قد اقرها في دورته الاستثنائية.
وكأن ضريبة جديدة هي ما ينقص المواطن الاردني الذي يرزح تحت وطأة ما لا يقل عن مئة ضريبة برأي بعض خبراء الاقتصاد
حلم حياتي هو ان اعلم من هو العبقري الذي اوحى للحكومات الاردنية المتعاقبة ان المواطن الاردني عبارة عن الة صراف الي ATM
او انه بقوة حلوب ضرعها لا يجف ؟؟؟
او انه بقوة حلوب ضرعها لا يجف ؟؟؟
يا دولة رئيس الوزراء " السابق " هل مزيد من موظفي المكاتب المكيفة هو ما تحتاجه الدولة حقا , ام انها مجرد محاولة لاسترضاء البعض ؟
المعادلة جدا بسيطة يا دولة الرئيس : ان اردت انقاذ خزينة الدولة فلا تزد في التضخم الوظيفي , ولا في النفقات ,
ادرك هذه المعادلة جستنيان قبل الف وخمسمئة سنة فادركها انت اليوم
صحيح ان رسالتي هذه متاخرة وانها تصلك بعد ان تقدمت باستقالتك لكنها لك ولمن اتى بعدك دولة القاضي عون الخصاونة
اعلم جيدا ان في الاردن مناطق فقر متقع , وان في البلد اغنياء يزدادون غنى , وفقراء يزدادون فقرا , لكن لا اعتقد ان زيادة عد البلديات وبالتالي زيادة كمية الضرائب على كاهل المواطن سيكون حلا لهذه الازمة
يا رؤساء الحكومة الاعزاء : اقرؤوا التاريخ اذ فيه العبر, ضل قوم ليس يدرون الخبر
No comments:
Post a Comment