هذا المقال سيحتوي على بعض الصور الكلامية والالفاظ الخادشة لما يسمى بالحياء العام فان كنت ممن لا يتناسب هذا الامر ومبادئه فارجو الا تتابع القراءة
تعاني مجتمعاتنا العربية وحتى بعد الربيع العربي من انها مجتمعات مكبوتة , وهذا الكبت الذي اتحدث عنه يشمل معظم جوانب الحياة, فمن الحقوق السياسية الى الحقوق الاجتماعية الى الحريات الفردية , بل وحتى الحريات الدينية
لكن ما يعنيني الليلة هو الكبت الجنسي والذي اراه كوحش كامن في قلوب شبابنا يوشك ان يفتك بهم وبمجتمعاتنا في اللحظة التي يشاء
وسبب اختياري هذا الموضوع لاكتب عنه الليلة هو الحدث التالي : دخلت اليوم الى "حمامات جامعتي جامعة اليرموك ,مضطرا واقول مضطرا لانني اعرف جيدا مستوى القذارة التي تكون عليه معظم الحمامات العامة في وطني , لكن مرغم اخاك لا بطل يدخل الى الحمام متوقعا الا يكون باب هذا الحمام ناجيا من رسامي الحمامات وبيوت الراحة الذي لا يألون جهدا في ترك بصماتهم واضحة فاضحة على كل "حمام " يدخلونه .
وما توقعته كان , فقد وجدت عبارة ترحيب تقول : تأكد من وجود الماء في الحنفية قبل ان تتورط وتحصل الكاريثة , وقد اضحتني هذه النصيحة القيمة كثيرا , وتابعت تجولي في هذه الصفحة المفتوحة فوجدت شتيمة قذرة عنصرية تقليدية , لم تستفزني كثيرا فقد اعتدنا على ان يفرغ العنصريون ما يعتمل في صدورهم خلف الابواب المغلقة
وبعيدا عن هذا وذاك نصل الى الرسمة المؤذية التي استفزنتي رؤيتها للكتابة
فقد كانت هذه الرمسة عبارة عن عضو ذكري ينتصب امام وجه فتاة , أي ان صديقنا الفنان اختصر الرجل كل الرجل بعضو ذكري واختصر الانثى بوجه مهمته تلقي هذا العضو وامتاعه
لا ادري ما هي الاسباب التي دفعت صديقنا الى رسم هذه التحفة الفنية وفي هذا المكان بالضبط , ربما كان يشعر بالاثارة وربما كان يشاهد فيلما ما لكنني اجرؤ على القول ان هذا الشخص كانت الانثى الوحيدة التي مارس معها الجنس يوما هي يده , بينما كان يشاهد فيلما اباحيا شاذا على هاتفه النقال .
لست ادعي النقاء ولا الطهارة وربما صادفتني ذات يوم خيالات اكثر قذارة وسوءا واكثر وقاحة مما قد تصل اليه مخيلة هذا الفنان لكنني لم افكر يوما في اختصار المراة التي هي الام والاخت والزوجة والشريكة بهذه الصورة المهينة
ولو انك قمت بالدخول الى حمامات المدارس على حين غفلة من مديريها لوجدت العجب العجاب , ولوجدت عقولا اقتصر تفكيرها وانحسر في ما بين الساقين فقط , حتى يخيل الى الغريب عن هذه البلاد ان عقول ابنائها ليست في رؤوسهم ولا في قلوبهم بل في فروجهم
اعلم جيدا انني تجاوزت خطوط الحياء العام وربما وصلت الى درجة الابتذال , لكن هذا النوع من العقليات مستفز جدا ويدفعك الى الكفر بكل هذا النظام التعليمي
لماذا النظام التعليمي بالذات ؟ لان مهمته لاولى هي تنشئة الجيل وتربيته وتهذيبه وايصال اكبر قدر ممكن من اركان الفضيلة اليه
لكن نظامنا التعليمي سيء وفاسد فهر نظام يتجنب عن قصد أي حديث عن التربية الجنسية السليمة ويكتفي بذكر انها حرام في خارج اطار الزوجية , لكنها لا يهتم ابدا في تعليم الطلاب المراهقين وغري المراهقين أي شيء عن الجنس الاخر , فلا الذكر يعرف الانثى و لا الانثى تعرف الذكر الا من خلال افلام اباحية وفرتها التقنية الحيدثة وباتت في متناول الجميع او في افضل الاحوال عبر افلام هوليود التي تصور العلاقة بطريقة يندر وجودها في مجتمعاتنا الشرقية المحافظة " من الخارج " .
اذكر درس الزواج في مادة الثقافة الاسلامية في احد الصفوف المدرسية , وقد كان الاستاذ الذي يعطينا المادة شخصا طيبا وخلوقا زيادة عن اللزوم فطلب من معلم اخر ان يحل مكانه في شرح هذا الدرس والاجابة عن استفسارات الطلاب التي لا شك ستكون كثيرة بفعل الفضول او بفعل امور اخرى
وللاسف فان هذا المعلم كان في شرحه وقحا وبدا الامر وكأننا نستمع الى قصة جنسية لا الى معلم يخبرنا عن تواصل الاجساد الذي يؤدي الى توطيد تواصل الارواح .
الجنس في بعض الثقافات امر مقدس جدا , وهو مرتبط بمعجزة الامومة , ولذا يعامل بكثير من الاهمية بل وصل الامر ببعض الحضارات انها قد جعلت عضو التناسل الانثوي الها يعبد لانه من وجهة نظرهم يجلب الخير للبشرية ويضمن التناسل والتواصل للجنس البشري
لست اطالب هنا بشيء سوى بقليل من الحرية وكثير من التربية والتعليم الذي شاءت الاقدار اننا نملك وزارة تختص بهذا الشان
اعزائي المربين , والمعلمين , والقائمين على النشئ : عندما يقول الاعلام ان العالم بات قرية صغيرة فانه لا يكذب و اصغر طفل في المدرسة قادر بفعل الانترنت على الوصول الى ادق المعلومات او اكثر خطأ , وكل ذلك دونما جهد يذكر , ولذا قوموا بعملكم وادوا مهامكم بعقول متنورة واذهان متفتحة على العالم , ولا تضعوا رؤوسكم ورؤوس ابنائنا في التراب , فزمن حجب المعلومة ولى الى غير رجعة
No comments:
Post a Comment