اشعر بكمية هائلة من الاكتئاب , لا ادري من اين اتتني بالتحديد , لكنها بالتاكيد لم تأت من الاخبار التي تحيط بي والتي هي بالمناسبة كلها اخبار سيئة
ولذا فكرت وفي محاولة للخروج من هذا الجو المقيت ان اكتب قليلا من الافكار , لست ادري من اين ابدأ ولا اين سأنتهي ولكن ها نحن نكتشف سويا
دعوني ابدا بالترحم على الشهداء الذين ارتقوا الى العلياء في الثورة المغدورة المقهورة التي لا يعبئ بها الاعلام , بل ولا حتى النشطاء في البلدان العربية , واعنى هنا الثورة اليمنية المباركة ,و التي فاجأتني واخجلتني في ذات الوقت , فاجأتني لانني اكتشفت فيها عظمة الشعب اليمني وقدرته الرائعة العظيمة على ضبط النفس وعلى الحفاظ الى حد كبير على سلمية ثورته
اما ما اخجلني فهي امور كثيرة , اوله هو زيف المعلومات التي كانت لدي عن الشعب اليمني من انه شعب " جاهل " ومن انه شعب همه ينحصر في الزواج من الفتيات الصغار وفي تعاطي القات , اخجلني ايضا مقدار السفالة الذي يتعامل به الاعلام العربي مع الثورة اليمنية من ناحية ضعف التغطية او انعدامها احيانا وكل هذا في سبيل ارضاء شيوخ النفط من ال سعود
والى الجانب الاخر من العالم انتقل , اعنى الى نيويورك , الى مقر الامم المتحدة ,حيث فوجئت في انني تفاجئت لدى سماعي خطاب الوغد باراك اوباما ,الرجل الذي كان قد وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدولة فلسطينية في سبتمبر الحالي , لكن هذه الوعود تلاشت لدى رؤيته لقدرة السلطة على الالتزام بما طلب منها "على الرغم من عدم وطنية هذه الالتزامات من وجهة نظر بعض الفلسطينيين " فاجاني اوباما بسفالته حتى ظننت لوهلة ان السافل بوش هو من يتحدث
وبالطبع انا لا زلت عند موقفي الداعم لاستحقاق ايلول ,لانه افضل من حالة الجمود التي تشهدها القضية الفلسطينية والتي يفترض ان يكون النقاش الدائر حوله فرصة لتسليط الضوء من جديد حول الانتهاكات التي يقوم الكيان الصهيوني بارتكابها كل يوم , وخصوصا عبر مستوطنيه .
ومشكلة استحقاق ايلول من وجهة نظري تتلخص في عدة نقاط
اولا شرعية القيادة الفلسطينية : فما هي الشرعية التي يملكها الرئيس محمود عباس ؟ وما هي شرعية قيادته لمنظمة التحرير الفلسطينية ؟ خاصة بعد انتهاء فترة رئاسته
اعلم انه كان قد دعا مرارا لانتخابات رئاسية وتشريعية , لكن وعلى الرغم من ذلك يظل سؤال الشرعية مطروحا
ثانيا : الانقسام , وقع الاخوة الاعداء على اتفاق المصالحة " لولوليييييييييش " لكن يبدو واضحا جدا ان الاتفاق ليس وطنيا , وانه مجرد حبر على ورق , والحقيقة انني لحظة توقيع الاتفاق قمت بشتم الموقعين دفعة واحدة ,لانهم كان بامكانهم ان يجنبونا ويلات الانقسام منذ زمن طويل لكنهم ولسفالتهم رفضوا ذلك , شتمتهم لانهم ان كنتم تذكرون لم يبالوا بالشباب الذين خرجوا الى الميادين الفلسطينية مطالبين بانهاء الانقسام في يوم الخامس عشر من مارس الماضي ولم يعبؤوا بحناجرهم التي هتفت الشعب يريد انهاء الانقسام , بل انهم تعرضوا للقمع ولهراوات الامن في كلا شطري الوطن المنقسمين ومن نيويورك اعود بكم وبنفسي الى هنا الى الاردن , ما كل هذا الهراء الذي يحدث؟
فارس شرف محافظ البنك المركزي يجبر على تقديم استقالته ,والامن يمنعه من دخول مكتبه , والتهمة البخيتية كانت عجيبة غريبة : فارس شرف ليبرالي ومعاد للفقراء
احا يا دولة رئيس الوزراء , وهل حكومتك الموقرة هي سانتا كلوز مثلا او الام تيريزا ؟ حكومة فرض الضرائب وارتفاع الاسعار , حكومة الفساد والمفسدين , حكومة تهريب شاهين والكازينو , حكومة قمع المتظاهرين وخنق الاصوات , حكومة تقسيم المجتمع وتخوين افراده , هل هذه حكومة الفقراء يا عزيزي ؟؟؟
ثم ما كمية الهراء القادمة الينا من العبدلي ؟؟
النائب حمد بو زيد يقول اننا في خدمة جلالة الملك اولا ثم في خدمة رب العالمين ؟؟؟
ويخرج علينا نواب العار ليصفوا خيرة شباب الوطن بانهم سكيرون وعملاء لفرنسا وامريكا , بينما يصفههم خائب اخر بان قال : لم يبق في الخم الا ممعوط الذنب
احا يا ممثلي الشعب
الم تكونوا تقبلون الايادي طلبا لهذا المقعد ؟؟
الم تبوسوا اذناب ممعوطي الذنب لتتحصلوا على حصانتكم البرلمانية
لكني اقول : العيب ليس فيكم , وانما العيب فيمن اوصلكم وسيظل يوصلكم بما تدفعون من
اموال وبما تحملون من اسماء عائلات
الى ام الدنيا واملها مصر , المني جدا ما قالته الناشطة نوارة نجم من ان ما حدث في مصر كانت عبارة عن بروفة للثورة ةان الثورة لم تقم بعد
وعندما يصدر هذا الكلام عن نوارة والتي كانت توصف بانها "بتاعة الجيش" بإمكاننا ان نعلم مقدار اليأس والالم الذي تسرب للنشطاء , ومقدار الحماقات التي يرتكبها العسكر يوما تلو الاخر
اكثر من عشرة الاف ناشط حوكموا عسكريا منذ سقوط مبارك
مايكل نبيل سند يموت جوعا خلف اسوار سجنه
وقانون الطوارئ الذي خرجت الجماهير المصرية لإسقاطه يوم الخماس والعشرين من
يناير يمدده مجلس العسكر
هل ستكون الجمعة القادمة جمعة فلسطين
رايت على الفايس بوك دعوات لان تكون الجمعة القادمة اي غدا جمعة فلسطين
والحقيقة انني لا اظن ان هذه الدعوات ستلقى قبولا , ليس لان فلسطين سقطت من اجندة الجماهير العربية , ولا لأن الثورات العربية كانت باوامر صهيوامريكية كما يتجرا البعض على القول بل للأسباب التالية
اولا : قصر الوقت الذي تمت فيه الدعوة , فخطاب اوباما كان البارحة ,والدعوة صدرت في وقت متاخر من وقت امس , على الرغم من انني كنت قد شاهدت دعوات لان تكون الجمعة القادمة جمعة فلسطين من اسبوع على الاقل الا ان هذه الدعوات لم تتلق الدعم والزخم الذي يحيلها الى حقيقة واقعة
ثانيا : هل ستخرج مظاهرات مماثلة في غزة والضفة ؟ في الضفة جائز لكن ماذا عن غزة ؟ ودعونا لا ننسى ان الجماهير العربية في اغلبها متعاطفة الى حد كبير مع الخطاب الحمساوي الرافض بشكل او باخر لاستحقاق ايلول
فان كانت المظاهرات الحاشدة لن تخرج من المدن الفلسطينية الغزية فكيف ستخرج في القاهرة وتونس العاصمة
ثالثا وهو الاهم من وجهة نظري : ان الثورات العربية لم تكتمل الى الان ولذا فالعرب للأسف مشغولون حتى الاعياء في انفسهم , ففي سوريا وليبيا واليمن هنالك حرب مكتملة النصاب , ومجازر مكتملة الدماء
وفي تونس ومصر يحاول الشعب بأقصى ما يملك من قدرات ان يسترجع ثورته المسروقة من النظام السابق الذي استعاد توازنه بعد صدمة الثورة , ومن العسكر الذي يبدو انه يحاول جاهدا اعادة تجربة 52
هذا ما جادت به قريحتي
وفي اخر الكلام ادعو الله ان ييسر لي موضوع الزيارة الى تونس لانني احتاج الى هذا النوع من الرحل لاعيد عقد سلام مع روحي وجسدي وأفكاري
No comments:
Post a Comment