صرخة لإنقاذ مكتبة امانة عمان من هجر المواطنين وإهمال بعض الموظفين
كنت دوما ما اقول لكم انني احلم انني بأن نصير في الاردن نهمين جدا للقراءة , نهمين للكتاب والكلمة الى الدرجة التي دعتني الى ان احلم باليوم الذي اصعد فيه الى الباص فأجد نصف الركاب على الاقل يضعون رؤوسهم في كتب يحملونها وينشغلون بالمكتوب فيها عن كل العالم الخارجي
حلم جميل وبعيد المنال اليس كذلك ؟
لكنني وفي زيارتي لمكتبة امانة عمان الكبرى الواقعة في وسط البلد اضطررت الى اللجوء الى صيغة اخرى للحلم
فأنا ايها السادة احلم ان ادخل الى المكتبة العامة فأرى نصف مقاعدها مشغولة
احلم بان ادخل الى المكتبة فاجد موظفا على مكتبه
ادخل الى المكتبة فأجد الجو العام المتوفر في المكتبة يجبر الإنسان على ان يظل فيها حتى موعد الاغلاق
واليكم ما حصل
دخلت الى المكتبة حاملا حقيبتي التي تحوي كتابا وكاميرا وطلبت من المسؤولة الموجودة عند مكتب خدمة الموظفين " وهي عجوز غاية في الطيبة والنبل كما رأيت " الاذن بتصوير المكتبة
وبالطبع سالتني عن الدافع وراء هذه الفعلة الغريبة على الاجواء المكتبية فلم اعرف ما اقول لها
هل اقول لها انني مدون ؟ ولكن ما هو التدوين
ام اقول لها انني صحفي ؟ واين هويتك ولمن تعمل واسئلة وبيروقراطية لا تنتهي
وعندما لم احز جوابا اعلم انه سيمكنني مما اتيت لأجله لجأت الى الكذب فاخبرتها والام يعتصرني " لأنني اكره ان اكذب على الرغم من مهارتي " انني مسافر الى خارج البلد في الفترة القادمة وانني اجمع بعض الذكريات التي ستذكرني ببلدي هناك في الغربة
خاصة ان هذه المكتبة بالذات كانت ملاذي ذات طفولة لا اذكر عنها الكثير
المهم انطلت الكذبة عليها وقالت لي لا مانع
صعدت الدرج وكلي خوف من ان يزعج تصويري لما اشاهده في المكتبة زوارها!!!؟
دخلت الى القاعة الاولى قاعة اللغة العربية
المكتبة على ما هي عليه تقريبا منذ كنت فيها ايام المدرسة
الكتب بأغلفتها الزرقاء غير المحببة , وموظفة لديها حاسوب وامامها سجل يكتب فيه زوار المكتبة اسمائهم ومهنهم وتاريخ ووقت الزيارة لغايات احصائية
وهنا سألني أحد الموظفين عما افعل فأخبرته بالكذبة ذاتها وسارت الامور على ما يرام
اما الامر الذي لا يمكن ان يكون على ما يرام ابدا فهو عدد الزوار الذين كانوا داخل القاعة
العدد ايها السادة كان صفرا مربعا ومكعبا
لا يوجد في القاعة سوى الموظفة فقط
وهنا بدأت التصوير فالتقطت الصور التالية
هل فهمتهم الرسالة التي فهمت ؟
الكتب تصيح وتئن : الزمن اكل علي وشرب , الغبار غطى جلدي الثمين , فأرجوكم فلتريحوني وليفتح دفتي احدكم ولو مرة في السنة
وبعدها سألت الموظفة عن الشعر فأخبرتني ان كتبه في القاعة الثانية فتركت القاعة الاولى وتوجهت احث الخطى علني اجد كتابا ما من الكتب التي كنت اقرأ ذات طفولة اضاعت السنون ذكرياتها
لكنني عندما صعدت الى الطابق التالي لم اجد اي موظف على مكتبه ولو اجد سوى حاسوب مشغل
ولكن امرا اخر افرحني واعاد الي الحياة
الا وهو انني وجدت وبعد طول انتظار بعض القراء !! ولله الحمد
اما عددهم فليسوا بالعشرات , ولا بالاحاد
هم ثلاثة رجال في الخمسينيات من العمر" او اكثر " قادهم امر ما الى ان يختار كل منهم زاوية من زوايا القراءة وينهمك في كتاب ما
فكرت ان اجري معهم حوارا ما , لكنني لم احب قطع علاقتهم بما يقرأوون
وبينماكنت اهم بالخروج من القاعة سمعت صوت انسان ما , ففرحت وصعدت الى الطابق التالي والى قاعة الروايات والكتب الانجليزية لاجد رجلا اربعينيا ربما " يسألني هل انت موظف هنا
ففهمت ان لا موظفين في هذا الطابق ايضا
لكنني عرضت عليه المساعدة فوجدته يسأل عن كتاب كليلة ودمنة فأخبرته انه كتاب مترجم عن الهندية نقله لنا عبدالله بن المقفع وحاولت معه كثيرا ان اجد الكتاب لكن دون جدوى
بل ان الرجل اتصل وعبر هاتف الموظفة " الغائبة " بالمقسم او الطابق السفلي عله يجد مساعدة ما , الا ان المساعدة لم تحضر
فاضطررت الى اخباره ان الكتاب موجود على الانترنت ومن الاسهل والافر للوقت وللجهد ان يحمّله من هناك
لا تعليق افضل من : لا تعليق
غاب القرّاء
وغابت سمر ايضا
وعلى الهامش اليكم ايضا هذه الصور
ما الحل ؟؟
ملاحظات سريعة
اعتقد ان اللوم يجب ان يلقى على طرفي المعادلة
القرّاء , المواطنون , الشعب بسبب إهماله لثقافته الى هذا الحد
بسبب تخليه عن حقه في التعلم والاستزادة من العلم الذي توفره الكتب
وكذلك المسؤولية واللوم على عاتق امانة عمان الكبرى وعلى وزارة الثقافة , ووزارة التربية والتعليم , ووزارة التعليم العالي فكيف يسمحون بان تهجر المكتبة على هذا النحو ؟ وكيف يتسرب الموظفون هكذا كما يفعل طلاب المدارس ؟
اتعلمون ما الاسم الذي يطلق على الموظف المسؤول عن المكتبة ؟؟؟
أمين المكتبة
فهل الصور التي في الاعلى تدل على الامانة ؟
لست اتهم احدا والخلل ليس في الموظفين وحدهم بل في المسؤولين عنهم قبل ان يكون فيهم ؟
وكيف يسمح للمكتبة بان تكون على هذه الحال من الجو الخانق والنظافة النادرة , والاهم والاخطر الكتب المهملة الملقاة كيفما اتفق ؟؟؟
هذه مناشدة من القلب الى كل صاحب منصب , الى كل مواطن , الى المثقفين , الى المعلمين , الى الطلاب , الى الناشطين عبر الانترنت , اتوسل اليكم الا تسمحوا لمكتبة الامانة ان تموت
فإنها في ذاكرة جيلي واجيال من قبلي واجيال من بعدي , وان سمحتم لها بالموت مات معها جزء منا , لن تعوضه كل مكتبات الدنيا
ففي هذه المكتبة بالذات فقدنا عذريتنا مع الكتاب الاول , والحب الاول
عاهدوا المكتبة بالزيارة ولو مرة واحدة في الاسبوع
عاهدوا المكتبة الا نرى هذين المشهدين مرة اخرى
كنت دوما ما اقول لكم انني احلم انني بأن نصير في الاردن نهمين جدا للقراءة , نهمين للكتاب والكلمة الى الدرجة التي دعتني الى ان احلم باليوم الذي اصعد فيه الى الباص فأجد نصف الركاب على الاقل يضعون رؤوسهم في كتب يحملونها وينشغلون بالمكتوب فيها عن كل العالم الخارجي
حلم جميل وبعيد المنال اليس كذلك ؟
لكنني وفي زيارتي لمكتبة امانة عمان الكبرى الواقعة في وسط البلد اضطررت الى اللجوء الى صيغة اخرى للحلم
فأنا ايها السادة احلم ان ادخل الى المكتبة العامة فأرى نصف مقاعدها مشغولة
احلم بان ادخل الى المكتبة فاجد موظفا على مكتبه
ادخل الى المكتبة فأجد الجو العام المتوفر في المكتبة يجبر الإنسان على ان يظل فيها حتى موعد الاغلاق
واليكم ما حصل
دخلت الى المكتبة حاملا حقيبتي التي تحوي كتابا وكاميرا وطلبت من المسؤولة الموجودة عند مكتب خدمة الموظفين " وهي عجوز غاية في الطيبة والنبل كما رأيت " الاذن بتصوير المكتبة
وبالطبع سالتني عن الدافع وراء هذه الفعلة الغريبة على الاجواء المكتبية فلم اعرف ما اقول لها
هل اقول لها انني مدون ؟ ولكن ما هو التدوين
ام اقول لها انني صحفي ؟ واين هويتك ولمن تعمل واسئلة وبيروقراطية لا تنتهي
وعندما لم احز جوابا اعلم انه سيمكنني مما اتيت لأجله لجأت الى الكذب فاخبرتها والام يعتصرني " لأنني اكره ان اكذب على الرغم من مهارتي " انني مسافر الى خارج البلد في الفترة القادمة وانني اجمع بعض الذكريات التي ستذكرني ببلدي هناك في الغربة
خاصة ان هذه المكتبة بالذات كانت ملاذي ذات طفولة لا اذكر عنها الكثير
المهم انطلت الكذبة عليها وقالت لي لا مانع
صعدت الدرج وكلي خوف من ان يزعج تصويري لما اشاهده في المكتبة زوارها!!!؟
دخلت الى القاعة الاولى قاعة اللغة العربية
المكتبة على ما هي عليه تقريبا منذ كنت فيها ايام المدرسة
الكتب بأغلفتها الزرقاء غير المحببة , وموظفة لديها حاسوب وامامها سجل يكتب فيه زوار المكتبة اسمائهم ومهنهم وتاريخ ووقت الزيارة لغايات احصائية
وهنا سألني أحد الموظفين عما افعل فأخبرته بالكذبة ذاتها وسارت الامور على ما يرام
اما الامر الذي لا يمكن ان يكون على ما يرام ابدا فهو عدد الزوار الذين كانوا داخل القاعة
العدد ايها السادة كان صفرا مربعا ومكعبا
لا يوجد في القاعة سوى الموظفة فقط
وهنا بدأت التصوير فالتقطت الصور التالية
هل فهمتهم الرسالة التي فهمت ؟
الكتب تصيح وتئن : الزمن اكل علي وشرب , الغبار غطى جلدي الثمين , فأرجوكم فلتريحوني وليفتح دفتي احدكم ولو مرة في السنة
وبعدها سألت الموظفة عن الشعر فأخبرتني ان كتبه في القاعة الثانية فتركت القاعة الاولى وتوجهت احث الخطى علني اجد كتابا ما من الكتب التي كنت اقرأ ذات طفولة اضاعت السنون ذكرياتها
لكنني عندما صعدت الى الطابق التالي لم اجد اي موظف على مكتبه ولو اجد سوى حاسوب مشغل
ولكن امرا اخر افرحني واعاد الي الحياة
الا وهو انني وجدت وبعد طول انتظار بعض القراء !! ولله الحمد
اما عددهم فليسوا بالعشرات , ولا بالاحاد
هم ثلاثة رجال في الخمسينيات من العمر" او اكثر " قادهم امر ما الى ان يختار كل منهم زاوية من زوايا القراءة وينهمك في كتاب ما
فكرت ان اجري معهم حوارا ما , لكنني لم احب قطع علاقتهم بما يقرأوون
وبينماكنت اهم بالخروج من القاعة سمعت صوت انسان ما , ففرحت وصعدت الى الطابق التالي والى قاعة الروايات والكتب الانجليزية لاجد رجلا اربعينيا ربما " يسألني هل انت موظف هنا
ففهمت ان لا موظفين في هذا الطابق ايضا
لكنني عرضت عليه المساعدة فوجدته يسأل عن كتاب كليلة ودمنة فأخبرته انه كتاب مترجم عن الهندية نقله لنا عبدالله بن المقفع وحاولت معه كثيرا ان اجد الكتاب لكن دون جدوى
بل ان الرجل اتصل وعبر هاتف الموظفة " الغائبة " بالمقسم او الطابق السفلي عله يجد مساعدة ما , الا ان المساعدة لم تحضر
فاضطررت الى اخباره ان الكتاب موجود على الانترنت ومن الاسهل والافر للوقت وللجهد ان يحمّله من هناك
لا تعليق افضل من : لا تعليق
غاب القرّاء
وغابت سمر ايضا
وعلى الهامش اليكم ايضا هذه الصور
ما الحل ؟؟
ملاحظات سريعة
اعتقد ان اللوم يجب ان يلقى على طرفي المعادلة
القرّاء , المواطنون , الشعب بسبب إهماله لثقافته الى هذا الحد
بسبب تخليه عن حقه في التعلم والاستزادة من العلم الذي توفره الكتب
وكذلك المسؤولية واللوم على عاتق امانة عمان الكبرى وعلى وزارة الثقافة , ووزارة التربية والتعليم , ووزارة التعليم العالي فكيف يسمحون بان تهجر المكتبة على هذا النحو ؟ وكيف يتسرب الموظفون هكذا كما يفعل طلاب المدارس ؟
اتعلمون ما الاسم الذي يطلق على الموظف المسؤول عن المكتبة ؟؟؟
أمين المكتبة
فهل الصور التي في الاعلى تدل على الامانة ؟
لست اتهم احدا والخلل ليس في الموظفين وحدهم بل في المسؤولين عنهم قبل ان يكون فيهم ؟
وكيف يسمح للمكتبة بان تكون على هذه الحال من الجو الخانق والنظافة النادرة , والاهم والاخطر الكتب المهملة الملقاة كيفما اتفق ؟؟؟
هذه مناشدة من القلب الى كل صاحب منصب , الى كل مواطن , الى المثقفين , الى المعلمين , الى الطلاب , الى الناشطين عبر الانترنت , اتوسل اليكم الا تسمحوا لمكتبة الامانة ان تموت
فإنها في ذاكرة جيلي واجيال من قبلي واجيال من بعدي , وان سمحتم لها بالموت مات معها جزء منا , لن تعوضه كل مكتبات الدنيا
ففي هذه المكتبة بالذات فقدنا عذريتنا مع الكتاب الاول , والحب الاول
عاهدوا المكتبة بالزيارة ولو مرة واحدة في الاسبوع
عاهدوا المكتبة الا نرى هذين المشهدين مرة اخرى